التصفح للزوار محدود

حكم التهنئة بدخول شهر رمضان

غريب

Well-known member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
نشر مقال عن أحد طلبة العلم يتكلم فيه عن ( حكم التهنئة بدخول شهر رمضان المبارك ) وانتشر المقال في مئات المنتديات والمواقع بل في آلاف المنتديات على شبكة الانترنت ولي تعليق بسيط عليه والمقال على هذا الرابط :
التعليق على المقال بقلم غريب
بسم الله الرحمن الرحيم
لدينا ثلاث قواعد أصولية في فقه العبادات منها نستطيع أن نحكم على أي عمل يقوم به المسلمون وهي :
أولاً : الأصل في العادات الإباحة إلا ما جاء الدليل بتحريمها .
ثانياً : الأصل في العبادات المنع إلا ما جاء الدليل بمشروعيتها .
ثالثاً : الأصل في البدعة كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ قاعدة هي أصل في رد البدع وهي ( كل ما كان مقتضاه موجودا على عهد رسول الله فلم يفعله ففعله من بعده بدعة ) .
من هذه الثلاث القواعد نستطيع أن نحكم على أي عمل يقوم به المسلم .
تقدم حكم التهنئة بالأعياد في بداية الموضوع وقلنا لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يهنئ الناس بالأعياد ولكن ثبت عن الصحابة أنهم كانوا يقولون ( تقبل الله منا ومنكم ) ولنا فيهم قدوة حسنة بدليل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
أما التهنئة بدخول شهر رمضان لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يهنئ الناس بدخوله ولم يثبت عن الصحابة أيضاً .
إذن نقول هل التهنئة بدخول شهر رمضان من العبادات أم من العادات ؟
التهنئة بدخول شهر رمضان داخلة في العبادة لأنه شهر الصيام وإلا لكان لكل شهر تهنئة خاصة . وإذا تقرر أنها داخلة في العبادة كتهاني العيدين وليست عادة كتهاني المناسبات الأخرى , فلا يصح التهنئة إلا بدليل وقد جاء الدليل بالتهنئة بالعيد من الصحابة رضوان الله عليهم ـ ولنا فيهم قدوة حسنة ( انظر حكم التهنئة بالعيد في بداية الموضوع ) , جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله (( عليكم بسنتي الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ )) وقوله (( اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم )) أما التهنئة بدخول شهر رمضان فلم يأتي دليل واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه بالتهنئة بدخوله وإنما جاءت أحاديث تبشر بقدوم شهر رمضان وكلها لا تخلوا من ضعف ـ كما أن التهنئة تختلف عن التبشير والتذكير , والاستدلال بحديث (( أظلكم شهر رمضان .. )) ونحوه على جواز التهنئة من الغلط في الفهم عن الله ورسوله , فالرسول عندما يخبر خبرا بدخول أو بقرب الشهر ليبين فضله ويوضح أحكامه وللاستعداد له ورفع الهمة وتطهير القلب من الشوائب ومخلفات الذنوب وهذا يختلف عن التهاني والتبريكات .
ولو كانت تهنئة فلم لم يرد عليه الصحابة رضي الله عنهم ولو ردوا لنقلت .
وبهذا السياق لا يفهم منه أنها تهنئة .
إذن التهنئة بدخول شهر رمضان تلحق بأصل البدعة وهي أن ( كل ما كان مقتضاه موجودا على عهد رسول الله فلم يفعله ففعله من بعده بدعة ) .
والتهنئة بدخول رمضان كان مقتضاها موجودا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفعلها وفعلها من بعده فهي بدعة محدثة بلا شك وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
وأختلف العلماء في حكم التهنئة بدخول شهر رمضان في عصرنا كل حسب اجتهاده فمنهم من يجيزها ويلحقها بالعادات ومنهم من يقول لا بأس بها ومنهم من يقول لا كراهة فيها كالشيخ عبد الله عبد الرحمن الجبرين .
وفتوى الشيخ الشنقيطي هي الأقرب للصواب عندي ( راجع الفتوى )
وعلى كل فهدي اجتهادات من العلماء المصيب منهم له أجران والمخطئ له أجر .
أما نحن فعلينا التمسك بالأصل وهو أن التهنئة بدخول شهر رمضان لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام رضي الله عنهم فالأسلم للمسلم ترك التهنئة واجتناب الشبهات والتقليد , والإتباع وعدم الابتداع , فالإمام أحمد بن حنبل ترك التهنئة بالعيدين خوفاً من الابتداع في الدين وكان يرد على من يهنئه من باب رد التحية مع أن التهنئة بالعيد ثابتة عن الصحابة وأمرنا بإتباع سنتهم فما بالك بالتهنئة بدخول شهر رمضان التي لم تثبت من أحد .
أما الرد على التهنئة فنرد عليها من باب رد التحية لأنها واجبة لقوله تعالى : { وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً }
كذلك فلو قلنا بجواز التهنئة بدخول شهر رمضان بحجة التهنئة لمن تجددت له نعمة دينية أو دنيوية لقلنا فكل من صلى صلاة نهنئه وكل من أدرك العشر الأول من ذي الحجة نهنئه وهكذا نفتح باب البدع على مصراعيه ونأتي بالمحدثات
فما من دليل يستدل به القائل بجواز التهنئة بدخول رمضان إلا ويلزمه القول بجواز التهنئة بالصلاة ودخول العشر من ذي الحجة ودخول محرم وكذلك بدخول السنة الهجرية ونحو ذلك , وبهذا نفتح باب للبدع وتحريف للدين ومع مرور الزمن وكثرة البدع يتغير معالم الدين , والبدع أضرارها على القلوب عظيمة , وأخطارها على الدين جسيمة فما ابتدع قوم في دين الله بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها أو أشد كما ذكر ذلك بعض أهل العلم من السلف , فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
قال صلى الله عليه وسلم ((من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء )) صحيح مسلم
أسأل الله تعالى أن يجعلنا هداة مهتدين وأن ينير قلوبنا بالإيمان والعلم وأن يسلك بنا طريق عباده المؤمنين وأن يجعلنا من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين
 
