الدعاء سلاح

أم الحسن

Well-known member
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الدعاء سلاح لا يخيب ، وهو عبادة يؤجر صاحبها عليها سواء استجيب له أم لا ، وهو باب من أبواب الرحمة كما قال عليه السلام " من فُتح له باب من الدعاء فُتِحت له أبواب الرحمة " ( )
ومن عجز عن الدعاء فهو أعجز الناس ، ويتعرض بذلك لغضب الله وسخطه ، والله تعالى لا يخيب رجاء من رفع أكف الضراعة إليه ، فعن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن ربكم حيى كريم ليستحى من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً أو خائبين"( ).
وإذا أردت أن يكون دعاؤك أقرب للإجابة فالزم شروط الدعاء وهى الإخلاص ، وعدم الاستعجال ، والدعاء بالخير ، وإطابة المأكل والمشرب ، وحضور القلب ، والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وأراها شرطا من الشروط وليست أدبا ، وذلك لحديث عمر " الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شئ حتى تصلى على نبيك " ( )
وهذا الحديث وإن كان موقوفاً على عمر بن الخطاب إلا أنه له حكم المرفوع إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، كما قال القاضى أبو بكر بن العربى .
وليحرص الداعى على التحلى بآداب الدعاء ومنها : أن يستفتح بذكر الله وحمده والثناء عليه ، وأن يعزم فى المسألة ويكون على رجاء الإجابة ، وأن يدعو ويكرر الدعاء ثلاثاً ، وأن يدعو بالجوامع من الدعاء ، وأن يبدأ الداعى بنفسه ، وأن يكثر من الدعاء فى الرخاء ، وأن يستقبل القبلة ، ويحرص على التوبة والاستغفار والصدقة ، وأن يترصد ويتحرى أوقات الإجابة مثل الدعاء فى جوف الليل ، وفى السجود ، وبين الأذان والإقامة ، وعند النداء ، وعند نزول المطر ، وعند صياح الديكة ، وفى ساعة الإجابة يوم الجمعة ، وليلة القدر ، وعند السفر ، وعند المرض ، وليحذر الداعى من السجع فى الدعاء ، يقول ابن عباس فإنى عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون ذلك ، رواه البخارى ، وليحذر أيضا من الاعتداء فى الدعاء وذلك يكون برفع الصوت ، والتكلف فى الدعاء ، ولا يدعو بتعجيل العقوبة وتمنى الموت ، ولا يدعو على نفسه وأهله وماله .
ولكل ما ذكرت دليله الثابت ، لكن لم أشأ أن أُطَوِّل بذكر الأدلة ، فإذا حرص العبد على هذه الأمور كان الدعاء أقرب للإجابة إن شاء الله تعالى ، قال الله تعالى ( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) [ البقرة : 186 ] وقال تعالى ( وقال ربكم ادعونى أستجب لكم ) [ غافر : 60 ] .
3- الصيام :
للصوم فضل عظيم وثواب عميم وقد صح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من صام يوماً فى سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام " ( )
وثواب الصائم لا يعلم قدره إلا الله تعالى ، وفى الحديث عند البخارى وغيره " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به " .
أما بخصوص هذه الأيام فقد ورد عن السيدة عائشة أنها قالت " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما العشر قط " وهذا لا إشكال فيه لكن الرواية الثانية وهى صحيحة أيضاً فيها،" ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً فى العشر قط " ( )
وللعلماء فى هذه الرواية مسالك شتى ، فمنهم من رجح الروايات التى تثبت الصوم ،وذلك اتباعًا للقاعدة المعروفة : المثبت مقدم على النافى ، يعنى إذا اجتمع على أمر واحد مثبت ونافٍ للأمر قدمنا المثبت لأن معه زيادة علم ليست مع النافى ، وهذا الاتجاه ذهب إليه البيهقى فى سننه والمناوى فى كتاب فيض القدير بشرح الجامع الصغير .
أما باقى العلماء فقد ذهبوا إلى التأويل ، فقال بعضهم : يجوز أن يكون تخلفه عن صيام العشر مع ماله من الفضيلة لانشغاله بما هو أعظم منزلة من الصوم . وهذا كلام الطحاوى ، أما النووى فيذكر أنه صلى الله عليه وسلم لم يصم العشر لعارض مرض أو غيرها ، أو أنها لم تره صائماً فيها ، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه فى نفس الأمر .
