الصم القطريين يجيدون لغة الإشارة الموحدة بجدارة

عاشقة البسمة

ناشطة في مجال حقوق ذوي الإعاقةمشرفة منتدى أخبار ال
الصم القطريين يجيدون لغة الإشارة الموحدة بجدارة

المذيع محمد البنعلي الوحيد الذي فك شفرتها:

2_297737_1_209.jpg


الصبر والمثابرة واعتمادي علي النفس هي سلاحي الأساسي

تعلمت في أمريكا عدداً من التجارب وأتمنى تحقيقها في بلدي

أسهمت بشكل فعال في تخفيضات كيوتل للصم

التحاقي بقناة الجزيرة كان تحديا صعبا استطعت النجاح فيه

أنا أترجم ما يتوافق مع عقل الأصم ولا يهمني عقل الناطق

المصطلحات السياسية والفلسفية هي الأصعب في الترجمة


حوار - مجدي صالح


لا يعد محمد عقيل البنعلي القطري الوحيد الذي أجاد لغة الإشارة العربية الموحدة وحسب ولكنه يعتبر كذلك واحدا من أوائل من أجادوا هذه اللغة في البلاد إجادة وضعت أقدامهم علي أول الطريق الصحيح نحو الخروج من إطار المحلية الضيق إلى نطاق الخارج الفسيح.

ويعتبر محمد البنعلي أول قطري يجيد لغة الإشارة العربية الموحدة بشكل كبير أهله للمشاركة في إعداد القاموس الاشاري العربي الموحد ممثلا عن دولة قطر وأهلته إمكانياته وخبراته التي اكتسبها فيما بعد للالتحاق للعمل بقناة الجزيرة مذيعا للغة الإشارة كي يكون أيضاً القطري الوحيد الذي يعمل مذيعا لهذه اللغة في الجزيرة.

واستطاع محمد البنعلي بما يملكه من صبر ومثابرة أن يجتهد منذ وقت مبكر في تعلم لغة الإشارة التي عشقها كثيرا وأراد إن يفيد من خلالها أبناء وطنه الصم ويتواصل معهم ويكون لهم جسرا ليتواصلوا هم أيضاً مع أبناء مجتمعهم.

ولم يكتف البنعلي بما امتلكه من أدوات الإجادة للغة الإشارة كي يتعاون مع أخوانه الصم ويتواصلون مع مجتمعاتهم بل قام أيضاً بالتعاون معهم في إدارة المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم وأصبح عضوا بمجلس إدارة المركز وأميناً للسر وكان له دور بارز في تحقيق نجاحات عدة لفئة الصم واستطاع بعلاقاته وإخلاصه الشديد لما يعمل أن يحقق عددا من الانجازات للمركز كان آخرها إسهامه بشكل فعال في نجاح الاتفاق علي التخفيضات التي أبرمتها شركة كيوتل مع المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم واستطاع أن يتفق مع المسؤلين بالشركة علي أن تشمل هذه التخفيضات كل الخدمات التي تقدمها الشركة للصم وألا تقتصر علي مكالمات الفيديو فقط.

حصل محمد البنعلي علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية من جامعة قطر في العام الجامعي 90-91 كما حصل علي دبلوم تربوي عال عام 95-96 وحصل بعد ذلك علي دبلوم اللغة الانجليزية من جامعة اوريجون عام 99-2000 وأثناء وجوده للدراسة بأمريكا في تلك الفترة اطلع علي الكثير من التجارب الموجودة في الولايات المتحدة في عالم الصم وقام بتقديم بحث عن لغة الإشارة هناك.

عمل البنعلي بعد تخرجه مباشرة كاختصاصي اجتماعي في مدرسة التربية السمعية للبنين لمدة عشر سنوات وكان بسبب حبه لمهنة التدريس كان دائم الدخول لبعض الفصول التي لا يوجد فيها مدرسون كي يعلم التلاميذ الصم بعض الأمور الحياتية لأنه يري أن تعلم الأصم كيفية الفرق بين الذكر والأنثى أفضل من أن يتعلم دروسا في حرب داحس والغبراء.. ونظرا لاقتناع مدير المدرسة في ذلك الوقت بهذه الرؤية فقد أوكل إليه في السنوات الأخيرة مهمة القيام بتدريس الأمور الحياتية للصم.

بعد ذلك حصل البنعلي علي وظيفة موجه لغة إشارة ويقول البنعلي عن تلك الوظيفة: إنني ناضلت كثيرا من اجل الحصول علي هذه الوظيفة لان لدي قناعة بان لغة الإشارة هي لغة الصم سواء طال بنا الزمن أم قصر ولابد من تقويتها وكنت في ذلك الوقت اعمل في الجزيرة متعاونا.

