دورً الوالدان في رعاية أبنائهما المعوقين

ابوفهود

Well-known member
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دورً الوالدان في رعاية أبنائهما المعوقين


يلعب الوالدان دوراً حيوياً في رعاية أبنائهما المعوقين, وقبل أن نتطرق إلى ذلك الدور ينبغي على الوالدين أن ينتبها إلى عدد من الأمور حتى يتكيفا مع إعاقة طفلهما والتي من بينها ما يلي:


(1) إن ميل الزوج أو الزوجة للتفكير في احتمال أن يكون الطرف الآخر هو المسئول عن إعاقة الطفل, لا يضر فقط العلاقة الزوجية, وإنما ينعكس أيضاً على الطفل في المستقبل فإذا ولد الطفل ولديه إعاقة سمعية أو بصرية, فمن السهل أن يقول أحد الوالدين للأخر: لا بد أنها حالة وراثية في أسرتك. ويمكن أن يعتقد الطرف الأخر في صحة ذلك, ويشعر أنه مسئول عن إعاقة طفله فعلاً وإذا بحث كل شخص منا جيداً في أجداده فقد يجد من بينهم من كان لديه إعاقة، غير أن ذلك ليس مبرراً لإصابة أطفاله بنفس الإعاقة.
(2) عندما يصاب الطفل بعد الولادة بسبب حادث أو مرض فإن ضياع الوقت في الذكريات المؤلمة, وفي الندم والأسى وما يتردد على لسانهم وبين أنفسهم مثل :" لأننا لم نفعل هذا وفعلنا ذلك , ولأنه سمح للطفل باللعب خارج المنزل أو النظر من النافذة أو العبث بالنار وغيرها من الأمور التي سببت إعاقة الطفل", فبالرغم من صعوبة تجنب هذه المشاعر فإن محاولة النظر إلى الوراء نحو لحظة معينه أو يوم معين, تمنع الوالدين من التفكير في المستقبل والقيام بعمل إيجابي للحد من إعاقة الطفل أو تقديم المساعدة اللازمة له.
(3) من الخطأ الشائع الذي يقع فيه الآباء والأخصائيون, أنهم يعطون اسماً لحالة الإعاقة, ثم يعممون هذا الاسم على الحالات المشابهة، فيظنوا مثلا أن الأطفال الذين يعانون من مرض القلب هم فئة واحدة وهذا غير صحيح فقد نجد طفلاً يعاني من مرض قلب ولادي, أو نتيجة لحمى روماتيزمية ومع ذلك يمكنه أن يعيش حياة طبيعية, بل ويؤدي أعمالاً صعبه, وقد تمتد حياته إلى سن الشيخوخة, بينما نجد طفلاً مُصاباً بمرض القلب, لا يمكنه أن يشترك في الألعاب الرياضية, وطفلاً ثالثاً يكون حبيس الفراش تماماً ومع ذلك فهؤلاء الأطفال جميعاً يعانون من مرض القلب.
(4) إن السن التي يتلقى فيها الطفل العلاج له نتائج فيما يعد على قدر كبير من الأهمية فالطفل الذي يصاب بحول في عين واحدة أوفي كلتا عينيه ولا يبدأ والده في علاجه حتى سن الخامسة أو السادسة, تكون فرصة علاجه قليلة, بينما لو بدأ الوالدان علاجه في سن الثانية والنصف أو الثالثة لأمكنه استخدام عينيه بطريقة سليمة.
(5) بالرغم من نواحي القصور عند الطفل المعوق ومهما يكن من مقدار ما حرم منه فإنه لا يزال يحتفظ بالكثير من القدرات, والفرصة سانحة أمام الآباء لأن يؤكدوا هذا المعنى بالاهتمام والتركيز على القدرات الباقية لدى الطفل، بدلاً من أن يركزوا على الأوامر والنواهي: " أفعل هذا ولا تفعل ذاك" .
(6) ينبغي على الوالدين أن يدركا أن طفلهما المعوق يحتاج لكي يشعر بالأمان النفسي إلى تعاون والديه. وقد تغدو إعاقة الطفل وتصبح وسيلة من وسائل تدعيم العلاقة بين الأبوين, وجعلهما أكثر تفهماً وانسجاماً, وذلك من أجل مواجهة إصابة طفلهما. ويتحقق ذلك لهما حينما تتوفر لديهما الحكمة " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً".
(7) يعلمنا الخالق سبحانه وتعالى، أن أفضل طريقة نساعد بها أنفسنا هي أن نساعد غيرنا. فإذا فكر الأبوان ونجحا في تقديم الخدمات للآخرين الذين يماثلونهما في وضعهما يحرزان نجاحاً كبيراً في خلق جو من الراحة النفسية لهما ولكل الآخرين من الأهل والأصدقاء وأبنائهم المعوقين.
(8) أن الوالد والوالدة المتمسكان بالدين سيجدان في ربهما معيناً كبيراً, ويمكن لهما الرجوع إلى رجال الدين لطلب المساعدة الروحية لمواجهة ذلك الابتلاء .
إن رعاية الوالدين لأبنائهما لا تقتصر فقط على الاهتمام بالطفل المعوق ولكن أيضاً بأخوته العاديين وذلك لما يعانونه من مشاعر وضغوط يحتاجون من خلالها لمساندة ودعم الوالدين .
وفيما يلي سنتعرف على واجبات الوالدين نحو أطفالهما العاديين وطفلهما المعوق :

