التصفح للزوار محدود

التدخل القطري السعودي في الشان الداخلي اليمني

ابن الجنوب ال

Well-known member
احمد صالح الفقيه

ان مايجري في اليمن اليوم هو صراع قطري سعودي لاثبات الجدارة امام ولي نعمتهما الاميركي، ضمن سياق الثورة المضادة التي تستهدف ثورات الشعب العربي وحرفها لتصب في صالح الامبريالية الامريكية الغربية واسرائيل. وما لم تتمكن الامبريالية من تحقيقه عبر(الصدمة والرعب) في العراق ثم في لبنان في تموز 2006 ثم في غزة فيما بعد، من كي الوعي العربي، واشعاره بالعجز والياس من الخلاص من نيرها ونير عملائها الحكام، وتحرير فلسطين، تعمل اليوم على تحقيقه بيد العرب انفسهم.

فقطر تحاول ان توصل حلفاءها من الاخوان المسلمين الذين لفطتهم السعودية بعد احداث الحادي عشر من سبتمير والتقطتهم هي لتروج لهم في الغرب بالمثال التركي (الاخواني الاصل) ولدى الشعب العربي عبر قناة الجريرة بغرض ايصالهم الى السلطة لتحدي النفوذ السعودي في العالم العربي والذي قام على اساس رشوة الرؤساء والشخصيات السياسية في الاقطار العربية من فوائض البترودولار.

"الاخوان المسلمين" في اليمن ليسوا حركة نضالية كما كانوا في مصر او تونس بل هم عبارة عن ذيل للنظام اليمني وشركاء له في نهب البلاد والعباد بشقيهم القبلي والكهنوتي الاخواني والسلفي.

يندرج تفسير عودة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من السعودية وامساكه بزمام الامور من جديد في اطار تشبثه في السلطة، بتغلب المحور السعودي على المحور القطري. ان هذا التمسك بكرسي الحكم في هذه الحالة لا يعني استمراره هو في السلطة الى ما لا نهايه بل العمل على توريث السلطة لاحد انجاله حيث يطالب صالح ان يكون أحد انجاله موجودا في أي سلطة انتقالية في حال نقل السلطة نتيجة للضغوط الشعبية التي يتعرض لها، وذلك بعد ان اصبح يشعر كما تشعر الولايات المتحدة انه الاقوى بعد عجز الاصلاح وشركائه وفشلهم في انجاح مشروعاتهم السباسية التي فشلت كلها بسبب رفض جماهير الثورة لها، من لجنة الحوار الوطني الى المجلس العسكري الانتقالي الى مجلس توكل كرمان الى المجلس الوطني.

ان صالح ارتكب الكثير من الجرائم بحق الشعب اليمني وهو عاد ليغطي على تلك الجرائم عبر صفقة ينوي تمريرها بواسطة مبادرة مجلس التعاون في الخليج وتوريث الحكم الى احد انجاله عبر اجراء انتخابات مفبركة ومزورة وبمساعدة حزبه المؤتمر الوطني الحاكم.

استمرار صالح في استغلال مبادرة مجلس التعاون لتمرير مخططاته والاستمرار في طرح هذه المبادرة يساوي المزيد من سفك الدماء في اليمن.

ان دعوة صالح لاجراء انتخابات دعوة غير مقبولة، فكيف يمكن اجراء انتخابات نزيهة أو شفافة في ظل حكم نظام يرفضه الشعب ولا يثق به على الاطلاق.

ان ثورة الشباب الشعبية السلمية في الساحات لن تتحول الى مسلحة، ان من يتقاتل في اليمن هم قوات النظام بشقيه ذلك الذي حاول ركوب موجة الثورة وذلك الذي يقوده ابناء الرئيس وابناء اخوته.

هم يتقاتلون على المغانم والمكاسب ويعتبرون اليمن كعكة كبيرة لابد من تقسيمها، قوات الجيش التي تتقاتل مع قوات صالح ليست حامية للثورة وانما هي من تحتمي بالثوار لذلك سقط الثوار شهداء في الساحات والمواطنون العزل ودمرت ونهبت مكتسبات الشعب ومؤسساته.

هؤلاء الناس لا يهمهم من يموت ما يهمهم هو ان يصلوا الى السلطة باي وسيلة.

.الصراع السعودي القطري يجرى في اليمن على حساب الدماء اليمنية ولكنن اليمنيين سينتفضون على هذه الاطراف وسيتخلصون منهم قريبا جدا .

