حياك الله أخوي / الكواري


على ما طرحته لنا من موضوع مفيد عن شاعرتنا وشاعرة الخليج ( صدى الحرمان )

وجزاك الله كل خير ..

وأسمح لي ياخوي


في طرح موضوع متكامل عن شاعرتنا القديرة


(( صدى الحرمان ))

أخواني أخواتي أعضاء وزوار

(( منتديات تحدي الإعاقة ))

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..

يسعدني ويشرفني أن أقدم لكم ضيفه لها مكانتها وحضورها الذي لا تليق إلا بها.

إنها الشاعرة المتألقة

(( صدى الحرمان ))

منذ فترة وجيزة أحاول تقديم موضوع شامل ومتكامل لسيرة وحياة هذه الشاعرة مع مقتطفات من قصائدها وأرجو أن تعذروني في تأخري في تقديم هذه الإنسانة الغالية علي وعلى قلوب الجميع

لقد رحلت ولكن لازالت تسكن في أعماق ووجدان من أحبوها وأحبوا شعرها

هي إنسانة قبل أن تكون شاعرة .. لم تعقها الظروف ولا العقبات التي عاشتها في تقديم ما لديها من إبداع وبوح أمتاز بالعذوبة والجمال.

هي الشاعرة القطرية الراحلة

(( صدى الحرمان ))

صدى ..... صوت الآهات التي تسكن ذلك القلب المبتسم والذي يرسم بين خلجات نفسه ذلك
الحرمان من الانطلاق الروحي المفعم بنكهة العنبر لأنه صدى حرمان فراشة حلقت
بين سطور الفؤاد ونثرت رماد أجنحتها المثقلة بآلام النفس الطفولية الجريئة ....

من على أسوار الروح .... وتنفس الذات .... ورسم العيون على أطراف تلك الشواطئ
التي نلقي بها دموعنا.... وكل دمعة ترسم حولها أطوار القصص واحدة تلو الأخرى .

لتكن هي تلك الفتاه التي تلبس إكليلا من الحب والشموخ تزينه زهرات العمر النقي الطاهر .....

شاعرة قطر وزعفران الدوحة ...
وحلوى القلب المشتعل بحنين الشوق لترتيب القصائد
بين أنفاس المكان الذي تجالسه .....
شاعرة ودعت عهد السكر والتوت ....
ودعت عهد الحب والجمال...

وعاشت في عهد الذكرى النقية ... وتبقى هنااا بين دفاتر الروح ترتب أبياتها في
كشكولها المدرسي الأول ..... والذي قرر هو الآخر أن يفارقها كما هي!

بعض أحلام الزمن المعتق بفكرنا الساذج لأن نكون دائما هنااا وهناااك ....
قررت( تليله المهندي ) أن تكون هنااااك وفي أرقى مراكز الروح ... تنسجم معها الزهور ....
وتعايش رياض الأرواح في كل مكان ... من على عرش الكرسي المنكسر تحلق وتقف شامخة ...

لتطول بجبينها سحب التفاؤل والرقي .... ولتلف بعباءتها المطرزة بحلم البقاء الخليج بأكمله ...

ولا تتوانى وتتراجع أبدا وتبقى ترنو نحو الحلم وتقذف بعيونها الساحرة من ضفاف شواطئ الدوحة لضفاف الشعر أينما كااان ........

ورحلت صدى الحرمان من على تلك الأسياج الميتة لتحيى من جديد بحلتها الأرقى وجمالها الأخاذ ...

تسلب منا نبضات قلوبنا التي اختارتها لتعزف بها أرق وأعذب بحورها .....

بالوجع والألم والحزن والدمع والألم حيث تتقلب كلماتها على جمرات الأنفاس المحترقة
بنفحات قصائدها التي يثقلها الحزن المنسوج من خيوط الأمل ....

وداعاااا لذلك الكرسي ..... وداعااا لتلك الأرفف الحزينة وشكرااا أيتها الأقداااار ....
ورحل حلم الشعر في صوت عذوبتها ورنيم روحها وبقت هي هنااااااا شامخة .....
صدى الحرمان ترتلنا في زوايا تلك الأماكن ........ وداعا شاعرة الخليج ....

