لن يُدخل أحدًا عمَلُه الجنة

صفا الروح

Well-known member
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قَالَ : سَمعْتُ رَسُولَ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ، يَقُول : " لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ " قَالُوا : وَلَا أَنْتَ يا رَسُولَ اللَّه ؟ قَالَ: "لَا ، وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَلَا يَتَمَنَّينَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ ؛ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّه أَنْ يَسْتَعْتِبَ". أخرجه البخاري ومسلم

هذا الحديث يدل على أن دخول الجنة لا يكون بمجرد العمل ، بل لولا رحمة الله وفضله لما دخل الجنة أحد ؛ لأن الأعمال مهما بلغت لا تُقاوِم نِعَمَ اللهِ التي أنعم بها على عباده ؛ حيث أوجدهم من العدم ، ورزقهم من الطيبات ، وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة ، وهداهم إلى الإيمان ، ووفقهم للأعمال الصالحة ، وفي الحديث : "لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ...". أخرجه أحمد وأبو داوود

وعلى هذا فدخول الجنة ليس عوضًا عن العمل ولا مقابلة به ، فمن شهد له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بدخول الجنة ومنهم العشرة المبشرون بالجنة ، فدخولهم الجنة برحمة الله وفضله ، ولكن أعمالهم الصالحة سبب لدخولهم الجنة ، قال الله تعالى: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فالباء الواردة في الآيات هي باء السببية ، أي أن الله سبحانه وتعالى يدخل عباده المؤمنين الجنة بسبب أعمالهم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله ، بعد أن ذكر هذه النصوص ونظائرها : فبين بهذه النصوص أن العمل سبب للثواب ، والباء للسبب كما في مثل قوله تعالى :
"فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات"
وقوله: "وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها "

وإذا عُرف أن الباء هنا للسبب فمعلوم أن السبب لا يستقل بالحكم فمجرد نزول المطر ليس موجبًا للنبات ، بل لا بد من أن يخلق الله أمورا أخرى ، ويدفع عنه الآفات المانعة ، فيربيه بالتراب والشمس والريح ، ويدفع عنه ما يفسده ،
فالنبات محتاج مع هذا السبب إلى فضل من الله أكبر منه

ولا ريب أن العمل الصالح سبب لدخول الجنة والله قدر لعبده المؤمن وجوب الجنة بما يُيسره له من العمل الصالح كما قدر دخول النار لمن يدخلها بعمله السيء كما في الصحيحين عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : "ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار" قالوا يا رسول الله : أفلا نتكل على الكتاب وندع العمل ؟
قال: "لا ، اعملوا فكل ميسر لما خلق له"، أما من كان من أهل السعادة فسييسره لعمل أهل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسره لعمل أهل الشقاوة ، وقال إن الله خلق للجنة أهلا وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم وبعمل أهل الجنة يعملون وخلق للنار أهلا وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم وبعمل أهل النار يعملون".

فضيلة الشيخ د. محمد بن عبد الله القناص
منقول / بتصرف واختصار
 
التعديل الأخير:
رد: لن يُدخل أحدًا عمَلُه الجنة

جزاك الله خيرا ^_^
 
رد: لن يُدخل أحدًا عمَلُه الجنة

كُله بفضل الله ورحمته
لا نزكي أنفسنا على أحد ونحسب أنفسنا والله حسيبنا
جزاك الله الفردوس الأعلى من الجنة
وبارك فيك وجعله في ميزان حسناتك
ورفع قدرك وغفر ذنبك
وجعلك من أولياءه الصالحين
وأعانك على ذكره وشكره وحُسن عبادته
وأعطاك من فضله ونعيمه حتى يُرضيك
اللهم آمين َّْ َّْ يارب العالمين
 
رد: لن يُدخل أحدًا عمَلُه الجنة

كُله بفضل الله ورحمته


لا نزكي أنفسنا على أحد ونحسب أنفسنا والله حسيبنا

جزاك الله الفردوس الأعلى من الجنة


وبارك فيك وجعله في ميزان حسناتك


ورفع قدرك وغفر ذنبك


وجعلك من أولياءه الصالحين


وأعانك على ذكره وشكره وحُسن عبادته


وأعطاك من فضله ونعيمه حتى يُرضيك



اللهم آمين َّْ َّْ يارب العالمين

وجزاك الله كل خير
وعوضك الفردوس الأعلى من الجنة
وبارك فيكِ وزادك الله من فضله
فعلًا كله بفضل الله ، كل نعمة نحن بها من فضل الله علينا
فله الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه على نعمائه
التي لاتعد ولاتُحصى
وله الحمد أن هدانا للإيمان
وله الحمد ماتعاقب ليلٌ ونهار
اللهم لك الحمد
اللهم لك الحمد والشكر
 

عودة
أعلى