القسم الأول: دور الوالدين في توعية أبنائهم العاديين:
تفرض تربية الطفل المعوق متطلبات كثيرة على الأسرة بكامل أفرادها إذ ينبغي على الوالدين تلبية الحاجات المحددة للطفل المعوق وكذلك باقي الأطفال الآخرين في الأسرة لما يعانيه هؤلاء الأطفال من ضغوط ومشكلات تؤثر على حياتهم النفسية .
لذلك يجب على الوالدين تقديم الدعم إليهم وذلك من خلال ما يلي:
(1) تقديم المعلومات:
إن المعلومات الخاطئة، والافتقار إلى المعرفة، وسوء فهم المعلومات كلها تؤدى إلى شعور الأخوة بالذنب والخوف والغضب والمسئولية والارتباك ـ والتي سبق أن أشرنا إليها آنفا ـ ولذلك يجب أن تقدم المعلومات التي تتعلق بحالة أخيهم المعوق بطريقة تنسجم مع الفهم المعرفي للأطفال, فقد يحتاج الأخوة إلى سماع تلك المعلومات لمرات عديدة وبطرق مختلفة لفهم وتمثل المعلومات الحقيقية والواقعية، ومشاركة الأطفال في الحوارات الأسرية العادية المتصلة بالطفل المعوق وبحاجات الأسرة, حيث أن ذلك قد يكون طريقة طبيعية لتقديم معلومات واقعية، ويمكن أيضاً دعوة الأخوة العاديين لحضور زيارات الأطباء، ويمكن أيضاً ضمهم إلى أي برامج تقوم مراكز التربية الخاصة والعيادات أو المستشفيات بتوفيرها لهم .

(2) التواصـــــــــل:
إن عدم التواصل داخل نطاق الأسرة حول إعاقة الطفل قد يسهم في الشعور بالوحدة التي يشعر بها الأخوة العاديون. فقد يشعر الأخوة أن بعض الموضوعات محرمة وأن المشاعر السلبية غير مسموح بإظهارها وذلك يقود إلى شكل من أشكال الوحدة والانفصال عن الأشخاص الذين تربطنا بهم علاقة قوية، وخصوصيات الأسرة أو القواعد غير المعلنة التي تحرم مناقشة الظروف تختلف عما تبدو عليه. وغالباً ما تتخذ القرارات بشأن الطفل المعوق دون مناقشات مسبقة أو تفسيرات للأخوة، غير أنه من المفيد عموماً إجابة أسئلة الأخوة بأقصى درجة ممكنة من الصدق اعتماداً على عمر الطفل ومستوى استيعابه. ويبدو أن ثمة اتفاق على أن الآباء يجب أن يبادروا بمناقشة أبنائهم حول الإعاقة لدى أختهم أو أخيهم في وقت مبكر بعد تشخيص حالة أخيهم.

(3) دعم المشاعر:
قد يشعر الأطفال بالحزن نتيجة عدم وجود من يلعب معهم أو يشاركهم أفكارهم أو نشاطاتهم، وقد يستاءون من حين يرون الرعاية التي يتلقاها الطفل الآخر أو جراء الطريقة التي يؤثر فيها في نشاطاتهم, وقد يشعرون بالحرج من الطريقة التي ينظر بها أخوهم أو يتكلم بها أو يغضب بها، وقد يشعرون بالخوف عندما يكون أخوهم أو أختهم مريضاً أو في المستشفى أو يكون في زيارة الأطباء، وقد يعتريهم بالغضب لأنهم يلاحظوا أن أخاهم يستطيع أن يفعل أموراً غير مقبولة دون أن يعرض للعقاب بينما هم لا يتمكنون من ذلك.
ويستطيع الوالدان تقديم المساعدة للأخوة، ودعم مشاعرهم عن طريق التحدث بانفتاح عن المشاعر التي قد تتولد من وجود أخ يعاني من إعاقة.