وللحافظ ابن حجر توجيه طيب حيث ذهب إلى أن عدم الصيام لاحتمال أن يكون تركه خشية أن يفرض على أمته ، وهذا له أمثلة كثيرة فى الشرع .
والذى يظهر لنا من كلام هؤلاء العلماء أن حديث السيدة عائشة لا يؤخذ على ظاهره، وقد ثبت من حديث هنيدة بن خالد عن زوجته عن إحدى زوجات النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم تسع ذى الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر ( ) .
وقد صام هذه الأيام من السلف عبد الله بن عمر ، والحسن البصرى ، وابن سيرين ، وقتادة وغيرهم ، وذكر الإمام النووى أن صوم هذه الأيام يستحب استحباباً شديداً .
فصم يا أخى فى الله وانظر كيف حرص سلفنا الصالح على الصوم ، فقد سئل معروف الكرخى : كيف تصوم ؟ فغالط السائل وقال : صوم نبيينا صلى الله عليه وسلم كان كذا وكذا ، وصوم داود كان كذا وكذا ، فألح عليه فقال : أصبح دهرى صائماً ، فمن دعاني أكلت، ولم أقل إنى صائم . ( )
4- قيام الليل :
ومن أبواب الخير العظيمة باب قيام الليل ، أفضل الصلاة بعد الفريضة كما ورد فى الحديث ( ) ، فقيام الليل أشد ثباتاً فى القلب من صلاة النهار قال تعالى ( إن ناشئة الليل هى أشد وطئاً وأقوم قيلا ) [ المزمل : 6 ]
وعلى المؤمن أن يحرص على اغتنام هذه اللحظات الغالية ، اتباعاً لوصية نبينا صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكون الرب من العبد فى جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله فى تلك الساعة فكن " ( )
فهذا الوقت الطيب ، وقت النزول الإلهي ، حرىُّ ألا نضيعه ، وأن نصيب منه بقدر ما نستطيع حتى ولو كان الوقت يسيراً " فواق حلب ناقة " كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قيام الليل ( )، ومعنى فواق حلب ناقة أى قدر ما بين رفع اليدين عن الضرع وقت الحلب وضمها ، وهو وقت يسير إلا أنه مبارك ، ومن زاد زاد الله له فى الأجر ، ومن أكثر فالله أكبر وانظر إلى وصف ذى النون المصرى لأهل الليل حيث يقول " إن لله عباداً أسكنهم دار السلام ، فأخمصوا البطن عن مطاعم الحرام ، وأغمضوا الجفون عن مناظر الآثام وقيدوا الجوارح عن فضول الكلام ، وطووا الفرش وقاموا فى جوف الظلام ، وطلبوا الحور الحسان من الحى الذي لا ينام ، فلم يزالوا فى نهارهم صياماً ، وفى ليلهم قياما حتى أتاهم ملك الموت .......... قد هدّ أجسامهم الوعيد ، وغير ألوانهم السهر الشديد ، لا تفتر لهم جارحة فى الخلوات ، ولا تستريح لهم قدم تحت سطور الظلمات ، فهى أنفس عملت ليوم القدوم ، وذلك بتوفيق الحى القيوم " ( ).
فاغتنم أخى المسلم هذه الأوقات ، وأعد نفسك لقيام الليل واترك السمر بعد العشاء اتباعاً لوصية نبيك عليه السلام " لا سمر بعد الصلاة - يعنى العشاء - إلا لمصل أو مسافر " ( ) ، ولا مانع من السمر فى النافع المفيد ، واستعن على قيام الليل بقيلولة النهار ولو كانت يسيرة ، ونم على طهارة ونية فإذا وفقك الله للقيام فأيقظ أهلك للصلاة ، فقد قال عليه السلام : " من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعها كتبا ليلتئذ من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات " ( ).
وقد كان الصحابى الجليل أبو هريرة رضى الله عنه يقوم ثلث الليل ، وتقوم امرأته ثلث الليل ، ويقوم ابنه ثلث الليل ، إذا نام هذا قام هذا . ( )
تيقظ لساعات من الليل يا فتى
لعلك تحظى فى الجنان بحورها
فتنعم فى دار يدوم نعيمها
محمد فيها والخليل يزورها
فقم فتيقظ ساعة بعد ساعة
عساك توفى ما بقى من مهورها
5-الاعتكاف :
و من أبواب الخير المهجورة في هذه الأيام الفاضلة الاعتكاف . وهو اللبث في المسجد بنية ،وهو سنة عند جمهور الفقهاء ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالي ثم اعتكف أزواجه من بعده . والحديث عند البخاري .
ويرى جمهور الفقهاء أنه لا حدَّ،لأقله ، وأقله عند الأحناف ساعة من ليل أو نهار ، وهو كلام الحنابلة أيضا ، وعند الشافعية بحيث يكون زمنه فوق زمن الطمأنينة في الركوع ونحوه .
