التصفح للزوار محدود

*--- هل أنتَ راضٍ عن الله ؟ ----*


82.gif






*--- هل أنتَ راضٍ عن الله ؟ ----*

لماذا لا يرضى الكثير عن حظِّه في الحياة ويعيش شاكياً متذمراً؟ لماذا أصبحت الشكوى عند الكثير من النَّاس سمةً غالبةً عليهم؟
فمِنَ النَّاس مَنْ تراه في جُلِّ أحواله شاكياً متذمِّراً مما حوله، لا يعجبه شيء في الحياة، يشكو إن أصابه خير أو شر،
وينسى في كلِّ أمرٍ الجانبَ المشرق وما يَسُرُّه فيه.

وترى الشَّوكَ في الوُرُودِ، وتَعْمَى --- أنْ تَرَى فَوقَهَا النَّدَى إكليلا

ومثل هذا الصنف لا يحبُّ النَّاس الاستماع إلى حديثه، فالنَّاس عندهم من الهموم ما يكفيهم وليسوا بحاجة إلى أن يسمعوا ما يزيدهم.

كَفَاكَ مِنَ الشَّكْوَى إلى النَّاس أنَّه --- تسرُّ عَدُوَّاً أو تَسُوءُ صَدِيقَا

وقال الشيخ عمر السهروردي:

ويمنعني الشَّكوى إلى النَّاس أنَّني --- عليلٌ ومَنْ أشكو إليه عليلُ
ويمنعني الشـَكوى إلى الله أنَّهُ --- عليمٌ بما أشكوه قـبلَ أقولُ


تجد مَنْ متَّعه الله بالصحة والعافية، أو من يملك الأموال الكثيرة، عابس الوجه لا يبتسم إلا إذا فعل ذلك مخطئاً، وسرعان ما يعود إلى صوابه ويتذكر همومه ويشكوها للناس.

فما هو السبب في ذلك؟
إنه قصور النظر، وقلة المعرفة بحكمة الله من خلقه وتدبيره لشؤونهم، وعدم الرضا عن الله، والشُّكر له.
ويوشك مَنْ هذا حالُه أنْ تزولَ عنه النِّعَم، قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ


وقال تعالى: {وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ}
،قال القرطبي: ومن شكر فإنما يشكر لنفسه أي لا يرجع نفع ذلك إلا إلى نفسه، حيث استوجب بشكره تمام النعمة ودوامها، والمزيد منها والشكر قيد النعمة الموجودة، وبه تنال النعمة المفقودة.
وقال الحكماء: «الشُّكرُ قَيْدُ الموجود، وصَيْدُ المفقود». وقبل هذا وذاك رضا الواحد المعبود.

وقال الإمام الغزالي: الشُّكرُ قَيْدُ النِّعَم به تدوم وتبقى، وبتركه تزول وتتحول، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ


وقال تعالى {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.
نظر الفضيل إلى رجل يشكو إلى رجل، فقال: يا هذا تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك.

وإذا اعْتَرَتْكَ بليةٌ فاصـبرْ لها --- صـبرَ الكريمِ فإنَّه بـكَ أعلـمُ
وإذا شكوتَ إلى ابن آدمَ إنَّما --- تشكو الرَّحيمَ إلى الذي لا يرحمُ

ولو نظر هذا الشاكي إلى حاله لوجد نفسَهُ غارقاً في نِعَمٍ عظيمة، لا يستطيع شكرها لو بقي طوال حياته ساجداً شكراً لله تعالى، فلماذا ينسى هذه النِّعَم التي لا تُعَدُّ ولا تحصى ويذكر بعض المصائب التي لا تُذكر بجانب ما أكرمه الله من

وإنَّ أعظمَ نعمة هي نعمة الإسلام، والله بفضله ورحمته جعلَكَ مِنَ المسلمين، و«كفى من جزائه إيَّاك على الطاعة أنْ رضيك لها أهلاً»، و«كفى العاملينَ جزاءً ما هو فاتحه على قلوبهم في طاعته، وما هو مورده عليهم من وجود مؤانسته»،

أيها الشاكي! تريد من الله أن يرضى عنك، وأنت لم ترضَ بقضائه وقدره؟
إنَّ الجزاء من جنس العمل، فإنْ كنتَ راضياً بالله وحُكْمه وتدبيره، فإنَّ الله راضٍ عنك، وإن كنتَ ساخطاً متذمراً فالله أولى أن يسخط عليك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فمن رضي فله الرِّضا، ومن سخط فله السخط).
ومِنْ فضل الله وكرمه على عباده أنَّه يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب، ولا يضيع منهم شيئاً حتى الصبر على الشوكة يشاكها، وهذا يكفي لأنْ يشكرَ العبد ربَّه حتى على ما يراه في نظره مصيبة، فهي عند الصبر والاحتساب عليها، خرجت عن كونها مصيبة إلى نعمة ومنحة تستوجب الشكر عليها وصارت في ميزان حسناته، قال صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ) .
قال إمام الحرمين: وشدائد الدنيا مما يلزم العبد الشكر عليها، لأنَّ تلك الشدائد نِعَمٌ بالحقيقة لأنَّها تعرضه لمنافع عظيمة ومثوبات جزيلة.
فعلى المؤمن أنْ يشكرَ الله ويحمده في كلِّ حال، قال الإمام ابن القيم: ومقام الشُّكر جامع لجميع مقامات الإيمان ولذلك كان أرفعها وأعلاها، وهو فوق الرِّضا وهو يتضمن الصَّبر من غير عكس، ويتضمن التوكُّل والإنابة والحب والإخبات والخشوع والرجاء فجميع المقامات مندرجة فيه، لا يستحقُّ صاحبه اسمه على الإطلاق إلا باستجماع المقامات له، ولهذا كان الإيمان نصفين: نصف صبر ونصف شكر، والشاكرون هم أقلُّ العباد كما قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} .

