الملتقى الثامن للجمعية الخليجية للإعاقة 2008 م

الأساليب الحديثة

خطوة مؤسسة داعمة وإجراءات لازمة

مهمة مجتمعية لفئة ذوي الإعاقة.. في تقييم وتقدم خدماتها التعزيزية


إعداد / أمل آل علي

تضطلع المؤسسات ذات العلاقة بذوي الإعاقة في تقديم الأساليب الحديثة في تقييم الخدمات لتلك الفئة، فقضية الإعاقة ليست فردية بقدر ما هي مسئولية مجتمع بأكمله وتحتاج إلى استنفار تام من جميع المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة للتمكن من توظيفها على نحو إيجابي من خلال تأهيل وتعليم للتكيف مع مجتمعه يعتبر، إضافة إلى تكييف البيئة الطبيعية لتلبي احتياجاته ومتطلباته حتى يكون هناك تفاعلاً مستمراً بين الطرفين , من خلال هذا التحقيق سنتعرف عن قرب مدى الإسهام الذي تنتهجه المؤسسات تلبية لهذا الواجب المجتمعي.

أساسيات المحاور لاحتياجات ذوي الإعاقة

إن ضرورة توفير ما يحتاج إليه ذوي الاحتياجات الخاصة لمواجه الاحتياجات الفردية يساعد على تسهيل حياه الإنسان ليمارس حياته الطبيعية بطريقه فعاله وبهذا يصبح غير معاق (عاجز) ، هذا ما أوضحته المعالج الوظيفي فاتن طلال بقولها: من خلال الانجاز الذي يصل إليه ذوي الإعاقة وما يقدمه لنفسه أو لمجتمعه ندرك أهميه التكامل بين الجهات الاجتماعية للخدمات الإنسانية وبين الجهات الطبية للخدمات الصحية حيث إن كلتا الجهتين لهما هدف واحد وهو خدمه هذه الفئة من الناس لكي تمارس حياتها بشكل أفضل، فالعلاج الوظيفي يقدم خدمات ذات علاقة بتوظيف قدرات الشخص الجسدية والإدراكية لتسهيل خوضه الحياة على المستوى الفردي والاجتماعي والعلمي والعملي والترفيهي، كالعلاج الوظيفي كمهنة طبية مساندة تقوم على توظيف كامل طاقات الشخص الذي يعاني من قصور ما للوصول به إلى أقصى درجات الاعتماد على النفس لتحسين نوعية حياته من خلال مجموعة من الأنشطة العلاجية والتي تتطلب في معظم الأحيان توفير مجموعة من الأجهزة و المعينات و تعديل بيئة الشخص المحيطة لتلاءم حاجاته.

في حين يعتمد أخصائيون العلاج الوظيفي في علاجهم على استخدام الأنشطة الهادفة بما فيها أنشطة الحياة اليومية والعناية الذاتية والتمارين الوظيفية والأنشطة المهنية والألعاب العلاجية والأنشطة الفنية والأشغال اليدوية، وتطوير القدرات الحركية للشخص باستخدام التمارين الوظيفية ومهارات الحياة اليومية.

عناصر مساهمة في دعم المعاق اجتماعياً

وتؤكد د. فاتن على أهمية دور الأسرة كالقيام بالزيارات المنزلية من قبل المعالج للتعرف على الصعوبات التي تواجه الشخص ذو الاحتياجات الخاصة في المنزل والعمل على تعديل البيئة المحيطة وتقديم الأجهزة اللازمة فيما يتعلق بالتكيف العمراني وعلى الآسرة التكيف مع الوضع ومعاملته على انه كباقي أفراد الأسرة ولا فرق بينهم مع مراعاة ظروفه الخاصة ، في هناك أهمية ذات علاقة وهي دور المدرسة وذلك بوضع وتقديم البرامج العلاجية للأسرة لتنفيذها في المنزل وتدعيم البرنامج التأهيلي مع توجيه أفراد الأسرة إلى أفضل الطرق في التعامل مع الشخص ذو الاحتياجات الخاصة والعمل على تعليم المعاق كل حسب نسبة الإعاقة عنده وتتم المشاركة ما بين المدرسة والمنزل بحيث يأخذ المعاق حقه من العلم والعلاج لكي لا يكون عالة على المجتمع وليشعر بأنه رغم إعاقته فإنه يستطيع أن يفعل الكثير.

