الإعجاز العلمي في أداب الطعام والشراب

ســاتيدمــا

Well-known member
الإعجاز العلمي في أداب الطعام والشراب

والصلاة و السلام على سيدنامحمد و على اله و صحبه أجمعينالإعجاز العلمي في آداب الطعاموالشرابالآداب الإسلامية في الطعام والشراب وأثرها فيصحة الفرد والمجتمعبقلم الدكتور محمد نزار الدقر

القاعدة القرآنية الأولى : حلّ الطيبات وتحريم الخبائثإن النصوصالقرآنية والنبوية قد بينت بشكل صريح تحريم بعض الأطعمة والأشربة لخبثها كالخمروالميتة والدم ولحم الخنزير وكل ما هو متلوث بنجاسة ، فإن أشربة أخرى كالتبغوالحشيش والمخدرات الأخرى وغيرها مما لم يكن معروفاً في العالم وقت التنزيل فلمتنزل نصوص خاصة بها ، ولكن المشرع سبحانه لم يترك الناس في حيرة من أمرهم ، فقد وضعميزاناً دقيقاً يمكن علماء الأمة في كل زمان ومكان أن يزنوا كل مستحدثة فقال بكلوضوح كلمة وضعها كقانون علمي ثابت في كل الحكمة وفيه كل الخير للبشرية وهي قولهتعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِييَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمبِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِوَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَالَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُوَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُالْمُفْلِحُونَ)[سورة:الأعراف:157 ] فلم يحرم الإسلام شيئاً من المطعومات أوالمشروبات إلا لضرر ينجم عنها أو لخبث محقق فيها ، مصداق قوله تعالى يَسْأَلُونَكَمَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَالْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْمِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْاللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ{4} الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُوَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ)[ سورة المائدة] .


وإنه لمنعظيم الإعجاز الإلهي أن تتوافق موازين الشرع وموازين الطب في تحريم هذه الخبائث .

فالبدن يحتاج في نشاطه الحياتي لأغذية تبني الجسم وترمم ما هدم منهكالبروتينات والدسم ، كما يحتاج لأغذية لتوليد الطاقة أي التي تولد الحرارةالغريزية وتؤمن عمل الأعضاء كالقلب والتنفس والهضم ، لذا أوجب الإسلام تناول الحدالأدنى من أو الضروري من الطعام والشراب ، حفاظاً على الحياة ودفعاً للهلاك . وماعدا قدر الضرورة يباح تناوله ما لم يكن مستقذراً ولا ضاراً ولا متنجساً ولا معتدياًعلى حقوق الغير وما لم يصل إلى حدّ الإسراف .

وإذا كان للأغذية مصدرينكبيرين : فهي حيوانات أو نباتية فمن الأمثل صحياً أن يناوب بين تلك الأنواع دون أنيقصر نفسه على أحدهم (5).

ومن المعجزة حقاً أن نجد سلوك النبي صلى الله عليهوسلم في طعامه متوافقاً تماماً مع مبدأ علم الصحة هذا . وهذا ما يؤكده ابن القيمالجوزية (6) عن طعام النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول : " فلم يكن من عادته صلىالله عليه وسلم حبس النفس على نوع واحد من الغذاء لا يتعداه إلى سواه وكان صلى اللهعليه وسلم يحسن الجمع بين الأغذية في تناولها وإصلاح تأثير بعضها على الآخر . ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن جعفر " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلميأكل الرطب بالقثاء " صحيح البخاري كتاب الأطعمةوإذا كانت الأغذيةالنباتية أقل سمية من الحيوانية ، لكن الاقتصار عليها يسبب فقر الدم بنقص اليهولينوفقدان الفيتامين ب 12 ، كما أن الاقتصار على البروتين النباتي يجعل البدن يقصر فيتركيب الأنسجة والتي لابد لاكتمالها من توفر البروتينات الحيوانية .


وليس لمسلم أن يحرم على نفسه بعض الطيبات مما أحله الله بنية التقربإليه . قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِمَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّالْمُعْتَدِينَ) المائدة وقال الله تعالى قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِالَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيلِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأعراف ـ 32والنباتالمأكول حلال كله ما لم يعرض له عارض من سرقة أو نجاسة وما لم يثبت ضرره لسمية فيه، أو لكونه مسكراً أو مفتراً (7) وذلك لعموم قوله تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُكُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِالشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) . أما المصدر الحيواني للغذاءفقد حرم النص القرآني تناول الميتة والدم ولحم الخنزير ، وجاء في السنة التياعتمدها جمهور الفقهاء تحريم أكل الحيوانات المفترسة كالوحوش من أسد ونمر وذئب وفهد ( وكل ماله ناب مفترس من السباع ) وكذا الطيور الجارحة ، أي ذوات المخلب من الطيركالصقر والباز والنسر .

لما رواه عبد الله ابن عباس قال : " نهى رسول اللهصلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير " رواه مسلم .

كما حرمت لحوم الكلاب لما يرويه رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلمقوله : "الكلب خبيث ثمنه " رواه مسلم .

كما يحرم عند الجمهور أكل لحومالحمر الأهلية لما رواه الشيخان عن جابر رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليهوسلم نهي عن أكل لحوم الحمر الأهلية وأذن في الخيل " .

كما حرمت الضفادعللنهي عن قتلها كما يحرم أكل حشرات الأرض كالثعبان والعقرب والفأرة وسواها ولماتنقله من عوامل الأمراض الفتاكة لبني البشر كالطاعون والتيفوس وسواها (7) .


والأشياء الضارة التي يثبت ضررها ولانص في تحريمها والسموم في غيرالتداوي كلها حرام لعموم النص : (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْبِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّالْمُحْسِنِينَ) ولقوله صلى الله عليه وسلم : " لا ضرر ولا ضرار " .

