إكبح غضبك أو عبر عنه ::

يعتبر التمسك بالغضب لوقت طويل سلوكاً غير صحي؛ لأن ذلك يزيد من الضغط الداخلي والضغط المتزايد باستمرار،

إلا أن التعبير عن الغضب بشكل بناء (تفريجه وتفريغه) يعتبر أكثر صحة. يقول صلى الله عليه وسلم: "لا تغربنَّ الشمسُ على غضبكم."،

ويقول أيضا: "لا تَغْضَبْ."، ويصف عليه السلام نفسه: "إنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي".




عبر عنه بشكل مباشر أو غير مباشر



يتم التفريج المباشر حين تعبر عن غضبك إلى الشخص المتورط معك وجها لوجه بالهاتف أو خطيا. يمكنك أن تعبر عنه مباشرة

أو بعد مرور بعض الوقت عليه، كما يمكنك التعبير عنه بطريقة هادئة وحازمة أو بطريقة غاضبة وعدائية، وأقترح التعبير عن الغضب

بالطريقة الأولى لأن العدائية يمكن أن تجرح المشاعر وتُصعِّد الصراع.

وأنصحك بتذكر الأقوال التالية عن الغضب قبل أن تتخذ قرارك في وقت الغضب:


غَضَبُهُ على طرفِ أَنفه.

الحصاةُ المقذوفةُ بغضبٍ لا تقتلُ العصفور.

ابتعدْ عن غضبِ الرجُلِ الهادئ وعنِ انقضاضِ الحيوانِ المُروض.

ينبغي أن تُرقِدَ غضبَكَ على عتبةِ بيتك.

عندما تغضبُ الضفدعةُ لا يعبأُ المستنقعُ بها.

عندما تغضبُ النّعاجُ تُصبحُ أسوأَ منَ الذّئاب.

مَنْ يَدَّعي الحِلْمَ أَغْضِبْهُ لِتَعْرِفَهُ

لا يُعْرَفُ الحَلْمُ إلاّ ساعَةَ الغَضَب

أن تغضب فهو رد فعل، ولكن أن تبقى غاضباً فهذا هو خيارك.

التغلُّبُ على الغضبِ انتصارٌ على أكبرِ عدوّ لنا.

الغضبُ جنونٌ قصير.

لم يكنِ الغضبُ أبداً نصوحاً جيّداً.

عندما نغضبُ يجب ألاّ نقول شيئاً، ويستحسن أن نبدأ في التسبيح والاستغفار.

مَن أَطاعَ غضَبَهُ، أَضاعَ أَدبَهُ.

مَن غَضِبَ مِن لا شيء رضِيَ بِلا شيء.

التصرُّفُ في حالةِ الغضبِ كالإبحارِ خلالَ العاصفة.

حقاً إنها أقوالٌ من ذهب لمن يعتبرها قبل أن يقوم بأي رد فعل مبني على الغضب.


والآن هل ما زلت تشعر بالرغبة في الانتقام؟! وفي التنفيس عن غضبك؟!؛ إذاً يمكن أن يكون التعبير الخطي عن الغضب أمراً علاجياً؛

وذلك بالتدوين في صحيفة أو في يوميات أو على الإنترنت، أو في رسالة غضب خطية موجهة إلى الشخص الذي يدور حوله الأمر؟!.


إذا كنت ستكتب رسالة غضب أفعل الآتي:


• أكتبها وأنت غاضب فعليا (حتى تصب جام غضبك على من أنت غاضب عليه)، وليس عند شعورك بأنك هادئ (لأن ذلك يعكر من صفاء ذهنك).

• أكتب كل الأشياء التي أغضبتك، ثم أكتب ما تريد أن تفعله نحو ذلك الشخص الذي أغضبك.

• أكتب بسرعة، ولا تقلق من اطلاع أي شخص آخر على تفاصيل تلك الرسالة.

• لا تبعث الرسالة فهي تهدف إلى التعبير عن أفكارك وليس هدفها هو تقاسمها مع غيرك.

• لا تعُدْ لقراءة الرسالة من جديد.

• دمر الرسالة حيث أن كتابة الرسالة كانت تمرينا أدى غرضه، أما الآن فتخلص منها لسلامتك ولراحة بالك.


لا تحاول استفزاز الآخرين، وإن كان ذلك الاستفزاز ممتعا لبعض الناس أحياناً، وخصوصاً إذا كان ذلك الاستفزاز من أشخاص قد

أثاروا حنقنا وغيظنا في مناسبات سابقة. وتذكر دائما أن من خدم الناس وأحسن إليهم وبذل لهم بعضاً من الفائض عن حاجته وتسامح

وعفا عن زلاتهم أحبوه واحترموه ووقروه، وفي المقابل من أساء إلى الناس لم يسلم من شرورهم وأذاهم. وصدق المثل القائل:

"اتق شر من أحسنت إليه بدوام الإحسان إليه"؛ ولكننا دائماً لا نذكر الجزء الأخير من هذا المثل وهو في غاية الأهمية!!.