وتبقى لنا أوجاع دفاترك تقلبنا ولا يقوى أحد أبدا على تقليبها ......!

رحلت ولكنها بقت في قلوبنا.. وفي ذاكره محبيها وعشَاق صدى حروفها..


رحمها الله بواسع رحمته .. وأسكنها فسيح جناته..

الشاعرة في سطور

الشاعرة القطرية الملقبة بصدى الحرمان

ليس هناك من لا يعرفها أو يعرفها أحاسيسها التي انتشرت بين كلماتها

تحدت صعاب خلقتها وجاهدت إعاقتها وكسرت كل الحواجز

لكي تثبت وجودها المتميز

وأثبتت إن المرأة لها كيانها وإنها قادرة على تحدي الصعاب في أي مجال

وهي المولودة في 23 ــ 9 ــ 1962م

في مدينة الخور على الساحل

الشمالي الشرقي لقطر

تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة الخور الابتدائية وتوقفت عن الدراسة بسبب ما تعانيه من إعاقة جسدية حالت دون تحقيقها لطموحاتها العلمية.

إلا أنها ونتيجة لإعاقتها الجسدية توقفت عن التعليم لكنها لم تتوقف

بل اندفعت تركض من داخلها باتجاه الشعر والنزف والإبداع حتى

أصبحت تُلقى قصائدها في أروقة الجامعات

وأصبحت واحدة من أهم الأسماء

الشعرية النسائية في الخليج

حازت على المرتبة الثانية لأفضل

شاعرات الخليج


وكانت على الكرسي المتحرك تمثل قطر في المحافل

الدولية ومنابرها الثقافية منذ العام 1985م

عندما بدأت بكتابة الشعر سنة 1985 واستمرت بطريق الأدب والشعر النبطي كان لها العديد من النشاطات بمجال الشعر النبطي وأشرفت على بعض الصفحات التي تعنى بالشعر النبطي وذلك بالصحف والمجلات القطرية ومنها صفحة أنامل الوطن بمجلة أخبار الأسبوع القطرية سنة 1989 م
كما خصصت لها تحرير ( الصفحة الأدبية) في مجلة الحياة القطرية والخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ..
وصفحة عزف على الورق بجريدة الشرق القطرية..

وحازت على المرتبة الثانية بين افضل شاعرات الخليج العربي ضمن استفتاء أقامته مجلة النهضة الكويتية وبذلك حازت على لقب شاعرة الخليج الثانية ولقبت بشاعرة قطر الأولى...

لم تحد الإعاقة من عزيمتها في مواجهة مختلف الآلام الجسدية والنفسية..

انتقلت إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 18/8/2002 م

بعد معاناة طويلة مع المرض الذي أقعدها في السرير الأبيض حتى وفاتها

فكانت رمزا للعصامية والمثابرة

واستطاعت أن تضرب مثلا يحتذى به

رحم الله الشاعرة تليلة المهندي

واسكنها اللهم فيسح جناته

قدمت لنا أروع القصائد انظروا إلى من لم تكون بكامل أعضاء جسمها وعلمتنا العجب والإبداع

ولكن لم تمنعها الإعاقة عن كتابة الشعر والخواطر الشعرية التي تتحفنا

بها هذه الشاعرة الكبيرة لقد عاشت أيام مريرة مع المرض وهى تكتب لنا معاناتها

فقد أقامت الراحلة ( صدى الحرمان ) العديد من الأمسيات الشعرية النسائية ببلدها قطر وبالإمارات ولها بعض النصوص المغناة مثل : أغنية لا تنام للفنان فتى رحيمه وأغنية مسلسل حكم البشر غربة بصوت المطرب طلال سلامه وأغنية ما تغيرنا للفنان سعد حمد وغيرها من الأغاني ومنها الوطنية..

وقد اصدر لها ثلاثة دواوين اثنان بعنوان رحلة أيامي وكان ذلك خلال حياتها والثالث بعنوان (( رحلة حرف )) وكان بعد وفاتها..

ولقد كرم المجلس الثقافي بدولة قطر الراحلة الغالية بأن اصدر ديوانا يضم جميع قصائدها ولا شك بذلك في أن صدى تستحق اكثر من ذلك..

