التصفح للزوار محدود

بغداد ( نفحات من صوب العراق )

مهتمة

التميز



قصة حلوة
لم أقف على إسم صاحبها للأسف



13447577971.jpg



مناجاة للأرض
تصل لقلب كل مغترب


قبل العرض والسرد
أحب أن أجعل من تلك القصة نصيب
( إهداء )
لأخوة أعزاء من هناك
أبوصهيب .. أبومحمد
ومن حضر القسمــة


إلى العرض
بســــــم الله
 
رد: بغداد ( نفحات من صوب العراق )









" حي الله العراق... وحيّ الله أهله "


13447581711.jpg



حينما كنتُ ماشياً في بغداد لأمورٍ أريد أن أنهيها
وبينما أنا أجوبُ عاصمتي الحبيبة طولاً وعرضاً
إذْ أنا بشخصٍ مهيب !
تبدو عليه علاماتُ التعبِ والإرهاق
يمشي ببطءٍ دون أن يصدُرَ عنه صوت عالٍ أو ظاهر.



تملكني الفضول كي أتعرّف عليه
وأعجبَني أن (أدردش) مع ذلك الشخص الذي ترتسم على محيّاه
علامات الكِبر والأصالة
فبادرته متسائلاً:

" أيمكنني أن آخذ من وقتك القليل
فلقد أحببت أن أتعرف عليك عن قرب يا شيخنا الجليل ".



أجابني الشيخ بالكثير من الطمأنينة:
" تفضل يا بني

فأنا أحب أن أتكلم مع الجميع وقتي مفتوح لك ".



أفرحني قبولَهُ بالكلام معي
إذْ شعرتُ أني أعرفهُ منذُ زمنٍ بعيد

فجلستُ بقربهِ وبدأ حواري معه

- من أيّ البلادِ أنت أيها الرجلُ الوقور ؟؟

- أنا عراقيٌ.. أسكنُ هذه البلاد الطيبة

وليّ في كلّ شبرٍ منه موطئ قدم.

- يبدو عليك الكِبر يا شيخنا
ولا أظنك إلا بعُمر جدي.


- أنا عمري أكبرُ من عمرك ومِن عُمر أبيك..
وحتى مِن عُمرِ جدّك
أنا ربما أكبرُعمراً بين الجميع.


- إذن.. لابد أن يكونَ لك أصدقاءٌ ومعارف وأحبة كُثر!!


- آآه.. نعم عندي
وهم كثير
ولكني أفتقدُهم جميعاً ولا أرَ منهم أحداً هذه الأيام.

- وكيف ذلك ؟

- كنتُ فيما مضى يزورُني أحبّتي يجلسُون عندي
أحبُّهم ويحبُّونني.. وأُسعَدُ بوجودِهم ويُسعَدُون بقُربي
يتسامرُ الكثيرون عندي ليلاً
لا أملّهُم ولا يملّونَني.. وأفرَحُ لفَرَحِهم وأغتَبِطُ لبَهجَتِهم


- إذن.. ما الذي جرى؟؟


- لقد هجرَني كلّ أحبَّتي
لم يعدْ يأتي أحدٌ لزيارَتي.. لم يعدْ يَمرُّ عليّ أحد.. ولو لإلقاءِ التحية
ومع ذلك كنتُ وما أزال
مُستعِداً لاستقبالِهم في أيّ وقتٍ يشاؤوا أن يزورُوني فيه.

-وأين ذهبوا ؟


- سمعتُ أنّ بعضُهُم سافرَ خارجَ هذه البلادِ الحبيبة
وسمعتُ أنّ البعضُ الآخر أقعدهُ الظرفُ والوضعُ الحاليّ مِن الوصولِ لي
فيما اكتفى الكثيرونَ بالمرور دونَ السلام.

- أويُعقلُ هذا ؟
أهكذا يكون الوفاء ؟؟



- لا لا يا بني.
لا أظن إلاّ إنهم مكرَهون في ذلك

صدّقني إنهم يحبُّونَني.. إنهم يعشَقُونني..
إنهم يودُّون لو يزورُوني كلّ يومٍ.. ويغفُون في أحضاني..
كي يستريحوا ولو لبعضِ الوقتِ مما يُقاسون ويألمون.



- الآن.. الآن فقط
عرفتُ سببَ تلكَ النظرةِ الحزينةِ الباديةِ على وجهكَ الحنون.


