لله درك يا ابا بكر

رحمه ربي

التميز

كلام في فضل ابو بكر الصديق:

فضيله العلامه محمد بن صالح العثيمين : الحمد لله الذي بعث نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - في خير القرون ، واختار له من الأصحاب أكمل الناس عقولاً وأقومهم دينًا ، وأغزرهم علمًا وأشجعهم قلوبًا ، قومًا جاهدوا في الله حق جهاده فأقام الله بهم الدين وأظهرهم على المشركين والكافرين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليمًا كثيرًا . أما بعد :



فيا عباد الله : لقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) .




فاتقوا الله - عباد الله - واعرفوا ما مَنَّ الله به على نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة الكرام ذوي الفضائل العديدة والخصال الحميدة ؛ الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به ، وكان منهم الخلفاء الراشدون الأئمة المهديون ؛ الذين قاموا بالخلافة بعد نبيهم خير قيام ، فحافظوا على الدين ، وساسوا به الأمة بالعدل والحزم والتمكين ، فكانت خلافتهم أفضل خلافة في التاريخ في مستقبل الزمان وماضيه ؛ تشهد بذلك أفعالهم ، وتنطق به آثارهم .





وكان أجلُّهم قدرًا وأعلاهم فخرًا : أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عبد الله بن عثمان . فما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين خير من أبي بكر - رضي الله عنه ، وفي مثل ليلة اليوم في الثالث والعشرين من جمادى الآخر عام ثلاثة عشر من الهجرة توفي - رضي الله عنه - بعد أن خلف النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في أمته بإشارة من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بنصٍّ صريح كما ذهب إلى ذلك طائفة من علماء أهل السنة .





ففي " صحيح البخاري " : ( أن امرأة أتت إلى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في حاجة فأمرها أن ترجع إليه ، فقالت : أرأيت إن لم أجدك !؟ كأنها تريد الموت ، قال : فأتي أبا بكر ) .

وهَمَّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أن يكتب كتابًا لأبي بكر حتى لا يختلف الناس في خلافته ثم قال : ( يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر ) . وهذا أشد وقعًا من الكتاب ؛ لأنه لو كتب له لكانت خلافته بنصٍّ من الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينقاد لها المسلمون بكل حال ولكن لما كانت خلافته بإجماع المسلمين وكان ذلك بإشارة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ذلك أشد وأوطد .






أقول : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للمرأة : ( إن لم تجديني فأتي أبا بكر ) ، وهَمَّ - صلى الله عليه وسلم - أن يكتب كتابًا لأبي بكر أن يكون خليفة بعده ثم قال : ( يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر ) .

وفي رواية أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ( معاذ الله أن يختلف المسلمون في أبي بكر ) .

وخلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - على الناس في الصلاة فصار إمامًا للمسلمين في الصلاة .





مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمَّره النبي - صلى الله عليه وسلم - على المسلمين في الحج في السنة التاسعة من الهجرة ، وكل هذا إشارة من النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أن أبا بكر - رضي الله عنه - هو الخليفة من بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ولو كان أحد يستحق الخلافة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - سوى أبي بكر لخلَّفه النبي - صلى الله عليه وسلم - في الإمامتين : إمامة الصلاة وإمامة الحج ؛ ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - : ( لا يطعن في خلافة الصديق وسائر الخلفاء الأربعة - لا يطعن فيها أحد - إلا كان أضل من حمار أهله ) .

كان أبو بكر - رضي الله عنه - من سادات قريش وأشرافهم وأغنيائهم شهد له ابن الدغنة سيد القارة أمام أشراف قريش حين قال له بما شهدت به خديجة - رضي الله تعالى عنها - للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، ( إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقرىء الضيف ، وتعين على نوائب الحق ) .





وكانت هذه الأوصاف هي الأوصاف التي ذكرتها خديجة - رضي الله تعالى عنها - للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بادر أبو بكر - رضي الله عنه - إلى الإيمان به وتصديقه ولم يتردد حين دعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإيمان بل آمن به فورًا ، ولازم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - طول إقامته بمكة ، وصحبه في هجرته ولازمه في المدينة ، وشهد معه جميع الغزوات وأسلم على يدي أبي بكر - رضي الله عنه - خمسة من العشرة المبشرين بالجنة ، وهم : عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيد الله ، وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهم أجمعين - .






