التصفح للزوار محدود

حدّثني حَيْرةٌ بن مُرّة (بمداد قلب)

قلب

Well-known member
حدّثني حَيْرةٌ بن مُرّة قائلاً:

كنتُ في زمن شبابي أجد عقدة مع أصحابي، فقد هجرتُ غزَلي وحبّي وهاجرتُ أحبابي، كلمات الحبّ كانت حنظلاً أو قُل سُمّا لقلبي، ما كنتُ أعرف لها معنى إلا إذا ربطتها بربّي،
بينما كنتُ ذات ضحى أسير، ضاع بي التفكيرُ وطال المسيرُ، فلم أستفق إلا على نفير، رجالٌ واطفال ونساءٌ على البعير، صاح أحدهم: توقفي واستوقفي أيتها العير وأتونا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا,,

تواريتُ عنهم غير بعيد، فنزل الأشراف ومن قبلهم العبيد، أخرجوا ما لذّ وطاب وأخرجوا النبيذ، فأذِنوا لنسائهم بالخروج وقدّموا لهن الماء الزلال وعجلٍ حنيذ، فخرجت تلك الاقمار من حجرها سبحان المجيد، خرجت ومن بينها شمس الشموس فَلَانَ لمنظرها قلبي العنيد،

قال حَيْرةُ بن مُرّة:

فنادوها: يا عَزّة لملِمي، اغسلي يديك وتقدّمي،,,, فأنشد الفؤاد في صدري يقول:

إذا قِيلَ هَذِي دارُ عَزَّةَ قادني\\إليها الهوى واستعجلتْنِي البوادِرُ


جلستُ واتكأتُ على قدمي، أصوّبُ سهام النظر لرونقٍ أمامي،

ويوم كَظِلِّ الرمح قصَّرتُ ظله بعَزّا\\ فلهاني وما كنت لاهيا

كنتُ أرقبها ويا ليتني لها أحمي، أملكها وقد سلبت عقلي وأحلامي،

وبينما انا كذلك -يضيف حَيْرة- لم انتبه إلا وعبدين ضخمين أسودين أرى الموت في عينيهما يقبضان عليّ ويجرّاني نحو القافلة، رُميتُ بعنف أمام كبيرهم فقالا: سيّدي، هذا الرجل وجدناه يتجسس على النساء،

أرغد سيّدهم وأزبد وقام واقفا، فأمر بجلدي وربطي على عمود، لم تشفع لي صرخاتي، ولا العبَراتُ ببلسمٍ لقلب جرحته مخالب الحب حين يقع في غير موضعه، ناديتها بأعلى صوتي يااااااااااا عزة، ولا مجيب، فقد احتمل الركب وولّوا عنّي، وهذه آثار أقدام عزة وهنا غسلت يديها، هناك جلست بين قريناتها وهنا ضحكت,,,,

بعد أن خفّ القَيْد ومنّ الإله وفرّج، عُدتُ إلى أصحابي وأنا من يومها أتغنى متألمًا:

فيا رَبِّ سَوِّ الحب بيني وبينها\\يكون كفافاً لا عليا ولا ليا
فما طلع النجم الذي يُهتدَى\\به ولا الصبح إلا هَيَّجا ذكرها ليا
ولا سِرتُ مِيلاً من دمشق ولا بدا\\سُهَيلٌ لأهل الشام إلا بدا ليا
ولا سُمِّيَت عندي لها من سَمِيَّةٍ\\من الناس إلا بلَّ دمعي ردائيا
ولا هَبَّتِ الرِّيح الجنوب لأرضها\\من الليل إلا بِتُّ للرِّيحِ حانيا
فإِن تمنعوا عزّا وتحموا بلادها\\عَلَيَّ فلن تحموا عَلَيَّ القوافيا
فأًشهد عند الله أنِّي أُحبهاُ\\فهذا لها عندي فما عندها لِيا
قضى الله بالمعروف منها لغيرنا\\وبالشوق مني والغرامِ قضى ليا
أعُدُّ الليالي ليلةً بعد ليلةٍ\\وقد عشت دهراً لا أعُدُّ اللياليا
وأخرج من بين البيوت لعلني\\أُحدث عنك النفس بالليل خاليا
أُحِبُّ من الأسماء ما وافق\\اسمها أو أشبهه أو كان منه مُدانيا
خليليَّ عزّا أكبر الحاجِ والمُنى\\فمن لي بعزّا أو فمن ذا لها بيا
لعمري لقد أبكيتني ياحمامة\\العقيق وأبكيتِ العيون البواكيا
خليليَّ ما أرجو من العيش بعدما\\أرى حاجتي تُشْرى ولا تُشْتَرَى لِيا



اتمنى ان تنال إعجابكم :16:
 
التعديل الأخير:
رد: حدّثني حَيْرةٌ بن مُرّة (بمداد قلب)

يسلموووووووووووو
موضوع مفيد
 
رد: حدّثني حَيْرةٌ بن مُرّة (بمداد قلب)

الشكر لك على الزيارة الميمونة
 
رد: حدّثني حَيْرةٌ بن مُرّة (بمداد قلب)

أي والله ويحها يا شوق نجد وان لم يكن لها ذنب فيما حصل

شكرا لك


قلب
 
رد: حدّثني حَيْرةٌ بن مُرّة (بمداد قلب)

جميل ما طرحته في هذا القسم .
حقا نحن بحاجة للتنوع . يا ليت تقدم لنا بعضاً من سيرة ابن هشام .
فهي النموذج الأمثل . لهذا النوع من الأدب . أدب السِيَر .

ومشاركة . في التعقيب : على حيرةُ بن مرّة أقول : هالمسطول . شو دحشوا بين النسوان؟ مو عارف أخرته راح تكون متل السكران ...
 
رد: حدّثني حَيْرةٌ بن مُرّة (بمداد قلب)

بارك الله فيك اخي فارس عمر،

هل تقصد سيرة ابن هشام الاسلامية المشهورة؟

انا في الحقيقة كنت اقرأ مقامات الحريري فقلتُ في نفسي لما لا اجرّب حظي لعلي اكتب شيئا ما يشبه هذه المقامة او تلك

اما هالمسطول فهو اسم على مسمّى حيرة من الحيرة بن مرة من المرارة ، اما ليش بحث عن حتفه بحفره فلا ألمه على ذلك فتلك النساء يا أخي وما ادراك ما النساء، لو كتب في احداهن لوصف جمالها وحسنها لنفذ البحر قبل ان تنفذ الكلمات والأوصاف،
فاللهم ارزقنا منهن حلالا كفافا واقنعنا بما رزقتنا،،،

قلب
 
التعديل الأخير:

مواضيع مشابهة

عودة
أعلى