كتاب الجنائز / من كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام ...

الصيفي

Well-known member
كتاب الجنائز


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أكثروا من ذكر هاذم اللذات : الموت " رواه الترمذي والنسائي وصححه إبن حبان .


وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لايتمنّين أحدكم الموت لضرّ ٍنزل به ،فإن كان لابدّ متمنياً فليقل : اللهم أحيني ماكانت الحياة ُخيراً لي ،وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي " متفق عليه .


وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" المؤمن يموت بعَرَق الجبين " رواه الترمذي وصححه إبن حبان .


وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لقنوا موتاكم لا أله إلا الله " رواه مسلم والأربعة .


وعن مغفل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إقرأوا على موتاكم يس " رواه ابو داود والنسائي وصححه إبن حبان .


وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمه وقد شقّ بصره فأغمضه ثُم قال :" إن الروح إذا قُبض تبعه البصر " فضجّ ناس ٍمن أهله ،فقال :" لاتدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة تؤمن على ماتقولون " ثُم قال : اللهم إغفر لأبي سلمه ،وأرفع درجته في المهديين ،وأفسح له في قبره ونوّر له فيه ،وأخلفه في عقبه " رواه مسلم .

شقّ بصره : أي شخص بصره .


وعن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تُوفي سُجيّ ببُرد ٍحِبَرَة ٍ" متفق عليه .

سُجيّ ببُرد ٍحِبَرَة : أي غُطي جميع بدنه ،والحبرة ضرب ٍمن برود اليمن .


وعنها رضي الله عنها : أن أبا بكر ٍرضي الله عنه قبّل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته " رواه البخاري .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" نفس المؤمن مُعلقة بدينه ،حتى يُقضى عنه " رواه أحمد والترمذي وحسّنه .


وعن إبن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذي سقط عن راحلته فمات :" أغسلوه بماء ٍوسدر،وكفنوه في ثوبين " متفق عليه .

السدر : شجر النبق والمُراد الورق المطحون .


وعن عائشة رضي الله عنها قالت : لمّا أرادوا غُسل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: والله ماندري نُجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نُجرد موتانا أم لا ؟ " رواه أحمد وابو داود .


وعن أم عطية رضي الله عنها قالت : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نُغسّل إبنته فقال :" أغسلنها ثلاثاً او خمساً ،أو أكثر من ذلك إن رأيتُنّ ذلك بماء ٍوسدر ،وأجعلن في الآخرة كافوراً او شيئاً من كافور " فلمّا فرغنا آذنّاه فألقى إلينا حقوه فقال :" أشعرنها إياه " متفق عليه. وفي رواية " أبدأن بميامنها ومواضع الوضؤ منها " وفي لفظ للبخاري " فضفرّن شعرها ثلاثة قرون فألقيناها خلفها "

آذناه : أي علمناه .الحقو : الإزار . أشعرنها إياه : إجعلنه شعاراً لها ،والشعار الثوب لاذي يلي الجسد ،القرون : الضفائر .


وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كُفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب ٍبيض سحولية من كرسف ليس فيها قميص ولاعمامه " متفق عليه .

أثواب سحوليه : أي ثياب بيض نقيّة . الكرسف : القطن .


وعن إبن عمر رضي الله عنهما قال : لما توفي عبدالله بن اُبيّ جاء إبنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أعطني قميصك أكفنه فيه فأعطاه إياه " متفق عليه .


وعن إبن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" البسوا من ثيابكم البياض فإنها خير ثيابكم ،وكفنوا فيها موتاكم " رواه الخمسة إلا النسائي،وصححه الترمذي .


وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا كفّن أحدكم أخاه فليُحسن كفنه " رواه مسلم .


وعنه رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجُلين من قتلى اُحد في ثوب ٍواحد ثُم يقول :" أيُهم أكثر أخذاً للقرآن ؟ " فيُقدمه في اللحد ،ولم يُغسلوا ولم يُصلَّ عليهم " رواه البخاري .


وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها :" لو مُت ِقبلي لغسلّتك " رواه أحمد وأبن ماجه وصححه إبن حبان .