(4) توزيع المسئوليات:
يواجه الوالدان مهمة صعبة عند توزيع المسئوليات فيما بين أعضاء الأسرة على نحو لا يُثقل كاهل أحدهم. وغالباً ما يتوجب على الأخوة تولي بعض المهمات المتعلقة بتقديم الرعاية لأخيهم المعوق, خصوصاً إذا كانت الإعاقة شديدة أو إذا كان الطفل يتطلب مزيداً من الرعاية المكثفة. أو إذا كانت مصادر الأسرة تمنعهم من استخدام وسائل دعم خارجية, أو إذا كانت وسائل دعم الأسرة الممتدة أو المجتمع محدودة.. فإذا كانت ظروف الأسرة تقتضي أن يتولى الأطفال العاديون المسؤولية فينبغي أن يترك الوالدان لأطفالهم العاديين الفرصة لممارسة أنشطتهم وهواياتهم المختلفة مع أقرانهم حتى لا يشعر هؤلاء الأطفال بأنهم حُرموا مما يتمتع به من هو في مثل عمرهم.

القسم الثاني: دور الوالدين في تنشئته طفلهما المعوق:
يبدو دور الوالدين في رعاية ابنهما المعوق على النحو التالي:
(1) تؤثر الاتجاهات نحو الطفل المعوق تأثيراً بالغاً في نظرته لنفسه وفي دافعتيه, لذا يجب أن تكون الاتجاهات إيجابية والتوقعات واقعية وإذا لم يتم ذلك فسوف يشعر الطفل بالإحباط.
(2) إن الطفل المعوق ليس مسئولاً عما لديه من انحراف وتأخر في النمو وليس من الإنصاف أن نعاقبه أو نرفضه فهو يحتاج إلى المساعدة والتفهم والصبر وليس إلى التذمر والحرمان والتجاهل.
(3) ضرورة تهيئة الفرص اللازمة للطفل المعوق كي يتعلم مهارات الحياة اليومية ومهارات العناية بالذات, لذا يجب تزويد الطفل بالتلميحات الضرورية, والتشجيع والحث, والتغذية الراجعة الصحيحة.
(4) قد يشعر الوالدان والقائمون على رعاية الطفل المعوق إن سلوكه لا يتغير. وهذا غير صحيح فسلوكه يتغير ولكن هذا التغير قد لا يكون جوهرياً ويعتمد ذلك على فاعلية التدريب الذي يقدم له، لذا فمن الضروري جمع معلومات دقيقة وموضوعية عن أداء الطفل بشكل متكرر ومنظم.
(5) قد تؤدي إعاقة الطفل إلى تعلمه ببطء وصعوبة كبيرة ولذلك ينبغي على القائمين على رعايته أن يتعلموا الصبر وعدم فقدان الأمل بسهولة, فتدريب المعوقين قد يكون محبطاً, وفي مقابل ذلك قد تنجح المحاولات التعليمية ولو بعد حين.
(6) أن الطفل المعوق ذا خصائص, وقدرات, وحاجات فريدة ومتنوعة لذلك ينبغي التعامل معه ككل متكامل وليس من خلال إعاقته فقط. كما ينبغي تفهم حاجاته والعمل على تلبيتها على أحسن وجه.
(7) ينبغي أن يعمل الوالد في الوقت الذي يكون فيه بالمنزل على إسعاد ابنه المعوق متعاوناً في ذلك مع والدته. فهؤلاء الآباء يمكنهم أن يقدروا ويتمتعوا بالقدرات والصفات الحميدة التي قد تطغى عليها الإعاقة, إذا لم يوجد الاتصال المباشر في كل صغيرة وكبيرة.
(8) إن الطفل المعوق له حاجات تماثل في طبيعتها حاجات الأطفال الآخرين (من الأسوياء أو غيرهم) فإذا أمكننا إشباع حاجات الطفل النفسية استطعنا أن نضمن له شيئاً من الراحة النفسية يتعاظم مع الأيام (رغم وجود الإعاقة) ويساعده كثيراً على تجاوز محنته.
 
(8) أن الوالد والوالدة المتمسكان بالدين سيجدان في ربهما معيناً كبيراً, ويمكن لهما الرجوع إلى رجال الدين لطلب المساعدة الروحية لمواجهة ذلك الابتلاء .




رائع:22: اخي نصائح جميله 00

بارك الله فيك وجزاك كل خير 0:23:

والله يوفقك ويفرحك بشفاء كل من تحب 00
 
موضوع قيم وهام جدا
شكرا لك اخي الكريم
 

عودة
أعلى