صدقالله ، فما حرم علينا إلا كل خبيث ضار ، وما أباح لنا إلا الطيب النافع إلا أنه منالواجب على المسلم أن يتحاشى تناول ما حرم الله من المطعومات أو المشروبات طاعة للهعز وجل، أدرك العلة من التحريم أم لم يدرك ، مسلماً بأن تلك المحرمات إنما حرمهاالخالق المصور العليم بما يضر هذا الإنسان ـ الذي خلقه بيده ـ وبما ينفعه تصديقاًلقوله تعالى : (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) .

القاعدة القرآنية الثانية : وكلوا واشربوا ولا تسرفواإن الإنسان شرهبغريزته ، يسرف في الأكل والشرب ، وخاصة أيام كهولته ويقدر ما يتناوله الإنسان عادةمن طعام وشراب بثلاثة أضعاف ما يحتاجه إليه . ولا يشك العلم أبداً أن أكثر الراحلينابتساراً من عالم الدنيا إلى عالم القبور هم منتحرون بأفواههم وبما أسرفوا بما دخلفي أجوافهم من طعام وشراب . وإن في القاعدة الإلهية العظيمة ( وكلوا واشربواولاتسرفوا ) سر التمتع بحياة يسيطر فيها نعيم الصحة والهناء (8) فالإسراف خطر طبياًوحرام شرعاً لعموم النص (7).


وإذا كان الطعام والشراب لذة ، فإنما جعلهاالله سبحانه فيها لإرواء الميل الغريزي لتناولهما بغاية الحفاظ على الحياةواستمرارها ، كما أن التلذذ بالطعام ينبه أعمال الهضم الغريزية وإفراز العصاراتالهاضمة حتى يتم التمثل بشكل جيد . ومن الخطأ الفادح أن يجعل الإنسان من اللذة غايةفي طعامه وشرابه مما يجعله يسرف في استدعائها وينحرف في طريق إروائها وهذا ليس منصفات المؤمن في شيء .


وقد أكد القرآن الكريم أن الوقوف عند التلذذبالطعام والشراب والتمتع بهما إنما هو من صفات الكافرين الجاحدين (9) وذلك مصداققوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُالْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ) الأحقاف 20.

وتؤكد السنة المطهرةهذا المعنى وتنهى عن الإسراف في الطعام وأن على المسلم أن يكتفي منه بما يقيم الأودويحفظ الصحة والقوة من أجل السعي علىالرزق والتقوي به على عبادة الله رب العالمين . فقد روى البخاري أن رجلاً كان يأكل كثيراً فأسلم فكان يأكل قليلاً ، فذكر لرسولالله صلى الله عليه وسلم فقال : " المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعةأمعاء " ولقد ذكر ابن الأثير (10) تعليقاً علىهذا الحديث : هو تمثيل لرضى المؤمنبالقليل اليسير من الدنيا وحرص الكافر على الكثير منها ، ثم قال : والأوجه أن يكونهذا تحضيضاً للمؤمن على قلة الأكل وتحاشي ما يجره الشبع من قسوة القلب وطاعةالشهوة.

من هنا نفهم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم اجعل رزق آلمحمد كفافاً " رواه الشيخان .

كما حذر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه منالنهم والبطنة فقال " إياكم والبطنة في الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسم مورثةللسقم ،مكسلة عن الصلاة وعليكم بالقصد فيهما فإنه أصلح للجسد وأبعد عن السرف وإنالله تعالى ليبغض الحبر السمين وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه " ورد فيالدرر المنثورة للسيوطي .

يقول الإمام الغزالي : " ومن مضار الشره اشتدادالمعاصي وخاصة الشهوة الجنسية ، فإذا منعت التقوى صاحبها من الزنى فلا يملك عينه ،فإذا ملك عينه بغض الطرف فلا يملك فكره فتخطر له الأفكار الرديئة وحديث النفسبأسباب الشهوة وما يتشوش به مناجاته " .

عن المقداد بن معد يكرب أن النبيصلى الله عليه وسلم قال : " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه ، بحسب ابن آدملقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" . يقول ابن القيم (6) : " مراتب الغذاء ثلاثة أحدها مرتبة الحاجة والثانية مرتبةالكفاية الثالث مرتبة الفضيلة ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكفيه لقيماتيقمن صلبه فلا تسقط قوته ولا تضعف ، فإن تجاوزها فليأكل بثلث بطنه وهذا من أنفع ماللبدن وما للقلب فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب فإذا أورد عليهالشراب ضاق عن النفس وعرض عليه الكرب والتعب " .

وفي معرض شرحه للحديث يقولد. الكيلاني (12) : " يشكل الجزء العلوي من المعدة جيب ممتلىء بالهواء يقع تحتالحجاب الحاجز وكلما كان ممتلئاً بالهواء كانت حركةالحجاب الحاجز فوقه سهلة وكانالتنفس ميسوراً أما إذا امتلأ هذا الجيب بالطعام والشراب تعرقلت حركة الحجاب الحاجزوكان التنفس صعباً كما أن الصلب لا يستقيم تماماً إلا إذا كانت حركة المعدة مستريحةولا يتم ذلك إذا اتخمت بالطعام ، فصلى الله على طبيب القلوب والأبدان .

أماد. محمود فؤاد معاذ (13) فيرى أن كلمة " يقمن صلبة " هي من أبلغ ما نطق به النبيصلى الله عليه وسلم معنىً وعلماً . فالنبي صلى الله عليه وسلم حث على الإقلال منالطعام ، ولكن إلى حد يقمن صلبه وحتى لا تكون مخمصة فرب مخمصة شر من التخم . المرءحسبه أن يتناول ما يقيم الصلب ، أي ما يعطيه القوة الكافية للقيام بمجهوداته .

وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " طعامالواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية "صحيحمسلم.

فالنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من الإسراف في الطعام وأن يشبعالواحد هو قوت الاثنين يكفيهم ويقيم أودهم (12) ، وهو ينصح أن يكون ثلث المعدة فقطللطعام ولو حافظ المسلمون اليوم على هذه الوصية لحموا أنفسهم من كثير من الأمراضولما تعبت معداتهم مع هضم الطعام الفائض فتقل الفضلات و ينشط البدن ويصفوا الدمويتوقد الذهن .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلمقال : " إن من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت "ورد في سنن ابن ماجة . فمن أخلاقالمسلم كبح جماح نفسه ووقايتها من الإسراف المذموم فيعطيها حيناً من مشتهياتهاالمباحة ، ويمنعها حيناً ، لا تحريماً للطيبات ولكن ترويضاً لها للتمكن من قيادةزمامها .

