الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

ابوفهود

Well-known member
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

حالة الاسرة عند قدوم طفل معاق: ان قدوم, اي طفل, يعني تغيرا في الأسره. ويعني ذلك المزيد من الالتزامات الماليه والاخلاقيه والاجتماعيه .ان قدوم الطفل الأول يحدث تغيرا في حياة الزوجين .وقدوم الطفل الجديد غالبا ما يحمل الزوجين على التضحيه ببعض الأنشطة الاجتماعيه وغير الاجتماعيه في محاولة للتكيف للوضع الجديد, واذا كان الطفل العادي يخلق تغيرا داخل الأسرة ويترك آثار في الأدوار الإجتماعيه للوالدين ويزيد من مسؤولية افراد الأسرة فان الطفل المعاق لا شك سيكون أكثر تأثير ووطأة.

تشير الدراسات الى ان ميلاد الطفل المعاق يؤدي إلى استجابات انفعاليه معيه لدى الوالدين. طبيعي ان هذة الاستجابات لن تكون متشابهه عند جميع الأسر .. كما انه ليس من الضروري ان تمر جميع الاسر بهذه السلسله من الاستجابات.

فالاستجابات الوالديه في هذا المجال ستختلف كنتيجة طبيعيه لاختلاف نوع الاعاقه ودرجتها , وكذلك نتيجة لاختلاف شخصيات الآباء والأمهات وكذلك السن الذي اكتشفت فيه الإعاقه اضافه الى عوامل بيئيه وثقافيه اخرى
واحب استعراض الاستجابات الانفعاليه :


1- الصدمه

كثيرا ما تشكل ولادة طفل معاق صدمة للوالدين. وهذا أمر طبيعي الا ان درجة الصدمه ومداها الزمني يعتمدان على درجة الاعاقه وطبيعتها وكذلك وقت اكتشاف الاعاقه .

2- الرفض او الانكار

من الاستجابات الطبيعيه للانسان ان ينكر ما هو غير مرغوب وغير متوقع ومؤلم خاصه عندما يتعلق الأمر بأطفاله والذين يعتبرون امتدادا له .. هذه استحابه تعتبر كآليات دفاعيه في الموقف القاسي.

3- الشعور بالذنب

4- الاحساس بالمراره

قد ينتاب الوالدين هذا الاحساس لان وجود الطفل المعاق قد يؤدي الى حرمانها الكثير من الأنشطه وحرمانهما من الكثير من الاشباعات والحاجات الشخصيه.

5- النبذ .

ان فشل الطفل المعاق في كثير من الامور سيؤدي الى شعور الوالدين بالاحباط وخاصة اذا كانا من النمط المثالي وقد يعبر الوالدان لهذا الاحباط بنبذ الطفل .. كتركه في مؤسسه او اهماله من حيث اسباعات الحاجات الأساسيه والثانويه داخل المنزل.

6- الغضب .
مشاعر الغضب مشاعر طبيعيه في ظل الاحباطات الكثيره والمتكرره نتيجة وجود الطفل المعاق داخل الاسره. ان مشاعر الغضب قد يتم التعبير عنها عنها بالشكوى .. وقد تظهر هذة المشاعر من خلال توجيهها الى مصادر اخرى كالطبيب او المدرس او اي شخص آخر.


7- التقبل والتكيف

المهم أن يصل الأهالي الى المرحلة الأخيرة بسرعة، لان التأخر في الخدمات يحرم الطفل من الاستفادة من الرعاية الطبية والتأهيلية التي يجب ان يحصل عليها والتي قد تتاخر بسبب انكار الاهل لوجود مشكلة او الغضب او نبذ الطفل والتخلي عنه

من هم ذوى الاحتياجات الخاصة:

تعا ملنا مع ذوى الإحتياجات الخاصة

من منا لا يرى معاقا ولا يردد كلمة (الله يستر)، أو كلمة (مسكين)... تعبيرات وإيماءات كلها تنطق بما نشعره اتجاه هذه الفئة التي حرمت شيئا ربما يبدو للعديد انه شيء عادي.. قد يكون بالفعل شيئا عاديا ولكن لا نعرف قيمته حتى نفقده (لا قدر الله)، هل فكرنا يوما في نفسية هذا المعاق.
وهل نظراتنا أو إيماءاتنا أو كلماتنا تخلف أثرا سلبيا على نفسيته، وهل شفقتنا لصالحه، أم تدمره وتؤثر على معنوياته؟... كيف نتعامل معه؟ وما هو دور الأسرة والمجتمع في هذا الأمر؟ وهل الأسر عندنا تعد وجود معاق مشكلة وعائقا أمامها؟ الأسئلة عديدة وكثيرة.


