الاستقامـة
عن سفيان بن عبد الله قال . قلت : يا رسول الله ! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ؟ قال : قل آمنت بالله ثم استقــم ) رواه مسلم .
شرح
فضائل الاستقامـة بعد الإيمان :
أولاً : تتنزل عليهم الملائكة وتبشرهم بالجنـة وعدم الخوف .
قال تعالى : (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقامــوا تتنزل عليهم الملائكــة ألا تخافـــوا ولا تحزنـــوا وأبشروا بالجنـــة التي كنتم توعـــدون )
قيل : عند الاحتضار ، وقيل : يوم خروجهم من قبورهم ، وقيل : يبشرونه عند موته وفي قبره وحين يبعث ،
واختار هذا القول ابن كثير وقال : ” وهذا القول يجمـــع الأقوال كلهــا وهو حسن جداً
ثانياً : الاستقامة سبب لبسط الرزق .
قال تعالى : ( وألوا استقامــوا على الطريقــة لأسقيناهــم ماء غدقاً)
قال القرطبي : ” أي لو آمن هؤلاء الكفار لوسعنا عليهم في الدنيا وبسطنا لهم في الرزق “ .
ثالثاً : أن الله أمر نبيــه بالاستقامـة .
قال تعالى :( فاستقــم كما أمــرت )
كان الحسن يقول : ” اللهم أنت ربنــا فارزقـنــا الاستقامة “
لا يلزم من الاستقامة عدم الوقوع بشيء من المعاصي فقد
قال تعالى ( فاستقيمـــوا إليــه واستغفروه ) .
قال ابن رجب : ” فيه إشـــارة إلى أنه لا بد من التقصير في الاستقامــة المأمور بها ، فيجبر ذلك الاستغفار المقتضي للتوبـــة والرجـــوع إلى الاستقامة ،
ففي الصحيحين عن أبي هريرة . عن النبي قال ( سددوا وقاربــــوا ) فالسداد هو حقيقة الاستقامــة ،
1- وأعظم ما ينبغي مراعاتــه في الاستقامة استقامــة القلب ، فهو ملك الأعضاء وهي جنوده ، فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه .
وكذلك مما ينبغي مراعاة استقامتــه بعد القلب اللســـان ، فإنه ترجمان القلب .
ولذلك قال رسول الله ( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان ، تقول : إن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا ) رواه الترمذي .
وقد جاء في مسند الإمام أحمد عن أنس . أن النبي قال ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانــه ) .
- أسباب الاستقامــة :
أولاً : د عاء الله بالثبات .
كان يقول رسول الله: ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك ) .
ثانياً : قراءة القرآن وتدبره .
قال تعالى .. لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً .
1- أن من استقــام في هذه الدار على الهداية ، وفقه الله تعالى للهداية يوم القيامة .
قال ابن القيم رحمه الله :
” فمن هدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيــم ، الذي أرسل به رسله ، وأنزل به كتبــه ، هدي هناك إلى الصراط المستقيــم ، الموصل إلى جنتــه ودار ثوابــه ، وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار ، يكون ثبوت قَدَمــه على الصراط المنصوب على متــن جهنــم ، وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط “ .
2- أنه لا خوف ولا حزن على المستقيــم .
3- الحث على مجالسة ومصاحبــة أهل الاستقامــة .
4- وجوب المداومــة على العمل الصالح وأن ذلك من أسباب الاستقامــة .
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك ياالله
شرح
للإمام النووي رحمه الله
تعليق