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : تجشأ أبو جحيفة عند رسولالله صلى الله عليه وسلم فقال له : " أقصر عنا من جشائك، إن أطول الناس جوعاً يومالقيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا "مجمع الزوائد للهيثمي .

وعن عمران بنالحصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثمالذين يلونهم ثم يكون من بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنونوينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن "ورد في صحيح البخاري باب: ما يحذر من زهرةالدنيا والتنافس فيها..

وعن عائشة رضي الله عنها قالت :" أول بلاء حدث فيهذه الأمة بعد نبيها الشبع فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم فضعفت قلوبهموجمحت شهواتهم" .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " ما شبع آل محمد منطعام ثلاثة أيام حتى قبض " رواه البخاري .


إن المربي الناجح هو الذييجسد أقواله أفعالاً تحتذى وهذه هي روعة التعاليم النبوية التي رافقها سلوك عمليوحلول واقعية من حياته صلى الله عليه وسلم : فهذا محمد صلى الله عليه وسلم ما شبعمن طعام ثلاثة أيام متتالية ، وكان يجلس لطعامه جلسة المتحفز للقيام بعد أن يتناولما يقيم صلبه ، وما أكل خبزاً مرققاً ولا وضع على سفرته السكرجة ( من مقبلات وسواها ) ليعلمنا بسلوكه الطريقة الأمثل لتنفيذ القاعدة الإلهية في الطعام والشراب ( وكلواوأشربوا ولا تسرفوا )




النهي عن الشرب والأكل واقفاعن أبي سعيد الخدري رضيالله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائماً " رواه مسلم . وعن أنسوقتادة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أنه نهي أن يشرب الرجلقائماً " ، قال قتادة : قتادة : فقلنا فالأكل ؟ فقال : ذاك أشر وأخبث " رواه مسلموالترمذي وقال صحيح غريب .


وعن أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنهما " أنهاأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن وهو واقف عشية عرفة فأخذه بيده فشرب " وزاد مالك بن النضر " على بعيره " رواه البخاري.

أحاديث شريفة بعضها ينهىعن الشرب واقفاً وبعضها يجيزه، فهل أن فيها ناسخ ومنسوخ ؟يقول الإمامالنووي في شرحه لصحيح مسلم : ليس في هذه الأحاديث ـ بحمد الله تعالى ـ إشكال ولاضعف بل كلها صحيحة والصواب فيها أن النهي محمول على كراهة التنزيه . وأما شربه صلىالله عليه وسلم قائماً فبيان للجواز فلا إشكال ولا تعارض. وهذا الذي ذكرناه يتعينإليه المصير وأما من زعم نسخاً فقد غلط فاحشاً.

وقال الحافظ ابن حجرمعلقاً : وهذا أهم المسالك وأسلمها وأبعدها عن الاعتراض ، وقد أشار الأثرم إلى ذلكفقال : إن تثبيت الكراهية حملت على الإرشاد والتأديب لا على التحريم ، وبذلك جزمالطبري والخطابي وغيرهما .

أما من الناحية الصحية ، فنحن مع الدكتور عبدالرزاق الكيلاني (12) أن الشرب وتناول الطعام جالساً أصح وأسلم وأهنأ وأمرأ حيثيجري ما يتناوله الآكل والشارب على جدران المعدة بتؤدة ولطف. أما الشرب واقفاًفيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قعر المعدة ويصدمه صدماً . وإن تكرار هذه العمليةيؤدي مع طول الزمن إلى إستراخاء المعدة وهبوطها وما يلي ذلك من عسر هضم . وإنما شربالنبي وقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحار المعهود في المشاعر المقدسة ،وليس على سبيل العادة والدوام .

كما أن الأكل ماشياً ليس من الصحة في شيءوما عرف عند العرب والمسلمين. وما ذكر في الحديث الغريب عن ابن عمر رضي الله عنهعن أكلهم ماشين وهم ذاهبون إلى الجهاد أو لأمر هام لم يستطيعوا معه الجلوس لتناولالطعام إنما هو وصف لحالة خاصة على غير العادة والاستمرار، أو أن أكلهم ماشين أنهميأكلون على ظهور إبلهم وهي ماشية بهم فهذا مشي للإبل ولكنه جلوس لهم وإن حديث " مننسي فليستقيء " دليل على تشنيع النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الفعل ، وإنما فعلهصلى الله عليه وسلم حتى لا يحرج أمته في أمور حياتهم اليومية والتي تقوم على عدمالكلف ، فيكون مفهوماً لأصل السنة الشرب والأكل جلوساً ، ولا حرج من فعله قائماً فيظروف خاصة .

ويرى الدكتور إبراهيم الراوي (19) أن الإنسان في حالة الوقوفيكون متوتراً ويكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالية شديدة حتى يتمكنمن السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن والوقوف منتصباً. وهي عمليةدقيقة ومعقدة يشترك فيها الجهاز العصبي ـ العضلي في آن واحد مما يجعل الإنسان غيرقادر للحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط المرجوة عند الطعاموالشراب ، هذه الطمأنينة يحصل عليها الإنسان في حالة الجلوس حيث تكون الجملةالعصبية والعضلية في حالة من الهدوء والاسترخاء وحيث تنشط الأحاسيس وتزداد قابليةالجهاز الهضمي لتقبل الطعام والشراب وتمثله بشكل صحيح .

ويؤكد د. الراوي أنالطعام والشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف ( القيام ) إلى إحداث انعكاسات عصبيةشديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة ، وإن هذه الانعكاساتإذا حصلت بشكل شديد ومفاجئ فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطير inhibition vagalلتوجيه ضربتها القاضية للقلب ، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموتالمفاجئ .

كما أن الاستمرار على عادة الأكل والشرب واقفاً تعتبر خطرة علىسلامة جدران المعدة وإمكانية حدوث تقرحات فيها حيث يلاحظ الأطباء الشعاعيون أنقرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعامية وجرعات الأشربةبنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة .

كما أن حالة عملية التوازنأثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدةومحدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي وتفقد صاحبهاالبهجة والاطمئنان عند تناوله لطعامه وشرابه.


الشرب على ثلاث دفعاتعن أنس بن مالك رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانيتنفس إذا شرب ثلاثاً " رواه الشيخان . وفي رواية قوله:" كان رسول الله صلى اللهعليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثاً ويقول إنه أروى وأبرأ وأمرأ" .


وعن معمربن أبي الحسين مرسلاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا شرب أحدكم فليمصالماء مصاً ولا يعب عباً فإن الكباد من العب " وعب عباً : شرب الماء دفعة واحدةوالكباد مرض في الكبد رواه البيهقي في شعب الإيمانوعن عائشة رضي الله عنهاأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" مصوا الماء مصاً ولا تعبوا عباً فإن الكباد منالعب " رواه البيهقي في شعب الإيمان.

وعن عطاء بن أبي رياح مرسلاً أن النبيصلى الله عليه وسلم قال : إذا شربتم فاشربوا مصاً " رواه أبو داود.

وعن أبيهريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يشرب في ثلاثة أنفاس، إذاأدنى إلى فيه يسمي الله وإذا أخره حمد الله يفعل ذلك ثلاثاً "رواه ابن ماجة والبزاروالطبراني في الأوسط.

فالهدي النبوي في شرب الماء أن يقسم المرء شرابه إلىثلاثة أجزاء يتنفس بينها ، مبعداً الإناء عن فيه وعن نفسه وقاية له من التلوث ، وأنيمص الماء مصاً ـ أي ببطءــ لأنه أهنأ وأمرأ وأبرأ لداء العطش . قال النووي كانيتنفس في الشراب ثلاثاً أي أثناء شربه . وقال المنذري (20) وهذا محمول على أنه صلىالله عليه وسلم كان يبعد القدح عن فيه في كل مرة ثم يتنفس .

يقول د. النسيمي (9) : وفي تنفس الإنسان شرابه إلى ثلاث أقسام فوائد أهمها تذوق الماءوالشراب ليدرك مدى صلاحيتها للشرب ودرجة حرارتها وما قد طرأ عليها من فساد أو تغيربمواد قد تكون سامة ، فيحجم عن الشراب قبل فوات الأوان بشربها دفعة واحدة ، وكثيراًما تأذى أناس أو ماتوا بتجرعهم سائلاً ضاراً أوساماً بطريق الخطأ إذ ظنوه ماءً . وفي المص وتقسيم الشراب البارد إلى جرعات بعدٌ عن تنبيه العصب المبهم تنبيهاًشديداً.

هذا العصب الذي يبطيء القلب ، فإذا تنبه بعنف كأن تنبه بعنف كأنيكون الماء أو الشراب الوارد بارداً كثيراً فقد يؤدي تناوله بسرعة (عبأ) إلى توقفالقلب بالنهي العصبي وقد يحدث الموت فجأة .

ويؤكد د. الرواي _(21) هذاالمعنى في مشاهدة له في القصر العدلي لشاب رياضي سقط ميتاً عند هجومه على كوب منالماء البارد وشربه بشره دون تأن دفعة واحدة.

والذي يشرب الماء دفعة واحدةيضطر أن يتنفس في الإناء وهذا منهي عنه عدا عما فيه من الإضرار.

كما ينقل عنالكتب الطبية المدرسية معالجتها لبعض الآفات العصبية للمريء والسبيل الهضمي علاجاًفيزيائياً يتضمن إعطاء السوائل بجرعات صغيرة متكررة تحدث تنبيهات تنشط الأعصابوالعضلات الحلقية في جدار المرئ وحيث ينتج عن ترويضها هذا العلاج الشافي .

وينقل د. النسيمي (9) وصية أخرى من الطب الحديث للمصابين بالوذمات بالإقلالمن شرب الماء وتعليمهم لدفع الشعور بالعطش أن يقسموا ماء الشرب إلى جرعات صغيرة حيثيتناولوا جرعة صغيرة كلما شعروا بالعطش وهذا يعطي شعوراً أكبر بالري ، ولأن الريالحقيقي لا يحصل إلا بعد امتصاص الماء فإذا عب الإنسان الماء بسرعة فلا يرتوي إلابعد تناول الكؤوس العديدة والكثير مما يؤدي إلى تمدد المعدة واضطرابات الهضم .

ويرى د. الكيلاني _(12) أن الذي يشرب الماء دفعة واحدة يضطر إلى كتم نفسهإلى أن ينفذ كوب الماء لأن تقاطع طريقي الماء والهواء عند البلعوم يمنع أن يسيرامعاً وعندما يكتم المرء نفسه طويلاً ينحبس الهواء في الرئتين ويضغط على جدارنأسناخها والتي تتوسع بالتدريج مع استمرار هذه العادة حتى يصاب بانتفاخ الرئة والتييمكن أن تؤدي إلى القلب الرئوي وقصور القلب ، وقد ينعكس ذلك مع الوقت على الكبدفتتضخم وتصبح مؤلمة وتنتشر الوذمات في البدن .

النهي عن النفخ في الشرابأو التنفس فيه : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " نهي رسولالله صلى الله عليه وسلم عن الشراب من ثلمة القدح وأن ينفخ في الشراب " رواه أبوداود والترمذي .

وعن عبد الله عباس رضي الله عنها قال : " نهى رسول اللهصلى الله عليه وسلم أن يتنفس في الإناء أو أن ينفخ فيه " رواه أبو داود والترمذيوعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إذا شربأحدكم فلا يتنفس في الإناء " . رواه البخاري .

وعن أبي سعيد الخدري رضي اللهعنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الشراب " فقال رجل : القذاةأراها في الإناء قال : أهرقها " .وعن أبي المثنى الجهني قال : كنت عند مروان بنالحكم فدخل عليه أبو سعيد فقال له مروان : أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهىعن النفخ في الشراب ؟ قال نعم ، فقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لاأروى من نفس واحد فقال صلى الله عليه وسلم :

"
أبن القدح عن فيك ثم تنفس " أخرجه مالك في موطئه.