- حزنٌ.. وأيّ حزنٍ.. لا على فِراقِ مَن أحبُّوني فحسبْ
بل وعلى وِحدتي وعُزلتي وانزوائي لوحدي أيضاً.



رقَّ قلبي لذلك الشيخ الوقور
ونهضتُ من مكاني لأسألهُ السؤالَ الأخير حين قام
ليمضي في حال سبيله فقلت له:



" مهلاً.. مهلاً يا صاحبنا الوقور..
لم أتشرّف بعدُ بمعرفتك لحد الآن ولم أتعرّف على اسمك ! "


أجابَ وقد تساقطت دمعتان على خده الوضّاء:



" أنا نهر دجـــلة "


وقبل أن أكمِلَ معهُ بقيّةُ حديثي
أفَقتُ مِن نومي على صوتِ المؤذّن لصلاة الفجر
في يوم شتائيٍّ بغداديّ.

لقد كان حلماً.. حلماً جميلاً..
ويا له مِن حلم.



في صباحِ ذلك اليوم
خرجت من بيتي قاصداً ضِفاف نهر دجلة

وقفتُ على حافّته وألقيتُ عليه التحية
ثم مددت يدي وتوضّأتُ مِن مائه الطاهر

ووقفت بضع دقائق أتأمل عظمتَهُ وروعَتَهُ
ثم أدرتُ وجهي راجعاً لبيتي..

وقبل أن أبتعد
تهادى لمسمعي صوتٌ قادمٌ من أعماق النهر
كأنه يجيبني على سلامي ويقول لي:

13447581711.jpg



" حي الله العراق... وحيّ الله أهله "




 
رد: بغداد ( نفحات من صوب العراق )

حيّيْتُ سفحكِ من بُعد فحييني يا دجلة الخير يا أم البساتين
حيّيْتُ سفحكِ ظمآناً ألوذُ به لوْذَ الحمائم بين الماءِ والطينِ
يا دجلةَ الخير يا نبْعاً أفارقُهُ على الكراهةِ بين الحين والحينِ
إنّي وردْتُ عيون الماءِ صافيةً نبْعاً فنبْعاً، فما كانت لترويني
يا دجلة الخير: قد هانت مطامحُنا حتى لأَدنى طِماحٍ غيرُ مضمونِ
أتضمنين مقيلاً لي سواسيةً بين الحشائشْ أو بين الرياحينِ
خِلْواً من الهمِّ إلا همَّ خافقةٍ بين الجوانح أعنيها وتعْنيني
تهزّني فأجاريها فتدفعُني كالريح تُعْجلُ في دفع الطواحينِ
يا أمّ بغدادَ، من ظَرْفٍ ومن غَنجٍ متى التبغْددُ حتى في الدهاقينِ
يا أمّ تلك التي من (ألف ليلتها) للآنَ يعبقُ عطرٌ في التلاحينِ
يا دجلةَ الخير: ما يُغْليكِ من حَنقٍ يُغلي فؤادي، وما يُشجيكِ يُشجيني
ما إن تزالُ سياطُ البغْى ناقعةً في مائكِ الطُهرِ بين الحين والحينِ
ووالغاتٌ خيولُ البغْيِ مُصبحةً على القُرى - آمناتٍ - والدهاقينِ
يا دجْلَة الخير: أدري بالذي طَفحتْ به مجاريك من فوقٍ إلى دُونِ
أدري على أيّ قيثارٍ قد انفجرتْ أنغامُكِ السمّرُ عن أناتِ محزونِ
أدري بأنك من ألفٍ مَضَتْ هَدراً للآنَ تهزْينَ من حكمِ السلاطين
يا دجلةَ الخير: والدنيا مفارقةٌ وأيّ شرٍّ بخيرٍ غيرُ مقرونِ
وأيُّ خيْرٍ بلا شرٍّ يُلقّحهُ طهْرُ الملائكِ من رجْسِ الشياطينِ
يا دجلةَ الخير: كم من كنْز موهبةٍ لديْكِ في (القُمْقُمِ) المسحور مخزون
لعلّ يوماً عصُوفاً جارفاً عرساً آت فترضيك عقبان وتُرضيني
يا دجلةَ الخير: إن الشعر هدهدةٌ للسمع، ما بين ترخيمٍ وتنوين
عفْواً يردّد في رَفْهٍ وفي عَللٍ لحن الحياة رخيّاً غَيْرَ ملحونِ
يا دجلة الخير: كان الشعر مُذْ رسمتْ كفّ الطبيعةِ لوْحاً (سفرَ تكوينِ)
يا دجلةَ الخير: هلا بعض عارفةٍ تُسدى إليَّ على بُعدٍ فَتجْزيني
يا دجلةَ الخير: منّيني بعاطفةٍ وألهميني سُلواناً يُسلّيني
يا دجلةَ الخير: من كلّ الاُلى خبروا بلوايَ لم أُلْفِ حتّى مَنْ يُواسيني
يا دجلةَ الخير: يا مَن ظلَّ طائفُها عن كلّ ما جلت الأحلامُ يُلهيني
لو تعلمين بأطيافي ووحشتها وددّتِ مثلي لو أنّ النوْمَ يجفوني
يا دجلةَ الخير: خلّيني وما قَسمت لي المقاديرَ من لدْغِ الثعابينِ