وعن بريدة رضي الله عنه في قصة الغامدية التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمها في الزنا قال : ثُم أمر بها فصلّيِ عليها ودُفنت " رواه مسلم .


وعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال : اُتي النبي صلى الله عليه وسلم برجُل ٍقتل نفسه بمشاقص ،فلم يُصلّ ِعليه " رواه مسلم .

المشاقص : سهام عِراض .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه في قصة المرأة التي كانت تقمّ المسجد ،قال : فسأل عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ماتت ،فقال :" أفلا آذنتموني ؟ " فكأنهم صغّروا أمرها ،فقال :" دلوني على قبرها " فدلّوه ،فصلى عليها " متفق عليه . وزاد مسلم ثُم قال :" إن هذه القبور مملؤةٌ ظُلمة على أهلها وإن الله ينورها بصلاتي عليهم "

تُقم المسجد : أي تكنسه .آذنتموني : أي اخبرتموني بموتها .


وعن حُذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن النعي " رواه أحمد والترمذي وحسنه .

النعي : أي نعي الجاهلية فإن العرب كانوا إذا مات منهم شريف او قُتل بعثوا راكباً إلى القبائل ينعاه إليهم يقول : نعاء فلان ،او يانعاء العرب : أي هلك فلان او هلكت العرب بموت فلان ،وقال ابو بكر بن العربي : يؤخذ من مجموع الأحاديث ثلاث حالات : الاولى إعلام أهل الميّت والأصحاب وأهل الصلاح فهذا سُنّة ، الثانية :دعوة الحفل للمفاخرة فهذا مكروه ،والثالثة :الإعلام بنوع ٍآخر كالنياحة ونحو ذلك فهذا حرام .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المُصلى فصفّ بهم وكبّرعليه أربعاً " متفق عليه ..


وعن إبن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" مامن رجلٌ مُسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رُجلاً لايُشركون بالله شيئاً إلا شفّعهم الله فيه " رواه مسلم .


وعن سمرة بن جندب رضي الله عنهما قال : صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم على إمرأة ماتت في نفاسِها فقام وسطها " متفق عليه .


وعن عائشة رضي الله عنها قالت : والله ِلقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبنيّ بيضاء في المسجد " رواه مسلم .

إبني بيضاء : يُقصد بهم سهل وسهيل ،وبيضاء إسمها : دعد والبيضاء وصف، وأبوهم : وهب بن ربيعة القرشي .


وعن عبدالرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه قال : كان زيد بن أرقم يُكبّر على جنائزنا أربعاً وإنه كبّر على جنازة ٍخمساً ،فسألته فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكبّرها " رواه مسلم والأربعة .


وعن علي رضي الله عنه أنه كبّر على سهل بن حُنيف ستاً وقال إنه بدري " رواه سعيد بن منصور وأصله في البخاري .


وعن طلحة بن عبدالله بن عوف رضي الله عنه قال : صليت خلف إبن عباس على جنازة فقرأ فاتحة الكتاب فقال ليعلموا إنها سنّة " رواه البخاري .

فائدة :

الراجح من أقوال أهل العلم أن صلاة الجنازة أربعة تكبيرات يُقرأ بعد التكبيرة الأولى : بفاتحة الكتاب ،وبعد الثانية : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،وبعد الثالثة الدعاء للميت ،وبعد الرابعة السلام على جهة اليمين ..


وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه :" اللهم إغفر له وأرحمه ،وعافه وأعف عنه ،وأكرم نُزله ،ووسع مُدخله ،وأغسله بالماء والثلج والبرد ،ونقّه من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس،وأبدله داراً خيراً من داره ،وأهلاً خيراً من أهله ،وأدخله الجنة ،وقه ِفتنة القبر ،وعذاب النار " رواه مسلم .

الدنس : الوسخ .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة يقول :" اللهم أغفر لحينا وميتنا ،وشاهدنا وغائبنا ،وصغيرنا وكبيرنا ،وذكرنا وإنثانا ،اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ،ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ،اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده " رواه مسلم والاربعة .


وعنه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء " رواه أبو داود وصححه إبن حبان .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أسرعوا بالجنازة ،فإن تكُ صالحة فخيرٌ تقدمونها إليه ،وإن تكُ سوى ذلك فشرٌّ تضعونه عن رقابكم " متفق عليه .


وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من شهِد الجنازة حتى يُصلى عليها فله قيراط ،ومن شهِدها حتى تُدفن فله قيراطان "قيل : ومالقيراطان ؟ قال : مثل الجبلين العظيمين " متفق عليه .ولمسلم " حتى يوضع في اللحد " وللبخاري " من تبع جنازة مسلم إيماناً وأحتساباً وكان معها حتى يُصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع بقيراطين كُل قيراط مثل أحد "


وعن أم عطية رضي الله عنها قالت : نُهينا عن إتباع الجنائز ولم يُعزم علينا " متفق عليه .


وعن أبي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إذا رأيتم الجنازة فقوموا ،فمن تبعها فلايجلس حتى توضع " متفق عليه .


وعن أبي إسحاق رضي الله عنه " أن عبدالله بن يزيد أدخل الميت من قِبل رجلي القبر وقال هذا من السنّة " أخرجه ابو داود .

من قِبل رجلي القبر : أي من جهة المكان الذي يوضع فيه رجلا الميت .


وعن إبن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا وضعتم موتاكم في القبور فقولوا بسم الله وعلى ملة رسول الله " أخرجه أحمد وأبو داود ،والنسائي وصححه إبن حبان وأعلّه الدار قطني بالوقف .


وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" كسر عظم الميت ككسره حياً " رواه أبو داود بإسناد ٍعلى شرط مسلم وزاد أبن ماجه من حديث أم سلمه " في الإثم "


وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ألحدوا لي لحداً وأنصبوا عليّ اللّبِنَ نصباً كما صُنع برسول الله صلى الله عليه وسلم " رواه مسلم ،وللبيهقي عن جابر نحوه وزاد " ورفع قبره عن الأرض قدر شبر " وصححه إبن حبان ،ولمسلم عنه " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجصّص القبر،وأن يُقعد عليه ،وأن يُبنى عليه "

الحدوا لي لحداً : اللحد : هو الشقّ تحت الجانب القبلي من القبر .


وعن عثمان رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرِغَ من دفن الميّت وقف عليه وقال :" أستغفروا لأخيكم وأسألوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل " رواه أبو داود وصححه الحاكم .


وعن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كُنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها " رواه مسلم .وزاد الترمذي " فإنها تُذكركم الآخرة "


وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعَنَ زائرات القبور " أخرجه الترمذي وصححه إبن حبان .


وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمُستمعة " رواه أبو داود .

النائحة : مأخوذة من النوح وهو رفع الصوت بتعديد شمائل الميت ومحاسن أفعاله .


وعن أم عطية رضي الله عنها قالت : أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لاننوح " متفق عليه .


وعن إبن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" الميّت يُعذب في قبره بما نيح َعليه " متفق عليه .


وعن أنس رضي الله عنه قال : شهدت بنتاً للنبي صلى الله عليه وسلم تُدفن ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عند القبر فرأيت عينيه تدمعان " رواه البخاري .


وعن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : لاتدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تظطروا " أخرجه أبن ماجه وأصله في مسلم .لكنه قال " زجَرَ أن يُقبر الرُجل بالليل حتى يُصلى عليه "


وعن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال لما جاء نعي جعفر حين قُتل قال النبي صلى الله عليه وسلم :" أصنعوا لآل جعفر ٍطعاماً فقد أتاهم مايشغلهم " أخرجه الخمسة إلا النسائي .


وعن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر :" السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ،وإنا إن شاء الله بِكم للاحقون ،أسأل الله لنا ولكم العافية " رواه مسلم .


وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لاتسبّوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ماقدّموا " رواه البخاري .وروى الترمذي عن المُغيرة نحوه لكن قال " فتؤذوا الأحياء "





هذا والله تعالى أعلم وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
 
جزاك الله خير صيفى
 
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك !!
دمت بحفظ الله
 
جزاكم الله خيرا علي هذا العلم النافع إن شاءالله
 
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
 
رد: كتاب الجنائز / من كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام ...

بارك الله فيك
وجعله الله في ميزان حسناتك
فى حفظ الله
 

عودة
أعلى