مردفة بأهمية الرياضات الخاصة لذوي الإعاقة قائلة: يتوجب على المؤسسات ذات العلاقة بذوي الإعاقة عمل نشاطات لمحاولة دمج هذه الفئة بالمجتمع وكل حسب سنه وقدراته الفعالة كإنشاء ورش عمل للتعرف على قدرات أصحاب هذه الفئة ووضعهم في المكان المناسب، وعمل زيارات للدول المتقدمة والتعرف على كل جديد لخدمة هذه الفئة من الفعاليات الرياضية والاجتماعية أو أدوية أو علاجات طبيعية أو كراسي متحركة متطورة، أو عمل موقع إلكتروني خاص للتخاطب بين كل المعوقين في العالم وهذا يؤدي إلى عطاء أكثر وإنسان منفتح على المجتمع أكثر ويكون مخصص لعرض كل ما يهم المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة وكيفيه التعامل معهم.

الإرشاد المدرسي أسلوب حديث لتقييم خدمات ذوي الإعاقة

و تحدثنا حول دور خدمات الإرشاد المدرسي كأسلوب حديث في تقييم خدمات ذوي الإعاقة، الأخصائية النفسية الدكتورة فاطمة السجواني قائلة: بان الإرشاد المدرسي تعددت مجالاته وتشعبت إلا أن أرشاد المعاقين من أهمها ، والأهمية تكمن في أن الفرد المعاق من اشد المحتاجين إلى مثل هذه الخدمات نظرا للمشكلات النفسية الاجتماعية والتعليمية التي يعاني منها المعاق أو يتعرض لها، فالمشكلات التي يعاني منها هي الميل إلى الانسحاب والعزلة والإحساس بأنه عبء على الآخرين.وينتج عن ذلك ردة فعل سلبية من الفرد تتمثل في الإحجام عنه والنظر إليه بنظرة العجز خاصة إذا كانت الإعاقة واضحة، فالإرشاد ضروري للمعاقين بجميع خدماته (الصحية والنفسية والاجتماعية والتربوية والمهنية) بهدف تمكينهم من التكيف النفسي والمهني والاجتماعي في الحياة، كما يمكننا تعريف الإرشاد المدرسي بأنها مهنة الإرشاد داخل المدرسة ، وتشمل البرنامج الإرشاد المدرسي الذي يطوره المرشد ، وهي تتمثل في كثير من البرامج والأنشطة الذي يختارها وينظمها المرشدون لمساعدة الطلاب في الحل الكثير من المشكلات المدرسية التي تواجههم في مختلف مراحلهم الدراسية ، ولا تقتصر عملية الإرشاد المدرسي على الطلاب فقط بل تتسع لتشمل كل عناصر العملية التعليمية من المعلمين والإدارة المدرسية وأولياء أمور الطلاب

وفيما يخص الإرشاد المدرسي للطلاب المعاقين تقول السجواني: أن الاهتمام بتربية وتأهيل الطلاب المعاقين لم يعد عملا إنسانيا أو توجها إسلاميا فقط ، بل أصبح ضرورة وطنية والتزما عالميا في نفس الوقت ، ولعل هذا الإحساس بالمسؤولية يعكس مفهوم الديمقراطية لجميع فئات المجتمع وخاصة فئة المعاقين ، كما إن والإرشاد المدرسي للطالب المعاق ، مثله مثل أي عملية إرشادية ، تتم بطريقة منظمة ومخططة وخطوات ومراحل متتابعة يحاول فيه المرشد بناء علاقة إرشادية قائمة على الثقة والألفة والسرية يتولد فيها التفاعل المرغوب ، و يحتاج الطالب المعاق إلى رعاية من نوع خاصة والى الكثير من البرامج الإرشادي ،تتناسب مع نوعية الإعاقة ومع ما لدية من إمكانيات وقدرات وخاصة في البيئة المدرسية ، نتيجة لدخول الطالب المعاق حديثا إلى هذه المجتمعات ودمجهم مع باقي إقرانهم ، وبالتالي فان المشكلات التي تواجههم تنصب بدرجة الأولى على كيفية التوافق والتكيف النفسي والاجتماعي السليم داخل البيئة المدرسية ، والتعامل مع الآخرين ، إلى جانب الاحتياجات الشخصية والتعليمية والأكاديمية.

