خواطر وتأملات في الدّين والكون والحياة

ميسون قصاص

Well-known member
إخوتي ... أخواتي .. حيّاكم الله :
هذه الساحة أخصّصها لما مرّ أو قد يمّر في خاطري من أفكار أحببت أن أدوّنها لكم ...
وما خواطري إلّا ثمرة لتجارب مررت بها ومعارف وقراءات في الكون والمجتمعات وبطون الكتب وعلى رأسها كتاب الله ..
أسأل الله لي ولكم منها كلّ النّفع والخير والأجر ..

فتابعوني ... وحاوروني ... وانتقدوني ... فكلّنا عالم ومتعلّم في آن ....

انشروا ما يعجبكم منها لكن مع ذكر اسمي ... وجزاكم الله خيراً ...

فهرس الخواطر :


في الدّين :

الإيمان بالغيب
خواطر حول آثار أسماء الله في حياتنا
خواطر حول أسماء الله ( العزيز الحكيم )
خواطر حول أسماء الله ( العزيز العليم )
خواطر حول أسماء الله ( العزيز الحميد )
خواطر حول أسماء الله ( العزيز الغفور ـ الغفار )
خواطر حول اسماء الله ( العزيزذو انتقام )
خواطر حول أسماء الله ( العزيز الكريم )
خواطر حول أسماء الله ( العزيز الرّحيم )
خواطر حول أسماء الله ( الرّحمن الرّحيم )
دعاء من نور اسم الذّات الإلهيّة (الله )
رحمت ( مبنى ومعنى )
خواطر في العلم والتقوى (1)
خواطر في العلم والتقوى (2)
خواطر في العلم والتّقوى (3)
خواطر في العلم والتقوى (4)
خواطر في العلم والتقوى (5)
خواطر في العلم والتقوى (6)
خواطر في العلم والتقوى (7)
العمل بالعلم
ثلاث لا تغني عن ثلاث
تجديد لا استنساخ
سرّ عدالة
الصّلاة والنّساء
دين الرّحمة والعزّّة
دار فرار لا دار قرار
لماذا نحن غافلون
خاطرة شعرية : كيف أخشى
صيف وشتاء
فضفضة ومفاهيم يجب أن تصحّح ( الحجاب )
مفاهيم يجب أن تصحح ( الشهادة )


تأمّلات في الكون :

رسالة كون(1)
رسالة كون (2)
رسالة كون (3)
رسالة كون (4)
رسالة كون (5)

خواطر في الحياة :

خاطرة في التّعايش (1)
خاطرة في التّعايش (2)
خاطرة في التّعايش (3)
خاطرة في التّعايش (4)
سعادة العطاء
بين الرضا والتواضع
نكران الذّات وتقديرها
نظرية المؤامرة
لنكن من المتفائلين
أجمل الهدايا
كن محبّاً
رفق لا انهزامية
الجوهر قبل المظهر
عيش الحاضر
التواصل باثنتين
دعوة إلى الغباء
حياء النّساء


أعتذر إخوتي وأخواتي عن عدم نقل المشاركات بالقصّ واللّصق نظراً لصعوبة ذلك وضيق الوقت ... وإن شاء الله أوافيكم بالمزيد من الخواطر والتي سأكتبها مباشرة هنا بإذن الله ...
 
الإيمان بالغيب ...

الإيمان بالغيب ...

الإيمان بالغيب ليس تغييباً للعقل بل إبعاده عن الانشغال بما لا يدركه عمّا يدركه ... ومنحه مزيد الثّقة بوعد الله له والّذي إنّما صدّق به لإيمانه بالغيب ... لذلك فالإنسان المؤمن بالغيب لا يضيّع عمره سدًى فيما لا يجدي مما يعطّله عن إعمار الأرض ومهمّة الاستخلاف الّتي خُلق لها فتراه يعمل ويجتهد فيفلح وفي هذا مصلحة له وللكون من حوله ويصدق فيه ما صدق فيمن استخلف من قبله من الأنبياء والصّالحين المصلحين من قوله تعالى : (( مباركاً حيثما كنت )) ...
 
