التصفح للزوار محدود

الإيثار ؟؟؟

كريم أبو العبد

Well-known member
الإيثار
crown3.gif



معنى الإيثار

قال الأصمعي: آثرتك إيثارًا: أي فضلتك ، وفلان أثير عند فلان وذو أثرة إذا كان خاصًا والأثرة: الجدب والحال غير المرضية . في الحديث "سيكون بعدى أثرة" أي: يستأثر بعضكم على بعض "والحديث رواه الشيخان بلفظ إنكم سترون بعدى أثرة". والاستئثار: التفرد بالشيء من دون غيره .قال الإمام القرطبي رحمه الله الإيثار هو:
تقديم الغير على النفس وحظوظها الدنيوية رغبة في الحظوظ الدينية، وذلك ينشأ عن قوة اليقين وتوكيد المحبة والصبر على المشقة .تفسير القرطبي 18/26.

فالإيثار أن يؤثر غيره بالشيء مع حاجته إليه، وعكسها الأثرة وهي: استئثاره عن أخيه بما هو محتاج إليه.والإيثارضده الشح ( البخل )، فإن المؤثر على نفسه تارك لما هو محتاج إليه، والشحيح حريص على ما ليس بيده. قال صاحب " المنازل " رحمه الله :


الإيثار : تخصيص واختيار . والأثرة : تحسن طوعا . وتصح كرها .


فرق الشيخ بين الإيثار والأثرة وجعل الإيثار اختيارا والأثرة منقسمة إلى اختيارية ، واضطرارية . وبالفرق بينهما يعلم معنى كلامه . فإن الإيثار هو البذل ، وتخصيصك لمن تؤثره على نفسك ، وهذا لا يكون إلا اختيارا . وأما الأثرة ( الأنانية ) فهي استئثار صاحب الشيء به عليك ، وحوزه لنفسه دونك . فهذه لا يحمد عليها المستأثر عليه . إلا إذا كانت طوعا . مثل أن يقدر على منازعته ومجاذبته ، فلا يفعل . ويدعه وأثرته طوعا . فهذا حسن ، وإن لم يقدر على ذلك كانت أثرة كره .



ويعني بالصحة : الوجود ، أيتوجد كرها . ولكن إنما تحسن إذا كانت طوعا من المستأثر عليه .

فحقيقة الإيثار بذل صاحبه وإعطاؤه . والأثرة استبداله هو بالمؤثر به . فيتركه وما استبدل به : إماطوعا ، وإما كرها . فكأنك آثرته باستئثاره حيث خليت بينه وبينه ، ولم تنازعه .
قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ، في عسرنا ، ويسرنا ،ومنشطنا ،ومكرهنا ، وأثرة علينا ،وأن لا ننازع الأمر أهله . فالسمع والطاعة في العسر واليسر ، والمنشط والمكره : لهم معه ومع الأئمة بعده ، والأثرة : عدم منازعة الأمر مع الأئمة بعده خاصة ، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يستأثر عليهم والإيثار: أن يقدم غيره على نفسه في النفع له، والدفع عنه، وهو النهاية في الأخوة.
وقال الله تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} [الحشر: 9] .


أي يفضلونهم ويقدمونهم على أنفسهم ولو كان بهم فاقة وحاجة… وفى إيثارهم وجهان:

أحدهما: أنهم آثروا على أنفسهم بما حصل من فيء وغنيمة حتى قسمت في المهاجرين دونهم، قاله مجاهد وابن حيان الثاني: أنهم آثروا المهاجرين بأموالهم وواسوهم بها .

وقال تعالى: {وآثر الحياة الدنيا} [النازعات: 38] .
إشارة إلى فساد حال القوة العملية وإنما ذكر ذلك لما روى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال "حب الدنيا رأس كل خطيئة" [رواه البيهقي في مختصر شعب الأيمان عن الحسن مرسلاً] .
وقال تعالى: {بل تؤثرون الحياة الدنيا} [الأعلى: 16] .
أي تقدمونها على أمر الآخرة وتبدونها على ما فيه نفعكم وفى صلاحكم وفي معاشكم ومعادكم قال الله تعالى في الأنصار:


وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة" [سورة الحشر، الآية:9.


فكانوا يحبون من هاجر إليهم من المهاجرين مع أنهم من عدنان وهم من قحطان، وهؤلاء من مكة وهؤلاء من المدينة !! ولكن أحبوهم وقدّموهم على أهلهم لأنهم مؤمنون؛ فلأجل الإيمان يؤثرون هؤلاء على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. وسبب نزول هذه الآية أن صحابيا استضافه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يجد عند أهله إلا الماء، فقال رجل من الأنصار: أنا أكْرِم ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب به إلى بيته، وقال لامرأته: هل عندك شيء؟قالت: ما عندي إلا عشاء صبيتي، فقدمت العشاء لذلك الضيف ! وبات هو وصبيته جياعا تلك الليلة، فأنزل الله هذه الآية: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ .
وقد نُقل أن كثيرا من المهاجرين من الحجاز ومن العراق هاجروا إلى خراسان، فلما استوطنوا تلك البلاد -وكان أهلها من المجوس- وكانوا تجارا فيها فإذا أصبحوا جاء أحد يشتري من بعضهم وقد سبق له أن باع في هذا اليوم فإنه يدلّه على أخيه الذي لم يبع ويقول: اذهب إلى ذلك الأخ فإنه لم يبع شيئا اليوم، ولم يأته أحد من الزبائن، أما أنا فقد أتاني قبلك اثنان ، فيؤثرأخاه بالزبائن على نفسه.