ويتحدث محمد البنعلي عن فترة التحاقه بالجزيرة كمذيع للغة الإشارة فيقول: أن العمل في قناة الجزيرة يتطلب شروطا خاصة وتمكنا في العمل وإلا لن تستطيع الاستمرار في العمل بها ولذلك كان التحاقي للعمل بها تحديا مهما إلا إنني استعددت لهذا التحدي الصعب ولكن بفضل زملائي وإخواني العاملين في الجزيرة والتدريبات التي كنت أتدرب عليها بنفسي لنفسي في المنزل دور كبير في إجادتي لها حتى استطعت أن أقف علي ارض صلبة من التمكن من مهنتي التي أحببتها كثيرا.

وأشار البنعلي إلى إن الجزيرة صقلت فيه مواهب كثيرة أهمها القدرة الكبيرة علي الترجمة التي تتماشي مع سرعة إلقاء المذيع وكذلك سرعة تبديل الموضوعات وأيضاً القدرة علي ترجمة أخبار كاملة بصورة فورية دون أي استعداد مسبق خاصة ما يأتي بعد عنوان جاءنا هذا النبأ أو المراسلون في الخارج .

ويشرح البنعلي الأسلوب الذي يتبعه في الترجمة بالجزيرة قائلا: إنني أترجم بما يتوافق مع عقل الأصم وليس مع ما يتماشي مع عقل الناطق لان قواعد الإشارة تختلف عن القواعد المنطوقة للغة العربية الأمر الذي يستدعي أن أكون مترجما ومحررا للأخبار في نفس الوقت لأنني أعيد صياغة الأخبار مرة أخري للأصم.

ويضيف : إن من يستطيع أن يتعامل مع أخبار الجزيرة أشارياً فان ما دون ذلك يعتبر سهلا وليس كل من يستطيع الترجمة في قنوات أخرى يمكنه أن يترجم في قناة الجزيرة وذلك لان المحررين في قناة الجزيرة يكتبون أخبارهم بشكل مهني عال وغالبا ما تكون اللغة قوية حتى إن بعض الناطقين غير المتعلمين لا يستطيعون فهم كثير من تلك الأخبار.

أما عن الكوادر القطرية التي يمكن أن تساهم في العمل بلغة الإشارة فيقول البنعلي: أنا أتصور انه يمكن بعد التأهيل المناسب أن يتم الاعتماد علي بعضهم في نفس المجال وأنا كنموذج - والحديث ما زال للبنعلي - لدي مبدأ هو انه لا حياة مع اليأس ومن قال لك مستحيل فقل له حاول.. لذلك ومن خلال عملي في مدرسة الصم تعلمت لغة الإشارة من الصم أنفسهم خاصة إنني أرى إن التعلم من أصحاب اللغة أفضل بكثير من التعلم من غير أصحابها وهذا مقياس ينطبق علي كل لغة.

وأضاف : لم يكن مستواي في ذلك الوقت أيضاً يؤهلني للالتحاق بقناة الجزيرة فاستفدت من الخبرات التي كانت وما زالت موجودة مثل ناجي زكا رنة وسمير سمرين لكن يجب الاعتماد علي النفس بالدرجة الأولى والقراءة الكثيرة في مجال لغة الإشارة وكذلك الاطلاع علي الكثير من القواميس فدخلت في تصميم قوي انه يجب علي أن أكون متميزا في هذا المجال وتعبت جدا حتى إنني كنت ارجع للبيت الساعة الرابعة أو الخامسة فجرا في سبيل تعلم أسرار اللغة والحمد لله إن زوجتي كانت وما زالت تتفهم هذه الظروف وبمعني أوضح حفرت في الصخر بيدي كي أجيد هذه اللغة بالشكل المطلوب.

وعن طرق التدريب التي اتبعها البنعلي يقول: حصلت علي عدد كبير من الدورات التدريبية واعتمدت علي نفسي في ذات الوقت ولذلك كنت أتدرب عن طريق الوقوف أمام التليفزيون وأترجم ما تتم إذاعته وهذا الأمر أدى إلى إن أبنائي وأطفالي كانوا يتضايقون من عدم تفرغي لهم إلا نادرا وانشغالي الدائم بالتدريب عنهم وكانت هناك مشكلة أخرى إنني في ذلك الوقت لم أكن املك إلا جهاز تلفاز واحد وكان الأطفال الصغار يجدون أنفسهم محرومون من مشاهدة الرسوم المتحركة وأنا كنت أصر علي التدريب أمام نشرات الأخبار ولذلك فكانت معاناتهم كبيرة من هذا الأمر أيضاً. وحاليا عندما ادخل غرف مكتبي في المنزل وأغلق الباب وارفع صوت التلفاز علي محطة الجزيرة فهنا يعرفون إن هذه الليلة هي ليلة عمل ودوام لان التحضير الذهني مهم جدا للمترجم حتى يتمكن من إعداد ترجمة ما يجري على الشاشة أمامه من أحداث.

