التصفح للزوار محدود

ادب الحوار وادب الخلاف

ابو فيصل

التميز
أدب الحــــــوار ... و أدب الخلاف ...

قال تعالى : " إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " . إن الكلمة الطيبة التي يلقيها المسلم الصادق في أذن إمريء شارد عن الطريق فيغرس بها بذرة الهداية في قلبه ، تعود عليه بثواب عظيم ، وأجر جزيل ، قال عنه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : " من دعا إلى هدى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً . ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً " .
الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم : 2674
خلاصة الدرجة : صحيح

ولأن الحاجة إلى الحوار ضرورية وملحة في الدعوة الإسلامية فقد رسم الرسول العظيم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أروع الأخلاق في الحوار وأحسنها ، بل وأسماها وأنبلها ؛ لأنها مطلب إلهي أوصى الله به رسوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في كثير من الآيات القرآنية العظيمة ، والتي من بينها قوله تعالى : " وجادلهم بالتي هي أحسن " .


وقد إهتم الإسلام بالحوار إهتماماً كبيراً ، وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار ، أو الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان : " وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً " ، بل إن صفة الحوار ، أو الجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد
حتى إلى ما بعد الموت ، إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى : " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " .


وعليه فإن للحوار أصولاً ، وللحديث قواعد ينبغي مراعاتها ، وعلى من يريد المشاركة في أي حوار أن يكون على دراية تامة بأصول الحوار المتبعة ؛ لينجح بحول الله في مسعاه ، ويحقق ما يرمي إليه ، ومن آداب الحوار وأصوله ما يلي :



1 ـ إخلاص النية لله تعالى ، وهي لب الأمر وأساسه ، وأن يكون الهدف هو الوصول إلى الحقيقة ، فالحق ضالة المؤمن أنى وجده فهو أحق به ، كما أنه ضالة كل عاقل . فيلزم من الحوار أن يكون حُسن المقصد ، وليس المقصود منه الإنتصار للنفس إنما يكون المقصود منه الوصول إلى الحق أو الدعوة إلى الله عز وجل ، كان الإمام الشافعي رحمه الله يقول : ( ما ناظرت أحداً إلا وددت أن الله تعالى أجرى الحق على لسانه ) هذه أخلاق أتباع الأنبياء ، وهنا الإخلاص والتجرد .



2 - فهم نفسية الطرف الآخر ، ومعرفة مستواه العلمي ، وقدراته الفكرية سواء كان فرداً أو مجموعة ؛ ليخاطبهم بحسب ما يفهمون ن وحسب خلفيتهم الثقافية التي نشأوا عليها وأن هذا ما يعرفونه .



3 - حسن الخطاب وأختيار الكلمات الغير إستفزازية و إزدراء الغير ، وإحترام أراء الآخرين أمر مطلوب ، ولنا في حوار الأنبياء مع أقوامهم أسوه حسنة ، فموسى وهارون أمراً أن يقولاً لفرعون قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى . وفى سورة سبأ يسوق الله لنا أسلوباً لمخاطبة غير المسلمين : " وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين " .



4 - حسن الإستماع لأقوال الطرف الآخر ، وتفهمه فهماً صحيحاً والتجاوب مع مشاعره ، وعدم مقاطعة المتكلم ، أو الإعتراض عليه أثناء حديثه .



5 - التراجع عن الخطأ و الإعتراف به ، فالرجوع إلى الحق فضيلة ، ولكن البعض يريد إعتذار الطرف الآخر أولاً رغم أنه الباديء بالإساءة ، وهذا لا بأس به عند الفضلاء ، ولكن رغم ذلك يصر الآخر على أنه غير مخطيء ، فأفضل حل هو الإنسحاب المؤقت حتى تهدأ النفوس .



6 - أن يكون الكلام في حدود الموضوع المطروح ، وعدم الدخول في موضوعات أخرى ، وشخصنة الأمر والبدء بشتم الآخر وإستخدام كلمات بذيئة وغير لائقة .



7 - البعد عن اللجج ، ورفع الصوت ، والفحش في الكلام خاصة بعض المفردات الهابطة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث إبن مسعود : " ليس المؤمن باللعان ولا بالطعان ولا الفاحش ولا البذيء " ، وفي صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو إبن العاص ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : " لم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاحشاً ومتفحشاً " ، وكان يقول : " إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً " .



8 - البعد عن التنطع في الكلام ، والإعجاب بالنفس ، وحب الظهور ولفت أنظار الآخرين والإصرار على وجهة النظر عندما تجمع الغالبية على خطئها أو لفت نظر صاحبها أنها غير صحيحة أو واقعية .



9 - التروي وعدم الإستعجال ، وعدم إصدار إلا بعد إنتهاء الأخر من حديثه أو موضوعة تماماً ، وبعد التفكر والتأمل في مضمونه ، وما يترتب عليه .



10 - عدم المبالغة في رفع الصوت ، إذ ليس من قوة الحجة الصراخ ورفع الصوت بطريقة غير مؤدبة في النقاش والحوار بل كل ما كان الإنسان أهدأ كان أعمق واكتسب احترام الأخرين .

