التصفح للزوار محدود

عــــاصمة اليـاسمـيـن

نقاء

Well-known member
images



كلما أخذته في نزهة إلى الحديقة احترق قلبها وقلبه، كان يعلم بأنها تعلم عجزه عن قطع المراحل ومجاراة أقرانه ولو بخطوة يخطوها إلى الأمام بعد أن استنفذت معه كل الطرق والأساليب الممكنة دون جدوى... فيكتفي هو بمراقبة الأطفال وهم يلعبون بحسرة، وتواسي هي نفسها مع كلّ رحلة بقطف الياسمين..



big-CpqxcFArfsHmrHas.jpg






تمنى لو أنه استطاع بلمسة سحرية تجاوز كرسيه المدولب، ليس لشيء، ولكن ليرضيها ليقطف زهرة يقدمها إليها... ليسمع كلمة تشجيع حلوة على جهود مضنية ضغط فيها على قدميه حتى استطاع الوقوف لكنها ما لبث فتهاوى أرضاً...




ظنّ بأن أمه ستصفق له وتمتدحه، لكنها كانت يائسة منه تماماً كانت غاضبة لا تكف عن تأنيبه ونعته بالمعاق... وكان كل ليلة لا يكفّ عن البكاء..




أيام طويلة مرّت وهي تعتني به، وتقوم على شؤونه بصبر، لكنها لم تعد تطالبه بالوقوف أو السير... تضعه في سريره ليلاً، تطفئ المصباح، لتعود لتجلسه في كرسيه في اليوم التالي... مجرد تأدية واجب دون روح...




big-CpqxcFArfsHmrHas.jpg






أما هو؛ فقد كان يتحامل على ألمه كل ليلة فينهض، ويتدرب في العتمة حتى طلوع الصباح ثم يعود منهكاً إلى سريره، تنتابه مخاوف تجدد الفشل والسقوط، ويؤلمه مرور الوقت دون نتائج تذكر، ومع ذلك لم يكفّ عن التفاؤل والأمل..




استيقظت ذات صباح فرأته جالساً قرب وسادتها وفي كفّه الزهر الأبيض الرقيق!... نهضت ورأته أمامها ينهض ويسير، كانت ستعتقد بأنه مجرد حلم، لكنها عرفت أن في الأحلام لا تعبق رائحة الياسمين...



بقلم الأستاذة نور الجندلي
 
رد: عــــاصمة اليـاسمـيـن


مشرفنا القدير
اخي اسير
شاكره لك حضورك الراقي
بورك فيك
 
رد: عــــاصمة اليـاسمـيـن

عافاكِ الله وبارك فيك
اختي المحبة لدينها
شكراً لك
 

عودة
أعلى