وعن هذه التجربة يقول البنعلي : لقد حفرت في الصخر كي أجيد هذه اللغة بالشكل المطلوب وكان اعتمادي بشكل أساسي علي نفسي في كل الأحيان.

ويشير البنعلي إلى إن الإعلام يعتبر سلاحا ذو حدين دائما فهو أما أن يرفعك لأعلى أو يقضي عليك تماما والخطأ فيه ممنوع خاصة إن نشراتنا تشاهد من قبل الآلاف ومن بينهم الكثير من العيون الناقدة من الخبراء والمهتمين في هذا المجال فما يمكن أن ينطلي علي الصم لن ينطلي علي غيرهم من الخبراء ولهذا فنحن نحاول أن نكون دائما على قدر عال من الحرفية.

وينتقل بنا محمد البنعلي إلى جانب مهم من جوانب إسهاماته في مجال عالم الصم وهي مرحلة انجاز القاموس الاشاري العربي الموحد للصم الأول والثاني فيقول: إنني شاركت في إعداد الجزء الأول الذي صدر منذ أكثر من خمس سنوات وكذلك في القاموس الثاني الذي صدر منذ عامين تقريبا وكنت نائب رئيس اللجنة الفنية التي شاركت في إعداد القاموس بالإضافة إلى مشاركتي في القاموس الجغرافي.

ويضيف البنعلي : أنا اعتبر إن القاموس الاشاري الثاني هو نقلة نوعية للأصم العربي وإشاراته لأنه يحتوي علي كثير من المصطلحات التي كان يجهلها الأصم العربي أشارياً مثل كلمات الديكتاتورية والاشتراكية حتى علي مستوي كلمات أخرى مثل ذكر وأنثى فكان يتم التعبير عن هذا المعني بالرجل والمرأة وكانت الصعوبة في تعريف باقي المخلوقات مثل الحيوانات المذكرة والمؤنثة.

ويضيف البنعلي : كنت دائما ارجع لبعض الصم المؤهلين لتوليد إشارات جديدة حتى نستطيع مجاراة اللغة المنطوقة علي سبيل المثال :ترجمة كلمة حركة سياسية و جبهة سياسية و تنظيم سياسي وغيرها.. لان هدفي هو توسيع مدارك الأصم دون الالتفات إلى من هو صاحب هذه الإشارة أو تلك.

وعن إسهاماته الأخرى في مجال عالم الصم يقول البنعلي: قمت بتنظيم عدد كبير من الدورات وكانت تتوزع علي جهات حكومية وعلي الراغبين من الناس العاديين وعلي المتخصصين في مجال لغة الإشارة.

ويشرح البنعلي قائلا : ومن أفضل الدورات التي قمت بتنظيمها ولاقت نجاحا هي دورة متعمقة في لغة الإشارة للإعلاميين العمانيين الذين سوف يقومون بإذاعة لغة الإشارة في التليفزيون العماني وشاركت بورقة عمل تحمل اسم مطبات وهي كناية عن الأخطاء التي قد تقع من المترجم بسبب سوء تقدير منه للمعني المقصود.

ويشير البنعلي إلى إن دورات أخرى حققت نجاحا كبيرا علي مستوي آخر مثل دورة منتسبي أفراد الداخلية وهذه تعتبر بادرة طيبة تحسب للداخلية حيث إن المبادرة جاءت من قبلهم هم ولاقت نجاحا واستحسانا كبيرا من المسئولين بالوزارة حتى إنهم اعتمدوا ثلاث دورات أخرى بالإضافة إلى السابقة وكانت مقسمة علي قسمين قسم للرجال وقسم للنساء والأولى تكون بمثابة تعليم أساسيات لغة الإشارة والثانية دورة متعمقة وهاتين الدورتين هما أهم دورتين تم إجراؤهما.

وعن دوره في مركز الصم يقول البنعلي : إن مركز الصم هو من المراكز الجديدة بالقياس بالمراكز الأخرى القديمة التابعة للهيئة العامة للشباب. وهذا المركز يخدم فقط الصم وكان يحتاج إلى جهد كبير حتى يظهر هذا المركز ويستطيع أن ينافس في الأنشطة الثقافية والاجتماعية لمنتسبيه الصم.