التعديل الأخير:
خواطر حول أسماء الله في حياتنا

خواطر حول أسماء الله في حياتنا

خواطر حول أسماء الله ...

ربما يكون من الصعب على أحدنا أن يذكر آثار أسماء الله في حياته... وربما يكون من الأصعب أن يصنّف هذه الآثار فيقول هنا تجلى عليّ باسمه الفتاح وهنا باسمه الجبار وهنا باسمه الشكور ... فكلّ ما يتجلى به علينا هو مندرج تحت تجليات رحمته ... لذلك كان اسم الله الرحمن هو الاسم الآخر الّذي دعا إليه رسول الله ودعا به أكثر من أي اسم بعد اسم الذات ( الله ) ....
(( قل ادعو الله أو ادعو الرحمن .. أيّاًً ما تدعو فله الأسماء الحسنى ))
وقد اقترن اسم الرحمن بكل سورة نقرؤها مع اسم الله في البسملة ...
ولعلّنا إذا قرأنا فاتحة الكتاب بتدبر ندرك ما ذكر أكثر ...
فنحن نقرأ .. بالبسملة وفيها اسمي الرحمن الرحيم ...
ثم نقرأ الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * ثم نجد أنفسنا نلتفت عن الكلام عن الله إلى مخاطبته تعالى : إياك نعبد ....
وكأننا بما ذكر وتكرر من اسمي الرحمن الرحيم وأنّه هو مالك يوم الدين تمّت لنا معرفته تعالى بذلك ... فسبحان الله ...
وفي السورة لطيفة تدلّ على أن رحمة الله سبقت غضبه ... فذكر الترغيب ثم أتبعه بالترهيب ... ليقول لمن طمع برحمة الله لا تأمن مكره ، ولمن خاف عذابه لا تقنط من رحمته ....
ولكن نفس المؤمن توّاقة تسعى دوماً للارتقاء ... فمن المعرفة إلى الحبّ إلى الطاعة إلى السعادة حيث رضا الله والجنّة ...
ولا بدّ قبل كلّ ارتقاء من مزيد معرفة ... وحبّ الله وطاعته وسعادة المؤمن بذلك تدفعه لمعرفة ربّه أكثر وكلّما ازداد معرفة ازداد حبّاً وطاعة وسعادة ... وهكذا ...
ومن هنا كانت معرفة باقي أسماء الله وصفاته معراجاً لروح المؤمن .. يرتقي بها مع كل اسم تعيش به وتتمثله في حياتها ...
ونحن نعلم ولله المثل الأعلى أنّنا إذا أحببنا إنساناً فإنّنا ورغم معرفتنا به إلا أنّنا نحبّ أن نعرف بعض التفاصيل عنه لنضيف بها إلى معرفتنا ما يقرّبنا منه وبجدد صلتنا به أكثر من ذي قبل .. فكيف ينبغي أن يكون الحال مع الله ...؟؟؟
نسأل الله القرب منه والأنس به بصواب السّبيل إلى معرفته وصادق الدّليل إليه ... آمين
 
خواطر حول اسمي الله العزيز الحكيم

خواطر حول اسمي الله العزيز الحكيم


لو بحثنا عن أسماء الله تعالى التي ارتبطت باسم الله العزيز لوجدنا أكثرها على الإطلاق اسم الحكيم ( معرفاً ونكرة ) ....
فالله عزيز في حكمته وحكيم في عزّّته ...
لذلك فإنّ من عزّة المسلم أن يكون حكيما ًمحسناً متقناً في عمله فيرفع ذكره ويعلو قدره مكرماً بذلك نفسه نائياً بها عن كلّ ما يقدح بمروءتها وسمعتها... ومن حكمته أن يكون عزيزاً يندر مثيله لتقبل الناس على ما لديه من هدى وإيمان وتدبر عن ما لدى غير المسلم من ضلال وكفر...
والحكمة فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي
ما ينبغي : الصواب والسداد ...
على الوجه الذي ينبغي : باتقان ودقّة .
في الوقت الذي ينبغي : اختيار أنسب الأوقات للقيام بالفعل ...
وحين يتمّ للمسلم ذلك في أغلب أفعاله فإنّه لا شكّ يعزّ فيندر مثيله ويحتاج إليه ...