لقد انتشر الوعى بين الناس في الساحات والمدن والقرى واصبحوا يدركون بانهم يجب الايموتوا من اجل تحقيق مصالح هؤلاء المتنفذين الذين اشتركوا معا طوال 33 عاما في نهب البلاد وتعذيب العباد .

شارك التجمع اليمني للاصلاح في ما شهدته صعدة من قصف وقتل وتدمير همجي عبر البيشمركة الحاشدية، كما شارك في معظم حلقات مسلسل الطغيان وحكم الطاغية الجاثم على صدور اليمنيين طوال هذه ثلاثة عقود بما في ذلك اجتياح الجنوب ونهبه.

وها هو بهيمنته على الساحات يكاد يجهض الثورة الشعبية الكبرى، وقد أبان ذلك السيد عبدالرحمن الجفري بحصافة حيث قال في حديثه مع المصدر اون لاين:

"إن أي حوارات في ظل ثورة هو إضعاف للثورة.. ولم يحدث في التاريخ شيء من هذا إلا في اليمن ".

وأضاف في هذا الحوار مع "المصدر أونلاين" إن القول بأن اليمن له خصوصيته "نعم له خصوصيته لكن الثورة أيضاً لها سماتها وخصوصياتها وآلياتها وأدواتها وليس من ضمن ذلك الحوار مع نظام لإقامة تقاسم للحكم معه بينما الثورة قامت لإسقاطه".

وأشار إلى أن النظام كان يتساقط في شهر مارس الماضي، وكان حتماً سيسقط ذلك الشهر لولا الحوارات التي كانت تجري فيما دم الشباب الشهداء لم يجف ولم تشيع جنائزهم الطاهرة بعد. انتهى.

اشترى النظام ولاء كل راغب ذي نفوذ، قادر على تجنيد الأتباع وحمل السلاح، بغرض إدامة حكمه وتجنب أي معارضة مؤثرة. فجمع في جعبته السلفي والصوفي والجهادي وطبعا المشايخ والمغامرين والقتلة المشهورين وجعل كلا منهم يغني على ليلاه شريطة ألا تكون ليلاه معادية للنظام.

وقلدته قي ذلك المعارضة، الوجه الآخر للنظام، فضم اللقاء المشترك ذلك الخليط العجيب، وظننا أنها خطوة مباركة ينتقل فيها المتناقضون من الاحتراب إلى الحوار والعمل المشترك.

وقد اندلقت الجعبة، جعبة النظام وجعبة المعارضة، وخرجت أحشاؤها هذه الأيام، فإذا العسكري المتعصب السلفي الذي طالما كان عصا النظام يتحول إلى حليف لمن قتلهم بالأمس عبر التجمع اليمني للإصلاح، الذي اثبت انه تجمع للجهاديين والإرهابيين والسلفيين من كل نحله، والذي يدافع عن جنراله باسترجاع سيرة خالدبن الوليد.

وإذا بأحد أعمدته، الزنداني، ينادي بالدولة الإسلامية (دولة الفرقة السعودية الناجية) وكأن إرهابيي أنصار الشريعة والقاعدة في أبين لم يكونوا إلا رجع الصدى.

الإصلاح قاتل في الجوف لمنع تمدد الحوثيين كما يقول، ويقمع شباب الثورة السلمية بالتعاون مع حليفه الجنرال، ويتشدق بأنه يقود آو يخوض ثورة سلمية في صنعاء، بينما أنصاره يخوضون الثورة السلمية بالسلاح من أرحب إلى نهم إلى الجوف إلى مأرب إلى تعز وأبين.

ما لم يره حلفاء الإصلاح- على سفوره الشديد- فقأ أعين المجتمع الدولي فكان موقفه من الثورة في اليمن انه لن يسمح بتسليم البلاد إلى التجمع الظلامي مهما كان الثمن فأبين خير مثال على سوء المصير.

التجمع الذي طالما كان في هويته ونشأته وتاريخه اداة سعودية في اليمن،

يتصرف المكون الاخواني فيه بردة فعل على تصريح الامير نايف عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر "ان الاخوان المسلمين سبب كل المشاكل التي عانت منها البلاد" وهم يعملون وينتظرون متلمظين عودة شهر عسلهم السعودي فيقدمون الخدمة المجانية تلو الأخرى.

منذ عهد الخلافة الراشدة حكمت الأقطار الإسلامية باسم الإسلام من قبل سلطات أفسدت السلطة تدينهم وافسدوا على الناس دينهم. والتنازع على السلطة باسم الإسلام جعل دين كثير من العلماء أرق من قماش الشاش بسبب موالاتهم للحكام وإفتائهم بما يناسبهم.

