التسلسل السليم للتشخيص الدقيق

وأقصد هنا ما يجب أن يتوقعه الأهل وينتظره من الاختصاصي في تعامله مع "حالة" ابنهم عند عرضه لأول مرة للتشخيص

مقابلة الأهل:

هنا على الأقل سيستهلك الأمر جلسة واحدة بمدة ساعة، يستفسر فيها الاختصاصي عن بعض المعلومات الروتينية بخصوص الحمل والولادة ومراحل النمو العامة
ثم يبدأ بالتدقيق أكثر وأكثر في كل معلومة يستقيها من الأهل، ويحاول تكوين أقرب صور لروتين الطفل اليوم، ولسلوكه، تغذيته، نومه، أسوأ حالاته السلوكية، تواصله اللغوي وغير اللغوي، وجوانب عدة تزيد وتنقص بحسب مدى تعقيد الحالة وندى انتباه الأهل لتفاصيل الطفل.

__________________________________________________ ______________

قوائم النمو والتطور الطبيعي:

بعد تسجيله للملاحظات المتعددة من الأهل، ومن مراقبته للطفل أثناء مقابلة الأهل،يقارن الاختصاصي بين وضع الطفل الحالي وقوائم النمو والتطور، ليحدد مدى التأخر أو الفجوة بين مستواه الحالي والمستوى المفروض نسبة لعمره الزمني.
** قوائم النمو هي قائمة من المهارات التي يجب على الطفل اكتسابها تلقائياً ودون تعليم مباشر، محددة كلُ في مرحلة عمرية واضحة.

__________________________________________________ _______________

اختبار اللغة:
ويقوم به اختصاصي اللغة -في حال تواجد فريق متكامل-

وبالطبع يجب أن يشمل كل جوانب اللغة، تعبيري\ استيعابي\ نطقي\ استخدام

اختبارات اللغة المقننة في العالم العربي محدودة جداً ومحصورة ضمن بلد المنشأ نظراً لاختلاف اللهجات والثقافات الاجتماعية

لكن يُفترض بكل اختصاصي نطق ولغة أن يكون لديه اختبار لغه -غير مقنن في اسوأ الاحوال- يستند إليه لتحديد العمر اللغوي للطفل.

__________________________________________________ _____________

ما بعد جلسة مقابلة الأهل، يستعد الاختصاصي للجلسات الفردية مع الطفل بكل ما فيها من صعوبات

المثالي أن يعطي الاختصاصي نفسه والطفل الفرصة للتقييم والتشخييص خلال 3 جلسات بعد المقابلة الأولي
يقوم فيها الاختصاصي بتفخص تواصل وسلوك الطفل
ويفحص اعضاء النطق والوجه للتأكد من السلامة العضوية.
ويختبر كل المهارات الأسااسية التي يجب على الطفل أن يعرفها -نسبةً لعمره-
في هذه الجلسات من المتوقع والطبيعي أن يبكي الطفل، وغالباً ما يعتمد الاختصاصي على اللعب في كل الاختبارات المطلوبة لكسب ود الطفل أولاً ولتسيهل الاستجابة ثانياً.

__________________________________________________ _________




اختبارات التوحد ومنها كارز

ولا أنصح بقبول الخضوع له إلا في حالة وجود الفريق المتكامل وليس اختصاصي نطق ولغة فقط او اختصاصي نفسي فقط.

هذه الاختبارات تشمل ملاحظات عامة عن طريق ألعاب أو استخدام أدوات بسيطة بما يناسب عمر ومستوى تفاعل الطفل بالاضافة أسئلة تفصيلية للأهل.

البديل عن الاختبار هو قوائم التشخيص dsm 4 أو 5

هذه القائمة كقائمة النمو والتطور الطبيعي لكنها تعد أخر خطوة للتشخيص وهي المصفاة التي يضع فيها الاختصاصي كل ما لاحظه وسجله وعلمه عن حالة الطفل ليصل منها للخلاصة النهائية للوضع الحالي.

__________________________________________________ ______

في الجلسة الرابعة يُفترض بالصورة أن تكون واضحة ودقيقة أو أقرب ما يكون للدقة

ويفترض بالاختصاصي ان يجالس الأهل ويشرح لهم مسمى تشخيص الطفل، والأسس التي اتبعها للوصول للتشخيص

** أنا شخصياً أعطي مسمى التشخيص للأهل في ختام الجلسة الثالثة وأطلب منهم إجراء بحث حوله، ثم نعقد جلسة نقاش وشرح بقدر ما يحتاجون في الجلسة اللاحقة.

__________________________________________________ _________

ملاحظات:

1) لا يخلو الأمر من "حالات" تستعصي على الاختصاصي وبالأخص للأطفال الذين يبكون بكاءً متواصلا حتى بعد جلسات عدة، مما يصعب تسجيل الملاحظات وتطبيق الاختبارات.

2) وفي حالات أخرى تكون الإجابة واضحة تماماً فقد يتعجل الاختصاصي لطرح التشخيص النهائي، ولا بأس في ذلك إن كان ذو خبرة، شريطة أن لا يكون ذلك من أول جلسة مهما كانت خبرته طويلة و "شعره أبيض".

3) ما ذكرته هنا هو أقل وأبسط ما يجب توقعه لتشخيص الطفل سواء بالتوحد أو غيره، ولا يجب على الأهل التغاضي عن قفزات غير علمية ولا عمليه يقوم بها بعض الاختصاصيين لتعجيل "كسبهم" للحاله لحاجة في أنفسهم.

----------------------------

في المشاركة القادمة سأتطرق للعوامل التي قد تخلط الأمر على البعض في التشخيص بالتوحد أو غيره.

للحديث بقية...