هل هم أشخاص مختلفون؟
كل فرد يعيش علي سطح الكرة الأرضية له وجوده وكيانه، ويسهم بدوره في مختلف الوظائف الاجتماعية والعملية.


وتتواجد في كل مجتمع من المجتمعات فئة خاصة تتطلب تكيف خاص مع البيئة التى يعيشون فيها نتيجة لوضعهم الصحى الذي يوجد به خلل ما، وهذا التكيف لا يأتى من قبلهم بل يقع عاتقه علي من يحيطون بهم بتوجيه الاهتمام لهم مثلهم مثل أى شخص طبيعى يمارس حياته، ويبدأ هذا الاهتمام مع جانب لا نلتفت إليه ونهمله وهو "المسمى الذى نطلقه علي هؤلاء الأشخاص". وقد تطور هذا المسمى عدة مرات ومر بمراحل كثيرة ترضى الفئة القوية بإصرارها وتصميمها علي إثبات الذات وأن لها دوراً فعالاً في حياة المجتمعات بأسرها علي مستوى العالم.

وقبل أن نتعرض لهذه المسميات ونختار سوياً الملائم منها، سنعطى تعريفاً شاملاً وصريحاً لهذه الفئة من الأشخاص بدون أن نستخدم مسمى لهم، وليكن العنوان الذي يسبق هذا المسمى هو التعريف.

فبدءاً بهذه المسميات شاع كثيراً استعمال كلمة "معاق" وهى من أصل "عوق" يدل علي المنع والاحتباس، فكل ما يحولك عن فعل أى شئ تريده فهو عائق لا يمكنك من ممارسة حياتك بالشكل السوى، وخاصة الأنشطة اليومية ومن بينها خدمة النفس الذاتية، الأنشطة التعليمية، العلاقات الاجتماعية وحتى الاقتصادية منها. لكن هل هذا ينطبق على الشخص السوى الذى يصدر منه تصرفات يضع من خلالها إطاراً لسلوكه يمكن أن تصفه أيضاً بالشخص المعاق، وما هى سمات وملامح هذه السلوك ومتى نصف السلوك بأنه سلوك معاق؟

أكيد أن كل شخص يعانى من ضغوط أو اضطرابات نفسية، أو حتى علة جسدية ستنعكس بالضرورة علي تصرفاته وسلوكه. لكن ماذا عن الشخص الذي يعانى من أية اضطرابات أو أمراض ويعانى من اعتلال في تصرفاته تجاه الآخرين وخاصة لمن لهم احتياجات خاصة والذين يطلق عليهم البعض "المعاقين"، هذه الكلمة قاسية جداً علي نفس الشخص الذي تنقصه مهارات لاستخدام كل ما منحه الله من إمكانيات بالشكل الطبيعى والسليم، لا تكن أنت المعاق بتصرفاتك تجاه هؤلاء الأشخاص عاملهم كأنهم أشخاص عاديين، لا يستطيع أحد أن ينكر احتياجهم للمساعدة، فلا تحاول إيذاء مشاعرهم بتوجه الاهتمام المتعمد الذي يشعرهم بحرمان أى مهارة من المهارات الطبيعية التى أعطاها الله للإنسان.
وتعتبر الإعاقة ظاهرة طبيعية شهدتها المجتمعات على مر العصور. والإعاقة من الأمور التي قد تصيب الأطفال في عمر مبكرة نتيجة للعديد من العوامل التي قد يكون بعضها وراثياً والبعض الآخر بيئياً.


ويقصد بالإعاقة: عدم قدرة الفرد على تلبية متطلبات أداء دوره الطبيعي في الحياة نتيجة عيب خلقي أو غير خلقي.

وقد يشكل أمر وجود طفل معاق أزمة نفسية واجتماعية لبعض الأسر فتنشغل بسبب تلك الأزمة عن أداء الدور المنوط بها لتقديم الرعاية اللازمة لهذا الطفل سواء كانت طبية أو نفسية أو اجتماعية أو تأهيلية أو غيرها وتتفاقم الأزمة عندما تنكر الأسرة إعاقته ولا تتابع حالته في المراكز المختلفة أو تعتقد أنه غير قابل للتعليم والتدريب.

وكلما تسلحت الأسرة بسلاح الإيمان بالله تعالى والرضى بقضائه كلما أمكنها تجاوز هذه المحنة بطريقة أكثر توافقاً واتزاناً من غيرها من الأسر.

