التصفح للزوار محدود

هنيئـًا لك الحج ياسعيد

مهتمة

التميز

هنيئـًا لك الحج ياسعيد


713465947652.jpg



بعد انتهاء مراسم الحج وانفضاض الحجيج

كل في حال سبيله


اكتض المطار بالحجاج العائدين إلى بلادهم

وهم ينتظرون طائراتهم
لتقلهم إلى الأحباب الذين ينتظرونهم بفارغ الصبر


جلس سعيد على الكرسي وبجانبه حاج اخر

فسلم الرجلان على بعضهما وتعارفا

وتجاذبا أطراف الحديث حتى قال الرجل الاخر :


- والله يا أخ سعيد

أنا أعمل مقاولا وقد رزقني الله من فضله

وفزت بمناقصة اعتبرها صفقة العمر


وقد قررت أن يكون أداء فريضة الحج
للمرة العاشرة أول ما أفعله

شكرانا لله على نعمته التي أنعم بها علي


وقبل ان أتي إلى هنا

زكيت أموالي وتصدقت

كي يكون حجي مقبولا عند الله .


ثم أردف بفخر واعتزاز :



- وها أنا ذا قد اصبحت
حاجا للمرة العاشرة


اومأ سعيد برأسه
وقال :


- حجا مبرورا وسعيا مشكورا
وذنبا مغفورا إن شاء الله


ابتسم الرجل وقال :


- أجمعين يارب
وأنت ياأخ سعيد هل لحجك قصة خاصة ؟


أجاب سعيد
بعـــــد تردد :


- والله يا أخي هي قصة طويلة
ولا أريد أن اوجع رأسك بهــا


ضحك الرجل وقال :


- بالله عليك هلا أخبرتني
فكما ترى
نحن لانفعل شيئا سوى الانتظار هنا .


ضحك سعيد وقال :


- نعم.
الانتظــــــــــــــــــــــار

وهو ماتبدأ به قصتي
فقد انتظرت سنينا طويلة
حتى أحج

فأنا اعمل منذ أن تخرجت معالجا فيزيائيا قبل 30 سنة
وقاربت على التقاعد
وزوجت ابنائي وارتاح بالي

ثم قررت بما تبقى من مدخراتي البسيطة
أداء فريضة الحج هذا العام

فكما تعرف
لايضمن أحد ماتبقى من عمره
وهذه فريضة واجبة .


رد الرجل :

- نعم الحج ركن من اركان الإسلام
وهو فرض على كل من استطاع إليه سبيلا .


اكمل سعيد :


- صدقت
وفي نفس اليوم الذي كنت اعتزم فيه الذهاب
إلى متعهد الحج بعد انتهاء الدوام
وسحبت لهذا الغرض كل النقود من حسابي

صادفت إحدى الأمهات التي يتعالج ابنها المشلول
في المشفى الخاص الذي اعمل به
وقد كسا وجهها الهم والغم وقالت لي :

استودعك الله يا اخ سعيد
فهذه آخرزيارة لنا

استغربت كلامها
وحسبت أنها غير راضية عن علاجي لابنها
وتفكر في نقله لمكان آخر !

قالت لي :

يشهد الله أنك كنت لإبني أحن من الأب
وقد ساعده علاجك كثيرا
بعد أن كنا قد فقدنا الأمل .


استغرب الرجل
وقاطع سعيد قائلا :


- غريبة !
طيب اذا كانت راضية عن ادائك
وابنها يتحسن فلم تركت العلاج ؟


اجابه سعيد :


- هذا ما فكرت به وشغل بالي
ذهبت إلى ال‘دارة وسألت المحاسب عن سبب ماحدث
وإن كان بسبب قصور مني فأجابني المحاسب
بأان لاعلاقة لي بالموضوع

ولكن زوج المرأة قد فقد وظيفته
وأصبح الحال صعبا على العائلة
ولم تعد تستطيع دفع تكاليف العلاج الطبيعي
فقررت ايقافه .


حزن الرجل وقال :


- لاحول ولا قوة الابالله
مسكينة هذه المرأة
فكثير من الناس فقدت وظائفها بسبب ازمة الاقتصاد الاخيرة

وكيف تصرفت يا اخ سعيد ؟


أجاب سعيد :


- ذهبت إلى المدير ورجوته
أن يستمر بعلاج الصبي على نفقة المستشفى
ولكنه رفض رفضا قاطعا وقال لي :

أن هذه مؤسسة خاصة
تبتغي الربح وليست مؤسسة خيرية للفقراء والمساكين



خرجت من عند المدير
حزينا مكسور الخاطر على المرأة وابنها
خصوصا أن الصبي قد بدأ يتحسن وايقاف العلاج معناه
انتكاسة تعيده إلى نقطة الصفر

وفجــــــــــــــــــأة
وضعت يدي لا اراديا على جيبي الذي فيه نقود الحج

فتسمرت في مكاني لحظة
ثم رفعت رأسي إلى السماء
وخاطبت ربي قائلا :



اللهم انت تعلم بمكنـــون نفسي
وتعلم أن ليس أحب اإلى قلبي من حج بيتك وزيارة مسجد نبيك


709432358264.jpg



وقد سعيت لذلك طوال عمري وعددت لاجل ذلك الدقائق والثواني
ولكني مضطر لان اخلف ميعادي معك
فاغفـــر لي إنك أنت الغفور الرحيم .



