المقعد الدراسي . سحره دائم ( الحلقة 1 )

فارس عمر

مشرف منتدى القصص والرواياترياضات وإبداعـات متحدي ا
المقعد الدراسي . سحره دائم ( الحلقة 1 )

من ذكرياتي وحاضري

في اليوم الأول , في جامعة دمشق قسم التاريخ , منذ أربعة عقود مضت تقريباً , جلست أوّل مرّة على مقعد دراسي جامعي , فضّلته أن يكون مقعداً خلفيّاً فارغاً, لم أكن أعرف أحداً , دخل بعض الطلاب قبل بدء المحاضرة الأولى بنصف ساعة وأنا منهم تشوّقاً لاكتشاف ما كنّا نحلم به , بعد دقائق أطلّ الأستاذ من باب القاعة , خفّت أصوات الطلبة والطالبات وقام الجميع وقوفاً . وتعلقت بعض العيون به , إنه في نهاية عقده الخمس , يرتدي بزّة رمادية وربطة عنق زرقاء أشيب الشعر يضع نظارة طبية بإطار ذهبي .
- يا إلهي !!!! إنه أستاذ جامعي حقيقي , لم يكن في مدينة حمص وقتها جامعة , ولم يسبق لي أن صرت أنا وأحدهم في مكان واحد , خفق قلبي بقوّة من الرّهبة , إنها لحظة أولى لن تتكرر , أجال بنظره بأرجاء القاعة , وتابع سيره بين المقاعد .
- لقد كاد أن يصل لجانب مقعدي . فصرت أحدث نفسي لماذا لم يقف أو يجلس على كرسيه أمام طاولته ؟ وصل بمحاذاة مقعدي ونظر إلي .
- مرحباً يا بنيّ .....
- أهلا ً أستاذي . وجلس بجانبي . ووضع دفتره الأنيق على راحلة المقعد .
- سألت نفسي وأنا مضطرب : هل عادةً في الجامعة وفي اللقاء الأول يقوم الأساتذة باختبارات معينة لبعض الطلاب أو يتصرفون بطريقة يقصدون فيها إيصال قيمة أفكرة معينة للطلاب ؟
- وجه نظره نحوي وسألني : من أي مدينة أنت حضرتك ؟
- من مدينة حمص ... أستاذ .
- وهل أنت طالب جديد ؟
- نعم أستاذ وهذا أول درس لي . كانت طريقة كلامه ليست صارمة أو آمرةً , بل كانت لطيفةً متواضعةً جداً .
- وأنا طالب جديد أيضاً يا بنيّ . وهذا أول درس لي .
- عفواً أستاذ .. ألست أستاذ المادة الآن ؟؟؟
- لا يا بنيّ ... أنا كما قلت لك . طالب جديد مثلك , لكنني من مدينة دمشق .
- حاولت أن أكون طبيعياً . لأنني مازلت موقناً بأن ذلك أسلوب ما . يتبعه بعض الأساتذة لهدف تربوي .
- سيدي : وكيف ذلك وأنت ... لم أرغب أن أكمل : بهذه السن .
- أنا يا أخي - هنا لأول مرّة خاطبني بكلمة أخي – أعمل محامياً منذ زمن طويل . وهذا العام تخرج أخر أبنائي من الجامعة .وكانت لدي رغبة قديمة بالحصول على ليسانس تاريخ , والآن سنحت لي الفرصة وأردت تحقيقها من أجل الثقافة العامة وحباً في دراسة التاريخ كعلم .
تلك الحادثة ما زالت عالقة قي ذهني حتى الآن .
وقد استعدت تذكرها منذ عام عندما توجهت للدرس الأول وللجلوس مرة أخرى على مقاعد الدراسة .

وإلى اللقاء في الحلقة التالية . لأحدثكم عن تجربتي المماثلة .
 
موق اخي الكريم .....حياك الله ...
 
جميله هي ذكريات الدراسة او بالأحرى ذكريات الفترة "الجامعية"
"موفق اخي وبارك في أيامك"

دمتم سالمين
 
الأخ الكريم : إنسان
بارك الله بك .
وشكراً للتشجيع
 
جميله أيام الدراسه
لا تنسى من الذاكره تلك الايام التي عشناها
استمتعت كثيرا بقرأت ذكرياتك أخي فارس
و في انتظار بقية الذكريات
بإذن الله تعالى
تقبل مروري و تحياتي
أختك في الله / المحبة لدينها
 
يعطيك العافيه اخي الكريم

من جد ذكريات واااايد رائعه و جميله

عند ذكرها مجرد الذكر ليس أكثر فكيف لو رجع بنا الزمان للخلف ما كنا تمنينا أن نكبر و أن تمضي بنا العقود بدون أن نشعر بها

أخي الكريم ...


بوركت على طرحك و ذكرياتك المميزه ...


روح ..
 
الأخت الكريمة : الأمل مع الله .
شكراً لمرورك الطيب , وتعقيبك الجميل .
 
1368432503285236906.gif


عمو فارس
ما اجمل ايام الدراسة
وخاصه اليوم الاول عند الانتقال من مرحلة الى اخرى "

وتذكرت احدى معماتي وقد كانت بالنسبة لي ولزميلاتي كام نحبها ونحترمها"

فهي كانت كبيرة في السن ولكن رغم ذلك كان اسلوبها رائعا جدا معنا واحببنا من خلالها مادة التاريخ وكانا جميعا متفوقين في هذه المادة
لقد حكت لنا قصتها وكيف انها تزوجت وهي صغيرة ولم تكمل تعليمها ولكنها لم تتوقف بل استمرت في التعلم وواصلت دراستها الجامعيه بعد ان انتهى ابنائها من دراستهم
 
عمو : ام حسام
بصراحة عندما كتبت هذه القصة , وهي مدخل للحلقات القادمة .وتمهيداً لها من خلال قصة ذلك الرجل المحترم الذي استلهمت منه بوقت مبكر , بأن لا عمر محدد لطلب العلم .
لكن عندما تذكرت أول يوم لي في هذه المرحلة الجديدة في مسيرة تحصيلي العلمي .
مرذلك اليوم بمخيلتي مروراً جميلاً ذكرني بأجمل أيام العمر التي يقضيها أي شاب طامح خطا الخطوة الأولى في بناء مستقبله .ومرت معه صور الأوقات الحلوة التي قضيتها وأنا على مقاعد الدراسة المزدوجة التي عشتها , فقد كنت يومها طالباً في كليتين معاً وبنفس الوقت . الرياضة والتاريخ .وكنت مليئاً بالنشاط والحيوية . فكان يومي يبدأ من السادسة صباحاً وينتهي في الثامنة مساءً كل يوم ثم تأتي بعدها فترة المذاكرة التي كانت تمتد حتى الثانية عشرة ليلاً .
ولم أكن أشعر بالتعب أو الملل . لكنني لم أكن أحرم نفسي من الرحلات أو غيرها من المتع المحللة .
ذكريات جميلة فعلاً .
 
إلى ابنتي الطموح : روح
لا تنسي أبداً أن أجمل أيام العمر هي مرحلة الدراسة والتحصيل العلمي .
لا تملي أو تتضايقي من كثرة الدروس والواجبات والامتحانات أبداً .
أنتم مستقبل الأمة . المستقبل القوي للأمة يتوقف عليكم .

وفقك الله وأسعد أيامك .

 

عودة
أعلى