وكلما استطاعت تطوير ما لدى المعاق من استعدادات وإمكانات بشتى الوسائل حتى يكون عضواً فاعلاً في مجتمعه يؤدي ما عليه من واجبات ويعرف ما له من حقوق

كيف أحافظ على نفسية طفلي المعاق؟

- لا بد أولاً من تقبل الطفل المعاق واحترامه والاعتراف بإعاقته وعدم الخجل من انتمائه للأسرة والتعامل معه بصبر واحتساب وطلب الأجر من الله في الإحسان إليه.
- اكتشفي نقاط القوة لديه وحاولي تنميتها ولا تتعاملي معه على أنه عاجز كلياً.
- امتدحي نجاح طفلك مهما كان صغيراً.
- استخدمي أنواع التشجيع المختلفة خاصة تلك التي عن طريق اللمس مثل (التربيت على الكتف).
- لا تسرفي في التدليل ولا تبخلي بالثناء عليه.
- تجنبي الاستهزاء به أو إظهار التذمر منه أو معاملته بقسوة وإهماله.
- اسمحي له بالمحاولة واعطيه الفرصة للإعتماد على نفسه وتنمية الاستقلالية الذاتية لديه بما يتناسب مع قدراته.
- لا تواجهيه بعجزه وأعطيه جرعات من الأمل.
- تجنبي الحديث عن حالته أمام الآخرين.
- كوني صريحة في التعامل معه وافتحي معه الحوار حول سنن الله تعالى في الابتلاء وأجر الصبر وأن الإعاقة ليست نهاية الحياة وقصي عليه قصص الناجحين من المعاقين.
لا اريد طفلي أن يحس في معاملتي بشيء من الخصوصية دوناً عن باقي أخوته؟
- التزمي مع أفراد الأسرة سياسة موحدة في التعامل معه.
- لا تفرطي في تدليله ولا إهماله.
- كلفيه ببعض الأعمال التي في حدود إمكاناته وعوديه تحمل المسؤولية مثله مثل باقي أفراد أسرته.
- شجعيه على اللعب مع أخوته بالألعاب التي تناسبه.
- عوديه الاعتماد على نفسه في القيام باحتياجاته الأساسية مثل الأكل واللبس وغيرها.
كيف أجعل طفلي المعاق نابغاً ؟
إن من معجزات الله سبحانه وتعالى أن خلق البشر مختلفين لكلٍ مميزاته الخاصة التي ينفرد بها وسط أقرانه. فإذا قدر تعالى أن يسلب بعض هؤلاء البشر بعض القدرات فإنه بكل تأكيد قد أودع فيهم العديد من القدرات التي تمكنهم من النجاح والتميز في مجالات عديدة والمطلوب من الأسرة والقائمين على تربية المعاق البحث عن نقاط التميز في هذا الطفل والتدخل المبكر للحيلولة دون تفاقم الإعاقة وللوصول بالطفل لأقصى درجات الاستفادة من قدراته خاصة في المجالات المتوافقة مع ميوله.


والأمثلة والشواهد على تميز العديد من المعاقين في مجالات مجددة كثيرة. فأقول لهذه الأم استعيني بأهل الاختصاص في اكتشاف مواضع القوة في طفلك وتعلمي منهم كيف تنميها. مع توفير الأجهزة التفويضية والاحتياجات اللازمة لإبراز مواهبه ومن ثم عرضها والإشادة بها (مثل الرسم أو كتابة المقال ... وغيرها).
ومن ثم قومي بدور المشجع والدافع دائماً ستصلي بإذن الله تعالى إلى بغيتك


كيف أقلل من إحساس طفلي بالنقص ؟
عندما أعلم طفلي أن الله تعالى خلق في كل إنسان جوانب قوة وجوانب نقص. وأن جوانب النقص قد تكون ظاهرة عند بعض الناس بشكل أوضح من غيرهم.


وأن الإنسان الناجح هو الذي يركز على ما منحه الله تعالى من جوانب قوة. فيحمد الله تعالى عليها أولاً ثم يحاول استغلالها وتفعيلها بحيث تطغى على جوانب النقص.

كما أن الله تعالى عندما يبتلي المؤمن فيصبر ويحتسب يصبح هذا الابتلاء سبب لرفع درجته في الجنة وبالتالي يكون الابتلاء نعمة يشكر الله تعالى عليها.
والعمل على مساعدة الطفل على تحقيق عدد من الإنجازات التي يفخر بها وتجعله يشعر بأنه عضو نافع ومهم في المجتمع
لعب طفلي مع زملائه الأصحاء وسألني لماذا أنا هكذا بماذا أجيبه؟
أرى من الضروري إعطاء الطفل صورة واضحة عن حالته المرضية وما يترتب عليها ومصارحته بذلك مع استخدام الأسلوب المناسب لحالته النفسية وإخباره أن هناك من هم مثله في المجتمع بل أن هناك من هو أسوأ منه وأنه يستطيع التغلب على هذه الإعاقة والتعايش معها ومواجهة المجتمع بها وحثه على ذلك ومساعدته في ذلك ولفت نظره إلى الحكمة من البلاء وأن الله ينزل البلاء يكون فيه خيراً كثيراً وذكر بعض ابتلاء الأنبياء والصالحين وذلك كله قبل أن يفاجأ بنفسه.
 