....................................................
بعض من قصيدة
محمد مهدي الجواهري (رحمه الله)
 
رد: بغداد ( نفحات من صوب العراق )

كل الشكر والتقدير وفائق الاحترام اقدمه لك عزيزتي مهتمه
لا تعرفين مدى حبي وشغفي وحنيني للعراق ولبغداد ولدجله والفرات فكم احب كل ما فيه من جوامع وتراث واثار وشوارع وازقه ..كم اشتاق لنخيله الشامخ كشموخ اسمه ..كم اشتاق لطيبة اهله .. كم اشتاق لترابه ولشمسه لانهاره وكم اشتاق ....وكم اشتاق .... وكم اشتاق .................
اشكركِ عزيزتي مره ثانيه
 
رد: بغداد ( نفحات من صوب العراق )

أشكرك
أشكر إضافتك الفخمة وتواجدك

ورب تلك الساعات المباركة فكرت قبل فترة
بأني أهديت الطرح لأخي أبومحمد و أخي أبوصهيب
من عراق الأحرار
ولي من الأخوات الآن .. أم ليـــــــث و أم طـــــــه

لاحرمني ربي أخاكم آمين
ومتعني بوفاكم
وكان معكم في كل شبر وحيث كنتم
 
رد: بغداد ( نفحات من صوب العراق )

تسلمين عزيزتي الغاليه مهتمه
لا تعرفين ما عملت بي مشاركتك الرائعه قرأتها وقرأتها وقرأتها وكانني اعيش بكل حرف منها واسمع نهري الحبيب يناجينا بكل هدوئه ويعطينا الاعذار لعدم زيارته وقصيدة محمد مهدي رحمه الله من القصائد التي تعجبني كثيرا لصدق كلماتها لذالك اول ما قرأت موضوعك لم اجد نفسي الا واكتب ردا لنهري الجميل دجله الذي يجمعني به اجمل ايام الطفوله
ولي كل الفخر اختي العزيزه بان يكون لي نصيب من كرمك بالاهداء
سلمتي لي اختا عزيزه وغاليه
اختك ام ليث
 
رد: بغداد ( نفحات من صوب العراق )

أنتِ مرهفة
أم ليث الطيبة

" حي الله العراق... وحيّ الله أهله "

حفظكم الله
وحفظه
 
التعديل الأخير:
رد: بغداد ( نفحات من صوب العراق )

وانتي اصل الطيب والكرم
وصاحبة الكلمه الحره عزيزتي مهتمه
فشكرا لك

 
رد: بغداد ( نفحات من صوب العراق )

قاتل الله الغربة عن الأوطان ومن كان سببها .
لا يعرف الإنسان طعم الحنين لكل أجزاء الوطن , إلا من هجره مرغماً .
شكراً مهتمة ...
فرّج الله عليكم اختنا أم ليث ... وعلينا أيضاً.
وعلى كل مهاجر أو مرغم على البقاء في فوهة البركان .
 
رد: بغداد ( نفحات من صوب العراق )

اشكرك اخي الكريم فارس عمر
على كرمك وردك لي بالدعاء ولك بالمثل.. وصدقت اخي بكلامك كأننا نعيش مرغمين في فوهة البركان رغم كل ما يقدمه لنا لا نرى ولا نشعر الا بان اوطاننا انغرست في أعماقنا ومهما ابتعدنا ولا نجد في ذكرياتنا مكانا جديدا للحاضر لاننا زرعنا فيه كل ماهو جميل يجمعنا بوطننا وحتى ابسط الذكريات التي كنا نعيشها هناك
اشكرك مره ثانيه اخي
وفقكم الله وبارك بكم
 

عودة
أعلى