واشترى - رضي الله عنه - سبعة من المسلمين يعذبهم الكفار بسبب إسلامهم فأعتقهم - رضي الله عنهم - ، منهم : بلال مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعامر بن فهيرة الذي صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر - رضي الله عنه - في هجرتهما ليخدمهما .

وكان - رضي الله عنه - أول من جمع القرآن ، وأول من سمى القرآن مصحفًا ، وأول من سمِّي خليفة في هذه الأمة ، وأول من ولِّي الخلافة وأبوه حي ، وأول خليفة مات وأبوه حي .





وكان أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - أعلم الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومدلول كلامه وفحواه ، فقد خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - في آخر حياته وقال : ( إن عبدًا خيَّره الله - تعالى - بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله ) . ففهِم أبو بكر - رضي الله عنه - أن المخيَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فبكى - رضي الله تعالى عنه - فعجب الناس من بكائه ؛ لأنهم لم يفهموا من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ما فهمه أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - .

وكان - رضي الله تعالى عنه - أحب الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في أبي بكر وهو يخطب الناس : ( إن أمنَّ الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته ) .

هكذا قال النبي الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( لو كنت متخذًا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ) . لم يقل لاتخذت علي بن أبي طالب ، ولا العباس بن عبد المطلب ، ولا غيرهما من أقاربه ، ولا عمر ، ولا عثمان ، ولكنه قال : ( لو كنت متخذًا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ) . فرَضِيَ الله عن أبي بكر .





وجاء مرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( يا رسول الله ، إنه كان بيني وبين ابن الخطاب - يعني : عمر - شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى فأقبلت إليك يا رسول الله ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يغفر الله لك يا أبا بكر ، يغفر الله لك يا أبا بكر ، يغفر الله لك يا أبا بكر ) . ثم إن عمر - رضي الله عنه - ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثَمَّ أبو بكر !؟ قالوا : لا ، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسلم فجعل وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمعر حتى أشفق أبو بكر أن يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر ما يكره فجثا - رضي الله عنه - على ركبتيه فقال : يا رسول الله ، واللهِ أنا كنت أظلم ، واللهِ أنا كنت أظلم ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - مُعْلِنًا فضل أبي بكر : ( إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صدق وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي مرتين ) ، فما أوذي بعدها - رضي الله عنه - بعد ذلك .</b></i>
 
رد: لله درك يا ابا بكر

باااااااااارك الله فيك
 
رد: لله درك يا ابا بكر

رضي الله عنه وارضاه
جزاك الله خيرا على المشاركة القيمة
 
رد: لله درك يا ابا بكر

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك!!
 
رد: لله درك يا ابا بكر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على المشاركة الطيبة التي طرحتها ، وجزاك الله الجنة على الموضوع الذي أنرت به الصفحة

نسأل الله ان ينير لك طريق الخير ويعبد لك طريق الجنة كما أنرت الصفحة ونسأل الله أن يبني لك بيتا في الجنة

نسأل الله ان يجعل عملك هذا خالصا لوجه الكريم ، كما نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك ويثقل ميزانك زيكفر سيئاتك

أحسن الله إليك ورزقك السداد في القول ، وسدد خطاك وألحقك بالصالحين وجعلك من عباده المقربين

نسأل الله ان يرزقك شفاعة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم

ندعو الله أن يجعل لسانك طيبا بذكر الله عز وجل وقلبك بخشية سبحانه تعالى ونسأل الله أن يجعل القرآن ربيع قلبك

(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد ِ)

وفقك الله لما يحب ويرضاه

دمت بعز الله تعالى
 
رد: لله درك يا ابا بكر

جزاك الله خير اختي
ان اكبر تكريم له رضي الله عنه قوله تعالى:اذ يقول لصاحبه لاتحزن
فالله سبحانه وتعالى سماه صاحب رسول الله
لذلك عندما قال عمر رضي الله عنه في السقيفه:من فيكم تطيب له نفسه ان يتقدم على صاحب رسول الله؟
قالو معاذ الله ان نتقدم على ابو بكر
وفضائله كثيره لايمكن حصرها هنا
فرضي الله عنه وارضاه وجميع الصحابه وال البيت وامهات المؤمنين الطيبات الطاهرات
وجزاك الله خير وجمعنا واياهم في جنة النعيم
 
رد: لله درك يا ابا بكر

جزاك الله خير ع الموضوع القيم اختي الغالية
 

عودة
أعلى