مشكور ابو فهود على هذا الموضوع الحيوى..ولكن اسمحلى اضيف لموضوعك تلك المعلومة..ان من ضمن ردود الفعل النفسية للاسر عندما ترزق بطفل معاق هو الحماية الزائدة او(over protection)وهذه رحمة فى باطنها العذاب..لانهم يمنعون عنه اى شئ من الممكن ان يحتك به خوفا وحرصا عليه ويتمادون فى تدليله وازالة اى صعوبات وحلها بدلا منه واجابة كل طلباته دون مناقشة..وهم بذلك يحرمونه فرصة عظيمة للتعلم والتكيف مع الحياة وتعويده على الاعتماد على الغير فى كل اموره وقتل صفة الاعتماد على النفس وتاتى الطامة الكبرى حيينما يصطدم بموقف يقف امامه عاجزا فيصاب المريض باحباط نفسى فظيع وتحدث له انتكاسة لا قدرالله..ولذلك انصح اهل المرضى ان يعاملوهم معاملة عادية جدا مثل اخوته مع تعليمه الاعتماد على النفس وشرح سنن الله فى خلقه والحكمة من الاعاقة كما ذكر اخونا ابو فهود.وللعلم فان من انجح الطرق فى تربية المعاقين هى تطبيق نظرية الثواب والعقاب وليس كما يفعل البعض بتطبيق الثواب فقط؟..شكرا لسعة صدركم
 
التعديل الأخير:
موضوع قيم
شكرا لك اخي الكريم
 
طرح جميل اخي ابو فهود لموضوع مهم 0

موفق باذن الله 0

وننتظر مزيدا من مواضيعك المفيده والمتميزه 00
 
مراحل طبيعية تمر بها الأسرة التي ترزق بطفل معاق لكن تتفاوت المدة الزمنية من أسرة الى أسرة أخرى وذلك يرجع لثقافة الأسرة
نشكر الاخوة الذين ساهموا في هذا الموضوع واؤكد على أن الحماية الزائدة منتشرة كثيرا وتسبب التباطؤ في مراحل نمو الطفل والاتكالية على الآخرين وضعف الشخصية وهذا كثيرا ما نلاحظه في تعاملنا مع الاعاقة ويصعب علينا عملية التأهيل ..
أخصائي تاهيل
 
موضوع قيم
بارك الله فيك
 
موضوع مفيد بارك الله فيك وانا ارى فيه الكثير مما مررت به من بداية الصدمه والتدليل الزائد وكما قلت ان الوالدين هم من يصنعون اطباع الطفل عن طريق ما يتعلمه منهم وكذلك من هم حولي لا اريد منهم ان يعطفو عليه كقولهم ياحرام مسكينومن هذه الكلمات التي لا تغني ولا تسمن من جوع
 
مشكور اخي على هذا الموضوع القيم فانا ايضا مررت بايام قاسية مريرة بحيث اني لا اجد لها اسم لكنني تغلبت على المي باماني القوي وتمسكي ب الله تعاللى فكنت دائما اقول لنفسي انه امتحان من عند الله فلا يجب ان ارسب فيه ويجب علي ان افوز و الحمد لله على ما اعطانا وشكرا
 
جزاك الله خيرا أخي أبو فهود على كلماتك التي لامست مشاعر الكثير ممن شاهدوا موضوعك القيم .

فأنا ممن مروا بهذه الخطوات ولكني ما ازال في بداية الطريق فإبنتي عمرها 3 أشهر ..ولازلت الى الأن اعاني من صدمتي .. رغم كتمي الشديد لمشاعري وممارستي لحياتي بشكل طبيعي .

فبعد أن رزقني الله بهديته ( ابنتي الحبيبه : هبة الله ) تغيرت فيّ اشياء كثيره أحمدالله عليها كثيرا .

دعوت ربي مرارا ومرارا ان يرزقني الله بإبنة بعد ان رزقني بولدين جميلين كنت اتمنى البنت .

وقد استجاب الله لدعائي ولكن ابنتي اتت بقدم يمنى فقط ..كم تأثرت وصدمت عندما رأيتها من غير قدم يسرى لم استوعب المنظر , وخصوصا ان الطبيب اثناء حملي لم يخبرني بذلك برغم انه كان يعرف وكان واضحا بالأشعة .

فهذه ارادة الله والحمدلله على كل حال..
اللهم اكتبنا عندك من الصابرين.

تحياتي للجميع .

أم هبة الله
 

عودة
أعلى