التصفح للزوار محدود

كيف لي أن أكون رحيماً ..!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف لي أن أكون رحيماً ؟


دعونا نُجرِ مقارنة بين آثار الرحمة وآثار القسوة وطبيعة كل منهما لنعرف لماذا أراد لنا الاسلام أن نكون (رحماء) بيننا

1 ـ (الرحمة) تؤلّف بين القلوب ، وتذوّب الجليد ، وتزيل الحواجز ، وتفتح سبل التفاهم والتعاون (فبما رحمة من الله لنت لهم ) .

و (القسوة) تبغِّض وتنفِّر وتزرع الأحقاد (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك ) .

فالرحمة قوّة جاذبة
والقسوة قوّة طاردة .


2 ـ (الرحمة) خلق ربّاني ، يعامل الله بها عباده ـ حتى المسيئين منهم ـ وهو الذي أغراهم باللجوء إلى خيمة رحمته حينما يخطئون أو يذنبون أو يسرقون على أنفسهم ، أي أ نّهم يهربون منه إليه .

أمّا (القسوة) فخلق شيطانيّ ، تركبُ ذوي النفوس المريضة ، والشاعرين بعُقدة النقص من الطواغيت والجبابرة وظالمي أنفسهم وغيرهم .

الرحمة .. اقتدار وعفو .
القسوة .. ضعف وبطش .


3 ـ (الرحمة) تعبير رائع وجميل عن إنسانية الانسان في الكلمة والموقف ، و (القسوة) تعبير عن الجانب الحيواني الشرس المفترس .

فالذئب أو النمر أو الأسد لا يرون في التعامل مع الفريسة سوى أنّها وليمة يسدون بها جوعتهم ..

فالقسوة (غريزة) لا عقل لها ..
و(الرحمة) عقل راجح وعاطفة جيّاشة ..


عقل ينادي بها ويدعو لها لأ نّها تنسجم مع مبادئ الحق والخير والجمال ، والقلب يهتف بها لأ نّها طريقه الأوسع إلى العقل .

4 ـ (الرحمة) تربِّي وتهذِّب وتشذِّب وتعلِّم وتقوّم ، و (القسوة) تعلِّم أيضاً ، ولكن شتّان بين التعليمين .

(الرحمة) تعلِّم كيفية التقاء العقل مع العقل ، والقلب مع القلب والانسان مع أخيه الانسان ، فهي تعارف وتحابب وتواصل .

و (القسوة) تعلِّم الحقد والكراهية والضغائن والثأر والانتقام .

(الرحمة) إذن ربح كبير .
و (القسوة) خسارة فادحة .


5 ـ (الرحمة) اسلوب الأقوياء ، و (القسوة) اسلوب الضعفاء لأنّ مَنْ يحتاج إلى القسوة والعنف الضعيف الذي يحاول تغطية نقاط ضعفه بقوّة البطش والسلاح وتكبيل الأيدي وخنق الأنفاس .

القاسي .. لا يملك سوى قبضة الإرهاب والإرعاب ، فهو يمتلك من الانسان بدنه .
والرحيم .. يملك النفس العالية المتعالية ، ولذا فهو يمتلك من الانسان قلبه .

لكنّنا ونحن نجري هذه المقارنة بين (الرحمة) و (القسوة) لا بدّ من أن نذكّر أنّ (الرحمة) يجب أن توضع في مواضعها الصحيحة ، كما أنّ (القسوة) أو الشدّة يجب أن توضع في أماكنها المناسبة .

ما هو الطريق إلى الرحمة ؟

الرحمة اكتسابية ، أي أ نّنا نحصل عليها بالتعلّم والتربية والتدريب ومبادلة الناس حبّاً بحبّ ، ورحمة برحمة .

لقد كان العرب في الجاهلية قساة ، لكنّ الاسلام استطاع أن يخلق من تلك القلوب القاسية قلوباً رحيمة حانية ملأت العالم رحمة .

