قول: "لو أني فعلت كذا لكان كذا"
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام في صحيحه في كتاب القدر عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المؤمن القوى خير وأحب إلى الله عز وجل من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل فإن ( لو ) تفتح عمل الشيطان . ينهاناالنبي - صلى الله عليه وسلم - عن تعويد ألسنتنا النطق بهذه الكلمة الصغيرة ؛ لأنها تشير من طرف خفي إلى معارضة القدر ، وهذه المعارضة يلقيها الشيطان في نفسك من حيث لا تحسها ولا تشعر بها فهي مفتاح من مفاتيحه الكثيرة ، وحبالة من حبائله المتعددة التي يعدها ليصيد بها قلوب بني آدم ويستعين بها على إفساد نفوسهم أو إضلالهم أو إدخال الشك على قلوبهم في أقل المراتب .
وإن المسلم ليعلم علم الي...قين أن ما أصابه من خير وما لحق به من شر وما ناله من سواء إنما كان بقضاء الله وقدره منذ الأزل ، وأن ما قدره الله سبحانه واقع لا محالة .
السؤال: ما رأي فضيلتكم في قول الإنسان متسخطاً: "لو أني فعلت كذا لكان كذا"، أو يقول: "لعنة الله على المرض هو الذي أعاقني"؟
...
الإجابة: إذا قال: "لو فعلت كذا لكان كذا" ندماً وسخطاً على القدر، فإن هذا محرم ولا يجوز للإنسان أن يقوله، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان، ولكن قل: قد قدر الله وما شاء فعل"، وهذا هو الواجب على الإنسان أن يفعل المأمور وأن يستسلم للمقدور، فإنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
وأما من يلعن المرض وما أصابه من فعل الله عز وجل فهذا من أعظم القبائح والعياذ بالله، لأن لعنه للمرض الذي هو من تقدير الله تعالى بمنزلة سب الله سبحانه وتعالى، فعلى من قال مثل هذه الكلمة أن يتوب إلى الله، وأن يرجع إلى دينه، وأن يعلم أن المرض بتقدير الله،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثالث - باب المناهي اللفظية.
I
تعليق