بارك الله فيكِ وجعله في ميزان حسناتك ،،،
موضوع يستحق التثبيت !!
 
شكراً لك أخي العزيز : غريب .
أنا ممن يركزون في سلوكهم وتعاملهم في العبادات بإداء مناسكها دون ضجة وإخبار واحتفال وتهنئة .
لأن الأصل فيها علاقة بين الخالق والمخلوق , بعيداً عن الإشهار والمباهاة .إلا ما وجب إشهاره وإعلامه .
وصيام رمضان , موضح لنا كي نؤديه من سنة رسولنا عليه الصلاة والسلام , وماهي السلوكيات الأخرى المرتبطة به من الإنفاق وشدة تهذيب النفس والاستزادة من الحسنات بالنوافل وحسن التعامل مع الأخرين .
أما عدى ذلك وخاصة العادات المنتشرة بين الناس من تبادل الرسائل والمباركات , فأعتقد أنها فرصة للتواصل وتجديد الصلات - مع أنني أعتبرها صلات سطحية بتلك الطريقة - فإنني أتقبلها من الأخرين بشكلها المتعارف عليه ونية ظاهرها التي تنم عن توطيد المحبة بين المسلمين . لكنني لا أتحمس في المبادرة فيها بل أرد على من يقدمها لي .
شكراً لتوضيحك الفقهي فيما يخص تلك الناحية التي تمارس بين الناس
 
أحسن الله إليك وبارك فيك أخي الكريم غريب.
 
جزاكم الله خيرا و بارك الله فيك و فى ايامك و كل اعمالك
كل التحية لحضورك و لموضوعاتك المتميزة
 
جعله الله في موازين أعمالك
 

عودة
أعلى