قال ابن القيم (6) : " وأما النهي عن النفخ في الشرابفإنه يكسبه من فم النافخ رائحة كريهة يعاف لأجلها لا سيما إذا كان متغيراً الفم ،وبالجملة فأنفاس النافخ تخالطه " .

والحقيقة أن هذا هدي نبوي كريم فيه أدبرفيع ، فالنفخ في الطعام والشراب خروج على الآداب العامة ومجلبة للأزدراء . أما منالناحية الطبية (21) فإن هواء الزفير مفعم بغاز الفحم وفضلات الجسم الطيارة والتيتكثر نسبتها عند المصابين بالتسمم البولي (الأوريميائي) أو الانسمام الخلوي (السكريين ) وما النفخ إلا اختلاط لهذه الفضلات بالطعام والشراب بالنفخ عليه وقايةللإنسان من مخاطر المرض .

النهي عن الشرب من ثلمة القدح : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " نهى رسول الله صلى اللهعنه وسلم عن الشرب من ثلمة القدح "رواه أبو داود والترمذي، وثملة القدح مكانالانكسار قطعة من حافة القدح .

قال المناوي : وجاء في رواية أنها ـ أيالثلمة ـ مقعد الشيطان .

وقال ابن الأثير : وحديث النخعي أنه صلى الله عليهوسلم كره الشرب من ثلمة القدح وقال أنها كفل الشيطان أراد أنها ركب الشيطان لمايكون عليها من الأوساخ .

يقول ابن القيم (6) " إن الشرب من ثلمة القدح فيهعدة مفاسد أحدهما أن يكون على وجه الماء من قذى أو غيره يجتمع إلى الثلمة ، والثانيأنه ربما يشوش على الشاب فلا يتمكن من حسن الشرب، والثالث أن الوسخ والزهومة تجتمعفي الثلمة ولا يصل إليها الغسل كما إلى الجانب الصحيح الرابع أن الثلمة محل العيبفي القدح وهي أردأ مكان فيه فيجب تجنبه والخامس أنه كان في الثلمة شق يجرح فمالشارب".

وفي الحقيقة فإننا لا يمكن أن نزيد شيئاً على ما أورده ابن القيممن حكم للنهي النبوي عن الشرب من ثلمة القدح غير أن رواية " أنها مقعد للشيطان " أو " كفل للشيطان " قد تكون من التعابير النبوية المعجزة . لمفاهيم علمية حديثة عنوجود تجمع هائل للجراثيم والطفيليات في ثلمة القدح وحيث يصعب تطهيرها تماماً .

النهي عن الشرب من في السقاء : عن عبد الله بن عباسرضي الله عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من في السقاء " .

رواه البخاري في السقاء : فمه والسقاء كل ما يجعل فيه ما يسقى كالقربةوالجرار .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " نهى رسول الله صلىالله عليه وسلم من في السقاء والقربة " رواه البخاري ومسلم، وإنما نهي عن الشرب منفي السقاء من أجل ما يخاف من أذى عساه يكون فيه لا يراه الشارب حتى لا يدخل جوفهفاستحب أن يشرب من إناء ظاهر يبصره .

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب من في قربة معلقة " رواه الترمذي وقالحديث صحيح .

قال النووي " : النهي عن الشرب من في السقاء للتنزيه لاحتمالوجود شيء من الهواء في الماء لذلك إذا غطي فم الجرة أو ربط فم القربة فلا مانع منالشرب من فمها ، لكن الأولى ألا يشرب من في السقاء امتثالاً للأمر النبوي .

وقد جمع العلماء بين أحاديث جواز الشرب من في القربة وأحاديث المنع جوازالشرب وأن النهي إنما هو للتنزيه .

يقول د. الكيلاني (12) فالإناء إن لميكن شفافاً (من الزجاج ) وكانت فوهته مفتوحة فقد يسقط فيه شيء من الهواء أو القذى أوالحشرات من عقرب وسواه ، فإذا شرب من فم السقاء فإن هذه قد تدخل جوفه فتؤذيه ، كماأنه بعد انتهاء الشرب وخاصة إذا كان الشارب مريضاً فقد يعود ريقه مع ما يجمله منجراثيم إلى فم السقاء ويصبح خطراً على الشاربين .

النهي عن الشرب في آنية الذهب والفضة : عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلميقول : " لا تلبسوا الحرير والديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا فيصحافها فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة " رواه البخاري.


وعن أم سلمةرضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الذي يشرب في آنية الذهب والفضةإنما يجرجر بطنه في نار جهنم " رواه البخاري .

هذا ولم أجد أحداً منالباحثين ذكر حكمة صحية لهذا الأمر التعبدي .

ولعل من الحكمة دعوته صلىالله عليه وسلم إلى عدم التبذير وعدم الكبرياء ولأن في غيرهما من المعاني ما يفيالغرض ، وأيضاً حتى لا توجد أزمة نقدية باستعمال ما خصص لها من ذهب وفضة في غيرموضعه.


ألا يعيب طعاماً قط:عنأبي هريرة رضي الله عنه قال :" ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً قط إناشتهاه أكله وإن كرهه تركه " .رواه البخاري ومسلم .


والحق أن هذا هو التصرفالصحي السليم فتناول الطعام المشتهى يساعد على هضمه واستقلابه والاستفادة منهبالشكل الأمثل (16).


الاجتماع على الطعام : عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أحب الطعام ما تكاثرت عليه الأيدي " وفي رواية " ما كان على ضفف " .

وعنوحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : قالوا يا رسول الله إنانأكل ولا نشبع ؟ قال : " تجتمعون على الطعام أو تتفرقون " . قالوا نتفرق قال : " اجتمعوا على طعامكم وأذكروا اسم الله تعالى يبارك لكم فيه " . وفي الحديثإشارة إلى أن المواساة إذا حصلت حصلت معها البركة فتعم الحاضرين وهذا علاج نبويكريم عندما شكى إليه الصحابة الكرام من الجوع وعدم الشبع .المضمضة بعد الطعام : عن سويد بن النعمان قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فلما كنا بالصهباء دعا بطعام ، فماأتي إلا بسويق ، فأكلنا ، فقام إلى الصلاة فتمضمض ومضمضنا " رواه البخاري.