 
الله على المواضيع الرائعة شكرا لكي اختي على المجهود الدي تبدلينه
 
بوركتي غاليتي ميسون قصاص
على هذه الخواطر الرائعة جدا

ساظل متابعة لما يخطه قلمك المبدع
دمت بالق ولا عدمناك غاليتي
مودتي وتقديري
/
اميرة الاحساس
 
الله على المواضيع الرائعة شكرا لكي اختي على المجهود الدي تبدلينه

جبر الله خاطرك أخي الكريم ... والله أنتم جميعاً من تجمّلون المواضيع بكلماتكم الصادقة وتستحقّون كلّ جهد وإن كان جهدي جهد المقلّ لكن بدعواتكم سأستمرّ وأبذل المزيد ...

جزاك الله خيراً ...
 
شكرا لك أختي على كل هذه الخواطر ،وأتمنى أن يسعفني الوقت لقراءتها-باذن الله

لا شكر على واجب أخي الكريم ... فزكاة العلم نفقته للطّيّبين أمثالكم ... وأتمنى لخواطري أن تقرأها وتثريها بآرائك أنت والجميع بإذن الله ...
 
بوركتي غاليتي ميسون قصاص
على هذه الخواطر الرائعة جدا
ساظل متابعة لما يخطه قلمك المبدع
دمت بالق ولا عدمناك غاليتي
مودتي وتقديري
اميرة الاحساس

بارك الله بك حبيبتي ... وأتشرف بمتابعتك وآرائك القيّمة ...
حفظك الله من كل سوء وسلّمك من كل مكروه ... ودمت بعفو وعافية متألقة الإحساس والوجدان كما أنت دائماً ...
 
خاطرة حول اسمي الله العزيز العليم

خاطرة حول اسمي الله العزيز العليم


ومن ثم يأتي ارتباط اسم الله العزيز باسمه العليم ..في مواضع من القرآن ...
فالله عزيز في علمه ... عليم في عزّته ...
لذلك فإنّ من عزّة المسلم أن يكون من علماء الدنيا والآخرة فهم أكثر الناس خشية لله وتقوى له وكلّما اتّقوا علموا وعزّوا... وإنّ مما ينبغي على المسلم أن يصون علمه بعزّته وغنى نفسه لا يبتغي بعلمه عرض الدنيا ...
 
خاطرة حول اسمي الله العزيز الحميد

خاطرة حول اسمي الله العزيز الحميد

من الأسماء التي ارتبطت باسم العزيز وسبق فيها اسم العزيز :

العزيز الحميد : عزّ وغلب ولكن حمدت أفعاله وصفاته جلّ شأنه .. فهو حميد في عزّته ... وهو عزيز متعال عن محمدة العباد مع حاجتهم إليه ومع كونه أهل الثناء والمجد .. وكل الأنام له عبد والمسلم العزيز يحرص أن يكون حميداً طيّب الذّكر في محياه ومماته بسلوك السبل إلى ذلك . وإن كان قد أوتي نصيباً من أسباب العزّة والغلبة والتّفرّد في بعض الخصال عن غيره واحتاج إليه النّاس .. فعليه أن يتخّذ الأسباب التي تجعله أهلاً للحمد وإن لم يحمد ... وأن يكره أن يحمد بما لم يفعل ... لأنّه إن أحبّ ذلك فقد عزّته لاعتماده على فعل غيره وحاجته إلى محمدة غيره وثنائهم ... ( إنّ الّذين يحبّون أن يحمدوا بما يفعلوا فلا تحسبنّهم بمفازة من العذاب .... )
 