تحسين جودة الخدمات الأكاديمية لطلبة ذوي الإعاقة

وعن دور خدمات الدعم الجامعي لمساندة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع الأكاديمي، فقد أوضحت د. سحر أحمد الخشرمي، أستاذة التربية الخاصة المشارك، ومشرفة مركز خدمات الاحتياجات الخاصة للطالبات بجامعة الملك سعود قائلة: إن خدمات الدعم الجامعي تعتبر عنصرا أساسيا هاما لا يمكن الاستغناء عنه لأي جامعة يلتحق بها طلاب لديهم احتياجات خاصة، فهي حق من حقوق الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة يتواكب تماما مع حقه في الحصول على التعليم المناسب أسوة ببقية الطلاب من غير المعاقين . ومما لا شك فيه بأن الطالب الجامعي ممن لديه إعاقة لديه متطلبات تستدعي وجود خدمات وتسهيلات قد لا يتمكن من دونها من تحقيق النجاح في الجامعة على المستويين الاجتماعي والأكاديمي. وتبذل جامعات العالم الأمريكية والأوروبية جهود مميزة لتحسين جودة الخدمات المقدمة للطلاب الملتحقين بالجامعة، حيث نرى الأعداد الهائلة من الطلاب من ذوي الإعاقات تنتشر في كافة الكليات والتخصصات الجامعية منافسة الطلاب من غير المعاقين في الكثير من المجالات. وقد أتاحت وفرة وجودة الخدمات المساندة في تلك الجامعات الفرص الكبيرة للطلاب ليتمكنوا من تحقيق النجاح والتفوق الدراسي الذي يشكل أحد أهم أهدافهم.

وانطلاقا من تجربتنا بجامعة الملك سعود في دمج الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وإنشاء مراكز لخدمات الإعاقة منذ سنوات عديدة ، أستطيع القول بأن الخدمات المساندة وان كانت مطلبا رئيسا لنجاح الدمج فهي لم تكن على المستوى المطلوب والمرجو حسب آ راء العديد من الطلاب الذين استجابوا للدراسة التي أجريتها مؤخرا بالجامعة، ولكن الجهود التي تسعى لها الجامعة حاليا ممثلة في جهود قسم التربية الخاصة المبذولة لإعداد نموذج تطويري للخدمات المساندة بالجامعة ومؤازرة معالي مدير جامعة الملك سعود ودعمه لهذا النموذج، يجعلنا نثق بأننا وبإذن الله سنصل مرتبة متقدمة جدا في مستوى الخدمات المساندة للطلاب من ذوي الإعاقة بالجامعة تؤهلنا مستقبلا لنكون نموذج ريادي يحتذي به في خدمة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم العالي.

الموسيقى وسيط تربوي وعلاجي

في حين العلاج بالموسيقى يعني استخدام الموسيقى كوسيط في العملية التربوية أو العلاجية، وهو خدمة أساسية من الخدمات المرتبطة بالتربية الخاصة مما يجعل المعالج الموسيقي أحد أعضاء الفريق المسئول عن البرنامج التربوي الفردي للطفل ذي الإعاقة، هذا ما أكد عليه الدكتور عادل عبد الله محمد بقوله:عادة ما تتضمن الموسيقى عدة مكونات تتمثل في الكلام المنغم، والعزف، والغناء، والإيقاع الحركي . وإذا كان اضطراب التوحد يتميز بوجه عام بوجود قصور في التفاعل الاجتماعي، ومهارات التواصل، والحساسية المتطرفة للمثيرات الحسية المختلفة كاللمس والصوت، والانشغال بالسلوكيات والاهتمامات النمطية والتكرارية والمقيدة فإن الدراسات التي تم إجراؤها في هذا الصدد قد أكدت على الانجذاب غير العادي للأطفال التو حديين للموسيقى وخاصة الموسيقى الخفيفة، كما أكدت في نتائجها على أن الأطفال التو حديين يستجيبون في الغالب بشكل أفضل للموسيقى، حيث يعمل على تحسين مدى انتباههم للمثيرات المختلفة، وتحسين استجاباتهم للمثيرات الحسية المختلفة ، ونظراً لقصور التواصل وخاصة اللفظي من جانب مثل هؤلاء الأطفال فإن الموسيقى قد تعمل في الواقع على تنمية وتحسين مستوى النمو اللغوي لهؤلاء الأطفال إذ تزداد مفرداتهم اللغوية، ويزداد كم التراكيب اللغوية التي يأتون بها بغض النظر عن مدى صحتها وذلك من خلال التكرار أو الترديد المستمر للكلمات المنغمة، والأغاني البسيطة، والأناشيد القصيرة، وغيرها مما يمكن أن ينشده أو يشدو به أولئك الأطفال خلال جلسات برنامج العلاج بالموسيقى المستخدم معهم وهو الأمر الذي غالباً ما يكون من شأنه أن يسهم بصورة دالة في تنمية وتحسين أساليب التواصل من جانب هؤلاء الأطفال .


