التصفح للزوار محدود

فتاه لم تتزوج لكنه ...

حسين مارو

Well-known member


هذا رد من مستشار إجتماعي
فتاه لم تتزوج لكنه
يناسب أي شخص تأخر زواجه..
-------------------------------------
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

بقدر ما شعرت بما تعانين من ألم نفسي وجسدي ، بقدر ما تألمت لنظرتك لنفسك!! فتاة في مثل عمرك المستقبل أمامها تنظر إلى نفسها هذه النظرة السوداء القاتمة!!

إنه لأمر محزن جداً يبعث في نفسي الحسرة والألم...

لا بد لنا من أن لا نجعل أمراً ما عائقاً أمام تحقيق ذواتنا وتطلعاتنا ، وأن لا نجعل الإخفاق في أمر ما نهاية المطاف...

تطلعاتنا وأمانينا كثيرة ومتنوعة .. منها ما نستطيع تحقيقه ومنها ما لا نستطيع تحقيقه ... منها ما هو بمقدورنا ومنه ما ليس بمقدورنا ...

فالواجب علينا أن نتحلى بالتفاؤل دائماً وأن نؤمن بأن ما يقدره الله تعالى لنا فيه الخير والصلاح وإن جهلنا نحن الحكمة من القدر ، وإن رأينا القدر قد جاء بما لا نريده وما لا نحبه ...

لطالما ذكرتُ مثالاً على هذه المسألة المهمة بقصة نبي الله موسى عليه السلام مع نبي الله الخضر عليه السلام والتي وردت في آخر سورة الكهف ..

لقد جاءت هذه القصة لتبين لنا بأن ما نراه سوءاً وشراً من الأقدار إنما في باطنه رحمة لنا ونحن نجهل ذلك لأن مقدر المقادير هو الله تبارك تعالى وهو العليم بعباده وبما يصلح لهم ، وهو الرحيم الرحمن ، بل هو أرحم بنا من أمهاتنا!!..

تأملي معي أختي تلك القصة .. أريد منك قراءتها من المصحف بتمعن وتدبر ...

موسى يطلب من الخضر أن يصاحبه ليتعلم منه ، ويشترط عليه الخضر أن لا يسأله عما يعمله حتى يعلِّمه ..
ركبا في السفينة وقد عرف أصحاب السفينة الخضر فأركبوهما بغير أجرة ، فلما ركبا تناول الخضر لوحاً من ألواح السفينة فخرقها .. صاح موسى عليه السلام مستنكراً {أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمراً} .. نعم فزع موسى من فعله !! قوم حملونا بغير أجرة أيكون جزاؤهم أن تخرق سفينتهم ؟!! .. لقد كان وقع الأمر على نبي الله موسى وقعاً عظيماً ، فما بالك بوقعه على نفس أصحاب السفينة ؟!! .. لعلهم يقولون : أبعد أن أكرمناك بأن أركبناك السفينة بغير أجرة تفعل بنا هذا ؟!!

وتمضي القصة ليريا طفلاً يلعب مع الصبيان فيتناوله الخضر فيقتلع رأسه!! ويقتله !! صاح موسى {أتقتل نفساً زكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكراً}!! ...
وتأملي وقع الأمر على نفس موسى عليه السلام ، فما بالك بوقع الخبر على نفس أمه وأبيه .. كانا يؤملان في ولدهما هذا الصغير أن يكبر وأن يريا خيره وبره ..

تعبت أمه في حمله وولادته وأبوه كدَّ وتعب لأجله ولتأمين حياته .. ومع هذا يأتي رجل غريب ليقتله بغير ذنب ؟!!
ويمضيان إلى قرية فما يضيفهما أحد .. ومع هذا يرى جداراً يكاد أن يسقط فيبنيه ويقيمه .. ويتعجب موسى من فعله !! أولئك أصحاب السفينة أكرمونا فخرقت سفينتهم وقابلت إحسانهم بالإساءة ، وهؤلاء أصحاب القرية لم يكرمونا ولم يضيفونا وقابلت إساءتهم بأن تبني لهم جداراً بالمجان !! فهلا أخذت عليه أجراً؟!!

هكذا كانت الحوادث تترى على موسى وعلى من كان مثل موسى ممن لم يعلم الحكمة من هذه الأعمال وقد كان يعقب الخضر بقوله {ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً} ؟!! .. نعم إن وراء هذا القدر بشرِّه على أصحاب السفينة ووالدي الطفل وبخيره على أصحاب القرية .. وراء هذا القدر الحكمة الباهرة والمصلحة المتناهية ... {أما السفينة فكانت لمساكين يعلمون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً .

وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً . وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراً} ..

إنها آيات باهرة .. نعم فمع وقع المصيبة على أصحاب السفينة إلا أن إعطاب السفينة وإصلاحها خير من أن يغتصبها منهم الملك .. وموت الولد في صباه خير لوالديه من أن يعقهما ويتعبهما بعد أن يكبر ... والجدار لو سقط لأكل أهل القرية اللئام مال اليتيمين فإقامته لا لأجل أهل القرية بل لأجل اليتيمين وإكراماً لأبيهما الصالح ...
هذه هي أقدار الله تعالى ليس فيها شر محض .. بل في ما يبدو لنا أنه شر فيه الخير ...