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما " أن رسول الله صلى الله عليه وسلمشرب لبناً فدعا بماء فتمضمض وقال : " إن له دسماً " رواه البخاري ومسلم. وفيهذا الهدي النبوي حفظ لصحة الأسنان ووقايتها من النخر والتسوس ، ذلك أن بقاياالطعام في الفم وبين ثنايا الأسنان يمكن أن تتخمر وتتفسخ متحولة ضمن الفم إلى مزرعةجرثومية خطيرة يمكن أن تترعرع فيها الجراثيم وتتكاثر بسهولة مؤدية إلى حالات مرضيةقد تكون وخيمة العواقب ، ومن أجل هذا أيضاً كما سنرى شرع استعمال السواك .

عدم الأكل من الخبز المرقق المنخول : عن سهل بن سعد " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل خبز الشعير غير المنخول ".

وعن أبيحازم قال سألت سهل بن سعد رضي الله عنه هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي؟ فقال : ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضهالله . فقلت : كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول ؟ فقال :" نطحنه وننفخه فيطير منهما يطير وما بقي ثريناه فأكلناه " رواه البخاري .

وعن أنس بن مالك رضي اللهعنه قال : " ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان ولا في سكرجة ولا خبز لهمرقق وفي رواية وما أكل خبزاً مرققاً حتى مات " رواه البخاري .

وعن أم أيمنرضي الله عنها أنها غربلت دقيقاً فصنعته للنبي صلى الله عليه وسلم رغيفاً فقال : ماهذا ؟ قالت طعام كنا نصعنه بأرضنا فأحببت أن أصنع لك من رغيفاً فقال صلى الله عليهوسلم : رديه فيه ثم اعجنيه ".

وعن أنس رضي الله عنه قال : " ما رأي النبيصلى الله عليه وسلم رغيفاً محوراً بواحد من عينيه حتى لحق بالله " رواه ابن ماجه .

النقي: الدقيق الأبيض ، وثريناه : بللناه بالماء ، والخوان هو طاولة الطعام، أما السكرجة فهي الإناء الذي توضع فيه الكوامخ والمقبلات والمحور الني ينخل مرةبعد مرة .

يقول د. الكيلاني (12) : لقد رفض رسول الله صلى الله عليه وسلمالرغيف الأربيض ذو الدقيق المنخول ورغب في الأسمر المصنوع من الدقيق الكامل غيرالمنخول ، حدث هذا منذ 14 قرناً وعرف الطب الحديث اليوم أهمية النخالة وفائدةإضافتها إلى الخبز في منع حدوث سرطان القولون الذي كثرت حوادثه في المجتمعاتالمتحضرة التي تأكل الخبز الأبيض وصارت أكياس النخالة تباع اليوم ليؤكل منها معالطعام لمنع حدوث الإمساك المزمن وللوقاية من سرطان القولون .

كما صارالخبز الأسمر مرغوباً به عند من يهتم بالصحة هذا عدا عن أن الاقتصار على الخبزالأبيض قد يؤدي إلى نقص في عنصر الزنك في النهي في الجسم والذي يؤدي إلى الشيخوخةالمبكرة .

النهي عن أكل الطعام الحار : عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لايأكل الحار ويقول إنه غير ذي بركة وأن الله لم يطعمنا ناراً " رواه البيهقي بإسنادصحيح .

وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أبردوابالطعام الحار فإن الحار غير ذي بركة " رواه البيهقي بإسناد صحيح.

وعن أبيهريرة رضي الله عنه :" أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل الطعام الحار حتىيمكث " أخرجه البيهقي في شعب الإيمان بإسناد جيد.

وعن خولة بنت قيس رضي اللهعنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فصنعت له حريرة (وفي رواية خريزة ) فلما قدمتها إليه فوضع يده فيها فوجد حرها فقبضها ثم قال يا خولة إنا لا نصبر علىحر ولا نصبر على برد " .

أما من الناحية الطبية فإن الأطعمة والأشربةالحارة جداً يمكن أن تؤدي كثيراً إلى حروق تبدو غالباً (24) في قبة الحنك أوالمنطقةالشفوية .. وتعزو الكتب الطبية المدرسية (25) كثرة حدوث السرطانات في القسم العلويمن جهاز الهضم وخاصة سرطان المريء إلى الاعتياد على شرب الشروبات شديدة الحرارة ولاسيما الشاي .


عدم النوم بعد الطعام مباشرة : عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أذيبواطعامكم بذكر الله والصلاة ولا تناموا عليه تقسوا قلوبكم " رواه الطبراني في الأوسطوالبيهقي في شعب الإيمان .

وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن رسول اللهعليه الصلاة والسلام قال : "أكل العباد ونومهم عليه قسوة في قلوبهم " أخرجه ابنماردويه والسيوطي في الدر المنثور والديلمي بلفظ قريب.

قال الحراني : والقسوة اشتداد التصلب والتحجر ، وقال الغزالي (11) وفيه يستحب ألا ينام بعد الشبعفيجمع بين غفلتين فيعتاد الفتور ويقسو قلبه ولكن ليصل أو يجلس يذكر الله فإنه أقربإلى الشكر ، وكان الثوري رحمه الله إذا شبع ليلة أحياها .

وتذكر كتب الطبالوقائي (22) أن النوم يوجب البطء في جميع الأفعال الحيوية في البدن والهضم منجملتها ، فالنوم بعد الطعام يربك الهضم ويؤدي إلى عسرات هضم وكثرة الغازات ، كماأنه من الملاحظ (23) أن معظم حالات الذبحة الصدرية تأتي بعد وجبة ثقيلة والنومبعدها مباشرة .

فيجب ترك فترة تقرب من ساعة تفصل بين انتهاء الطعام والنومالطويل حتى تكون المعدة قد انتهت تقريباً من هضمه.