خاطرة حول اسمي الله العزيز الغفور والغفار

خاطرة حول اسمي الله العزيز الغفور والغفار

عزيز غالب لكنّه غفور كثير المغفرة وغفّار عظيم المغفرة ...
عزيز في غفرانه فلا يغفر عن ضعف ولا حاجة ولا نقص ولا خوف الوصول إليه بمكروه وحاش لله ولكن عن عزّة الإله العزيز الّذي لا تنقصه ذنوب العباد ولا تزيده طاعتهم ...
وغفور في عزّته .... فغفرانه من مظاهر عزّته لتعاليه عن الانتقام لأيّ ذنب ممن خلقه وهو الأعلم ضعفه ونقصه ..
ويحضرني هنا رسول الله من أدبه ربه فأحسن تأديبه يوم الفتح ... حيثّ أعزّه الله بالنّصر فما كان منه إلّا أن قال لأهل مكّة وقد غفر لهم كلّ ما سلف من إيذائهم وتعذيبهم له ولصحبه : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) ...
وهكذا ينبغي للمسلم أن يكون غفّاراً ستّيراً ليستكمل أسباب عزّته ما استطاع ... فالتّلهّي والحديث عن أخبار أهل المعصية أمر يمقته الله لأنّه يشيع الفاحشة في الناس .. ومن مقته الله أذلّه في الدّنيا والآخرة .
 
خاطرة حول اسمي العزيز وذو انتقام

خاطرة حول اسمي العزيز وذو انتقام

وردت عزيز ذو انتقام 3 مرات
وهنا نجد أنها ذكرت بعدد العزيز الغفّار
ولعلّ في ذلك إشارة وتنبيه للعبد حين يقرأ العزيز الغفّار أن لا يتمادى وينسى عزيز ذو انتقام ..
ودلالة إلى أنّ العزّة لا تقتضي المغفرة وحسب بل إنّها تقتضي في بعض الأحيان الانتقام من الظالمين الجاحدين المجاهرين الصّادين عن سبيل الله للاعتبار ....
وقد ذكر ذلك في أربعة مواضع .. يدرك من يقرأها بقليل تدبّر سبب ارتباط
( اسم العزيز) باسم ( ذو انتقام ) فيها وتوكيد للارتباط في موضع منها وهي :
1ـ (( وأنزل التوراة والانجيل من قبل هدًى للناس وأنزل الفرقان * إنّ الّذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام )) آل عمران .
فالانتقام هنا ممّن علموا من توراتهم وانجيلهم بدين خاتم ورسول خاتم فأنكروه كبراً وعلوّا وحاربوه ظلماً وعدوانا... فجاء الانتقام هنا متكاملاً مع عزّة الله الغالب على أمره المنتصر لرسالته ورسله ...
2ـ وجاءت الآية الثانية في الصيد في الأشهر الحرم تتهدّد من يعود إلى ذلك بعد النّهي لتعظيم حرمات الله (( يا أيها الّذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم............ عفا الله عما سلف ، ومن عاد فينتقم الله منه ، والله عزيز ذو انتقام )) المائدة
3ـ (( وقد مكروا مكرهم ، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال * فلا تحسبنّ الله مخلف وعده رسله ، أليس الله بعزيز ذي انتقام))
عزيز منتقم ممن كذّب رسله واستهزأ بهم .. فلا تحسبنّّ يا محمد أو يا من تتلو كتاب الله أن الله يخلف وعده ولو بعد حين ... حيث يوم القيامة .. وحيث تبدّل الأرض غير الأرض .
4ـ (( ومن يهد الله فما له من مضل ، أليس الله بعزيز ذي انتقام )) الزمر
وهذه جاءت في الّذين يصدّون عن سبيل الله ويسعون في فتنتهم فجاء التوكيد هنا حصراً لتثبيت فؤاد رسول الله ومن معه من المؤمنين بل وكلّ مؤمن يكاد له ليفتن عن دينه ...