نعم ...ربما تحرم الفتاة من الزواج أو يحرم الشاب من الزواج وذلك لحكمة يعلمها الله ..

نعم.. سنتألم _ببشريتنا- لما فاتنا مما نراه خيراً لنا ، ونحزن على ما أصابنا مما نراه شراً علينا..ولكن..لو نظرنا بعين التفاؤل لوجدنا بأننا في أحسن حال..

هل كل من تزوج صار سعيداً في زواجه ؟ كم من فتاة تمنت أن لم تتزوج ؟ ، وهل كل من تزوج رزق بذرية ؟ وهل من رزق بذرية رزق بذرية صالحة ؟ .. وهكذا ..

فإن لم يتحقق شيء من ذلك فلتعلم بأن الأمر قسمة ونصيب ورزق ، وكل ميسر لما خلق له ..

لو تأملنا ما حولنا لهانت علينا مصائبنا ...
إن التفاؤل الذي يبعثه إيماننا بالقضاء والقدر هو ما يميزنا نحن المسلمين عن غيرنا ممن يجعل المصيبة نهاية العالم بالنسبة له ...

نحن نعلم بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وأنه مها حصل من سوء القضاء -في نظرنا- ففيه الحكمة

.. فإن أصابنا الخير شكرنا وإن أصابنا الضر صبرنا..
إن الحياة لن تقف عند حد بل واجبنا أن نسعى وأن نبذل مبتغين ما عند الله تعالى واقفين ببابه ملتزمين طاعته ، ونسأله ونلح عليه بأن يهدينا الصراط المستقيم وأن ييسر لنا أمور ديننا ودنيانا ..

ستتأثر الفتاة حينما يتأخر عنها الزواج.. بل من حولها قد يشعرها بأنها مسكينة وضعيفة..
إن تأثر الفتاة هذا يترجم ما في نفسها كأنثى من حاجات ورغبات لزوج ولأسرة وأولاد ، فقد تتأثر لهذا أشد التأثر ، ولا تلام على ذلك ، ولكن تلام على ما يسببه لها هذا التأثر من التقاعس والاكتئاب واليأس ، أو من الانفلات والبحث عن إشباع الرغبات بالمعاصي..

على الواحد منا أن ينظر إلى نفسه نظرة إيجابية ، وأن يستغل قدراته ومهاراته فيما يعود عليه وعلى غيره بالفائدة والنفع..

أختي الكريمة : إن عندك من الطاقات الكامنة ما يمكنك أن تفيدي بها نفسك وغيرك..تلفتي إلى جوانب نفسك ..انظري إلى إبداعاتك..انظري إلى الأيام المشرقة في حياتك..لا تستسلمي للضعف والانهزام والنظرة السوداء القاتمة..
ليست الحياة في الزواج وحسب ... بل هناك جوانب كثيرة بإمكانك أن تحققيها..
خذي ورقة وقلماً وتحدثي عن نفسك حديث المتفائل..
كم حققتُ من إنجازات؟ ، وما الذي أحسنه من أعمال؟ ، ما الأشياء التي أرى فيها ذاتي ومهارتي؟..
وهكذا..نظرة متفائلة إلى الذات ، وإعادة للحسابات..

ثم إياك والفراغ..إنك متى أشغلت نفسك بما يفيدك من طاعات وقربات وأعمال ومشاركات ، كلما ابتعدت عنك تلك الوسواس المنهزمة والأفكار السوداء والتصرفات السيئة..

أوصيك أختي ونفسي وكل من يقرأ لي الآن أن نلتزم طاعة الله تعالى وأن نلجأ إليه وأن نبتعد عن شياطين الإنس والجن وأن نتقرب لربنا بالتوبة والإنابة والطاعة .. ومن كان مع الله كان الله معه ، وتلك هي السعادة .. تلك هي السعادة الحقيقية ، ومن لم يجرب لا يعرف ، والله المستعان .

أسأل الله لك التوفيق وراحة البال في الدنيا والآخرة ..
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

[glint](( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم )) ..[/[/glint]COLOR]
 
موضوع جميل ورد مقنع ومنطقي
شكرا لك اخي الكريم
 
[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك اخي حسين ولكل انسان منا نصيب بهذه الدنيا ويجب ان يقبل بما قسمه الله له ويقبل بما كتب له
مع تحياتي
[/align]
 
[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك اخي حسين ولكل انسان منا نصيب بهذه الدنيا ويجب ان يقبل بما قسمه الله له ويقبل بما كتب له
مع تحياتي
[/align]

شكرا استاذتنا الفاضلة
على مرورك
كم اسعدنى ردك على موضوعى
تحياتى
:23:
 
شكرا لك اخي على الموضوع

( فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا )
 
انا كنت كتبت رد لكنه ما وصل لذلك شكرا على الموضوع

وخلاصة كلامى اللى كنت كتبته

ان الانسان ما بيرضى بحاله
 
موضوع رائع يامووووووو
وعلينا ان نقبل نصيبنا مهما كان
الله دائما يختار الافضل للانسان
كل الاحترام
بنت التحدي
 
بارك الله فيك اخي حسين وجزاك كل خير

والله يرزق الجميع الازواج والزواجات الصالحين والصالحات 00
والسعاده في الدارين 0
 

عودة
أعلى