الإسلام دين وأمه وليس دولة.عهد المدينة الذي وضعه الرسول أسس لدولة يكون فيها الدين لله والوطن للجميع. هذا بشكل عام. اما حزب الاصلاح فقد تاسس ليكون اداة بيد الرئيس علي عبدالله صالح بشهادة الشيخ عبدالله بن حسين في مذكراته وقد ساهم في قمع المواطنين واكتساح الجنوب بعد الوحدة.

الإخوان المسلمون تأسست حركتهم بتمويل من القصر الملكي المصري لضرب حزب الوفد العظيم آنذاك ودعمتهم بريطانيا لنفس السبب لان الوفد كان يطالب بالاستقلال.

وتاريخ الإخوان المسلمين هو تاريخ العداء لثورة يوليو 1952والعمالة للسعودية في صراعها مع حركة التحرر الوطني العربية بقيادة جمال عبد الناصر.

الخلاصة هم كحركة وحزب مشبوهون تربوا على الخيانة والعمالة ولا خير فيهم.

على رأي الدكتور علي الفقيه "النظام هو الرئيس والرئيس هو النظام، كلاهما اختصار للاستبداد والديكتاتورية والفساد". فلماذا مانع الإصلاح بشدة في الساحات أي تصعيد للتظاهرات السلمية لإسقاط النظام الرئيس بينما كان يستخدم السلاح في المحافظات لتدمير الدولة؟

وقد اثار انضمام أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر إلى الثورة ثم انضمام الجنرال علي محسن الأحمر يوم 18 مارس وقواته لساحة التغيير بصنعاء، بتنسيق مع "حميد الأحمر" وقيادة التجمع اليمني للإصلاح ، على خلفية المجزرة التي تعرض لها المعتصمون مخاوف شباب الثورة لكونهم من اكبر المستفيدين من نظام الفساد الشامل الذي أرساه صالح على مدى ثلاثة عقود.

وقد امسك الإصلاح بذيل الثورة منذ انضم إليها، وظل يمنع شبابها من تصعيد احتجاجاتهم وتظاهراتهم بأعذار مختلفة، بل ويستخدم البطش الأمني للفرقة الأولى للجم أي محاولة للانفلات من سيطرته الحديدية. بينما كان الشباب المستقلون يخشون من إن يؤدي الاصطدام مع عناصر الإصلاح إلى شق صف الثورة.

ولكن التمايز وتحديد المواقف بشفافية ليس فيه شق للثورة كما أن إدانة تصرفات أي فصيل هو نقد ذاتي يمارسه الثوار وهو يزيدهم قوة ومنعة.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو لماذا يرفض الاصلاح تصعيد وتيرة الاحتجاج السلمي للثوار في صنعاء بينما يستخدم السلاح ضد القوات المسلحة والأمنية في نهم وارحب والجوف والحيمة وتعز وابين ويعمل على نهب المعسكرات ومؤسسات الدولة؟

وقد يكون الجواب الصحيح أن التجمع اليمني للإصلاح وحليفه الجنرال علي محسن، يعملون حثيثا على الاستيلاء على معسكرات الجيش في المحافظات المختلفة، وإباحة نهبها للقبائل المحازبة لهم، ويمكن تفسير ذلك بأنهم يريدون الوصول إلى تسوية سياسية مع حزب المؤتمر لترتيب أوضاع ما بعد صالح، حيث تمكنهم سيطرة المشايخ الإصلاحيين، المستقوين بسلاح الدولة المنهوب في المحافظات، على حصد اغلب مقاعد البرلمان القادم، وربما إيصال مرشحهم إلى منصب الرئيس.

الاصلاحيون والجنرال حليفهم هم جزء من نظام صالح، وسيتبعون أساليبه للسيطرة على مقدرات البلاد، وسيقودونها إلى عهد من الصراعات اقسي وأمر مما في عهد صالح، فالايديولوجيون هم أسوا القتلة.

ومن جهة أخرى من المحتمل جدا أن تؤدي تصرفات الإصلاح وحليفه الجنرال إلى فرط عقد الدولة بصورة شبيهة بما حدث في الصومال، خاصة مع سيطرة القبائل على المدرعات والدبابات وراجمات الصواريخ، خاصة وانه من المؤكد أن الوحدات العسكرية التابعة للجنرال علي محسن لن تكون قادرة على ضبط الأمور المنفلتة في البلاد بدليل هزائمه المتواصلة في صعدة.