ونلاحظ في الآيات الأريع أنّ لفظ الانتقام جاء في أمور عظيمة كانتهاك الحرمات والصّدّ عن سبيل الله والكفر البواح المعلن والمكر بالرسل والرسالات .. فيقصم الله ظهور العتاة والجبابرة على ما كره منهم وذلك بعد أن ينذرهم . وكما قال تعالى :
(( إنّا من المجرمين منتقمون )) ...
والانتقام يسبقه إمهال لأنّ الله عزيز .. فهو لا ينتقم فيوقع العقوبة والنكال بمن ألحق به الضرّ والألم والأذى تشفيّاً وإذهاباً لغيظ معاذ الله فإنّ أحداً لا يملك أن يصل إلى الله بضر ولا نفع لأنّ الله عزيز وإنّما ينتقم تثبيتاً للعدل وإقامة للحقّ بين الخلق ورفعاً للمفاسد وإنصافاً للمظلومين ...
والإمهال من الله سبحانه للمجرمين أشدّ من المعاجلة بالعقوبة لا ينبغي أن يغتر بها المجرم ، فإنّ المجرم إذا عوجل بالعقوبة لم يمعن بالمعصية فلم يستوجب غاية النكال في العقوبة .. كما قال تعالى :
(( ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خير لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين)) .
وعلى أغلب أقوال المفسرين أنّ الانتقام الشّديد أخرويّ ... لأنّه لو تمّ ذلك في الدّنيا فما ضرورة عذاب الآخرة وما الداعي لوجود جهنّم؟!!!. وقد يتساءل البعض : أوليس في الدنيا انتقام .. وأقول والله أعلم أنّ في الدنيا انتصار من الله للأنبياء والأولياء على الأعداء بعذاب أدنى دون العذاب الأكبر . ولأنّ الانتقام أقوى وأعظم من حيث المعنى والمبنى فقد ناسب الآخرة ( ولعذاب الآخرة أشدّ وأبقى) .
فنقول لمن يسعى من العباد لما يسميه انتقاماً ممن آذاه أو أبغضه أنّك مخطئ على كلّ الوجوه .. فالانتقام بمعناه ومبناه لا يكون إلّا لله وفي أخراه ... وما جاء اسم الله المنتقم لتتخلّق به لأنّك لا تملك ذلك مهما أوتيت من سلطان ومال وووو ..
أمّا الانتصار لدين الله فهو من العزّة التي ينبغي لكلّ مسلم أن يتخلّق بها ... والانتصار لله ولرسوله لا يكون إلاّ بالوسائل المشروعة .. فمهما عظمت الغاية فإنّها لا تبرّر الوسيلة .. لذلك جاء في قوله تعالى ((إن تنصروا الله ينصركم )) فالنّيّة في نصر دين الله لا ينبغي أن تكون انتقاماً وحميّة وإنّما إعلاء ونصراً لكلمة الله . والله أعلم .
 
خاطرة حول اسمي العزيز والكريم

خاطرة حول اسمي العزيز والكريم

من المعلوم أنّ من عزّ أعطى ووهب ... ومن أراد أن يعزّ من العباد أعطى ووهب .. ومن أراد منهم أن يذلّ أخذ وسلب ...
أما الكريم فهو الّذي يقدر ويعفو ، وإذا وعد وفى ، وإذا أعطى زاد على منتهى الرجا، ولا يبالي كم أعطى ولمن أعطى ، ولا يضيع من به التجا .
وإن سُئل غيره لا يرضى لأنّه عزيز ويريد لعبده أن يكون عزيز النّفس عن سؤال غيره . فهو الّذي كرم عباده وأرشدهم إلى طريق الكرامة فمن أطاع عزّ ومن عصى ذُلّ وأهين (( ومن يهن الله فما له من مكرم )) ..
فحظ المسلم من ( العزيز الكريم ) ... أن يكون عزيز النفس أبيّها .. كريماً وقاه الله شحّها ...
وتلتقي العزة والكرامة والكرم في أحاديث كثيرة منها :
( إنّ الله عزّ اسمه كريم يحبّ مكارم الأخلاق ويبغض سفسافها )
 