إن كل كلمة تكتب أو كل حرف تكتبه صدى الحرمان كانت بمثابة علاج لمرضها أنها

اكبر بكثير من أن تكون فقط شاعرة بل هي طبيبه بعلاجها الشعري الذي يدخل الروح

بدون أن يكون هناك ألم ولا جرح إنها صدى الحرمان إنها آهات الحزن تليلة المهندي

التي أدخلت الكثيرين إلى عالم الشعر والحزن إنها كتاب الآلام كتاب الأحزان.

وبذلك حازت على لقب شاعرة الخليج الثانية وحازت على الكثير من الجوائز من الشركات والمؤسسات الخيرية ولهذا صدى الحرمان ظلت طريحة الفراش آخر أربع سنوات لإصابتها ..


وكان آخر إصدارتها

( رحلة أيامي ) وكان بهذا الديوان تختتم رحلتها مع العذاب مع المرض والشعر معا واختارت صدى الحرمان إهدائها لديوانها الأخير ( رحلة أيامي) إلى كل القلوب التي قرأت و تابعت وشاركتها الدمعة قبل الابتسامة إلى كل القلوب التي أحبت صدى الحرمان دون أن تعرف من هي وفى موضع آخر من تقديمها و إهدائها ديوانها الأخير

قالت : إلي قطر ... إلى أمي ...إلى الغالية على قلبي الطفلة منيرة التي هاجمتها الإعاقة مبكرا جدا جدا ولم تمهلها لتتمتع بطفولتها البريئة اهديها رحلتي مع المعاناة متمنية أن تضئ لها شمعة لتواصل طريقها في الحياة ..


وهكذا وبهذا التدفق الإنساني اختتمت صدى الحرمان عطائها الشعري الزاخر فكان ديوانها صرخة لصداهـا وصعدت روحها إلى بارئها بتاريخ 18 أغسطس 2002م وبذلك تكون خسرت قطر والخليج أفضل شاعراتها على الإطلاق

نعم رحلت عن الحياة ولكن ستظل صدى الحرمان في وجداننا معنا أينما ذهبنا رحمة الله عليك يا تليلة المهندي واسكنها اللهم فسيح جناته


هذه هي صدى عاشت كصرح عظيم من المشاعر ورحلت وبقيت مشاعرها تنعاها في كل لحظه من لحظات الحياة .

رحمك الله يا صدى الحرمان وأسكنك الله فسيح جناته

ما كتبته مريم الأشقر (( بنت الشبكة )) وعاشقة البسمة في هذا المنتدى في ذكرى السنة الأولى لوفاتها في الشبكة العربية لذوي الأحتياجات الخاصة ..

( صدى الحرمان .. حكاية حبكت خيوطها " تليلة المهندي " رحمها الله )

( رحلت وما زالت تعيش في قلوب الجميع )

كم من الذكريات تختزنها ذاكراتنا وكم من الذكريات نحب أن نستعيدها بين

كل حين وحين ربما كانت هذه الذكريات سعيدة وربما كانت عكس ذلك

ولكننا نظل بحاجة لأن نتذكرها .. أنها الذكرى الأولى ففي مثل هذا اليوم

من العام الماضي وافت المنية صدى الأرض وصدى الخور بل صدى قطر

كلها " تليلة المهندي " التي أبت أن ترحل إلا بعد أن وصلت إلى

" هامة العز " وتربعت عليها بل ونقشت قافيتها هناك بحروف من تذكر ..

من ينسى " صدى الحرمان "


وقد فجرت من عجزها قوة وإبداعاً .. ورسمت لنفسها مكاناً في جبين

المجد مطبوعاً في قلوب أحبتها .. تلك القلوب التي تفجرت حباً وعطاء

و ........حزناً على فراقها ..


وقد كتبت شاعرتنا في عدة مواقف إنسانية رغم ما كانت تعانيه من ألم

الإعاقة فقد كتبت عن نفسها تقول :

تذكرني

إذا تسمع بليل الشوق أشعاري

وإذا دمعة طفل سالت

وأشجار الصبر مالت

وشفت الناس تتغير

ومأساة الغدر تكبر

تذكرني

وهكذا أنشدت صدى الحرمان بهذه الكلمات وكأنها تقول لنا أن لا ننساها وأن

نتذكر صدى وأن لا ننساها من الذكرى ..