مع تحيات اللجنة الإعلامية للملتقى

عبد الرحمن الحمادي / مريم البلوشي
 
استخدامات التقنيات الحديثة

تكافؤ مؤسسي في تقديم الخدمات ذات العلاقة بذوي الإعاقة

إعداد أمل آل علي

إن تطوير خدمات الرعاية والتأهيل لذوي الإعاقة للأشخاص هو تكافؤ مؤسسي لكل من يعنى بفئة المعاقين، وذلك بتضافر الجهود المشتركة بين الجهات المسئولة المحلية و الدولية، حيث أضحى العالم اليوم يشهد طفرة تكنولوجية يتوجب الوقف عندها، وإعطاء ذوي الإعاقة نصيبهم من المجال التقني ، والذي بدورة يسهم بتطوير قدراتهم المهنية و الإبداعية، إضافة إلى أهم عامل ألا وهو دمجهم مع المجتمع، ومن خلال هذا التحقيق سنسلط الضوء على أهم التجارب والبرامج التي تم توظفها لتقديم أفضل الخدمات والممارسات ذات العلاقة بمؤسسات ذوي الإعاقة.

تجارب خدمية تتبنى ركن الإبداع لدى ذوي الإعاقة

حدثتنا في البداية أستاذه/ إيناس بنت غازي الطائفي من خضم التجارب التي خاضتها مع المكفوفين قائله: وجدت أنهم من أوفر الإعاقات حظا، فإذا فقد الشخص بصره شحذ حواسه الأخرى لتعينه في ممارسة حياته الاعتيادية بأحسن صورة، فالكفيف يتمتع بحاسة سمع قوية جداً حتى أنهم أُطْلِق عليهم المبصرون بآذانهم ، وتجدهم يستخدمون حاسة الشم أدق استخدام ليجعلوها ريشة لهم تآزر حواسهم لرسم لوحة يستطيعون رؤيتها بعقولهم، ولكي تكتمل تلك اللوحة بأجمل وأبهى صورة يستطيع الكفيف أن يتخيلها، أبدعت يد الخالق تعالى بوضع طاقة سحرية في يد الكفيف تجعله يتلمس أدق معالم طريقه وتنير دربه موضحة له تفاصيل تعذّر عليه رؤيتها، لذا نجد أن الكفيف مؤهل بالفطرة على استخدام حاسة اللمس التي يستطيع من خلالها ممارسة حياته الطبيعية، فنجدهم أبدعوا في مجالات الأعمال اليدوية الدقيقة سواء كان ذلك بالخزف أو بالقش أو بالنسيج أو بالنول .

وقد كان هدفنا من تجربتنا في إعداد مهنيي التدليك العلاجي من ذوي التحديات البصرية ، مجرد توجيه لطاقة اللمس التي يتملكها الكفيف، بحيث قمنا بإخضاع الكفيفات لبرنامج تدريسي مرفق ببرامج تدريبية تسانده الوحدات والوسائل المساعدة، بوجود لوحات تشريحية ونماذج تفصيلية ومجسمات توضح الصورة وتساهم في توثيق الجانب النظري من الدورة ، وتطبيق ميداني في المستشفيات العامة والخاصة لتزيل حاجز الاستغراب والدهشة عند رؤية الشخص الكفيف يمارس مهنة التدليك، وبالفعل استطعنا أن نضع الكفيفة في مجال أبدعت فيه، وأثنى عليها جميع من تعامل معها سواء كان مريضا أو معالجا أو مدربا وتكلل ذلك بثقة بالنفس توجها التميز.