وقد روى عبد الرزاق عن الصحابي يعلي ابن أمية أنه قال ((إني لأمكث في المسجد الساعة و ما أمكث إلا لأعتكف)) وعلي هذا فمن تيسر له الجلوس في المسجد فليحرص علي ذلك بقدر ما يستطيع .
ولا يشترط الصوم لصحة الاعتكاف علي الصحيح من قول العلماء ، وقد اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأول من شوال ( ) ، وهذا يتناول الاعتكاف يوم العيد ومعلوم أن صومه حرام .
وللاعتكاف فوائد كثيرة ،فهو يبعد النفس عن شغل الدنيا ، وفيه يستغرق العبد وقته في الصلاة أو انتظار الصلاة ،وفية التشبه بالملائكة والتعرض لصلاتهم علي المرء الذي يجلس فى مصلاَّه ينتظر الصلاة .والجالس في المسجد في ضمان الله كما قال عليه السلام " ومن خرج إلي المسجد فهو ضامن على الله " ( ) يعني إن عاش كفي وإن مات دخل الجنة ، وفي الحديث الصحيح " من غدا إلي المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته " ( ).
6- التوبة :
والتوبة مطلوبة في كل وقت ، والذي لا يتوب سماه الله ظالماً ، قال تعالي ((ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )) [ الحجرات 11 ]
ومن تاب من ذنبه واستغفر غفر الله له ، وفي الحديث الصحيح ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له) ( ) ، ونحن نحتاج التوبة في كل وقت حتى بعد عمل الصالحات .فبعد الصلاة نستغفر الله ثلاثا،وأهل الإحسان كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ,فإذا قرب وقت السحر جلسوا للاستغفار ((وبالأسحار هم يستغفرون )) [ الذاريات 18 ] والنبيصلى الله عليه وسلم كان يستغفر في المجلس الواحد مائه مرة كما في الحديث الصحيح فأولي بنا أن نكثر من التوبة والاستغفار عسي أن يتوب الله علينا ويجعلنا من المغفور لهم .
7- الاجتهاد في الطاعة عموما:
وأبواب الخير كثيرة ،ومنها الصدقة ،وصلة الرحم ،وصلاة النوافل ،وتلاوة القرآن ، والمحافظة علي الصلاة في وقتها ،والحرص علي الجماعة ،والصف الأول ، وإحياء البيوت وإنارتها بصلاة النوافل ، وإفشاء السلام ،وإطعام الطعام ،وبر الوالدين ، وقضاء حاجات المسلمين ،والإصلاح بين الناس ،وغض البصر ،وكف الأذى،وحفظ اللسان، وغير ذالك من أبواب الخير الكثيرة ،والناس يتفاوتون في الأجر والثواب ، فاجتهد أن تسابق في الطاعة وأن تنافس في الخير واعلم أنك إن عملت ما عملت فإنك ستتظل في تقصير يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم( لو أن رجلاً يُجر علي وجهه من يوم ولد إلي يوم يموت هرماً في مرضاة الله لحقر يوم القيامة ) ( ).
فبادر بالطاعة ،وسارع إلي مغفرة الله ورضوانه فإن العمل يولي ،والأنفاس معدودة .
مضى أمسك الماضي عليك معدلا *** وأعقبه يوم عليك جديد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة *** فبادر بإحسان وأنت حميد.
ولا تبق فعل الصالحات إلي غد *** لعل غدا يأتي وأنت فقيد.
8- ولا تنس الأضحية :
فإن كنت ممن وسع الله في رزقه فاحرص علي الأضحية .فقد ورد ذلك في الكتاب والسنة، قال تعالي ((فصلي لربك وانحر )) (الكوثر2) المعني صلي العيد وانحر البدن ، وقد ثبت في صحيح مسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده و سما وكبر )) وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ((من وجد سعة ولم يضح فلا يقرب مصلانا ( ).
والأضحية شكر لنعمة الله تعالي ، وإحياء لسنة خليله إبراهيم . وفيها تذكر معاني الصبر ، وتقديم محبة الله نعالي علي شهوة النفس ، وفيها توسعة علي الأهل والجار والفقير .
ويستحب لمن أراد الأضحية ودخلت العشر ألا يأخذ من شعره ولا من بشره شيئا ، وقد ورد هذا في حديث صحيح عن أم سلمة رواه الإمام مسلم في صحيحه .
والأضحية من الأنعام ويشترط في البقر أن يكون عمرها سنتين ويشترط للضأن عند الجمهور أن يبلغ سنة قمرية ، ويشترط أيضاً سلامتها من العيوب الفاحشة .
ولا تبدأ الأضحية إلا بعد الصلاة وينتهي وقتها بانتهاء أيام التشريق الثلاثة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ((كل أيام التشريق ذبح ))( )