الأمر بلعق الأصابع والصفحة : عن جابررضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعهفإنه لا يدري في أيتهن البركة " رواه مسلم والترمذي .


وعن جابر رضي اللهعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ماكان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقأصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة " رواه مسلم .

وعن كعب بن مالك رضيالله عنه قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع فإن فرغلعقها " رواه مسلم .

قال القاضي عياض : إن المراد بذلك هو عدم التهاونبالطعام القليل وإن محلة فيما لم يحتج إلى غسل الماء مما ليس فيه دسم ولا زهومة فإناحتاج كان الغسل أولى .

وقال الخطابي : عاب قوم أفسد عقولهم الترف فزعمواأن لعق الأصابع مستقبح كأنهم لم يعلموا أن الطعام الذي علق بالأصابع أوالصفحة هوجزء ما أكلوا ، وإذا لم يكن سائر أجزائهم مستقذراً لم يكن الجزء اليسير منهمستقذراً .

ويعلق د. الأحمد (16) فيقول : والحق أن وسيلة الأكل في تلكالأيام كانت الأصابع واليوم فهل يعيب على الآكل أن يلعق ملعقته ؟ .


تغطية الإناء وإيكاء السقاء :

عن أبي حميد الساعدي رضي اللهعنه قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقدح من لبن النقيع ليس مخمراً فقالالله صلى الله عليه وسلم : " ألا خمرته ولو تعرض عليه عوداً " قال أبو حميد : إنماأمرنا بالأسقية أن توكأ ليلاً وبالأبواب أن تغلق " رواه مسلم .

وتخميرالإناء تغطيته لئلا يسقط فيه شيء وأوكأت الإناء إذا شددته .

وعن جابر رضيالله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن فيالسنة ليلة ينزل بها وباء ، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلانزل فيه من ذلك الوباء " رواه البخاري ومسلم .

إن تغطية آنية الطعاموالشراب لحمايتها من الغبار والذباب ومن أجل منع التلوث الجرثومي وانتشار الأمراضالسارية تعتبر من أهم قواعد الطب الوقائي الحديث ، وإنه لمن المعجز حقاً أن يأمرالنبي صلى الله عليه وسلم بهذا الهدي الصحي العظيم وأن يخبر بإمكانية انتقال الوباءبهذه الطريقة قبل اكتشاف الجراثيم والعوامل الممرضة بأكثر من 14 قرناً .


تقدم العشاء على صلاة العشاء : عن أنس بن مالك رضيالله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاةفابدؤوا بالعشاء " رواه البخاري .

إن هذا الحديث عبارة عن قاعدة شرعيةجليلة، الحكمة منها أن المصلي الخاوي البطن يبتعد عن الخشوع فينقر صلاته مستعجلاًفلا يحقق المراد من الصلاة.

فالنبي صلى الله عليه وسلم ينصح المسلمين وخاصةفي شهر الصيام أن يبدؤوا بالطعام أولاً ثم يصلوا بعد ذلك كي يتسنى لهم الخشوع فيصلاتهم .

أما التعليل الطبي لهذا الأمر النبوي (12) فإن الطعام منذ أن يوضعوتظهر روائحة فإن العصارة الهاضمة تبدأ بالإفراز ومنها اللعاب كما تسيل عصارةالمعدة منتظرة وصول الطعام إليها وفيها من الحموض والخمائر ما فيها ، فإذا تأخروصول الطعام إليها فقد تؤثر هذه العصارة المتدفقة على جدران المعدة أو في جدرانالبصلة العفجية محدثة فيها التقرحات ، وقد يصاب المرء بعد ذلك بضعف إفراز العصارةالمعدية إذا وجدت أن التنبيهات كانت تأتيها خاطئة ويصاب المرء بعسر الهضم .


ما يقول المسلم إذا فرغ من طعامه : عن أبي أمامة رضي اللهعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع مائدته قال:"الحمد لله حمداً كثيراً طيباًمباركاً فيه غير مكفي ولا دموع ولا مستغني عنه " رواه البخاري.


وعنه أيضاًأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من طعامه قال : " الحمد لله الذي أطعمناوسقانا وجعلنا مسلمين "رواه الترمذي حديث حسن.

وعن أنس بن مالك رضي اللهعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أكل طعاماً فقال : الحمد لله الذيأطعمنى هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه الترمذيوهو حسن .


أسس تدبير الطعام والشراب في الشريعةالإسلاميةلقد نجح النظام الإسلامي في ميدان التدريب الصحي الذي فرضعلى بني البشر ليسعدوا به (1) ، فقد كانت معظم الأمراض التي يصاب بها الناس ـومازالت ـ في عصرنا الحديث ترجع إلى الحرمان الشديد ونقص الغذاء، أو إلى الإفراط فيتناول الطعام والشراب والإسراف فيهما ، وقد جاء الحل الإسلامي العظيم المعجز وفيثلاثة كلمات من كتاب الله عز وجل حين قال : (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْعِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّالْمُسْرِفِينَ)[ سورة الأعراف] وأمر بالصيام شهراً في السنة للحفاظ على سلامةوكيان أجهزة البدن وأعضائه .


وجاءت الدراسات الطبية لتثبت أن مرضى القلبيستطيعون أن يعيشوا طويلاً بعيداً عن المضاعفات الخطيرة إذا هم اعتدلوا في طعامهموشرابهم ومن ثم فقد أمر الإسلام الأغنياء بإخراج زكاة أموالهم (2) لإنقاذ ملايينالجائعين من خطر البؤس والفقر والمرض والموت .


وجاءت القاعدة الثانيةصرخة مدوية يؤكد علماء اليوم أنها الحل الأمثل لحل مشاكل العصر الصحية والتي جعلهاسبحانه وتعالى من أهداف بعثة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم وهي قوله تعالى (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُعَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَآمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْالنُّورَ الَّذِيَأُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [ سورة الأعراف] فكان الخمروالميتة والدم ولحم الخنزير ، وما ألحق بها اليوم من خبائث العصر من مخدرات وسجائروسواها وهي من أهم أسباب الأمراض والعجز والموت والمهالك في عصرنا الحديث (3) .

