التصفح للزوار محدود

مابين الحق والباطل

أم الحسن

Well-known member
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ما بين الحق والباطل من صراع حُسمَ وفق شريعة السماء بما يحقق العدل والأمن والسلام لخلقه، لكن العلة في أشرار الناس ولذا شاءت قدرة العزيز الحكيم أن يخلق من الشيء زوجين اثنين، ومن ذلك الجنة والنار.

وفي أعماق الإنسان خيرٌ وشرٌ، وعلى الأرض وفيها الصالح والطالح من الأشياء، ولكل إنسان جادته بين هذا كله يختار وهو ملزم بالأصل من سنن وقوانين حاكمة لما خلق الله الجبار القادر، وللعدوان واغتصاب الحقوق الصور الجلية التي تجسد ذلك، حيث العدوان تجريد الحقوق بالقوة والقسوة والظلم، وهو عدوانٌ على كل ما استودعه العزيز الحكيم من خير وتقوى في النفوس، وهذا ما تجسده الحال في فلسطين فهو أبشع صورة تؤلم الحق ويفرح بها الباطل.

وكل مسعى للسلام له أصل ومرجعية، ومن ذلك أن تؤمن الأطراف بأن القوة والاعتماد عليها كما هي نصرة للباطل فهي كذلك للحق سواء كانت قوة عسكرية سياسية أو اقتصادية.

ومن يقارع الباطل بضعف لا حول له ولا قوة غير قادر على تحقيق السلام بتأثيره على الطرف الآخر، وبالذات أن الطرف الآخر له من يعزز موقفه من دول أخرى، وحالة كتلك لا تمهد لكلمة سلام قولاً أو معنى، فالسلام مع المغتصب ضائع ومفقود، فوجودهم على أرض فلسطين بدعم من قوى استعمارية لم يكن على جادة من حق أو مبشراً بالسلام، فهو من وهب ما لا يملك إلى من لا حق له.

فمفهوم السلام ومطلبه فيما بيننا مختلف ومتباين، وواقع الحال يؤكد ذلك حيث مشروعهم وعدوانهم وما يتبعه من أحلام لم تتحقق بعد على الرغم من ستين عاما مضت وأيديهم لا تفارق الزناد والشعب عسكري نظامي، أو أنه من الاحتياط، إنهم في قلق وخشية جاء بها الباطل وروع به النفوس قبل أن يكون من أصحاب الحق، وهذا عائدٌ إلى عدم اكتمال المشروع وإدراكهم أن الأرض ليست لهم فلا وطن يدّعونه يجمعهم على الأرض السليبة، ولا رابط من تاريخ واحد أو أصول واحدة غير الهوية الدينية.

ومن دروس الظلم والعدوان أن نتذكر عدوانهم التليد في عام 48م وبعض من انتصار في عام 56م وحرب 76م، ثم حرب 73م التي فتحت باباً للعرب لم تلجه حكمة السياسة، وقدرتها المكملة لأي قدر من الانتصار العسكري.

وعدوانهم متواصل على الشعب الفلسطيني يقتلون الأنفس الزكية كما تفعل أقسى الوحوش المفترسة، وما لا تفعل، ومع ذلك فالسلام مفقود وشواهد ذلك العديد من الحلول السلمية المرفوضة من قبلهم، قرارات الأمم الأمتحدة، وقرارات المحافل الدولية المتعددة، وأحكام من محاكم دولية، ومن ثم خارطة الطريق التي لم يجمع الكل من عليها، فالمبادرة العربية وهي الأهم لأن مصدرها صاحب الحق وليس من يدعي نصرته.

ومن المؤتمرات والمفاوضات نذكر مدريد وقبلها كامب ديفيد مع المرحوم السادات ثم أوسلو، وما بين أوسلو وأنابوليس من لقاءات.

أليس في هذا ما يشير إلى أن السلام مفقود، إن من يقرأ الحدث والفعل والتفاعل لا يستطيع أن يأمل بسلام مع المعتدي، فحاله قبل أي سلام مشحونة بالعسكرة المتواصلة، وبعد السلام إن وجد ستكون الحال بالنسبة لهم مزرية بأسباب قناعتهم ومفاهيم العدوان والاغتصاب وقيم أخرى كالحق والصدق وتأثير كل القيم الإنسانية على كل ما يسعون به على كل طريق، فمن استولى على حق الغير لا تحميه القوة إلى الأبد فالتاريخ مصدرٌ وعبرة وحركته أسرع من أي حركة على هذه الأرض لا تعرف التباطؤ ولا السكون.

وإن استبشرنا بعودة الحق أو بعضه فمسؤولية ذلك علينا، ومدى القدرة على إدارة الصراع، ثم أمر هام وهو أن من أتى بهم ويؤيدهم يفيق على حقائق لا يجهلها، والمطلوب التفعيل لها وفق منطق قوة الحق لا حق القوة.

إنها قضية حالها غريب لا مثيل له في العالم، وهي شاهد على العالم وعلى مدى فساد بعضه في الطريق والهدف حيث تجتمع قوى على غزو العراق، وما حدث في الهرسك والبوسنة وغزو أفغانستان بدافع لا يحسب اعتبار لحق فيجتمعون على الظلم والباطل بينما على أمر الصراع العربي الصهيوني واضح الانحياز للباطل وبامتياز.

ولعل لقاء أنابوليس وما جاء به يتضح فيما لخصته تصريحات رئيس وزرائهم إلى جانب الحصار على غزة والقتل المتصل، وما يبنى على القدس الشرقية من بئر الاستيطان. والمحصلة، لماذا نحن نريد السلام، ولماذا هم ومن وراءهم غير ذلك؟ وإن كنا نريد السلام فعلينا أن نراجع الطريق كما يجب ويتطلب أمر القضية، وهو كبير وأكبر ما ينزو على هذه الأرض، تلك الأرض ومن عليها التي سنت لها قوانين ومعادلات، وبُعث لها رسلٌ ومنذرون ومبشرون، وأنزل من الهدي ما جاء به رسول الحق خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.

وحتى لا يكون سلاماً مفقوداً ولا ضائعاً فالكل على موعد مع عبرة التاريخ ودروسه عرباً وصهاينة، وهؤلاء القوم منذ رسالة موسى عليه السلام كان منهم المؤمنون ومنهم الكفرة والفكر الصهيوني لا تعنيه الجوانب الروحية، فالغاية تبرر الوسيلة (وقد قال العزيز الحكيم في محكم القرآن الكريم ما نصه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ} سورة المائدة: 66)، كما قال سبحانه وتعالى: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ} .النساء 160 - 162).


 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
 
بارك الله فيك اختي الكريمه
 
العرب قلوبهم طيبة ومشاعرهم مرهفة

لذلك بيحبوا العفو والتسامح وبيحاولوا يطبقوا الدين مع اعدائهم

" ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو " رغم انهم ما بيطبقوه مع بعضهم

ولكنهم تشاحنوا وتفرقوا ا فذهبت ريحهم :7:،، بالاضافة الى انهم يسعوا

بجهد لتحقيق السلام من اجل شعوبهم الضعيفة ،

مع انهم متأكدين ان استحالة سلام مع صهيون :1:

ومهما كان فى مؤتمرات او لقاءات
جسد الامة العربية ما هيشفى الا بانتزاع شوكة منه اسمها " اسرائيل" :12:
 
شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لك ... لكم مني أجمل تحية .
 

عودة
أعلى