الفعل وردة الفعل في حياتنا, إسراء البدر


AS103_11880_1.jpg



حقا هو مبدأ فيزيائي تعتمد عليه الأشياء في الحركة فإن كان هناك فعل فلابد من وجود ردة الفعل، ولكن السؤال كيف يمكن أن تكون ردة الفعل للإنسان، هل ستكون قوية أو ردة فعل القصد منها إرجاع الحال إلى ما كان عليه أوأن ردة الفعل ستكون أقوى بكثير من الفعل نفسه.

هذا المبدأ الحركي والفيزيائي ينطبق على حياتنا ويشكل 90 % من تصرفاتنا وانعكاس ذلك على حياتنا بكل مستوياته وعلى كل المحيط بنا من أفراد عائلتنا وأبنائنا والعاملين في مجالنا الوظيفي والعملي.

والسؤال لو واجهتنا مشكلة (فعل) في حياتنا سواء في المنزل أو الشارع أو الوظيفة أو مكان الدراسة كيف يمكن أن تكون رد الفعل من قبلنا لكي لا تؤثر على حياتنا وعلى صحتنا لأن أكثر الأمراض والإصابات بالسكتات الدماغية والتجلط السبب فيه ردة الفعل وثورة الإنسان الداخلية التي تنعكس في أحيان كثيرة إلى ثورة طاقية لابد أن تنفجر على شكل ردة فعل فتسبب طلاقا إذا كان الفعل في البيت أو استقالة إذا كان الفعل في العمل أو قتلا إذا كان الفعل مع شخص أو شريك عمل، فالأفضل في كل تصرفاتنا وردود أفعالنا ألا تأخذ شكلا حادا وقويا يقضي على حياة الإنسان العائلية أو الوظيفية.

العالم وفقا لدارسات كثيرة فيما يتعلق بالنفس وانضباط النفس والسيطرة على رد الفعل بعد الفعل توصل إلى قانون 10 مقابل 90 % لكن السؤال ما هذا القانون وما هو فحواه وهل يمكن أن نجد له دليلا في القران الكريم ؟؟

قبل تفسير ذلك لابد من توضيح للفعل وكيف يمكن أن يؤثر في النفس ونأتي بعد ذلك إلى عمل ردة الفعل. كل حدث أو عمل محزن يؤثر في النفس بشكل سلبي يأتي وقعه على أربع مراحل ويجب علينا أن نجعل تأثير هذا العمل أو الحدث المحزن في نفوسنا لا ينطلق إلى المرحلة الثانية في نفوسنا.

فالحدث يأخذ:

1- مرحلة التقديم.

2- مرحلة النمو.

3- النضوج.

4- التشبع.

1- مرحلة التقديم هي حصول الفعل المؤلم أو سماعك لخبر حزين أو قيام مديرك أو رئيسك في العمل بتوبيخك على فعل ما ، فالفعل حصل هل يجب أن استمر في التفكير فيما حصل لي، فإذا استمررت في ذلك فقد بدأ الحدث ينمو في عقلي وتفكيري ويملأ ربعا من مساحة ذلك في نفسي.

2- مرحلة النمو: هي استمراري بالتفكير فيما حدث وبدأ الغليان النفسي بالنمو إلى درجة بدأت أشعر بالألم والتفكير في ردة الفعل.

3- مرحلة النضوج: حيث نضج القرار بداخلي وملأ 90 % من حيز تفكيري في رأسي فينعكس ذلك على تصرفي وأصل إلى درجة العصبية والفورة والثورة في النفس وهنا ستأتي قراراتي وتصرفاتي خاطئة 100% لأنني بنيت تصرفاتي وردة فعلي على أساس الغضب ومحاولة إظهار فعل يعكس الثورة التي بداخلي.

4- مرحلة التشبع: هذه هي المرحلة الأخطر من حدوث الفعل حيث هنا يأتي تطبيق ردة الفعل للفعل أي إما سيكون طلاقا إذا كان الخلاف في العائلة أو انتحارا إذا كان الخلاف بين الإنسان ونفسه أو حصول ضغوط كبيرة عليه مع قلة الإيمان تدفعه إلى اتخاذ مثل هكذا قرار، أو الاستقالة من العمل إذا كان الحدث في العمل ومحيطه لأن الإنسان هنا ترك نفسه تصل إلى مرحلة التشبع من الحدث فأصبح يفكر في تفجير الثورة الداخلية بتصرف حركي وهو ما ذكرته عن الطلاق أو الانتحار أو الاستقالة من العمل.

إذن ما الذي يجب أن أفعله أنا كإنسان لو تعرضت لأي عمل أو حادث أو موقف محزن أو فقدان شخص عزيز أو أصابني أي ألم من جراء أي حادث من حوادث الحياة المؤلمة والمحزنة؟

هنا يأتي تطبيق قانون 10- مقابل 90% أي الفعل يجب أن أواجهه برد فعل قوي والقوة هنا لا أعني بها الثورة على المقابل بل أقصد بها التحكم بدرجة الغضب والانفعال إلى درجة كبت هذا الانفعال والغضب لأسيطر عليهما، وهذا ما اكتشفه العالم ستيفن كوفي لكن أصل ذلك موجود في قرآننا الكريم بقوله تعالى في الآية 34 من سورة فصلت (( لا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها ألا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ، وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )).

فالأفضل ألا يتأثر الإنسان بالحدث والفعل إلى درجة أن يسيطر ذلك على أفعاله فيكون رد الفعل تصرفا يندم عليه الشخص فيما بعد نتيجة لتصرف انفعالي، لذا يجب على الإنسان ألا يكون مثل الإسفنج يمتص الكلام ويملأ نفسه ورأسه بما حدث وإنما يكون عند تعرضه للحدث أو الألم كالزجاج الأملس الذي أن حصل وأن تتدفق الماء عليه يسير دون أن يبقى من أثره شيء على الزجاج .

فعلى الإنسان أن يبقى دائما يفكر ويسير إلى الأمام دون النظر إلى الخلف لأن سنة الحياة دائما هي إلى الأمام وليس العودة إلى الوراء أو إلى الخلف فالرياح تسير إلى الأمام والطفل يحبو ثم يسير إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام ، لذا يجب أن نكون مع سنة الله في كونه وخاصة نحن أفضل الخليقة والسنة الإلهية في هذا الكون إلى الأمام فلا نخالف سنة الله فينا ونبقى في مكاننا أو ننظر إلى الخلف.
 
رد: الفعل وردة الفعل في حياتنا, إسراء البدر

السـلام عليـكم ورحمـة الله وبـركاتـه

" والكاظميـن الغيظ والعافيـن عن الناس والله يحب المحسنيـن"
هكذا علمنا القرآن
وهي ثلاثة مراتب تحمل الخير كله
وأقلها كظم الغيظ وأبلغها الإحسان
فمن ترعرع عليها تمكن من التحكم في ردة الفعل دون ضرر
بارك الله فيك تاتي على الطرح الطيب
تقبلي ودي

بحر الأمل
 
رد: الفعل وردة الفعل في حياتنا, إسراء البدر

السـلام عليـكم ورحمـة الله وبـركاتـه


" والكاظميـن الغيظ والعافيـن عن الناس والله يحب المحسنيـن"
هكذا علمنا القرآن
وهي ثلاثة مراتب تحمل الخير كله
وأقلها كظم الغيظ وأبلغها الإحسان
فمن ترعرع عليها تمكن من التحكم في ردة الفعل دون ضرر
بارك الله فيك تاتي على الطرح الطيب
تقبلي ودي


بحر الأمل

شكراً لكِ بحر الامل
 

عودة
أعلى