ويضف البنعلي قائلا : أن كوني أميناً لسر المركز فان هذا الوضع يتطلب مني جهدا كبيرا فبالإضافة للاعتماد علي الذات للاستفادة من الخبرات السابقة لأمناء السر في المراكز المختلفة الأخرى وكيف يعملون لكي أتعلم الخبرات منهم والحمد لله إنني وفقت في ذلك لان هدفي هو إبراز الأصم القطري بجنسيته أمام الناس واجعله ينافس في المحافل المحلية والعالمية. وهناك نماذج عديدة اكتشفتها من خلال عملي والحمد لله إن حكومتنا ممثلة بالهيئة العامة للشباب لا تقصر في تقديم العون لنا ولكن المشكلة التي تواجهنا هي نقص الكوادر الوطنية بالذات وأنا أتمنى أن يكون لدينا الكوادر الوطنية المؤهلة من الجنسين وهذا المجال هو مجال أنساني كما إن مردوده المالي مشجع أيضاً.

وعن خططه المستقبلية يقول : أن خططي المستقبلية تقوم علي نشر لغة الإشارة بالتعاون مع الجهات الأخرى مثل المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ومركز الشفلح لأني اشعر بان لدي علم وخبرة يجب أن يستفيد منها المجتمع وأنا لا ابخل علي احد من أبناء وطني بأي مشورة وما دمت استطيع العطاء فأنني لن أتوقف عن ذلك.

وعن طبيعة العمل في مركز الصم يقول البنعلي : إن العمل في مركز الصم متعب جدا لكنه ممتع جدا في نفس الوقت والمتعة فيه تكمن في قدرتي علي تذليل المشاكل والصعوبات التي يعيشها الأصم وإفادتهم في كيفية الإدارة والتعامل مع الناس.

ويضيف البنعلي : أن من ضمن أهدافي إبراز أكثر من وجه من القطريين الصم ولدينا خامات جيدة منهم تحتاج لبعض الصقل وهذا العمل يحتاج للمشاركة الجماعية ويحتاج للمساعدة في مركز الصم سواء المخصص للذكور أو المخصص للإناث.

ويشير البنعلي إلى انه يريد أن ينصح كل من يعمل مع ذوي الإعاقة أن يضع نصب عينيه بأنهم أمانة بين يديه ولا يحاول استغلالهم فيجب عليه أن ينصح ويرشد دون استغلال ويبرزهم أكثر من إبرازه لأنفسهم وهذا يعتبر من قبيل الصدقة الجارية له.

ويقول البنعلي : إنني أحب أن انوه إلى إن الأصم القطري يعتبر من أفضل الصم العرب الذين يجيدون لغة الإشارة العربية الموحدة وهذا يأتي نتيجة العناية الكبيرة بتعليمهم هذه اللغة والتدريب المكثف عليها منا ومن المسئولين عن هذا الأمر في البلاد.

http://www.raya.com/site/topics/art...=297742&version=1&template_id=20&parent_id=19
 
جميل ان يجيد جميع الصم اللغه الموحده
شكرا لك اختي الكريمه
 
حياك الله أخوي / تناهيد

شاكرة لك تواجدك ومرورك الكريم على الموضوع..




تقبل تحيتي
 
شكرا لك أختي الكريمة عاشقة البسمة ..
وأتمنى أن تهتم بقية الدول العربية اهتماماً جاداً بتعليم أبناءها الصم لغة الإشارة الموحدة , لأنها إنجاز عربي عظيم وليسهل التواصل بين الصم في الدول العربية , وهو إنجاز يستحق أن نفخر به فحتى البلدان التي لغتها الأساسية هي الإنجليزية لم يتوصلوا لعمل لغة انجليزية موحدة فهناك الإشارة الأمريكية والبريطانية ..... ومما قرأته أنهما مختلفتان عن بعضهما , فالحمدلله الذي وفق المهتمين من الصم العرب وغيرهم من المتخصصين وجمعهم لإنتاج هذا القاموس ..
 


حياك الله أختي / أم يوسف

شاكرة لك تواجدكِ ومروركِ الكريم على الموضوع ..

الصراحة الحمدلله على اهتمام حكوماتنا بمجال الإعاقة والصم بالذات في إصدارهم القاموس الإشاري العربي الموحد للصم

( الجزء الأول ـ الجزء الثاني )

واللي من خلالهما تم توحيد لغة الإشارة للصم بالوطن العربي تحت مظلة جامعة الدول العربي والإتحاد العربي للصم وإدارة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بقطر


تقبلي تحيتي

 
حياك الله أختي / آية الله

شاكرة لك تواجدكِ ومروركِ الكريم على الموضوع ..




تقبلي تحيتي​
 
حياك الله أختي / المحبة لدينها

شاكرة لك تواجدكِ ومروركِ الكريم على الموضوع ..




تقبلي تحيتي​
 

عودة
أعلى