برامج تعليمية وتقنية تلبي احتياجات ذوي الإعاقة

وحول مدى فعالية البرنامج التعليمي التقني في تنمية المهارات الحسابية و الارتقاء بمستوى ذوي الإعاقة تقول الأستاذة وفاء حمد عبد الله الصالح: ِإن التعرف على حاجات واهتمامات الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة أمر مهم للمربين أو التربويين، ولمصممي تكنولوجيا المعلومات، وللمؤسسات التربوية؛ وذلك لتأمين عدم تخلف ذوي الاحتياجات الخاصة عن ركب ثورة التكنولوجيا، وخاصَّة المعاقين منهم بصريًّا؛ كما أن فهم احتياجاتهم ووضعهم يفـيد كثيرًا فـي توجيه السياسات المستقبلية فـيما يتعلق باستخدام الحاسب أو تكنولوجيا الحاسب لذوي الاحتياجات الخاصة، وبالأخص أصحاب الإعاقة البصرية، كما أن الأنظمة التعليمية الحديثة التي تعتمد على التكنولوجيا توجد بها عوائق كثيرة أمام ذوي الاحتياجات الخاصة؛ إذ تستخدم التكنولوجيا أكثر فأكثر فـي المناهج الدراسية، لكن الطلاب المكفوفـين والمعاقين بصريّاً يواجهون صعوبات أو تحديات ناشئة عن كون هذه التكنولوجيا موجهة أصلاً للمبصرين داخل أو خارج المدرسة، على الرغم من أنها تحل كثيرًا من مشاكل المكفوفـين.

وقد خدمت الثورة التكنولوجية التي نعيشها المعاقين بصريًّا بشكل كبير جدًّا من جوانب متعددة ومختلفة، تتمثل فـي توفـير الاستقلالية فـي القراءة والكتابة، وعدم الاعتماد الكلي على الغير، والحفاظ على خصوصيات الكفـيف، بالإضافة إلى استغلال الإنترنت فـي التواصل محليًّا وعالميًّا، وكسر حاجز الانغلاق والعزلة على المجتمع، وليس ذلك فحسب بل أوجدت فرصًا للعمل تناسب إمكانات الكفـيف فـي استخدام الحاسب الآلي؛ الأمر الذي أسهم فـي توجيه أفكار القائمين على السياسات التعليمية فـي التغيير الشامل لأسلوب تعليم المعوقين وما هو متاح أمامهم من تخصصات.

ونتيجة للتقدم التكنولوجي فـي مجال تعليم الطلاب المعوقين بصريًّا، ظهرت التقنيات التكنولوجية التي قدمت فرصًا كبيرة لهم على المستويين التعليمي والمهني، وأصبحت ركيزة أساسية فـي عملية التعليم والتعلم. وتعوض التكنولوجيا التعليمية الطلاب المعوقين بصريًّا عن العجز الذي يسببه فقدهم لحاسة البصر إلى حد ما، وإن عدم تدريبهم على استخدام هذه التكنولوجيا يشكل عائقًا إضافـيًّا فـي إمكانية الوصول إلى المعلومات؛ ولذلك فمن المهم تدريبهم على كيفـية التعامل مع التقنيات التكنولوجية والاستفادة التعليمية منها على الوجه المطلوب، ويأتي هذا من خلال الدور الذي يمارسه المتخصص فـي تكنولوجيا التعليم بمعاهد وبرامج العوق البصري ؛ فـيهيئ الطلاب والمعلمين على تقبل التكنولوجيا التعليمية و التأهيلية ، ويدرِّبهم على كيفـية استخدامها بما يضمن تحقيق الأهداف التعليمية

وتتحدد فكرة موضوع الدراسة في تركيزها على مواصفات البرامج التعليمية الموجهة للمعاقين بصريًّا من حيث مداخل وأساليب التصميم والوسائط المستخدمة، ومحاولة التوصل إلى نموذج تتم فـي ضوئه عمليات التصميم، ويتواكب مع خصائص الفئة المستهدفة ومتطلباتها، كما ترتبط الدراسة أيضًا بتصميم برنامج تعليمي حاسوبي وفقاً لمواصفات النموذج المشار إليه، وقياس فاعلية هذا البرنامج التعليمي.