وأمّا الطريق إلى الرحمة فيمرّ عبر القنوات التالية :

1 ـ طاعة الله ورسوله صلى الله عليه و سلم. فالله الرّحمن الرّحيم ، ونبيّه الرحمة المهداة إلى العالمين ، يدعوان إلى إرساء قواعد الرحمة بين الناس ، ومَنْ يتبعهما في ذلك فيشيع الرحمة ، فإنّه يكون قد أطاعهما ونال وسام الرحمة من الدرجة الأولى (وأطيعوا الله والرسول لعلّكم ترحمون ) .

وقال تعالى : (اتّقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ) .

2 ـ الإستماع إلى وحي القرآن الذي جعله الله هدى ورحمة للناس ، فالذي يبحث عن الهدى وعن الرحمة فلا يذهبنّ بعيداً .. دونه القرآن يجد الرحمة منبثّة في سوره وآياته ، ولذا قال تعالى : (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون ) .

وهناك العديد من القصص التي تروى عن أولئك الذين نفذ نور الرحمة إلى قلوبهم وهم يستمعون إلى القرآن بآذان واعية .

3 ـ الذكر والدعاء طريقان آخران من طرق اكتساب الرحمة ،
فأنت تستنزل شآبيب الرحمة الإلهية بدعائك الذي يعترف لله بالعبودية ، وبين يديه بالتقصير والمعصية ، ويناديه بلسان أهل توحيده أ نّه فقير إلى رحمته وهو غنيّ عن عذابه .

4 ـ قراءة قصص السيرة النبويّة المطهّرة ، وقصص الأئمة الأطهار والأولياء الصالحين الأبرار الذين عرفوا رحمة الله وعرّفوها للناس قولاً وعملاً ، فملكوا أعنّة القلوب ، وكانوا مثلاً أعلى في الرحمة التي فتحت طرقاً واسعة إلى العقول الضالّة والقلوب القاسية .

5 ـ أشعر قلبك بالرحمة .. إملأه بها .. لا تبخل على مَنْ حولك بها .. ولا تخف نفاداً .. فالرحمة ـ كالعلم ـ تزداد على الإنفاق .


منقــول

دمتم في حفظ الرحمن
 
جزاك المولى كل خير ووفقك لما يحب ويرضى
 
سبحان الذي وسعت رحمته كل شئ
فما بالنا نحن عباده الضعفاء كسيت القسوة قلوبنا
فلا نرحم صغير و لا نرأف بكبير
نسأل الرحيم ان ينزل الرحمة في قلوبنا
و يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون احسنه
بارك الله فيكِ اختي صوت من بعيد
و جزاكِ كل خير علي الاختيار المميز
وفقكِ الله و رعاكِ
لكِ كل تحية و تقدير
 
فالرحمة قوّة جاذبة
والقسوة قوّة طاردة .


باااااااااارك الله فيك

ما في احلى ولا اروع من الرحمة والكلمة الطيبة
كل الاحترام
بنت التحدي
 
عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الراحمون يرحمهم الله ، ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء »

***
جزاكي الله خير اختي الكريم على موضوعكِ الرائع
بتوفيق ان شاء الله
 
شكراً لكِ الأخت الفاضلة صوت من بعيد على الموضوع الرحيم
والرحمة هي من الخصال التي حثنا عليها الإسلام وامرنا بها
وهي سبب الخير والبركة في كل شيء والتي يتحلى بها كل
مؤمن تقي وورع ورحيم ..
أخيك في الله
آلم الأمل
 
إخواني وأخواتي الأعزاء

شاكرة لكم مروركم الطيب
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
دمتم في حفظ الرحمن

صوت من بعيد
 
روى الرسول هذه القصة

( بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا" فنزل فيها فشرب ثم خرج ,فاذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له) أخرجه الشيخان عن أبي هريرة

فهذا دليل على حث الاسلام للرحمه حتى على الحيوان ..

يعطيك العافيه اختي ..

موضوع مميز ..

تقبلي اطيب تحية ..





.................................
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
رد: كيف لي أن أكون رحيماً ..!!

كلنا عبيد الله
بارك الله فيك أختي الغالية
شاكرة لك مررك وإضافتك
دمت في حفظ الرحمن
 

عودة
أعلى