ولم تنسى رحمها الله .. أهم شريحة بالمجتمع والتي تنتمي لها شاعرتنا

ألا وهي شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين كانوا يعانون نفس معاناتها

فأهدتهم أكثر من قصيدة لتحثهم على الصبر والتحمل والمشاركة في بناء

الوطن ..

يا معتقد بالضعف خل اعتقادك
بعزيمتك في همتك والإرادة

شارك وشارك في تقدم بلادك
غيرك أبد ما فيه عنك زيادة


لقد كان موت الراحلة صدى الحرمان صدمة لكل من عايش معاناتها وعشق

حرفها وتابعها عبر منابر الشعر هنا وهناك .. فالراحلة رغم عجزها الجسدي ،

كان لها أثر عظيم في الشعر الشعبي القطري حيث تعد من أبرز الأسماء

القطرية والخليجية النسائية التي استطاعت بتمكن كبير من حجز مكان لها

في المقدمة .. ونحن كمحبين وأصدقاء نود أن نقدم لشاعرتنا وصديقة

محببة لقلوبنا شيئاً من الوفاء والذكرى .. لأنها تستحق التوقف أمام تجربتها

الثرية .. بوصفها أمرأة قادرة على تحدي المحن وكونها شاعرة تعد من أهم

الأصوات الخليجية النسائية .. أن قدرتها على تحدي الواقع العاجز وصلت

إلى مداها ، حينما أصرت أن يكون لها في كل محفل صوت مجلجل ، فغنت

للوطن وعزفت على أوتار العاطفة ..

إلا أن كل ذلك العزم والتحدي تعب أخيراً حينما احتضنها الفراش الأبيض ..

الحضن الأخير .. لتودعنا .. تاركة في قلوب محبيها الخضراء .. وأماً رؤوم

يا صدى لازالت تبكي فراغك يا الغالية .. وأخوة وأخوات لازالوا يتذكرون

ضحكك الدايم معهم .. ولا زالت الطفلة الصغيرة حبيبتك ( منيرة ) ذات

خمسة أعوام التي تزحف إلى غرفتك وتتذكر عطفك وسخائك عليها وتقول

أن صدى رحلت عند ربها أحسن لها .. أن ذكراك يا صدى يزيدني لوعة وألماً ..


صدى المعاناة .. صدى الحرمان .. صدى الحب والصدق والوفاء .. صدى الإحساس الصادق ..


هكذا كانت صدى رغم معاناتها تعيش معاناة الآخرين , وكانت تعبر في

أشعارها بلسان الطفل المحب ، بلسان الطفولة ، بلسان البراءة , فلم

يقتصر شعر صدى الحرمان على تعبيرها لمعاناتها بل كانت كمن يبحث

عن البسمة لترسمها على وجوه الآخرين ..


رحلت صدى في يوم الأحد 19/8/2002 م بعد أن تعبت من مجاملة واقع

يغرس سيوف الألم والعجز فيها .. رحلت بعد أن شعرت بأنها نشرت كل

قصائد اللوعة في دفتر الأيام مسجلة ( رحلة حرف ) لا ينسى ..


( رحلة حرف ) ديوان ضم كل قصائدها لشاعرة القطرية الراحلة صدى الحرمان
صدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون قام با الاشراف عليه الشاعر

فالح العجلان الهاجري .. وتولى الإعداد صقر الكعبي .. ويحتوي الديوان على

( 162) قصيدة للشاعرة ، كما تضمن الديوان مجموعة من المقالات التي كتبت في رثاء الشاعرة . من قبل الأدباء والصحفيين والشعراء وكل محبين

صدى ..


نعم يا صدى لا يوجد فراق أصعب من فراقك وفراق من أولئك الذين خلفوا

وراءهم أرثاً عظيماً لا يغفله الزمن ويحفظه التاريخ ..


فنامي يا صدى قريرة العين لأن شعرك وكلماتك ستبقيك أبداً طيفاً جميلاً

يذكرنا بالزمن المتوج بالحب ..