وقد أقتصر تصميم البرنامج التعليمي الحاسوبي على تصميم وحدة تعليمية لتعلم الطباعة على الحاسب ووحدة تعليمية لتعلم بعض مهارات معالجة النصوص.

وتم قياس فاعلية البرنامج التعليمي الحاسوبي المقترح على التحصيل المعرفـي، وتنمية المهارات الحاسوبية ، للتلميذات المعاقات بصريّاً بمعهد النور؟"وأسفرت نتائج الدراسة عن ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الأداء القبلي والبعدى للتلميذات المعاقات بصريا في الاختبار التحصيلى المعرفي للبرنامج التعليمي الحاسوبي لوحدة تعلم الطباعة ووحدة معالجة النصوص لصالح الاختبار البعدي ، كما توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الأداء القبلي والبعدى للتلميذات المعاقات بصريا في بطاقة ملاحظة الأداء المهاري للبرنامج التعليمي الحاسوبي لوحدة تعلم الطباعة ووحدة معالجة النصوص لصالح الاختبار البعدي، وبناء على هذه النتائج قد يسهم البرنامج التعليمي الحاسوبي الذي تقترحه الدراسة فـي تطوير إستراتيجيات تدريس مقرر الحاسب الآلي وتقنية المعلومات للمرحلة المتوسطة لذوي الإعاقة البصرية ،كما تسهم هذه الدراسة فـي أُطُر الاستفادة من تطبيقات تقنيات التعليم فـي مجال تعليم الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة، وتعليم المعاقين بصريّاً بصفة خاصة؛ وذلك من خلال استثمار وتوظيف بعض الإستراتيجيات التعليمية والمستحدثات التكنولوجية الملائمة فـي تعليم تلك الفئات.

البرامج الناطقة ترتقي بمستوى المكفوفين

ويبدي رأيه الدكتور عبد الله بن حجاب القحطاني حول فعالية تقييم البرامج الناطقة التي يستخدمها المكفوفين وإسهامه في تنمية المهارات الحسابية و الارتقاء بمستوى ذوي الإعاقة قائلاً: إن البرامج الناطقة للمكفوفين قد أسهمت في تنمية قدرات المكفوفين في جميع المجالات العلمية والثقافية والترفيهية وفتحت أمامهم أفاقا واسعة أتاحت لهم الفرصة لإثبات وجودهم والتفاعل مع العالم بأسره عن طريق الحاسب الآلي والدخول للشبكة العنكبوتية (الإنترنت).

إن وجود البرامج الناطقة أتاحت الفرصة للاستفادة منها في الآلات الحاسبة الناطقة والتي مكنت المستخدم الكفيف من الوصول إلى النتائج العلمية في العمليات الحسابية المتقدمة، والتي كانت إلى وقت قريب عائقا كبيرا للمعوقين بصريا. فالبرامج الناطقة بطبيعة الحال فتحت المجال للمكفوفين لتنمية مهاراتهم الحسابية والاعتماد على النفس في مجال الرياضيات والعلوم وجميع المجالات الثقافية والترفيهية، كما يسرت للمكفوفين هذه التقنية التفاعل الإيجابي مع خدمة الهاتف الجوال والاستفادة القصوى من إمكانياته.

إن التطور السريع في تقنيات الحاسوب سيحدث ثورة علمية كبيرة سيستفيد منها المكفوفين ، أكثر فأكثر ففي كل يوم نسمع عن تقنية جديدة نسأل الله تعالى أن ينفع بها ، كما ساعدت برامج الحاسوب الناطقة على انخراط كثير من المكفوفين في شركات تقنية تعمل في مجال الحاسب الآلي وهذا بلا شك يعود إلى تنافس كثير من الشركات في العمل على البرامج الناطقة العربية مما انعكس على جودة هذه البرامج.

مع تحيات اللجنة الإعلامية للملتقى

عبد الرحمن الحمادي / مريم البلوشي
 
حياك الله أخوي / د. حاتم منير

شاكرة لك تواجدك ومرورك الكريم على الموضوع..




