تويت
العلاقات
العلاقة.. ما هي إلا ارتباط دو مغزي أو دلالة بين الناس
وتختلف علاقة عن علاقة في مدى قوتها.
فنحن قد نكون علاقات مع العاملين في المصرف أو المطعم أو الأسواق
التي نتعامل معها أسبوعيا ولكن على الأرجح تكون علاقات عرضية .
ومن جهة أخرى تكون علاقتنا مع أصدقائنا القدامى أو زملاء الدراسة السابقين
أكثر عمقا رغم أننا قد لا نراهم سوى مرة أو مرتين في العام .
وبصـــفة عامــة
فإن أكثر العلاقات تأثيرا هي علاقات التعليم والتعلم
والعمل والأسرة والعلاقات الشخصية (الصداقة أو الزواج)..
ولقد كثرت الكتابة في أيامنا هذه عن العلاقات المختلفة أو المضطربة...
والتي يرجح البعض أن السبب في زيادتها يعود إلي
تأكيد الكتابات التي تدور حول مساعدة الذات على وضع الذات أولا وقبل الآخرين
فهي كتابات تحث على حقوقنا ومقاومة أن يستفيد من الأخرون .
حقيقـــــة تحتوي هذه النصيحة عنصرا من الحقيقة
فبعض الناس قد يضحي بأحلامه وآماله ليسعد أنانية الأخرين .
ولكــــن من جهة أخرى فإن هذه النصيحة لا تلائم الناس المستغرقين في ذواتهم
ولا يهمهم سوى حقوقهم ويهملون حقوق الآخرين .
فمثل هؤلاء الأشخاص عليهم أن يقوموا بمسئولياتهم تجاه الآخرين
فالمسئـــــــولية عنصر هام في العلاقات
فعلى سبيل المثال/
المدرس مسئول عن جعل الدروس واضحة ويضع اختبارات عادلة
والتلاميذ بدورهم عليهم أناء ما يطلب منهم والانتباه في المحاضرة .
وأيضا الأصدقاء وأعضاء الأسرة الواحدة لديهم مسئولية متبادلة للدعم والتشجيع والمساندة .
وعمــــــــــوما
فإن العلاقات الجيدة ليست نتيجة الصدفة أو الحظ
بل يمكن أن تكون نتيجة لبعض الإرشادات .
ولقد سبق وذكرن ا القاعدة الذهبية: "عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك".
و عليك إتباع بعض الإرشادات الناتجة عن هذه القاعدة كما يلي:
تعرف على الآخرين:
عندما تتقابل مع أحد من زملاء الدراسة في الكلية أو جار في منطقتك بادر بإلقاء التحية . فكما نصحنا الرسول صلى الله عليه وسلم بإفشاء السلام .
كن كريما في المجاملات وشحيحا في النقد
يحب الناس المجاملات ومعظمهم يرفض النصيحة غير المطلوبة أو النقد . لذلك لا تعطي أبدا نصائح غير مطلوبة وحتى إذا طلب أحد منك النصيحة تأكد أولا أنه يريدها بالفعل .
احتفظ بحالاتك النفسية لنفسك:
لا يحب الناس الشخص الدائم الشكوى أو المتشائم
أبذل جهدك كي تكون إيجابيا في ملاحظاتك ومتفائلا .
توقع الكثير من ذاتك والقليل من الآخرين:
كلما توقعت الكثير من الآخرين ستكون كثير النقد لهم على تقصيرهم معك ، وإذا توقعت من ذاتك الكثير فستركز على تحسين ذاتك . وهذه العادة ستساعدك على التطور وتجعل من حولك مسرور بك ، والأكثر من ذلك أنك كمثال جيد ستكون أكثر إقناعا لمن حولك .
كن متسامحا مع الآراء المختلفة:
عندما تدخل في مناقشات مع الأخرين في مسائل جدلية سواء كانت اجتماعية ، دينية ، سياسية ، حاول أن تعرض رأيك بوضوح لا أن تغير أفكسار الناس لأنه إذا كان هدفك تغيير الناس ستشعر بإحباط .