يا صدى والصوت لا ماله صدى
من غيابك والحروف بلا كلام

المعاني سارية لآخر مدى
ضايعة ما بين كتمان وظلام



تم تجميع المقال من الصحافة القطرية في الذكرى السنوية الأولى

لرحليها ,,,,,, وبعض الكلمات ( لبنت الشبكة / عاشقة البسمة) (( مريم الأشقر )) وما جاش به حزنها لفقدانها

لصدى الحب والعطاء ،،،

وتقبلوا تحياتي ،،،

من خلال ورقة العمل التي قدمتها مريم الأشقر في المنتدى الثقافي الأول لذوي الاحتياجات الخاصة بقطر في مايو 2004 م وكانت بعنوان

(( واقع اهتمام دولة قطر في المجال الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة ))

تطرقت فيها إلى (( نماذج مضيئة )) من الأشخاص من ذوي الإعاقة والذين تميزوا في عدة مجالات منها :

1. مجال الإنترنت : جاسم الهاجري ( إعاقة حركية ) وشبكة الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة ..

2. مجال الشعر : وتحدثت فيها عن تميز الشاعرة الراحلة صدى الحرمان ( إعاقة حركية ) ... وشاعر المناسبات علي محمد الكميت ( إعاقة بصرية ) ..

3. مجال الموسيقى : محمد المري .. الملحن والموزع الموسيقي ( إعاقة بصرية ) .

والراحل محمد أحمد الساعي .. الطرب والغناء ( الله يا عمري قطر ) ( إعاقة بصرية ) .

4. مجال الفن التشكيلي : الفنانة التشكيلية منيرة سلمان سلطان الكواري ( إعاقة حركية ) ..

ابتسام مسعود سالمين .. نموذج فريد للإعاقة والإصرار ( إعاقة ذهنية ) ..

وسا أدرج لكم ما كتبته في هذه الورقة عن شاعرتنا (( صدى الحرمان ))

صدى الحرمان : الشاعرة الراحلة ..

( بعد فترة علاج مؤلمة .. فقدت كرسيها المتحرك .. لترقد على سرير المعاناة ) ..

كلمتان قادرتان على تجسيد حياة هذه الإنسانة التي ولدت وخرجت للحياة لتصنع من ضعفها قوة تحطم بها كل المستحيلات التي عرقلت مسيرتها في تلك الحياة ودروبها الشائكة المظلمة إلا من بصيص أمل ونور إيمان هما السلاحان الوحيدان اللذان استخدمتهما " الصدى " لمحاربة تلك الجيوش العظيمة .. جيوش المرض والإعاقة والحرمان .. جيوش الألم والمعاناة والضياع ..

الشاعرة القطرية تليلة عبد الله غانم المهندي الملقبة ( بصدى الحرمان ) من مواليد مدينة الخور .. ولدت وكان يبدو على جسمها الضئيل بودار الإعاقة بتشوهات بسيطة في العظام ، لكن ذلك لم يكن يمنعها من المشي كغيرها من الأطفال ، تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة الخور الابتدائية .. حيث بدأت ظواهر المرض تعيقها عن إكمال دراستها حيث توقفت عن الدراسة في الصف الخامس الابتدائي وذلك نتيجة لأزمات الربو المتكررة .. وفي الرابعة عشرة من عمرها تقريباً بدأت أول رحلة علاج لها ببريطانيا حيث تعرضت لأكبر امتحان في حياتها عندما صارحها الطبيب بحقيقة مرضها ومضاعفاته الخطيرة ..

كيف تتحمل هذه الصدمات .. كيف تتحمل موت الأمل بالحياة الطبيعية .. انتهت الأحلام الوردية وانتحرت الآمال على صخرة الواقع المرير .. هنا بدأت مأساة صدى الحرمان الحقيقية ..

رجعت للوطن وبيدها عكازاً فضية أضافت عليها الظروف عكازاً ثانية .. وحين بلغت العشرين من عمرها ، بدأت صدى تكتب بأنفاس تحكي معاناتها ، كانت تتوسل إلى الله وتطلب من الله أن يأخذها إليه لترتاح من معاناتها ومن العذاب الذي تعيش فيه ..

