التصفح للزوار محدود

دور الحظ في الحياة واقع أم خيال ؟؟

رد: دور الحظ في الحياة واقع أم خيال ؟؟



بسم الله الرحمن الرحيم

وبعد....اخواني ...واخواتي...

انَّ الله تعالي ينهي عن بخس الحقوق ومنها بالطبع حقوق النفس بقوله : ” ولا تبخسوا الناس أشياءهم ” ( الأعراف : 85 ) .. قال الإمام النيسابوري في تفسيره : ” يُقال بخسته حقه إذا نقصته إياه ….. ” ولا تفسدوا في الأرض ” وهذا أعمّ من البخس لشموله الأموال والأعراض والنفوس ” ، وقال الإمام الألوسي في ” روح المعاني ” : ” ويدخل في ذلك بخس الرجل حقه من حُسن المعاملة والتوقير اللائق به وبيان فضله علي ما هو عليه للسائل عنه ، وكثير مِمّن انتسب إلي أهل العلم اليوم مُبتلون بهذا البخس “
إنَّ الرسول (ص) أيضا قد نهي الرهط من الصحابة الكرام الذين أرادوا منع حظوظ نفوسهم الحلال ظنا منهم أنَّ هذا هو المطلوب ، نهاهم نهيا قاطعا مُحذرا من البُعد عن أصل الإسلام بل وأصل الخِلقة وهو إسعاد الحياة والبشر لا إتعاسهم ، قائلا لهم في الحديث المعروف : ” أنتم الذين قلتم كذا وكذا ، أمَا والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مِنّي ” ( رواه البخاري ومسلم ) .. ولو كان جاءه (ص) ألف صحابي بألف حَظ ٍّنفسيّ ٍأو عقلي أو جسدي حلال يريدون منعه لنهاهم جميعا !
إنَّ إشباع النفس حظوظها وطموحاتها المُحّللات لها ليس بالتأكيد وقوعا في الشهوات المُحرَّمات عليها ! لأن لفظ ” الشهوات ” إذا جاء في القرآن الكريم منسوبا لله تعالي ونِعَمه وفي سياق الحديث عن المسلمين الصالحين فإنه يعني خيرا ، يعني حظا مفيدا خيريا نافعا ، بينما لو جاء منسوبا لوساوس الشياطين وحديثا عن الكافرين أو الظالمين أو الفاسدين فإنه حينئذ ٍيعني شرا ، كما يُفهم من تفسير الإمام القرطبي لقوله تعالي : ” زين للناس حب الشهوات ” ( آل عمران : 14 ) حيث قال : ” تزيين الله تعالي إنما هو بالإيجاد والتهيئة للانتفاع .. وتزيين الشيطان إنما هو بالوسوسة والخديعة وتحسين أخذها من غير وجوهها “
إنَّ إعطاء النفس حظوظها وطموحاتها الحلال لا يُعدّ مطلقا منافيا للصدق والإخلاص ما دام يُصاحبه نوايا حسنة ! بل هو أول وأهم صوره وأعظمها ثوابا متزايدا كلما ازداد إكرامها ! لأنه الصدق مع النفس بإعطائها حقها ، والصدق مع الله الذي يحب الاهتمام بها لأنها إذا صلحت صلح الجسد كله والكون كله ، لأنها مفطورة منه سبحانه علي حب الحياة وعمرانها والازدياد منها والانتفاع بها والسعادة فيها ثم في الآخرة لمن يتجهّز لها ، فلماذا نحرمها منها وبأي حق ٍأو منطق وخالقها يقول مُحذرا : ” قل مَن حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ” ( الأعراف : 32 ) ؟!
ألم يقل إبراهيم عليه السلام : ” رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين . واجعل لي لسان صدق في الآخرين ” ( الشعراء : 83-84 ) ؟! .. قال الإمام الرازي في تفسيره : ” .. طلبَ الأمر الروحاني ( النفسي ) وهو الجاه والذكر الجميل الباقي علي وجه الدهر..



<a href="http://islam2us.com/2009/10/30/%D8%AD%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3-%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%84/">حظ النفس حرام ام من الحلال</a>
وشكراً
 

عودة
أعلى