كن حساسا لمشاعر الآخرين:
هذه القاعدة من الصعب أن نلاحظ وجودها لأن الوقاحة أصبحت موضة ونراها في كل مجال: في البيوت ، في المدارس ، في مكاتب العمل ، فسي الأسواق وفي غرف المحادثة على شبكة المعلومات الدولية ... الخ .
فاللغة البذيئة والسلوكيات الفجة غير المحترمة نجدها منمذجة حتى في برامج الواقع في التليفزيون . لذلك يجب عليك رفض مثل هذه التأثيرات السالبة وتجنب الكلمات أو التلميحات التي تهين أو تحقر من شأن الآخرين حتی ولو كانت على سبيل الدعابة .
وازن التحدث مع الاستماع:
نحن نعاني من نقص المستمعين الممتازين ومن وفرة المتحدثين الممتازين مع أن ممارسة الاستماع للآخرين يجعلك تتعلم أكثر مما لو كنت متحدثا . لذلك حاول أن تكون مستمعا جيدا لما يقوله الآخرون .
فكر قبل أن تتكلم:
إن الفضفضة بكل ما يطرأ على ذهنك ما هو إلا طريقة مؤكسدة الإشارة المشكلات مع الآخرين . فقبل أن تتكلم توقف و اسأل نفسك:
مـــــا الأثر الذي يمكن أن يحدثه هذا القول ؟
وهـــــل يجب قوله وإذا كان يجب قوله ففي أي عبارات يمكن صياغته ؟
وبمثل هذه التساؤلات يمكن أن تتجنب كثير من المشكلات .
تخلص من العواطف السالبة:
إن الكشف عن العواطف السالبة للآخرين سيؤدي إلى تمزق العلاقانت معهم .
وأيضا إذا بقيت هذه العواطف بداخلك سيكون أثرها سيئ عليك .
ولذلك إذا ما شعرت بهذه العواطف السالبة حدث نفسك عنها للتخلص منها .
وقد يكون إخفاء هذه العواطف السالبة صعبا في حالة ما إذا كانت تمثل رد فعل لإهانة حقيقية .
ولكن حتى في هذه الحالة حاول قدر الإمكان عدم الإعلان عنها
أحجم عن النميمة:
إن التحدث عن الآخرين من خلفهم علامة على عدم احترامهم ويؤدي إلى هدم العلاقات . وتذكر دائما أن من يتكلم معك عن الآخرين من خلفهم سوف يتكلم عنك أيضا من خلفك .
ولقد نهي القرآن الكريم عن النميمة وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة: "يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه" الحجرات ۱۲ .
اعتذر عندما تخطئ:
إن الاعتذار بكلمات بسيطة مثل "أنا أسف" يزيل الحقد والاستياء ويسترجع العلاقات التي كان يظن أنه متعذر إصلاحها . وتنبه إلى أن التأخر في الاعتذار يؤدي إلى تصعيب القول به ، ولذلك يجب أن تنمي عادة الاعتذار فور إدراكي بوقوعي في خطأ . وحتى إذا كنت تشعر إنك لم تخطئ إلا في جزئية إعتذر عن هذه الجزئية .
اعفو عندما يخطئ أحد في حقك:
قد يكون العفو عن الآخرين أصعب من الاعتذار لهم خاصة إذا لم يعتذر الشخص الذي أخطأ في حقك . ولكن بدون العفو سيبقى الشعور بالاستياء حسائلا بين إصلاح العلاقة وكما يقول القرآن الكريم: "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم" النور ۲۲
وأيضا الآية الكريمة "وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم" التغابن 14
كن صانعا للسلام:
حاول دائما الصلح بين من تعرفهم من أشخاص إذا وقع ما يسوء العلاقة بينهم
فكما تقول الآية الكريمة: "إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون" (الحجرات ۱۰).
قم بمسئولياتك تجاه الآخرين:
في علاقاتك كن مدركا لواجباتك تجاه الآخرين وابذل أقصى ما في وسعك القيام بهذه الواجبات
تطلع دائما إلى الفرص التي تكون فيها إنسانا خلوقا:
تصرف دائما بخلق طيب مع الآخرين لتكون موضع احترام ومرتاح الضمير وقرير البال
التفكير الناقد – الفصل الخامس
أ. د. سهام النويهي
تعليق