وذهبت إلى المحاسب ودفعت كل مامعي
عن أجرة علاج الصبي لستة أشهر مقدما
وتوسلت إليه ان يقول للمراة :
بأن المشفى لديه ميزانية خاصة
للحالات المشابهة .


دمعت عين الرجل :


- بارك الله بك وكثرمن أمثالك
ولكن !! إذا كنت قد تبرعت بمالك كله
فكيف حججت إذن ؟


قال سعيد ضاحكا :


- اراك تستعجل النهاية هل مللت من حديثي ؟
اسمع ياسيدي بقية القصة

رجعت يومها إلى بيتي حزينا على ضياع
فرصة عمري في الحج
وفرح لأني فرجت كربة المرأة وابنها !

ونمت ليلتها ودمعتي على خدي
فرأيت نفسي في المنام وأنا اطوف حول الكعبة
والناس يسلمون علي ويقولون لي :

حجا مبرورا ياحاج سعيد
فقد حججت في السماء
قبل أن تحج على الأرض


284028920171.jpg



دعواتك لنا ياحاج سعيد

حتى أستيقظت من النوم
وأنا احس بسعادة غير طبيعية !

على الرغم من أني كنت شبه متأكد
أني لن أتشرف يوما بلقب حاج
فحمدت الله على كل شيء ورضيت بأمره .


وما أن نهضت من النوم
حتى رن الهاتف وكان مدير المستشفى الذي قال لي :


- ياسعيد أنجدني
أحد كبار رجال الأعمال يريد الذهاب إلى الحج هذا العام
وهو لايذهب دون معالجه الخاص
الذي يقوم على رعايته وتلبية حاجاته

ومعالجه زوجته في أيام حملها الأخيرة ولا يستطيع تركها
فهلا أسديتني خدمة وذهبت بدلا عنه ؟
لا أريد ان افقد وظيفتي إذا غضب مني
هــــــــــو يملك نصف المشفى .


قلت له
بلهـــفة :


وهل
سيسمح لي أن أحج ؟



فأجابني بالموافقة
فقلت له :

إني ساذهب معه

وكما ترى
فقد حججت وبأحسن مايكون عليه الحج

وقد رزقني الله حج بيته دون أن ادفع شيء والحمد لله
وفــــــــــــــوق ذلك
فقد أصر الرجل على اعطائي مكافأة مجزية لرضاه عن خدمتي له

وحكيت له عن قصة المرأة المسكينة
فأمر بان يعالج ابنها في المستشفى على نفقته الخاصة
وأن يكون في المستشفى صندوق خاص لعلاج الفقراء

وفوق كل ذلك
أعطى زوجها وظيفة في احدى شركاته .


نهض الرجل
وقبل سعيد على جبينه :



والله . لم اشعر في حياتي بالخجل
مثلما أشعر الآن يا أخ سعيد

فقد كنت أحج المرة تلو الأخرى
وأنا أحسب نفسي قد أنجزت شيئا عظيما
وأن مكانتي عند الله ترتفع بعد كل حجة

ولكني ادركت لتوي !
أن حجك بألف حج من أمثالي

فقد ذهبت أنا الى بيت الله
بينما دعاك الله إلى بيته

وأخذ يردد


غفرالله لي

غفرالله لي .




 
رد: هنيئـًا لك الحج ياسعيد

تذكرت قصة حقيقية جرت في الماضي البعيد .
لكنني نسيت الأسماء والزمان والمكان بدقة - بلشنا ننسى كتير -
باختصار :
أحد علماء الدين كان بطريقه الى الحج وقد كان برفقة قافلة مع أهله وبعض أتباعه . في أحد الوقفات للاستراحة , ابتعد قليلا عن القافلة , فلمح خيال أدمي كان بالقرب من مكب نفايات القافلة , وفر هارباً بسرعة , فمازال يتبعه الى كهف رأى فيه طفلين وتلك الفتاة الكبيرة التي كانت قرب المكب , وقد بدى عليهن الخوف والجوع . قال حدثيني بقصتكِ
قالت مات والديّ وتركا لي أخوتي الصغار . هنا عادة تحطّ قوافل الحج , فألتقط ما أجده , ووجدت اليوم ديك نافق رميتوه للتو , فأحضرته لإخوتي .
طلب منها الجلوس بمكانها وعاد الى أهله , وطلب من خادمه أن يأخذ من المؤنة ما يكفيه للعودة الى بلاده , وإعطاء الباقي لتلك الفتاة .
 
رد: هنيئـًا لك الحج ياسعيد


وطلب من خادمه أن يأخذ من المؤنة ما يكفيه للعودة الى بلاده
وإعطاء الباقي لتلك الفتاة .




كنت أريد أن أسجل القصة الأولى
لديّ في المدونة

سأضع إضاقتك القيمة
بدلا عنها

أثابك الله مشرفنا
شاكرة تواجدك وهذهِ الإضافة
 

عودة
أعلى