الصبر على الابتلاء والبلاء والمصائب واجب على كل مسلم
ذكر الصبر في القرآن في أكثر من تسعين موضعاً؛ مرةً يمدح الله الصابرين
ومرةً يخبر الله بثواب الصابرين، ومرةً يذكر الله عزوجل نتائج الصابرين،
الصبر نعمة كبيرة على من يمن الله تعالى بها وهو إما صبر على البلاء
أو صبر على الطاعة والمسلم مأجور في كل الأحوال ما دام صابرا.
وعلى الإنسان أن يسلم بما يقع له من ابتلاءات
ولهذا الإجمال تفصيل في كتاب الله تعالى.
فهناك الصبر على بلاء الدنيا ونكبات الأيام. وهذا ما لا يخلو منه بر ولا فاجر، ولا مؤمن ولا كافر،
ولا سيد ولا مسود، لأنه راجع إلى طبيعة الحياة، وطبيعة الإنسان، وما رأينا أحدًا يسلم من آلام النفس،
وأسقام البدن، وفقدان الأحبة، وخسران المال، وإيذاء الناس، ومتاعب العيش، ومفاجآت الدهر.
وهذا ما أقسم الله على وقوعه حين قال:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 155 – 157).
ومما يعين المبتلى على الصبر أن يستعين بالله تعالى، ويلجأ إلى حماه، فيشعر بمعيته سبحانه،
وأنه في حمايته ورعايته. ومن كان في حمى ربه فلن يضام. وفي هذا يقول تعالى
في خطاب المؤمنين: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 46).
وفي خطاب رسوله: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) (الطور: 48)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء
ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد" رواه مسلم.
اقراء لي تعلم انك في نعمه لتشكر الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله (: يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب
لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض ) رواه الترمذي
الصبر في السعي في طريق الله – الصراط المستقيم – يعبر عن رضى العبد عن كل قضاء لله فيما أعطى فيشكر وفيما منع فيصبر ولا يتمنى سوى رضاء الله عنه.
كان من أدب الرضا والصبر للأنبياء أنهم لا يطلبون كشف البلاء فها هو ذا النون عليه السلام
وهو في بطن الحوت يدعو لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
وها هو أيوب عليه السلام في مرضه يدعو أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين
فهم يستحيون من الله أن يطلبوا شيئا بعينه فعلمه بحالهم يغنيهم عن سؤاله فهم يفوضون ربهم أن يختار لهم الخير
(اللهم خير لي واختر لي واختر لي الخير حيثما كان ثم رضني به).
وجزاء الصبر
استحقاقهم دخول الجنة، وتسليم الملائكة عليهم. قال تعالى:
(وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) (الإنسان: 12). (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا
وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا ) (الفرقان: 75). (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ
* سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد: 23 – 24).
تعليق