تقبل تحيتي
 

توصيات الملتقى الخليجي الثامن للجمعية الخليجية للإعاقة

إنه في الفترة الواقعة بين 10 – 12 ربيع الأول 1429هـ الموافق 18 – 20 مارس 2008م

تم بحمد الله تعالى انعقاد الملتقى الثامن للجمعية الخليجية للإعاقة في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع جمعية أولياء أمور المعاقين بالإمارات ووزارة الشؤون الاجتماعية، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، وناب عنه في رعاية حفل الافتتاح سمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية و الأوقاف بالشارقة، وبحضور معالي الأستاذة مريم محمد خلفان الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية.

- وقد ناقش المشاركون في الملتقى خلال المدة المذكورة أعلاه الأوراق والأبحاث المقدمة من خلال عشر جلسات عمل، ومن خلال النقاش والحوار خرج المشاركون بالتوصيات التالية:-

أولاً: رفع برقيات شكر وتقدير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة راعي الحفل، ومعالي الأستاذة مريم خلفان الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية.

ثانياً: تقديم الشكر والتقدير لجميع اللجان العاملة في تنظيم هذا الملتقى، على جهودكم المخلصة التي أخرجت هذا الملتقى بالصورة المشرفة التي تتناسب مع أهمية قضية الإعاقة والخدمات ذات العلاقة بها.

ثالثاً: التوصيات:

1. ضرورة الاستمرار في التنسيق والتواصل والتكامل بين العاملين في مجال الإعاقة والعاملين في المجالات الأخرى ذات العلاقة، وذلك بغرض النهوض بمستوى كم ونوع الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة في دول مجلس التعاون الخليجي.

2. إنشاء وتطوير الأجهزة الإدارية والفنية وإعداد اللوائح التنفيذية، الكفيلة بتفعيل السياسات والتشريعات الخاصة بالإعاقة والخدمات ذات العلاقة في دول مجلس التعاون الخليجي.

3. الإسراع في تطوير وتقنين أدوات التشخيص والتقويم في مجال الإعاقة والخدمات ذات العلاقة.

4. التوسع في استحداث برامج الوقاية وبرامج التدخل المبكر ، بهدف الحد من حدوث الإعاقة والتخفيف من آثارها على الطفل والأسرة في المجتمعات الخليجية.

5. توفير وتطوير الخدمات ذات العلاقة المقدمة للتلاميذ ذوي الإعاقة المدمجين بمدراس التعليم العام ، إلى جانب التلاميذ الملتحقين بالمراكز و المؤسسات.

6. تطوير الخدمات المقدمة للطلاب ذوي الإعاقة الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون الخليجي ، وذلك من خلال استحداث وتطوير مراكز متخصصة تعنى بهذه الفئات والاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال.

حث مؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون الخليجي ، على استحداث وتطوير الأقسام الأكاديمية التي تعنى بتخريج كوادر متخصصة في مجال الخدمات ذات العلاقة بالإعاقة ، وتصميم البرامج .

7. التدريبية للعاملين في هذه المجلات لتطوير مهاراتهم والارتقاء بمستوى أدائهم.

8. تفعيل دور البحث العلمي في الارتقاء بمستوى الخدمات ذات العلاقة بالإعاقة ، بما ينسجم مع أحداث التوجهات العالمية بهذا المجال.

9. توفير وتطويع وتفعيل التقنية الحديثة ، في مجال تعليم وتأهيل وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة في دول مجلس التعاون الخليجي.

10. تفعيل وتطوير برامج الإرشاد الأسري ، بغرض تمكين أسر الأشخاص ذوي الإعاقة من تطوير مهاراتهم للقيام بأدوارهم في تلبية الاحتياجات الخاصة لأبنائهم.

11. تكثيف الجهود في مجال التثقيف والتوعية بالإعاقة ، وتفعيل دور وسائل الإعلام في تطوير الاتجاهات الايجابية نحو الأشخاص ذوي الإعاقة ، ومنحهم الفرص التي تمكنهم من إبراز إمكاناتهم وقدراتهم.

حرر في 12 ربيع الأول 1429هـ الموافق 20 مارس 2008م
 

عودة
أعلى