وفي عام 1984 م بدأت تتوهج موهبتها الشعرية وتتجلى في سماء الساحة القطرية والخليجية .. حينها بدأت صحتها تسوء أكثر ، الأمر الذي أجبرها على أن تستخدم الكرسي المتحرك عام 1985 م بالإضافة إلى العكازين .. حيث بدأت الشاعرة الكتابة في عام 1985 م ، واستمرت بطريق الأدب والشعر النبطي ، وخلال هذه الفترة ورغم المعاناة بدأت بالظهور على مجتمعها أكثر وأكثر ..

من خلال مشاركاتها في الأمسيات الشعرية والاقتراب من جمهورها الذي كانت تحبه ويحبها ، حيث استطاعت أن تتحرر من حزنها وتتغلب على آلامها وذلك بالخروج من عزلتها والاقتراب من كل من حولها حيث أصبحت معروفة داخل وخارج قطر الأمر الذي جعل مجلة أخبار الأسبوع سنة 1989 م تخصص لها تحرير صفحة بعنوان " أنامل الوطن " كما خصصت لها صفحة " عزف على الورق" بجريدة الشرق القطرية .. كما خصصت لها تحرير ( الصفحة الأدبية ) في مجلة الحياة والخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ..

شاركت في العديد من نشاطات المجتمع كما أقامت أمسية شعرية في جامعة قطر حازت على المرتبة الثانية بين أفضل شاعرات الخليج العربي ضمن استفتاء أقامته مجلة النهضة الكويتية ، وبذلك حازت على لقب شاعرة الخليج الثانية ، أيضاً قامت بتمثيل دولة قطر في المهرجان الشعري الخليجي النسائي الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة ، وقدمت أكثر من أمسية شعرية بمشاركة شاعرات من كل دول الخليج العربي ..

ولقد كرمت من قبل عدة شركات قطرية وجمعيات خيرية .. وهيئات عديدة ..

ولكن المرض لم يتركها ، حيث ساءت حالتها الصحية أكثر وأكثر ، وزادت معاناتها ، وزاد ألمها ، الأمر الذي جعلها تتمنى الرحيل عن هذا العالم ..

في عام 1995 م طبع لها ديوانها الأول " رحلة أيامي " وضم أجمل قصائدها حيث تطرقت فيه لشتى العواطف التي تختلج بداخل الإنسان من معاناة ووطنية وحب وأمل .. منها الشعر النبطي والشعر النثر الحر ..

في عام 2002 م صدر لها ديوانها الثاني " رحلة أيامي " الطبعة الثانية .. وشاركت في العام نفسه في أوبريت " نقطة قوة " لذوي الاحتياجات الخاصة بعدد من القصائد ..

وكانت خلال السنوات الأربع الأخيرة تنتقل ما بين المستشفى والبيت بين فترة وأخرى ، وبالرغم من تضاعف المرض عليها خلال هذه الفترة إلا أنها كانت من أسعد سنوات حياتها لأنها استطاعت أن تكون لها قاعدة جماهيرية عريضة واستطاعت أن تكوُن لها صداقات من كل الدول العربية وكانت على اتصال دائم بهم .. وقد كانت لها العديد من القصائد المغناة لمطربين من قطر والخليج ..

في 12 / 8 / 2002 م دخلت صدى المستشفى وهي تشكي من ضيق وصعوبة التنفس وبصورة تختلف عن المرات السابقة ، وكعادتها عانت بصمت وصبر حتى اختارها الله يوم الأحد 18 / 8 / 2002 م .

رحلت صدى الحرمان وخلفت ورائها الأحزان والدموع تبكيها والأقلام الواعية تنعيها .. نعم كان رحيلها قوياً بقوة صمتها عنيفاً عنف ألمها ، عظيماً بعظمة صبرها .. إنسانة حنونة .. تحب بصدق وتعشق الأطفال .. نعم لقد رحلت وتركت فراغاً كبيراً في قلوب محبيها ..

ملاحظة

خلال طرحي للورقة وعند وصولي للفقرة التي أتحدث فيها عن الشاعرة تغيرت نبرة صوتي إلى نبرة حزن وذكريات معها جعلت كل من بالقاعة يبكي من الحضور وخاصة أخواتها وزميلات لها ومنهم مكفوفين من السعودية قالوا بالرغم عدم رؤيتنا للعرض الذي قدمتيه عن الشاعرة ولكن أحسسنا بقيمة ما قدمتيه من نبرة صوتك المحزنة ...