خواطر حول اسمي الله العزيز الرّحيم

خواطر حول اسمي الله العزيز الرّحيم


عند اجتماع اسم العزيز مع الرحيم نرى توكيداً في قوله تعالى : ( لهو العزيز الرحيم ) في مواضع سورة الشعراء ولا نراه في المواضع الأربعة الباقية ... ولتوضيح الأمر علينا معرفة معنى اسم العزيز .. والعزيز هو : القويّ الّذي لا يغلب .
وفي اجتماع العزيز بالرحيم في جميع المواضع تأكيد على عظيم رحمة الله بعباده .. فالله تعالى يرحم عن قوّة وغلبة وهو منزّه عن الضّعف الّذي قد يعتري الرّاحمين من الخلق قبل الرحمة ومعها ..
فالناس قد ترحم فتعذر وترأف وتغفر في الظاهر لضعفها وعدم قدرتها على رد الظلم إلى من ظلمها ..
والناس حين يرحمون فلضعف بشري قد يعتريهم تجاه حالة إنسانية تقابلهم لا ينبغي لله وصفه به لأنّ الضّعف أيّاً كان فهو صفة سلبيّة يتنزّه الله عنها ..
كما أنّ بعض النّاس يرحم غيره ليزيل ما يعتريه تجاهه من حزن وألم وتأنيب ضمير على ما سبق من تقصير ...
وفي اجتماع العزيز الرحيم وأسبقية العزيز تنبيه للإنسان على أنّ الله ليس رحيماً وحسب وإنّما هو قوي لا يغلب وقوّته وبطشه بالظالم هو عين الرحمة بالمظلوم ... فليحذر الظلم وانتقام الله للمظلوم ...
وفي التّأكيد الذي ورد في سورة الشعراء عند اجتماع ( العزيز الرحيم ) بلام التوكيد في ( لهو ) حكمة ودلالة عظيمة على ما أسلفنا ذكره من تفسير اجتماع (العزيز الرحيم ) .. ففي سورة الشّعراء بيّن الله لنا أمثلة عمليّة توضح الصلة بين الصفتين فبعد كلّ دعوة لنبي وتكذيب له من قومه كانت تأتي الآية ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) لتؤكّد أنّ العزّة والانتقام من أعداء الأنبياء تلتقي مع الرحمة بالأنبياء بل هي عين الرحمة بهم .. لذلك كان لا بدّ من وجود لام التوكيد بعد ذكر الأمثلة وكأنّ الآية تقول لكل الناس في كل زمان : ألم تعلموا من قبل أن الله عزيز رحيم فها هي قصص الأنبياء تخبركم أنّه عزيز رحيم فاعتبروا ... والله أعلم ....
 
خواطر حول اسمي الله الرّحمن الرّحيم

خواطر حول اسمي الله الرّحمن الرّحيم

الرحمن الرحيم اسمان مشتقّان من الرحمة ... وهما أكثر الأسماء تكراراً معاً وذلك مع افتتاح كل سورة عدا التوبة إضافة إلى 5 مواضع منها في بسملة سورة النمل ...
فعدد ورودهما معاً 114 + 4 = 118 مرّة ..
فالأفضل الحديث عنهما معاً ... إذ أنّ الرّحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلّقها بالمرحوم فكان الرحمن للوصف والرحيم للفعل لذلك جاء في قوله تعالى : (( وكان بالمؤمنين رحيما )) وقوله (( إنّه بهم رؤوف رحيم )) ولم يجئ باالمؤمنين رحماناً أو بهم رؤوف رحمن .

وسبحان الله .. فإنّنا نجد حرف المدّ ( الياء ) في رحيم يناسب في لفظه ورسمه معنى اسم الرحيم الذي وجد فيه .. فالرحيم صفة تتعلق بالمرحوم أي بالبشر فجاء المدّ أفقيّا في رسمه مخفوضاً في لفظه , وكذلك فإنّنا نجد حرف المدّ (الألف ) في رحمن يناسب في لفظه ورسمه معنى اسم الرحمن الذي وجد فيه، فالرّحمن صفة قائمة بالله سبحانه فهي متعلقة به فجاء المد شاقوليّاً ممتداً إلى الأعلى في رسمه مفتوحاً مرتفعاً في لفظه . والله أعلم .


