الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أيهما أفضل التمكين الأرض الإبتلاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    أيهما أفضل التمكين الأرض الإبتلاء

    أيهما أفضل التمكين الأرض الإبتلاء


    أيهما أفضل التمكين الأرض الإبتلاء
    إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله .
    قال الإمام الشافعي - رحمه الله- حينما سئل : أيهما أفضل للرجـل :أن يُمكّن ، أو يبُتلى؟

    فقال: لا يُمكّن حتى يبتلى .


    معنى هذه الكلمة أن الرجل ، لا يُمكّن في الأرض ، وتكون له كلمة ، ويرتفع قدره بين الناس ، حتى يُبتلى ، ثم يصبر على البلاء ، فتكون جائزته في الدنيا ، التمكين .

    قال ابن القيم - رحمه الله - :«سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين، ثم تلا قوله ـ تعالى ـ: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَـمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}»
    انتهى كلام ابن القيم .

    أيهما أفضل التمكين الأرض الإبتلاء
    ((وقديماً قال ورقة بن نوفل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا ، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا ، إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ ، بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ ، إِلَّا عُودِيَ ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ ؛ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا».

    وقد بين الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن دخول الجنة مرهون بتجاوز المحن والبأساء والضراء، كما قال ـ سبحانه ـ:

    {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْـجَنَّةَ وَلَـمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} .

    ومن هنا ؛ فإن هذه المحن ، التي تصيب الأمة ، هي علامات الطريق ، للوصول إلى العز ، والكرامة ، والسؤدد ؛ فإن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل)) .
    ولقد زلزل المسلمون ، في أُحد ، وابتلوا ، بلاء شديدا ، فلما صبروا ؛ مكّنهم الله

    قال تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

    وابتلوا بالأحزاب ،

    قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)}

    أيهما أفضل التمكين الأرض الإبتلاء lod11.png
    بل إن عظماء الأمة ، من الأئمة المتبوعين ، المشهورين ، أصحاب المذاهب الأربعة ، قد ابتلوا بلاء شديدا:

    فقد ابتلي الإمام أبو حنيفة على القضاء

    وجلد الإمام مالك في مسألة طلاق المكره

    وسجن الإمام الشافعي وعرض على السيف

    وسجن الإمام أحمد وجُلد في (فتنة خلق القرآن)


    فما وهنوا ، لما أصابهم ، في سبيل الله، وما ضعفوا، وما استكانوا، بل صبروا ، واحتسبوا ، حتى مكن الله لهم جميعا، ولكن بعد الابتلاء ،


    بل لا يوجد إمام في الدين إلا ونجد في سيرته :

    مـــــــولده:
    نشـــــــأته:
    طلبه للعلم:
    شيوخــــه:
    تلامـــــيذه:
    مـحـنـتـــه:

    فلابد من وجود محنة لكل إمام {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}

    ولم يحدث أن انتقموا ممن آذاهم ، بل قد جعلوا كل من آذاهم في حِـل، وتجاوزوا القضية ونسوها كأن لم تقع .

    وقدوتهم رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذي جرح وهو يقول:
    (هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت)

    الراوي: جندب بن عبدالله المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1796


    فما فتّ ذلك في عضد أئمة الإسلام، ولا ثنى عزماتهم في الله وهممهم،
    ولا صدهم ذلك عما أوجب الله تعالى عليهم من اعتقاده والعمل به من الحق الذي أداهم إليه اجتهادهم،

    بل مضوا لسبيلهم، وصارت أقوالهم أعلاما يهتدي بها المهتدون،
    تحقيقا لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ

    أيهما أفضل التمكين الأرض الإبتلاء

    من حكمة الله فى إبتلاء المسلمين بالمصائب
    1- أن يتخذ منهم شهداء
    2- أن يتبين الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق
    3- وقوع عبادات من المؤمنين يحبها الله كالصبر والرضا واليقين والدعاء والتضرع
    4- المدافعة بين الحق والباطل لمنع فساد الأرض
    5- معرفة حقيقة أعداء الإسلام
    6- إثابة من يواسي ويعين المصابين من المسلمين ويدعو لهم

    أيهما أفضل التمكين الأرض الإبتلاء lod11.png

    خاتمة في موقف المسلم من الابتلاء :
    يختلف المؤمن في موقفه من المقدور عن سائر البريّات ، فهو يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه ، و ما أخطأه لم يكن ليصيبة ، و هذا ما يحدوه لتسليم أمره ، و زمام قياده إلى ربّه الرؤوف الرحيم ، الذي وعد المؤمنين و المؤمنات بالتثبيت عند الشدائد و الملمّات .
    { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ فِي الآخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } [ إبراهيم : 27 ] .
    و المؤمن باحتسابه الأجر فيما يلحقه من لأواء ، موعود بجزيل الأجر ، و عظم الجزاء ، و لذلك يتلقاه بتثبيت الله تعالى له ، راضياً مطمئناً ، و إن لم يكن يتمناه .
    يقول مسروق الوادعي رحمه الله ( إن أهل البلاء في الدنيا إذا لبثوا على بلائهم في الآخرة إن أحدهم ليتمنى أن جلده كان قرض بالمقاريض ( [ من كتاب المحن ، لأبي العرب التميمي ، ص : 283 ] .
    و في مقابل المؤمن الثابت كالطود الشامخ أمام نوائب الدهر ، صنف آخر من البشر لا يلوح له البلاء إلا و تنهار قواه ، و يهتز كيانه ، و لا يلبث أن يسقط في ما يعترض سبيله من فتن ، و هذا شأن المنافقين ، و من قالوا آمنّا بألسنتهم و لم يدخل الإيمان في قلوبهم .
    فهم كخُشبٍ مسنّدةٍ ، لا حياة فيها و لا إيمان يقويها .

    أيهما أفضل التمكين الأرض الإبتلاء

    اراد الله سبحانه وتعالى لهذا الدين الخاتم أن يكون دينا كاملا في تشريعاته وأحكامه، وأن يكون الدين الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى للناس أجمعين، وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بأن هذا الدين سوف يتمكن من العالم كله، وسيصل الى مشارق الأرض ومغاربها بعز عزيز أو بذل ذليل، وأنه لا يبقى موقع قدم من هذه الأرض إلا ويصل إليها صوت الأسلام وصوت التوحيد وصوت الآذان.
    (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون، إِنَّ فِي هَ?ذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
    فليرجع كل واحد منا الى نفسه ليبدأ بإصلاحها ثم أهل بيته .
    نسأل الله أن يُصلح أحوالنا وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن


    منـقول




Loading...


يعمل...
X