الذين يشتبكون مع معسكرات الحرس الجمهوري والأمن المركزي عناصر فبلية تابعة للتجمع اليمني للإصلاح طبقا لتقارير صحفية عديدة. وقد ادت هذه الاشتباكات إلى فرط عقد فرقة عسكرية كاملة مكونة من ثلاثة الوية وقوامها خمسة آلاف جندي وضابط في الجوف والاستيلاء على كامل معداتها لتستخدم من قبل الشيخين أبكر والعكيمي الإصلاحيين في القتال ضد الحوثيين حماية للحدود السعودية كما قالا طبقا لصحيفة الوسط، ليرتفع مستوى القتال القبلي الأهلي إلى مستوى القتال بالدبابات وراجمات الصواريخ.

ومع الجوف استولى القبائل الاصلاحيون على مواقع لواءين في نهم وهم يقاتلون أيضا للاستيلاء على مواقع ألوية في أرحب. وكذلك كان الحال في أبين التي أصبحت مرتعا للجهاديين من كل نحلة بعضهم على الأقل تابعون للإصلاح عبر اللواء علي محسن الأحمر.

هذه التصرفات غير المسئولة من قبل الإصلاح تمهد للصوملة عبر تآكل معسكرات الجيش اليمني وألويته المختلفة وعبر نهب وتدمير المؤسسات الحكومية ومقراتها من صنعاء إلى الجوف إلى أبين. وبالمقابل كان تصرف الحوثيين مسؤولا في صعدة، حيث لم يتعرضوا للوحدات العسكرية والمؤسسات الحكومية، وساهموا في بسط الأمن، لتصبح صعدة أكثر المحافظات أمانا منذ اندلاع الثورة في يناير الماضي.

كان المجتمع الصومالي كالمجتمع اليمني يحمل بين طياته نواة الانقسام القبلي وفرضت هذه الوضعية تأثيراتها على عملية بناء الدولة الصومالية الحديثة بسبب قوة الانتماء العشائري والقبلي منذ توحيد الشمال والجنوب في يوليو 1960، وحتى تفجر بدايات الحرب الأهلية في عام 1988 وبروز الاحتماء بالنظام القبلي وخلع الشعور بالمصلحة العامة للدفاع عن مصالح فئوية وعشائرية ضيقة. ونتيجة جملة اعتبارات، تزايدت حدة الصراع بين النظام الحاكم والقوى المعارضة له إلى حد تحدى شرعية الدولة ذاتها وسلطاتها، والنكوص إلى الأطر الاجتماعية التقليدية، كالعشيرة والقبيلة، كأبنية للتنظيم الاجتماعي بمعناه الواسع. وتحت وطأة ضربات المعارضة المسلحة تم إقصاء سياد برى من السلطة في يناير 1991، ليدخل الصومال أمام تداعيات انفراط عقد دولته، بمؤسساتها وأبنيتها وتنظيماتها، وتدشين مرحلة من التدمير الذاتي، والفوضى الكاملة، والفراغ الدستوري، وتدمير ما تبقى من مؤسسات وبنى تحتية.

التجمع اليمني للإصلاح يسير بنا في ذات الطريق الصومالي، ولو كان لديه ادني إحساس بالمسؤولية لحافظ على بنية القوات المسلحة كالحفاظ على حدقات الأعين، فهناك عشرات الوسائل للتعامل مع تجاوزات الحرس الجمهوري والأمن المركزي غير اقتحام المعسكرات ونهبها. فالجيش عماد الدولة وصمغ لحمة الوطن، ونهبه وتدميره خيانة عظمى للوطن.

اننا نرفض عسكرة الثورة كما نرفض سعي الاصلاح ركوب موجتها، ونرى انه لابد لقوى الثورة الحقيقية من التعبير عن نفسها امام العالم كله، والبداية هي في السيطرة على ساحات الثورة ورفض الهيمنة الاصلاحية عليها.
 
رد: التدخل القطري السعودي في الشان الداخلي اليمني

لاحول ولاقوا الا بالله اصبحت المملكه شماعه يعلقو فشلهم عليها
دام عزك ياوطن
 
رد: التدخل القطري السعودي في الشان الداخلي اليمني

اخي الكريم
لا طائل من مثل هذه المواضيع السياسيه سوى الخلاف والفرقه بين الاعضاء
ينقل للارشيف
 

عودة
أعلى