إذاً فالحوار الإيجابي الصحي هو الحوار الموضوعي الذي يرى الحسنات والسلبيات في ذات الوقت ، فالنقد لا يعني إظهار السيئات فقط ، بل نبدأ يالإيجابيات ثم السلبيات والعقبات ، ثم وضع الحلول للسلبيات وإمكانيات التغلب عليها . والحوار الصادق العميق واضح الكلمات ومدلولاتها ، وهو الحوار المتكافئ الذي يعطى لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي ويحترم الرأي الآخر ويعرف بحتمية الخلاف في الرأي بين البشر وتقبله بكل أدب واحترام .

ملحوظه:بانتظار فضيلته/فضيلتها تصحح الاحاديث التي ذكرت
get-6-2009-zc7yt2kw.bmp
 
يعطيك الف عافيه موضوع قيم ومهم
"والغاية من الحوار إقامةُ الحجة ، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي . فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها ، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق . يقول الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ ) .
هذه هي الغاية الأصلية ، وهي جليَّة بيِّنة ، وثَمَّت غايات وأهداف فرعية أو مُمهِّدة لهذا الغاية منها :
- إيجاد حلٍّ وسط يُرضي الأطراف .
- التعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى ، وهو هدف تمهيدي هام .
- البحث والتنقيب ، من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة ، من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمْكَنَ ، ولو في حوارات تالية ."
/
تقبل مروري



 
اهلين بالاخ الغالي ابو فيصل
موضوع قمة بالاهمية
تشكر على طرحة
فهو منهج رائع نحتاجه في حياتنا التفاعلية مع الاخرين
 
ما أحوجنا إلى (الحوار)لأنه طريق الفهم... وسبيل النجاح... وبوابة الاتفاق...
والحوار له آداب مشروعة يقوم بها المتحاورون .. ليثمر حوارهم وليصلوا إلى الحقيقة من اقرب الطرق وأيسرها !!

طرح موفق اخي ابو فيصل ونتمنى رسالتك تجد اذن صاغيه من الكل !!!
 
يعطيك الف عافيه موضوع قيم ومهم

"والغاية من الحوار إقامةُ الحجة ، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي . فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها ، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق . يقول الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ ) .
هذه هي الغاية الأصلية ، وهي جليَّة بيِّنة ، وثَمَّت غايات وأهداف فرعية أو مُمهِّدة لهذا الغاية منها :
- إيجاد حلٍّ وسط يُرضي الأطراف .
- التعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى ، وهو هدف تمهيدي هام .
- البحث والتنقيب ، من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة ، من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمْكَنَ ، ولو في حوارات تالية ."
/
تقبل مروري
شكرا للاضافه والمرور
 
ما أحوجنا إلى (الحوار)لأنه طريق الفهم... وسبيل النجاح... وبوابة الاتفاق...
والحوار له آداب مشروعة يقوم بها المتحاورون .. ليثمر حوارهم وليصلوا إلى الحقيقة من اقرب الطرق وأيسرها !!

طرح موفق اخي ابو فيصل ونتمنى رسالتك تجد اذن صاغيه من الكل !!!
الله يجزيك خير
سرني تعقيبك اختي
 
الحوار يعتمد في الاساس على كلمة واحدة (الاصغاء)

عندما يكون شخص المتكلم وفي المقابل يكون اصغاء حتى

نهاية من غير مقاطعة وتجريح من هنا ينطلق ادب الحوار

وفهم لب الموضوع ونقاش ونعطي حق المتكلم احترامة

وفي نهاية لو كان اي اعتراض على شي معين خلال الحوار

نتكلم وبصراحة ونخرج بنتيجة جيدة تكون مقبولة على الاتجهين





ادب

الاحترام

طريقة التواصل

النقاش

في نهاية نتيجة
 
التعديل الأخير:
يسلمووووووووووووووووووو موضوع مفيد
يا ريت الكل يتعلم معنى الحوار والمنطق
تقديري
بنت التحدي
 
الحوار يعتمد في الاساس على كلمة واحدة (الاصغاء)

عندما يكون شخص المتكلم وفي المقابل يكون اصغاء حتى

نهاية من غير مقاطعة وتجريح من هنا ينطلق ادب الحوار

وفهم لب الموضوع ونقاش ونعطي حق المتكلم احترامة

وفي نهاية لو كان اي اعتراض على شي معين خلال الحوار

نتكلم وبصراحة ونخرج بنتيجة جيدة تكون مقبولة على الاتجهين





ادب

الاحترام

طريقة التواصل

النقاش

في نهاية التيجة
شكرا لمرورك الكريم واضافتك الرائعه
 
أجمل مافي الطرح
أنه عـُـنّون بأدب الحوار و أدب الخلاف
فجمع بين الأدبين في الحالتين
و أجزل النصح

جوزيت كل خير
ولاعدمت الأجر
 
أجمل مافي الطرح
أنه عـُـنّون بأدب الحوار و أدب الخلاف
فجمع بين الأدبين في الحالتين
و أجزل النصح

جوزيت كل خير
ولاعدمت الأجر
جزاك الله خير اختي عالمرور والتعقيب
 

عودة
أعلى