من أحسن للناس حسُنَ حاله ومن أساء إليهم لم ينجُ من أذاهم



قالت الذبابة للنحلة: صحيح أن جناحك جميل وحجمك كبير ولونك زاه إلا أنك لا تفوقينني في شيء، فأنا أملك جناحا مثلك

ولوني يا نحلة أزهى من لونك، ثم إن حجمي الصغير لا يضيرني، بل يعينني على الطيران السريع، ويمكنني من الانقضاض حين أريد والانطلاق متى أشاء.


لم تجب النحلة حيث أنها كانت مشغولة بامتصاص الرحيق، وعندها تضايقت الذبابة فعادت إلى المباهاة ثانية

حيث قالت: لا أنكر أن لديك إبرة دقيقة تلسعين بها، لكنني أذكرك بخرطومي الدقيق أيضا، والذي أرتشف به القاذورات.


أصرت النحلة على التزام الصمت واستمرت في امتصاص الرحيق حيث أنها تحب إذا عملت عملا أن تتقنه. لم تيأس الذبابة

واستمرت في محاولة استفزاز النحلة ولفت انتباهها بأية وسيلة، حيث بدأت بالطيران والدوران حول النحلة وهي تطن طنينا

مزعجا لعلها تحقق النجاح فيما تصبُ إليه.


وأخيرا التفت النحلة إليها ولكن كانت ترمقها باحتقار، وقالت بلهجة قاسية: "لا أحب أن أضيع وقتي مع اللاهين، ولكن غرورك لا يطاق،

هل تظنين يا ثرثارة أن ما ترددينه يرفع من منزلتك؟"
.
قالت الذبابة: "وماذا يهمني من الحب والاحترام ما دمت سعيدة وأحقق ما أريد وأعيش كما أرغب؟"
.
قالت النحلة: عجبا لك وهل هذه سعادة، إن سعادتك الحقيقية هي في خدمة الآخرين وليس في إيذائهم.

قالت الذبابة (وهي تلعق بقايا نتنة): وماذا تقدمين أنت للآخرين؟!، إني أراك تلعبين بين الزهور؟!.

قالت لها النحلة: ألا أقدم للناس عسلا فيه شفاء للناس؟

قالت لها الذبابة: نعم لقد تذوقت طعم هذا العسل، ولكنك يا مسكينة تتعبين كي يقطف الآخرون ثمار تعبك.

قالت لها النحلة: إذن فأنت ترين أني أخدم الآخرين، أما أنت فتنقلين المرض من الجراثيم التي تحملينها.

قالت الذبابة: هكذا أنا أعشق القاذورات ولا يهمني أن يمرض الناس أو لا يمرضوا.

قالت لها النحلة: ولكن الناس لن يتركونك حرة طليقة!.

قالت الذبابة متهكمة: الناس المساكين حاولوا مرارا قتلي بوسائل عديدة ولكن لم يفلحوا معي.


احتدم النقاش بينهما، وبينما هما على هذه الحالة اقترب طفل من مكانهما؛ وبدأ يلعب بين الأزهار، فخطر على بال الذبابة

خاطرا شريرا بأن تزعجه وطلبت من النحلة مساعدتها لكن النحلة رفضت ذلك، وقالت لا أحب أن أزعج الآخرين. طارت الذبابة

صوب الطفل وحطت على وجه وبدأ الطفل في هش الذبابة دون جدوى ثم حطت على يده، فكتم الطفل أنفاسه وحرك يده الأخرى

بحذر حتى ضرب الذبابة بيده الأخرى فتحولت إلى أشلاء متناثرة.


نظرت النحلة طويلا إلى أشلاء الذبابة المتناثرة وقالت: ليتها اتعظت من كلامي ثم طارت النحلة إلى زهرة قريبة متفتحة.

فاحذر أخي العزيز أن تكون مُستفِزا كالذبابة التي تحط بوزنها وثقلها على وجوه البشر، وكلما أزاحها البشر بأيديهم آبت إليهم

في لجاجة وإلحاح، ولكن كن كالنحلة التي لا تحط إلا على الزهور لتفيد وتستفيد، فالنحلة تساعد على نقل حبوب اللقاح من

زهرة إلى أخرى، وفي نفس الوقت تمتص رحيق الزهور لتصنع منه العسل.


أ.د مصطفى السعدني
 
رد: إكبح غضبك أو عبر عنه ::

يسلمووووووووووووووووووووووووووو
الله يبعد الجميع عن الغضب يا الله
نصائح رائعه
 

عودة
أعلى