ويستحب أن تكون الأضحية سمينة فإن ذلك من تعظيم شعائر الله وقد قال تعالي((ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) [الحج 32 ] وإن استطاع الإنسان أن يذبح بنفسه فهو خير كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وله أن يأكل منها ويطعم أهله ويدخر لنفسه ،والله نسأل أن يتقبل منا ومنكم .
9- الاهتمام بيوم عرفة :
ويوم عرفة من الأيام المباركة ، وقد رأينا أن الله أقسم به في كتابه الكريم ، وهو موسم عتق من النار ، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء " ( ) ، فلنتعرض لرحمة الله في هذا اليوم ولنحرص علي اعتكاف نهاره وصيامه ، فقد روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (صيام يوم عرفة ،أحتسب علي الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده )
قالوا: و تكفير ذنوب السنة المستقبلة أن يحفظه الله من الذنوب فيها : وقيل أن يعطيه الله من الرحمة والثواب قدراً يكون ككفارة السنة الماضية والسنة المقبلة إذا جاءت وكان له فيها ذنوب ) والمقصود بالذنوب التي تكفر الصغائر وإن لم تكن الصغائر يرجى أن تخفف من الكبائر و إلا رفعت العبد درجات عند الله .
وليحرص العبد أن يحفظ جوارحه في هذا اليوم عن الحرام ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " يوم عرفة هذا ، يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له "( )
وخير الدعاء دعاء يوم عرفة كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمامه: "وخير ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو علي كل شي قدير "( ).
يقول الإمام النووي : (فهذا اليوم أفضل أيام السنة للدعاء وهو معظم الحج ومقصوده فينبغي أن يستفرغ الإنسان وسعه في الذكر والدعاء وقراءة القرآن ، وأن يدعو بأنواع الأدعية ويأتي بأنوع الأذكار ، ويدعو لنفسه ويذكر في كل مكان ، ويدعو منفردا ، ومع جماعة ، ويدعو لنفسه ووالديه وأقاربه ومشايخه وأصحابه وأصدقائه وأحبابه وسائر من أحسن إليه وجميع المسلمين ،وليحذر كل الحذر من التقصير في ذلك كله ، فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه بخلاف غيره ) ( )
10- ولا تنس أيام التشريق :
أيام التشريق أيام شريفة ،وذلك لمجاورتها العشر ،ولأنها محل وقوع عبادات من عبادات الحج ،وليست الأيام بأيام أكل وشرب فقط وإنما هى أيام ذكر أيضاً ،وذلك لما رواه مسلم في صحيحه عن فيشة الهذلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أيام منى أيام أكل وشرب وذكر لله ". رواه مسلم
والذكر يكون بالتكبير عقب الصلوات ، وبالذكر عند الذبح ، وعند الأكل ، وبالجملة فالذكر فيها مستحب ،إذ هي الأيام المعدودات الواردة في قوله تعالي ((واذكروا الله في أيام معدودات )) [البقرة:203 ] ( ).
وهذا الأمر للحجاج بأن يذكروا الله عند رمي الجمار في هذه الأيام والأمر للمسلمين عامة بالذكر في هذه الأيام فلا يقطعوا باب الخير ،وليصلوا الطاعة بالطاعة فإن ذلك علامة القبول ،فإن من ثواب الحسنه الحسنة بعدها ، فأحب الأعمال إلي الله الحال المرتحل ، الذي كلما حل ووصل قام مره أخرى وارتحل (فإذا فرغت فانصب ) [الشرح : 7 ] أي فاتعب وجد وعند الصباح يحمد القوم سيرهم فى الليل .
فاللهم تقبل منا واجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 
موضوع قيم وذو فوائد عظيمة
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
 
جعلها الله في موازين حسناتك
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
 
يبدأ الداعى بنفسه ، وأن يكثر من الدعاء فى الرخاء ، وأن يستقبل القبلة ، ويحرص على التوبة والاستغفار والصدقة ، وأن يترصد ويتحرى أوقات الإجابة مثل الدعاء فى جوف الليل ، وفى السجود ، وبين الأذان والإقامة ، وعند النداء ، وعند نزول المطر ، وعند صياح الديكة ، وفى ساعة الإجابة يوم الجمعة ، وليلة القدر ، وعند السفر ، وعند المرض ، وليحذر الداعى من السجع فى الدعاء

جزاك الله خير ام الحسن وربنا يبارك فيك:16:
 
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
يعطيكم ألف صحه وعافيه ويسملوووووووووووووا
 

عودة
أعلى