لاتياس اذا تعثرت اقدامك

ابو فيصل

التميز
موقف طريف سأجعله مدخلا ألج به ..

وصل إلي سماعا هذا الموقف ونقله لي أحد أساتذة الجامعة في يوم من الأيام ..
ولست في صدد تصديقه أو تكذيبه .. أو ادعاء السبق في نشره فهذا لا يعنيني شيئا
..

الحدث وقع في أمريكا وبالتحديد مقابل شركة مايكروسوفت وورد .. حيث أقبل شاب
طموح يحمل أوراقه في كفه ولا أدري عن لون ملفه أهو أخضر كملفنا الكئيب أم هو
لون أكثر إشراقا ..

دخل الشاب للشركة طالبا وظيفة مراسل .. أعطوه نموذجا لتعبئته .. شرع في
الإجابة وكان من آخر الأسئلة : ما هو بريدك الالكتروني .! أجاب بخوف وارتباك :
لا أملك بريدا اليكترونيا وهو جاهل بمعناه وسهولة تسجيله.. أجابوه بأنه لايمكن
توظيفك مالم يكن لك بريد خاص .. أجاب بأني لا أملكه فاعتذروا عن توظيفه فخرج
مهموما ..

وفي باحة الشركة وجد بائعا للخضار يسترزق مولاه فطلب منه صندوقا من الطماطم
فقال : بدولار .. فاشتراه واتجه إلى سكنه وفي طريقه قابله رجل فقال بعني صندوق
الطماطم .. قال بدولارين فاشتراه وسر الشاب بهذا الربح فعاد لصاحب الطماطم
واشترى صندوقا آخر وفي الطريق باعه بدولار ونصف ثم عاد ثالثة واشترى فباعه
بربح وأعجبته الطريقة فأدام التردد حتى انتفخ جيبه من الدولارات ..

وكرر العمل من الغد حتى أتقن اللعبة فاشترى بما ربح عربة تعينه على حمل
الصناديق التي يشتريها في مكان الرخص ويبيعها في مكان الغلاء ثم استأجر عاملا
يساعده ومع الوقت والربح استأجر عمالا آخرين ثم اشترى سيارة وأتبعها بأختها
حتى أمسى ممونا لبعض المحلات وصار له زبائن دائمين واشتهر أمره في ذلك الحي ..
وتربع في عالم التجارة وفتح بعض المحلات ..

حتى جاء ذلك اليوم الذي طلبته أحد الجرائد المحلية لإجراء مقابلة معه لأنه
صاحب مؤسسة شابة أثبتت نجاحها في تموين الخضار فوافق .. وكانت المقابلة
تقليدية وكان من أسئلتها :

بما أن زبائنك كثر ويودون معرفة الكثير عنك وعن مؤسستك فحبذا لو زودتهم
بالبريد الاليكتروني ليسهل الاتصال بك .. فأجاب مسرعا لا أملك بريدا
اليكترونيا ..

اندهش الصحفي .. وكيف لا تملكه وأنت صاحب التموين والمحلات والمدير لهذه
المؤسسة الناجحة.. فأجاب ذلك الشاب قائلا :

لو كنت أملك بريدا اليكترونيا لكنت مراسلا بسيطا في شركة مايكروسوفت وورد ..
ولم أكن مديرا لهذه المؤسسة التموينية الناجحة !!!

................................................................

أريد أن أصل بكم إلى ما يلي :

أولا :

ثق يا أخي الفاضل ثقة لا ينازعها شك أن الخير فيما يختاره الله تعالى لك فلا
تقنط ولا تيأس بل ابتسم للحياة واعلم أن خالقك أدرى بما تؤول إليه الأمور
وأعلم بعواقب الأشياء .. وفي محكم التنزيل : (( كتب عليكم القتال وهو كره لكم
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم
وأنتم لا تعلمون ))

ثانيا :

ما أجمل العمل وأقبح الكسل فالعامل ولو دنا عمله أشرف من الكسول العاطل ولو
علت همته فمع الكسل سيقتلها في علوها ..


ثالثا :

لكل واحد ميوله في الحياة ..وكثير منا لو وضع في غير ما يحب لأعلن الإفلاس ..

وقليل أولئك النفر الذين يتكيفون على الواقع ويتعاملون معه بكل جدية وإنتاج
وهذا حال المؤمن فقد أخرج الإمام البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(( ..... طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ إِنْ كَانَ
فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ.. ))

فهي دعوة للتكيف مع الواقع ثم هي دعوة لتعدد الميول وإتقان عدد من التخصصات
ولو بالمكابدة والنصب فهما مفتاحان للنجاح


لولا المشقة ساد الناس كلهم ........ الجود يفقر والإقدام قتال

والمفتاح الأكبر هو توفيق الله ودعاؤه


تلك همسة على عجالة .. مطلعها طريف وآخرها ثري ..مع التقدير أبعثها لكل من
أكرم الصفحة بدخوله عليها أو تعليقه وإثرائه .. والسلام عليكم أيها الفضلاء

 
رد: لاتياس اذا تعثرت اقدامك

"ابو فيصل"
هذه القصة تحوي الكثير ونقاط التي سطرتها على السطور في غاية الاهمية
بارك الله فيك

دمت بسلام
 
رد: لاتياس اذا تعثرت اقدامك

مشكور اخي ابو فيصل ممكن القصة فعلاً حقيقية

وهل تعتقد من قبل كانو يملكون صندوق البريد الخاص كي يتم نجاحهم

بعدين جد شئ ملفت للنظر كيف هذا الشاب.متعلم ويريد التقدم للعمل بشركة

ولا يعرف عن البريد او لا يملك بريد الكترونيا
 
رد: لاتياس اذا تعثرت اقدامك

كما نحن بحاجه لمثل هذه الكلمات
نحزن ونيأس ولكن الامل بالفرج قريب باذن الله
في انتظار جديدك
حفظك الله
 
رد: لاتياس اذا تعثرت اقدامك

القصة تحمل بين طياتها مدلولات معبرة ومواعظ للحياة

شكرا لك يا أبو فيصل
 
رد: لاتياس اذا تعثرت اقدامك

قصه رائعه ومعبره
شاكره لك جمال اختيارك
ولاعدمنا عطائك السخي
دمت بخير
 

عودة
أعلى