فالمؤمن يحمد الله على كل حال، كما قال ابن ناصر الدين الدمشقي:

يجري القضاءُ وفيه الخيرُ نافلة --- لمـؤمنٍ واثقٍ باللهِ لا لاهي
إنْ جـاءَه فـرحٌ أو نابه ترحٌ --- في الحالتين يقولُ: الحمدُ للهِ


وقال أحمد بن أبي الحوَارِيّ: قَالَ لِي أَبُو سُلَيْمَانَ: يَا أَحْمَدُ، أَيَكُونُ شَيءٌ أَعْظَمَ ثَوَاباً مِنَ الصَّبْرِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، الرِّضا عَنِ الله! قَالَ: وَيْحَكَ، قُلْتُ: إِذَا كَانَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُوفِي الصَّابِرِينَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فَانْظُرْ مَا يَفْعَلُ بِالرَّاضِي عَنْهِ.
وقال الْفُضَيْلَ بن عِيَاض: أَصلُ الزُّهْدِ: الرِّضا عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وقال بَعْضُ الْخُلَفَاءِ لِأَبِي حَازِمٍ: مَا مَالُكَ ؟ فَقَالَ: الرِّضا عَنِ اللهِ، وَالْغِنَى عَنِ النَّاس.


ولما وعد الله المؤمنين جنات عدن، تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها لا يزول عنهم نعيمها ولا ينفد، قال تعالى: {وَرضْوَانٌ مِنَ اللّهِ أَكْبَرُ}، فرضوان الله ورضاه عن العبد أكبر من ذلك كلِّه،


عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير كله في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً)) متفق عليه
وعن عبد الله بن مسعود قال
: «لأن يعض أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير من أن يقول لأمر قضاه الله ليت هذا لم يكن» .
وشكا رجل إلى الحسن سوء الحال وجعل يبكي، فقال الحسن: يا هذا كل هذا اهتماماً بأمر الدُّنيا، والله لو كانت الدُّنيا كلها لعبد فسلبها ما رأيتها أهلاً لأن يُبْكَى عليها.
قال صفي الدين الحلي:

كُنْ عن هُمُومِكَ مُعْرِضَا --- وكِلِ الأُمُورَ إلى القَضَا
وابـشرْ بِخَيرٍ عَاجِـلٍ --- تنسى به مَا قَدْ مَـضَى
فلَرُبَّمَـا اتَّسَعَ المضيقُ --- ورُبَّمـَا ضـَاقَ الفَضَا
ولَرُبَّ أمـرٍ مُسْخـِطٍ --- لَكَ فـي عواقبه رِضَا
اللهُ يفـعلُ ما يـشاء --- فـلا تكـنْ مُعْتَرِضـَا
اللهُ عَوَّدَكَ الجـمـيلَ --- فَقِسْ عَلَى مَا قَدْ مَضَى


وعروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنه قطعت ساقُه ومات ولدُه في يومٍ واحد،
فلما جاءه النَّاس ليخفِّفوا عنه ويواسوه، قال: إني واللَّه لراضٍ عن ربي، فقد أعطاني اللَّهُ أربعة من الولد فأخذ واحداً وأبقى ثلاثة فالحمد لله، وأعطاني أربعة أطراف فأخذ واحداً وأبقى ثلاثة، فالحمد لله.

قال بعض العلماء: من كان نظره في وقت النِّعَم إلى المُنْعِم لا إلى النِّعْمَة، كان نظرُهُ في وقت البلاء إلى المُبْلي لا إلى البلاء، فيكون في جميع حالاته غريقاً في ملاحظة الحقِّ، متوجهاً إلى الحبيب المطلق، وهذه أعلى مراتب السَّعادة.
والله عز وجل لطيفٌ بعباده، وهو أدرى بما يصلحهم، قال تعالى: {وَعَسى أن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَالله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ


فعلى العبد التسليم لأمر الله في كل أمر من أموره، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ما أبالي على أي حال أصبحت، على ما أحب أو على ما أكره، لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره».


الشكوى عن قدر الله خيره وشره دليل ليس راض عن الله


وهذا سبب كثيرآ خرجو من الاسلام او تشبك بي الاولياء وغير ذلك


وللّه في أثناء كُلِّ مُلمَّةٍ ..... وإنْ آلمتْ، لُطْفٌ يحضُّ على الشُّكرِ




970408_459672964115890_522025175_n.jpg


http://www.youtube.com/watch?v=OnGoWtZBJ_M
 
رد: *--- هل أنتَ راضٍ عن الله ؟ ----*

اللهم ارضا عنا واعفر لنا وارحمنا

شكرا جزيلا اختي الكريمة​
 
رد: *--- هل أنتَ راضٍ عن الله ؟ ----*

اللهم ارضا عنا واعفر لنا وارحمنا

شكرا جزيلا اختي الكريمة​
بارك المولى فيكي أختي الغالية على مرورك الكريم
 
رد: *--- هل أنتَ راضٍ عن الله ؟ ----*

شكرا اختي رحمة الله الله يرضى عنك

ويرضى عنك يارب بارك الله فيك على مرورك الكريم
 
رد: *--- هل أنتَ راضٍ عن الله ؟ ----*

جزاكــي الله خيـــر

والأكيــد أن رضآآ الله عنا هوآ أساس الحياهـ الرائعهـ
 
رد: *--- هل أنتَ راضٍ عن الله ؟ ----*

جزاكــي الله خيـــر

والأكيــد أن رضآآ الله عنا هوآ أساس الحياهـ الرائعهـ
جزاكي الرحمن من فضله على مرور الكريم
 

عودة
أعلى