الذكي هو القادر على ابتكار فكرة

صمت الغروب

إختصاصية إجتماعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه اقصة نقلتها لكم من كتاب "كيف أكون أكثر ذكاءً" للدكتورة ايمان بقاعي.

سأخبركم قصة بعنوان (يوم وزعت الأوسمة)، وهي قصة طريفة.

تقول القصة:
كان صيفا طويلا... أو هكذا اعتقدنا، نحن أبناء الجيران وأبناء الحي الواحد، أنه سيكون...
فما إن أغلقت المدارس أبوابها حتى بدأ مرض يعرفه جميع الأطفال يتفشى بيننا وهو: الضجر.
نلعب بالدراجات في الحي؟ حسنا... لقد لعبنا...
نتذكر ما حدث معنا من حوادث طريفة أثناء الامتحانات؟
حسنا.. لقد تذكرنا..
نذهب مرة إلى المسبح؟... ذهبنا... وبعد؟
كنا بحاجة إلى فكرة تملأ وقتنا، كل وقتنا..
عقدنا اجتماعا طارئا نحن الخمسة:
رباب ووليد وسامر وسارة وأنا ناديا...
إلى أن جاءت الفكرة عن طريق الصدفة، عندما نهض وليد من مكانه غاضبا وانطلق يعدو باتجاه أحد أولاد الحي، يدعى نادر، وهو يناديه بأعلى صوته: قف... قف...
لكن نادر سارع باتجاه الحي المقابل وقد ترك كيس القمامة الذي يحمله قرب جدار إحدى البنايات والسائل ينقط منه...
يع... يع...
قلنا كلنا وسدت سارة أنفها مستنكرة: معقول؟!
قالت رباب: يجب أن نشكُوَه للبلدية ليكون عبرة لغيره...
قال سامر: نحن البلدية.
والتفتنا جميعا إليه، وضحكتُ:
نحن البلدية؟!
قال: نعم.. والدليل أن وليد سارع ليقوم بما تقوم به البلدية، إذ أمسك المخالف، قلتُ:
لكن المخالف هرب..
قالت رباب: هرب لكنه سيعود، فلن ينام خارج الحي..
فكرتُ بالموضوع:
إذن؟
قال سامر: تعالوا نحسِّن حيَّنا ونبدأ أولا بمراقبة كل من يرمي النفايات كيفما اتفق..
كان وليد غاضبا لأنه لم يستطع أن يمسك بنادر، لكن فكرة المراقبة هذه راقت له، فقال:
أنا أراقب كل من يرمي النفايات عشوائيا... هل يريدون في الحي فئرانا وجراذين وحشرات؟
هل يريدون هررة وكلابا شاردة؟؟
قلتُ: عدا عن هذا، من ينظف ما يقع على الأرصفة والطرقات، هذا الكيس مثلا من يزيله من هنا ويزيل ما سال منه؟
قال سامر: نادر سيفعل.. سأقف عند مدخل الحي وأمسكه وأجبره...
واكتملت فكرتنا... وبدأنا بتنفيذها...
ظل سامر وال الساعات ينتظر نادر وعندما أمسكه أجبره على أن يأخذ كيس القمامة إلى أقرب مكان لرمي النفايات ثم أن يحضر من بيته دلو ماء وينظف الرصيف حيث كان كيسه موضوعا، وقد رأيناه من بعيد وهو يرفع سبابته مهددا إياه، ورأينا نادر يهز رأسه موافقا على كل كلمة يقولها سامر.
أما مهمة مراقبة كل من يرمي النفايات فقد فكر وليد بأن نضع لافتات صغيرة مؤرة بإطار خشبي، يكتب عليها: حافظوا على نظافة الحي. وقد تبرعت جدته بإطارين قديمين كانا عندها، وتبرعت أمي بإطار صورة هر استبدلناها بالعبارة ذاتها، وأحضرت سارة إطارا كانت تضع فيه صورة لعبة وقدمته في سبيل إنجاح مشروعنا.
وهكذا عُلِّقتْ اللوحات في الحي جميلة أنيقة ومكتوبة بخط رباب الفني.
وكانت فكرة رباب المكملة رائعة وقد طلبت من سامر أن يجمع من كل واحد من أهل الحي ثمن علبة واحدة، وانطلقنا وراءها نحو أقرب بائع أدوات منزلية، حيث اشترت سلالا للنفايات وزعنانها على الأرصفة حتى لا يبقى مجال لأي شخص لرمي ورقة في الشارع...
فكرة ممتازة اعترفنا لها بها.
لكن هذا لم يكف بالطبع... وراح الجميع يفكر ماذا بعد تأمين النظافة؟