2) الرّحمن لم يأت نكرة لأنّه اسم لا يسمى به غيره وهو الاسم الدال على الصفة القائمة به سبحانه أمّا الرّحيم فهو اسم متعلّق بالمرحوم فالرحمن يدل على أنّ الرحمة صفة الله فهو اسم للوصف والثاني يدل على أنه يرحم خلقه برحمته فهو اسم للفعل.. لذلك نرى أنه لم يجئ قطّ (رحمنٌ بهم) وإنّما جاء البيان القرآني بالفعل الرباني فقال : (( وكان بالمؤمنين رحيما )) .. (( إنه بهم رؤوف رحيم ))

3) ورد اسم ( الرحمن ) 45 مرة .. أكثرها في سورة مريم .. فقد ورد فيها : 11 مرة ...
فاسم الرّحمن لا يسمى به أحد من الخلق فكيف يمكن لمن حرّم اسماً له على الخلق أن يكون أباً لأحدهم .. وقد قصّت سورة مريم ولادة عيسى عليه السلام وكونه عبداً ورسولا وليس ابنا لله والعياذ بالله ... فكأنّ تكرار اسم الرحمن جاء مناسباً لتأكيد تنزيه الله عن الولد وعن شريك له في الربوبية والألوهية كما تنزّه عن أن يشاركه في هذا اسم الرحمن أحد من الخلق ... والله أعلم
4) لو لاحظنا ( رحيم ) المجرّدة من ال التعريف لوجدنا أنّها مسبوقة دائماً باسم من أسماء الله الحسنى إلا في موضع واحد فهي سابقة لاسم والموضع هو : (رحيم ودود )
أما الأسماء الحسنى التي سبقتها فهي : توابٌ ـ رؤوفٌ ـ غفورٌ
وهي تشكلّ حكماً واحداً مع رحيم وهو ( الإدغام الكامل ) والإدغام الكامل هو الاندماج الكامل ... وكذلك نرى في المعنى أنّ هناك اندماجاً وانسجاماً والعلاقة متعدّية بين تواب ورب ورؤوف وغفور وبين رحيم ...
وبتقديم رحيم على ودود تغيّر الحكم فغدا ( إدغاماً ناقصاً ) وكذلك الحال في المعنى إذ أنّ الاندماج والانسجام المعنوي ناقص والعلاقة غير متعدّيّة فالودود لا بدّ أن يكون رحيماً لكنّ الرحيم ليس بالضرورة أن يكون ودوداً ..
أمّا رحيم ودود فلعلّنا نتساءل لماذا قدّمت هنا من الناحية التفسيرية .. وأقول .. والله أعلم :
أ ـ ربما قدّمت لأنّ الرّحمة أوفر وأعمّ من الودّ من الله تجاه العبد ... فالودّ إنّما يكون للمقرّبين وحسب . بينما تكون الرحمة للتائبين والعاصين ... للمؤمنين والكافرين ..
ب ـ ربما قدّمت ليذكر العبد مهما أنّه مهما بلغ من القرب فإنّ الله يعامله أوّلاً برحمته ولا يحابيه وإن ودّه ... بل على العكس كلّما ودّه وقرّبه عاتبه على ذنبه وحاسبه .والله أعلم ....
 
رحمت ( مبنى ومعنى ) .

رحمت ( مبنى ومعنى ) .

جاءت كلمة رحمة بالتاء المربوطة المقبوضة والمبسوطة المفتوحة وهي بهذين الرسمين : (القبض والبسط ) تناسب حال الرّحمة حين تمسك وحين تفتح .. يقول تعالى :
(( ما يفتح الله للناس من رحمة فلاممسك لها ، وما يمسك فلا مرسل له من بعده))
ونجد أن ( رحمت ) بالتاء المبسوطة دائماً تلحق بلفظ الجلالة مباشرة ...
ولعلّ سبب ذلك أنّ التاء المبسوطة في سعتها وفتحها في لفظ ( رحمت ) تناسب صفات أخرى لاسم الذات ( الله ) تتلاقى مع صفة الرحمة فهو الفتاح للرّحمة (( ما يفتح الله للناس من رحمة)) .. وهو الواسع في رحمته ((ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً )) فكان أبلغ أن يأتي لفظ الجلالة بعدها من غير فاصل للدلالة والربط مابين الرسم والمعنى بين الصفات ... والله أعلم..

 
سيدتي
ميسون قصاص
..................


رائعة ... لأ


أكثر من رائعة انت

بصدق أحببتك من كتاباتك القيّمة الشفافة

محبتك
فجر المستحيل
 

عودة
أعلى