وجاء الهدي النبوي بآداب يتدبر بها المسلم أمر طعامه وشرابه ، وهي علاوةعلى أنها أضفت على حياته الاجتماعية مسحة جمالية وسلوكية رائعة قد نظم بها الشارعتناول الوجبات وكيماتها وطريقة تناولها فيما يتفق مع ما وصل إليه الطب الحديثالوقائي وعلم الصحة لا بل سبقه إلى ذلك بقرون عدة فلا يأكل المسلم حتى يجوع ، وإذاأكل لا يصل إلى حد التخمة من الشبع ، إذ" بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه " ، وعلىقاعدة " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه " كما نهى الشارع عن إدخال الطعام علىالطعام أو أن يأكل بين الوجبات ….. الخ . ..

واتفاقاً مع الأهمية الصحيةلطريقة تناول الطعام والشراب ، وعلاقة ذلك بصحة البدن ، فقد حدد الطبيب الأول ورسولالحق صلى الله عليه وسلم الوضعية المثلى للجلوس على الطعام ، ونهى عن وضعيات قدينجم عنها بعض الأذى ،كأن يأكل المرء أو يشرب واقفاً أو متكئاً .

وندب إلىأن يتحدث الإنسان على طعامه لإدخال السرور على المشاركين مما يزيد في إفرازالعصارات الهاضمة ويساعد على الاستفادة المثلى من الطعام .

ودعا إلى تقديمالعَشاء على العِشاء ، وإلى أن يشرب كوب الماء على دفعتين أو ثلاث ، وأن يمصه مصاًلا أن يعبه ويكرعه لما في ذلك من أثر سيء على المعدة والجهاز الهضمي عموماً .

وإذا كان الطب الحديث قد اكتشف الجراثيم الممرضة والطفيليات المهلكةللإنسان في أواخر القرن الماضي وبين أن تلوث الطعام والشراب بها هو من أهم أسبابإصابة الإنسان بعدد من الأمراض الخطيرة كالكوليرا والتيفوئيد والزحار (الزنطارية ) والسل المعوي والديدان والتهاب الكبد وغيرها ، ومن ثم فقد وضع علم الطب الوقائيعدداً من القواعد الصحية على الإنسان أن يلتزم بها ليضمن نظافة الطعام والشرابوسلامتها من التلوث الجرثومي ، فإن ديننا الحنيف قد وضع تلك التعاليم وأمر أتباعهبالالتزام بها منذ أكثر من أربعة عشر قرناً (4).

والحق يقال أن التعاليمالنبوية في تدبير الطعام والشراب كانت قمة في حرص المشرع العظيم على سلامة أتباعهووقايتهم من شر الوقوع في براثن المرض . فقد أمر عليه الصلاة والسلام أن يعطى إناءالطعام وتوكأ قرب الشراب فلا تترك مكشوفة للذباب والتراب ، كما نهى عن أن يشرب منفي الإناء أو ينفخ في الشراب حرصاً على سلامته من التلوث ، وأمر بغسل اليدين قبلالطعام وبعده ، وأمر بالأكل باليمين ، ونهى عن الأكل باليسار التي خصصها للاستنجاءوغير ذلك من الأعمال الملوثة كل ذلك ليضمن سلامة الطعام وعدم تلوثه بالجراثيم.
كما حرص المشرع على عدم تلويث مياه الشرب ، فنهى أن يغمس المستيقظمن النوم يده في الإناء قبل أن يغسلها ، فإن " أحدكم لا يدري أين باتت يده "، كمامنع التبرز أو التبول قرب موارد المياه وفي ظل الناس ومكان تجمعاتهم ، بل شدد فيتحريم هذه الأفعال (3) حتى عدها من مسببات اللعن . فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم " أتقوا الملاعن الثلاث : البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل " كما " نهى رسولالله صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الراكد" . رواه البخاري ومسلم .
منقول
 
التعديل الأخير:
بارك الله فيك ولك
و
في ميزان حسناتك
 
حياكم الله...
أخي الفاضل :
ألم الأمل ...

أختي الغاليه :
فتافيت سكر...

لا عدمت تواجدكم..
جزاكم ربي كل خير...
 
ما اجمل موضوعك موضوع رائع جداااااااااااا وقيم وسبحان الله الان معظم مخابز العالم تستعمل القمح الكامل وعدم ازالة النخاله عنه
جزاك الله خير لهذه المعلومات رائعه
 
جزاك الله كل الخير
موضوع رائع وقيم
كل التقديري
بنت التحدي
 
حياكم الله...

أمي الحبيبه :
بنت التحدي..

غاليتي :
تمر حنه...


مروركم الأروع . بارك الله فيكم...
 
التعديل الأخير:
هلا بك غاليتي:
هبة الرحمن...
وفيك بارك ربي...
 
التعديل الأخير:
ساتيدما

بارك الله فيك و جزاك خيرا
موضوع قيم متكامل الطرح
نسأل الله أن نحيى على سنة الحبيب المصطفى
صلى الله عليه و سلم
و الإعجاز العلمي يزيد المؤمن إيمانا
دمت في حفظ الرحمن

صوت من بعيد
 
ساتيدما

بارك الله فيك و جزاك خيرا
موضوع قيم متكامل الطرح
نسأل الله أن نحيى على سنة الحبيب المصطفى
صلى الله عليه و سلم
و الإعجاز العلمي يزيد المؤمن إيمانا
دمت في حفظ الرحمن

صوت من بعيد
 
دمعة عمر...

أهلاً بك حبيبتي ...

بارك الله لي في مرورك الجميل...
 
صوت من بعيد...

أهلاً بك...
شكراً ع المرور والتعليق الرائع جزاك ربي خير...
 


ورده محمديه
عزوتي في دموعي
المحبة لدينها
ميشو
رفيف

؛
حياكن الله أخواتي العزيزات وبياكن
شاكره لكن تواجدكن الطيب
دمتن بخير يارب _
 

عودة
أعلى