"الساحة الصغيرة".. قالت سارة، ولأول مرة أحس أن في رأس هذه الفتاة الصغيرة عقلا يفكر...
صحيح أن الساحة الصغيرة في الحي مثلثة الشكل وفيها تراب قلما نراه نظيفا لكن أحدا لم يفكر أن يحسنها...
وتتالت الأفكار الايجابية...
وبدأ التنفيذ:
شجيراتٌ صغيرة من هنا، ونباتات خضراء صيف شتاء من هناك...
وبذور ورود ملونة من هنالك... وعمل شاركنا فيه طوال يومين وشارَكنا فيه أهل الحي بإطلالات من رؤوسهم، وعبارات استحسان، كذلك بقولٍ ردده الجميع: يعيكم العافية...
بعد ذلك اصطففنا صفا واحدا نسير في الحي ونفكر وأعيُنُنا على الأبنية والشرفات...
توقف وليد فجأة وهو يشير بسبباته إلى كتابات على الجدران كتبت باستعمال (سبراي)، وقال: أترون هذا المنظر البشع؟.. إنه يدل على قلة ذوق كاتبه الذي لوث جدران الأبنية وكتب"لا ترموا القمامة على الرصيف" وقد لوث بعمله هذا الحي وساهم في تدمير طبقة الأوزون...
ضحكت سارة: أنتَ تمزح...
أجابت رباب: بل يقول الحقيقة.. فقد قرأتُ في كتاب وثائقي أن هذا الرذاذ يحتوي على مواد كيميائية تساهم في تدمير طبقة الأوزون.. أليس كذلك يا وليد؟
أجاب وليد: وأنا أبني أقوالي على ما قرأت لا على ما أعتقد.. على كل حال سنبلغ البلدية لإزالة كل الكتابات التي تشوه جدران الأبنية وتشوه منظر حينا..
وفي إطار تحسين الحي انتبهنا إلى أن هناك بعض الأرصفة قد تكسرت بعض أحجارها يمكن أن توقع المار عليها إذا لم ينتبه، كما انتبهنا إلى أن سور حديقة "أبو وديع"قد تخلخلت بعضضض قضبانه الحديدية وقد يقع بعضها على رأس طفل يلعب أو يتمسك بها..
أما سيارة صاحب الفرن سليم القديمة المتوقفة في الحي منذ شهور التي صارت ملجأ للفئران والهررة، فقلتُ: يجب أن تُزال على الفور..
وتلك الحفرة في وسط الطريق التي وقع فيها أكثر من عجوز، وامتلأت ماءً أيام الشتاء، فيجب أن يدرس موضوعها، عدا عن تشكيلنا لجنة تتابع أمور انبعاث الأصوات العالية في الحي، من أصوات إذاعية أو تلفزيونية، فالضجيج كما اتفقنا واتفق العالم من قبلنا هو نوع من التلوث...
مضى شهران تحول الحي فيهما إلى حي مثالي، وذلك ليس باعترافنا نحن وبقية الأولاد الذين انضموا إلينا بل باعتراف.... نعم.... باعتراف البلدية التي أرسلت مندوبا عنها بعد إبلاغنا عن موعد قدومه لاستقباله.
وكانت المفاجأة أن شكر أولاد الحي باسم البلدية ووزع علينا أوسمة.
والحقيقة تُقال، كانت المرة الأولى التي يتسلم فيها كل واحد منا وساما في حياته.
وبعد أن قرأتم القصة هل نلتم وساما لفكرة مفيدة قدمتموها يوما؟
إن نلتم فمبارك عليكم أنتم أذكياء، وإن لم تنالوا، فالوقتُ أمامكم ... فكروا... فلا ينقصكم الذكاء.

صمت الغروب
 
وبعد أن قرأتم القصة هل نلتم وساما لفكرة مفيدة قدمتموها يوما؟
إن نلتم فمبارك عليكم أنتم أذكياء، وإن لم تنالوا، فالوقتُ أمامكم ... فكروا... فلا ينقصكم الذكاء


نعم اختى جيد جدا ما قلت وعبرة نعم يجب ان نكون كذالك كلنا ولا ننتظر من احد ان يبادر فبادر بنفسك اولا وشكرا لكى للموضوع الرائع والجمييييييييييل والمعبر تقبل مرور اخاك م شيواو
 
بارك الله فيك قصة معبرة

تحياتي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك .
لك مني أجمل تحية .
 
م.شيوار
ندى الأيام
الدانة
kacemser

بارك الله فيكم إخواني الكرام
جزاكم الله خيرا

هذا الكتاب ضمن سلسلة للأطفال
 

عودة
أعلى