وماذا كانت نتيجة هذاالإيثار؟

أن تأثر الناس من أبناء تلك البلاد من الفرس وغيرهم بذلك،فدعاهم ذلك إلى الإسلام، وقالوا: إن دينا حث أهله على أن يتخلقوا بهذه الأخلاق،ويتأدبوا بهذه الآداب ، فلا شك أنه دين قوي دفعهم إلى هذه الأخلاق والآداب الكريمة؛ فدفعهم ذلك إلى اعتناق الإسلام تاركين ديانتهم المجوسية أو النصرانية أو غيرها.

فإذا تأدب المسلمون بهذه الآداب التي منها أدب الإيثار، وأدب المحبة، وأدب المواساة ونحوها، أحب بعضهم بعضا ، وأحبهم الآخرون ودخلوا في الإسلام وتمكن في قلوب الذين دخلوا فيه حديثا لِما رأوا من آداب وأخلاق أهله ، وإذا ما تخلق المسلمون جميعا بهذه الأخلاق أصبحوا بذلك أمة لها قوتها ولها معنوياتها، ولها مكانتها في الأمم السابقة واللاحقة، وهذا ما يريده منا الإسلام.
أما إذا ظهر فينا التخاذل والتحزُّب الذي ذمه الله تعالى في قوله: ( كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)سورة الروم الآية:32. بأن يصير هؤلاء حزبا يندّدون بأضدادهم ويتتبّعون عثراتهم،ويدّعون أن الكمال في حقهم دون غيرهم، ويدْعون الناس إلى الانضمام إليهم ويحذرون من الانضمام للأحزاب الأخرى، فيتلمَّسون العورات للغير، ويسيئون الظن بإخوتهم، فإن ذلك من أسباب الضعف، ومن الفشل .


أسأل الله العظيم أن نتحلى بخلق " الإيثار " هذا الخلق الحميد السامي المؤثر أما الشح والبخل والأنانية ( الأثرة )والعياذ بالله فإنها سبب للتباغض والتباعد والقطيعة .

تحياتي

:16::16::16:
 
التعديل الأخير:
رد: الإيثار ؟؟؟

وهذا حالنا اخي الكريم "كريم ".. فعلا اشعر وكانه زمن الروييضة .. وكل جماعه او تنظيم تعتبر نفسها الحق .. وبانها ستمسك بزمام راية الاسلام .. وبالاخر الكل يضحي ويتعب ويسجن ويموت واواوا . الخ وانت تعرف ما انا اقصده جيدا.. شكرا لك علي طيب ما كتبت اناملك الطيبة الطاهرة ..أسأل الله العظيم أن نتحلى بهذا الخلق الحميد فالأنانية سبباً للتباغض والتباعد والقطيعة .
 
رد: الإيثار ؟؟؟

وهذا حالنا اخي الكريم "كريم ".. فعلا اشعر وكانه زمن الروييضة .. وكل جماعه او تنظيم تعتبر نفسها الحق .. وبانها ستمسك بزمام راية الاسلام .. وبالاخر الكل يضحي ويتعب ويسجن ويموت واواوا . الخ وانت تعرف ما انا اقصده جيدا.. شكرا لك علي طيب ما كتبت اناملك الطيبة الطاهرة ..أسأل الله العظيم أن نتحلى بهذا الخلق الحميد فالأنانية سبباً للتباغض والتباعد والقطيعة .

للأسف يا اخي العزيز " أبو شهد " فإن الأنانية وحب الذات من الأخلاق الذميمة التي علينا أن نبتعد عنها ولنا في رسول الله أسوة حسنة في تعلم دروس الإيثار والمحبة والتسامح ولكن كلٌ يدّعي حب ليلى ...
تحياتي
:16::16::16:
 
رد: الإيثار ؟؟؟

الايثار خلق حميد
ماخاب ولاخسر من تحلى به
اسأل الله ان يجزيك الجنة على طيب مانقلت لنا
جعله الله في ميزان اعمالك
 
رد: الإيثار ؟؟؟

الايثار خلق حميد
ماخاب ولاخسر من تحلى به
اسأل الله ان يجزيك الجنة على طيب مانقلت لنا
جعله الله في ميزان اعمالك
جزاكِ الله كل خير أختي " صمت الليالي " ونفعنا الله وإياكِ بأفضل ما نسمع أو نقرأ ...

4893_99816956618_92917281618_2453078_7885089_n.jpg


اللهم آمين:23:
تحياتي
:16::16::16:
 
رد: الإيثار ؟؟؟

بارك الله فيك أخي الفاضل على الموضوع
جعلنا الله ممن يُحبون فعل الخير للأخرين ..
 
رد: الإيثار ؟؟؟

اخى كريم
جزاك الله خيرا

ولاكن فى هذا العصرللاسف الناس تصيطر عليهم الانانية وحب الذات والمصلحة الشخصيةالامن رحم ربى
تحياتى لك وسلامى الحارالى ام العبد
اختك الفراشة
مع فائق تقديرى
 

عودة
أعلى