الجليس الصاااااااالح

بنت التحدي

التميز
بسم الله الرحمن الرحيم

الجليس الصالح
الإنسان في هذه الحياة لا يستطيع أن يعيش وحيدا ًبمفرده، بل لا بد له من الإلتقاء بهذا والجلوس إلى ذاك، والمعاملة لذلك، وكُلما أحسن الإنسان اختيارَه الذين يجلس إليهم، ويتأثر بهم، ويتعامل معهم، كان ذلك عونا على استقامته في حياته، وبلوغه كريم غاياته، ولقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المؤمن مرآة أخيه، وأن الإنسان يُوزَن بميزان من يصادقه ويرافقه، وقال لذلك: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"، أي أن الإنسان يتأثر –بوعي أو بغير وعي– بمخالطة رفيقه وصديقه، ولذلك ينبغي له أن يُحْسن النظر فيمن يختاره للصداقة والخُلة، فالمراد بالنظر هنا التدقيق في إختيار الأصدقاء والرفقاء والجلساء؛ لأن الإنسان يُوزن بميزان مَن ْيُخالطه قال أحد الصالحين إذا كنت في قوم فصاحب خِيارَهم ولا تصحب الأردا فترْدى مع الرَّديِ عن المرء لا تسل، وسل عن قرينه فكل قرين بالمُقارن يَقتدِي ومن مأثور كلام الحُكماء قول بعضهم: لاتصحب إلا أحد رجلين: رجل تتعلم مِنه شيئا ًفي أمر دينك فينفعك، أو رجل تعَلِّمه شيئا في أمر دينه فيقبل منك، والثالث فاهرب منه. وهذا القول المأثور يُلفِتنا إلى جُمْلِة الواجبات التي تلزم الإنسان حين يتطلع إلى مُجالسة الناس؛ فالواجب الأول أن يبحث عن جليس عالم بالدين، مُرْشد إلى طريق الحق؛ لينال من علمه وهَدْيه ما ينتفع به في الدين وإذا كان الإنسان مُتعلما متفقها، فالواجب عليه أن يُؤدي زكاة عِلمِه وفقهه، فإذا جلس إلى من هم أقل منه علما ًأو فِقها ً، كان عليه أن يُعلمهم مما علمه الله، وأن يُفقههم في الدين كما يسَّرَالله له من قبل فقهه وأرشده، وإذا لم يجد الإنسان من يتعلم منه، وأن يُعِلمه ويقبل عِلمه؛ فالوحدة خيرٌمن جَليس السُّوء. ولهذا فإنه ينبغي للإنسان أن يُفضِّل في المجالسة والمصاحبة مَنْ تكون له خمس خِصال، هي أن يكون عاقلا ، حَسَن الخُلُق، غير فاسق، ولا مبتدع، ولاحريص على الدُّنيا، فهذا عَلقمة العطاردي يُوصي ابنه فيقول له: "يا بني، إذا عرضت لك إلى صُّحْبَة الِّرِّجال حاجة، فاصحب من إذا خدمته صانك، وإذا صحبته زانك، وإن قعَدَت بك مئونة ٌمانك، إصحب من إذا مددت يدك بخير مدَّها، وإن رأى منك حسَنة ًعدَّها، وإن رأى سيئَة سَدَّها، اصحب من إذا سألته أعطاك، وإن سكتَّ ابتدأك، وإن نزلت بك نازلة واساك؛ واصْحَب من إذا قُلت صدَّق قوْلك، وإذا حاولتما أمْرا ً أمَّرك، وإن تنازعتما آثرك" وهكذا نرى أن علقمة لم يدع صفة من صفات الخير، ولا خلقا ً من مكارم الأخلاق، إلا وضعه في ذلك الصاحب المثالي، ولذلك يُرْوَي أن المأمون حينما سمع هذه الوصية قال: "فأين هذا؟ فقيل له: أتدري لم أوصاه بذلك؟ قال: لا، فقيل: لأنه أراد ان لا يُصاحِب أحدا، وإذا كان من واجب العاقل أن يحذر مُخالطة أهل السوء، فإن من واجبه كذلك أن يحرص على مُخالطة أهل الخير، وهذا الفاروق عمر -رضوان الله عليه- يقول: "لولا أن أسير في سبيل الله، أو أضع جبهتي في التراب لله، أو أن أجالس قوْما يلتقطون طيِّب القول، كما يلتقط طيب الثمر، لأحببت أن أكون قد لحقت بالله". وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا المعنى -في الحديث النبوي-: "مثل الجليس الصالح مثل الداري، إن لم يحذك عطره، علقك من ريحه". والداري –بتشديد الياء– هو بائع الطّيب، والمعنى أن هذا الجليس الصالح إمّا أن يُعطيك من عطره، وإمّا أن تشم منه رائحة طيبة. اللهم جمِّلنا بأدب دينك، وهدى رسولك، واجعلنا من الصالحين.
 
رد: الجليس الصاااااااالح

خيركم من خالط الناس وصبر على أذاهم.
بااااااااارك الله فيك وجزيتي الجنان!
 
رد: الجليس الصاااااااالح

ذلك الجليس صلح حالنا من حاله
فعلاً
"بنت التحدي"
بوركتِ طرح طيب المسعى والتذكير

دمتِ بسلام
 
رد: الجليس الصاااااااالح

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما ان تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم”. (رواه البخاري ومسلم)

الجليس الصالح هو من يرتاح به النفس

بارك الله فيكي اختي
 
رد: الجليس الصاااااااالح

جزاك الله عنا خيرا
 
رد: الجليس الصاااااااالح

خيركم من خالط الناس وصبر على أذاهم.
بااااااااارك الله فيك وجزيتي الجنان!
وبارك الرحمن فيك
تقديري
 
رد: الجليس الصاااااااالح

ذلك الجليس صلح حالنا من حاله
فعلاً
"بنت التحدي"
بوركتِ طرح طيب المسعى والتذكير

دمتِ بسلام
وبارك الرحمن فيك
تقديري
 
رد: الجليس الصاااااااالح

صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام وصدق الفاروق وصدق سلفنا الصالح
نسأل الله أن يرزقنا الصحبة الصالحة التي تذكرنا إذا نسينا وتعيننا إذا ذكرنا
بارك الله فيك عزيزتي بنت التحدي
 
رد: الجليس الصاااااااالح

جزاك الله خيرا
أحب التنبيه هنا ان الحديث
"المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"
أن أسانيده غير صحيحه
هذا بعد البحث عنه في موقع الدرر السنية
و الله أعلم
 
التعديل الأخير:

عودة
أعلى