احتجاج نزيلات الدار الاجتماعية في بنغازي

ابن ليبيا

Well-known member
200910220232541_947324_1_34.jpg





خالد المهير-بنغازي

تحدثت عدة فتيات من 'ساقطات القيد' أو 'مجهولات النسب' في مدينة بنغازي الليبية للجزيرة نت حول ما وصفنه بتحرشات جنسية تعرضن لها على يد مسؤولين بالدار الاجتماعية التي يقمن بها، الأمر الذي نفته الجهات الرسمية مؤكدة أن الدولة تقوم بواجبها تجاه هذه الشريحة التي لا يتجاوز عددها 37 فتاة.

وجاء احتجاج هؤلاء الفتيات أمام دائرة صندوق الضمان في بنغازي –ثاني كبريات المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس- أمس الأربعاء ليلفت النظر إلى القضية علما بأن الجهات الرسمية تقدر عدد الفتيات في بنغازي بـ37 فتاة بينما يتحدث خبراء عن أعداد قد تقدر بالمئات.

وبحسب المتظاهرات اللواتي تتراوح أعمارهن مابين 15 و25 عاماً فإنهن تعرضن إلى التحرش الجنسي إضافة إلى ألفاظ نابية تخدش الحياء ولتجسس
على حياتهن الشخصية، فضلا عن التهديد 'غير المباشر' بالإحالة لمؤسسة الأحداث.

ولم تتردد المتظاهرات كذلك في الحديث بصراحة لوسائل الإعلام عن وقائع أبرزها تسلل وزير الشؤون الاجتماعية، وهو رفيق للزعيم الليبي معمر القذافي إلى الدار 'خلسة' دون مراعاة لمشاعر النزيلات، كما تحدثن عن انتهاكات لحقوقهن الآدمية عبر حديث المسؤولين عن خلفيات الظروف التي أودت بهن إلى هذا الواقع في إشارة إلى 'ماضي أمهاتهن'.

كشف الحقيقة
وتحدثت إحدى هؤلاء الفتيات وهي إيمان عبد الرازق للجزيرة نت عن تحرشات قام بها مسؤول بإدارة المؤسسات الاجتماعية رمزت له بالحرفين (م.ع) مؤكدة أنه سهل دخول الشرطة إلى غرفتها بالدار، وكادت تحدث فضيحة لولا تدخل مسؤول آخر لإنقاذ الموقف.

وأردفت النزيلة قائلة إن زميلاتها طالبن المسؤولين بصندوق الضمان الاجتماعي في أكثر من مناسبة بالتدخل لوقف الانتهاكات دون جدوى، مؤكدة أن أحد المسؤولين كان يتحرش بها ويقول إنه 'مثل أبيها'.

أما مرادة فضل الله سعيد، فاعتبرت أن العقيد القذافي سلم حماية هذه الشريحة لمسؤولين غير مؤهلين، مؤكدة أنها وزميلاتها حاولن دون جدوى إيصال شكواهن للمسؤولين الذين لم يبادروا إلى التحرك إلا عندما خرجت الفتيات إلى الشارع.

ورفضت مرادة الحديث للجزيرة نت حول وقائع التحرش، مؤكدة أن فتح هذا الملف سوف يكون أمام الجهات المعنية وقائد الثورة، وموضحة أن الاحتجاج جاء بعد أن 'طفح الكيل'.

وأقرت النزيلة عليا سعيد زيدان في حديث للجزيرة نت بتعرض عدد من نزيلات الدار الاجتماعية للتحرش، موضحة أن جهات رسمية مختصة فتحت التحقيق في أكثر من واقعة، مؤكدة أهمية كشف الحقيقة.

وتحدثت عليا عن ترقية المسؤول المتهم في وقائع التحرش إلى منصب إداري أكبر في بنغازي، بعد أن كان مديراً صغيراً للدار.
أين الأدلة؟
في المقابل، فقد نفى مسؤول المؤسسات الاجتماعية في بنغازي مسعود العرفي وجود أدلة لمثل هذه الأقاويل، داعياً من يملك 'أدلة قطعية' إلى تقديمها.

وفي حديثه للجزيرة نت، رد العرفي على اتهامات النزيلات، قائلا إنه 'ليس من أخلاق العاملين في مثل هذه المؤسسات ممارسة هذه الأفعال المشينة'، ومعبرا عن أسفه للزج بما سماها 'مواضيع جانبية' في الاحتجاج على قرار إداري.

أما أمين الشؤون الاجتماعية سعد الصنعاني فأكد للجزيرة نت أن إدارته لم تتلق أي شكاوى في هذا الشأن، موضحاً أن مصلحة الإدارة تقتضي إحداث تغييرات في إدارة الدار، مضيفاً أن العقيد القذافي هو من وضع النظام والقوانين واللوائح التي لا بد وأن تحترم.

وأشار إلى أن اللجنة الشعبية العامة (الحكومة) قررت أن تتولى دور البنات امرأة بمساعدة رجل، وأن قرار تعيين مدير جديد يتوافق والقانون.

جدير بالذكر أن احتجاج الأمس هو الأول من نوعه في الجماهيرية الليبية، وهو ما يثير توقعات بسرعة فتح هذا الملف بشكل رسمي.

(الجزيرة نت)
 

عودة
أعلى