التصفح للزوار محدود

أماه ... معذرة

استلقت على سرير يبعدني باصابع معدودة
بعد ان انهكتها مشاغل واعمال البيت
مع ما قد علا جسدها من المرض الذي أخذ منها مأخذه
استلقت قاذفة بجسدها المتعب
وغارقة في إغفاءة هي تدري بأنها لن تطول بها لأن تصير نومة هنيئة مريحة.

فاقتنصت الفرصة، واغتنمت اللحظة
لأمتع وأملأ ناظري بذلك المحيا الجميل
التي خط فيه محراث الزمن ديوان الايام والليالي
كأنه شعر حر لا قافية له ولا ميزان
ورسمت فيه ريشة الأحداث سائر الألوان
كأنها لوحة توحي لك رؤيتها انها مليئة بكل ألوان واصناف الحياة

إنها لحظة نادرة لأتأمل لون بشرتها التي علاها الشحوب
لأتأمل ثغرها الباسم رغم ما مر عليها من الخطوب
لأملأ عيني من رؤياها إذ أستحي تحقيق النظر إليها وجها لوجه إجلالا واحتراما

وبينما لا زلت في استراقٍ للنظر وتدقيق، إذ لاقت عيني -انتباهها من غفوتها- عينَها
وكانت ثواني كأنها زمن سحيق
فللعيون حديث وبيان كما للألسن حديث وبيان بل أبلغ وأعمق
أغمضت طرفي وقد سكن في أعماقي ما أوحت به عيناها
كان شعورا استكن لم أحس بمثله قبل...
فقلت: أماه .. معذرة
قالت على عجلة: علام ياولدي
أجبتُ بما استطعت قوله من كلمات: على ما مرَّ من مُرِّ الأيام.. وخطوب الزمان..
أيا أماهُ ، كمْ همٍّ طويلٍ *** مضى بكِ لمْ يكنْ منهُ نصيرُ
أيا أماهُ ، كمْ سرٍّمصونٍ *** بقلْبِكِ، مَاتَ لَيسَ لَه ظُهُور

فقاطع اعتذاري صوتها وقد علاه غضب فيه عتاب:
لا، فأنا على ما ترى لي سعادة القلب، وإيمان بما قضى به الرب
فلا مُر في الزمان يا بُني ولا خطوب
فبادرت كلماتها: ألم تصبري على الحمل والوضع والرضاعة والفطام
ألم تبقى في رعايتي وحيدة إلى الآن
ألم تتحملي كلام الأهل والجيران
ألم تخفي دموعك في المواقف الحرجة عن ناظري
ألم تقدمي أغلى ما لديك لأجل خاطري
أَوَ تظنونني عما حولي غافل لاه..
أنت على احتياج منك إلي الآن.. لكني لا أملك ولا أستطيع لك شيئا
فأماه.. معذرة
ما زال صوتك يا أماه يجلدُني *** إني أسأتُ وجئتُ اليوم معتذرا
لا والذي خلق الدنيا وصورّها *** ما خنتُ عهدك يوماً ، ما قطعت عُرى

ثم قامت خارجة من البيت
فاستيقظت من جولان الخاطر، الذي سرقته مني رؤية ونظرة من عينيها
لقد كان حوارا روحيا أملاه ذاك اللقاء على غير ميعاد
حوارا كانت تدور فصوله بين حُرِّ العيون
تمنيت لو كان ما سطرته على الأوراق بوحا لها تسمعه كي تعلم عظيم امتناني لها وإحساسي بما تلاقيه
لكن هكذا شاء ربي وقضى
فكتبته بمداد الحياء خطا على صحيفة من النور
كانت نبضة مديدة بامتداد الحياة
مضيئة بنور المحبة والحنان
فأماه.. معذرة
وإلى أن يفيض القلب بنبضة أخرى نلتقي

 
رد: أماه ... معذرة

هنيئا لك بهذه العلاقة الطيبة بوالدتك وجميل جدا ماترجمته عنها من ايمان بالقضاء وحب وعطف تجدو عندها ملاذك
لاكن اتمنى عليك ان تخبرها بكل مشاعرك تجاهها فسيخفف عنها الكثير وكي لايبقى مكبوتا داخل تجاويف النفس
حفض الله لك والدتك واسعدك بالدارين
شكرا على هذه الفضفضة التي تنم عن شفافية الروح وثقل القيد
 
رد: أماه ... معذرة

والشكر موصول لك أختي الكريمة
إذا أبديت لها مشاعر هكذا أزيد حرقتها
وقد حاولت وذلك بعض ما أردت بيانه من هذه الفضفضة
فقلت:
فقاطع اعتذاري صوتها وقد علاه غضب فيه عتاب
وحياك الرحمن اختي الفاضلة

 
سلامي لها . . .

سلامي لها . . .

أحنّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي




و تكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم




و أعشق عمري
لأني إذا متّ
أخجل من دمع أمي !





http://www.youtube.com/watch?v=yludzvLGjAQ&feature=player_embedded






موضوعك جميل جميل
لأنه يتحدث عن إنسانة عظيمة
و عن عطــاء و حنان كبيــر




كل التقدير لكليكمــــــا
قلمك الحر
و ملهمتك بارك ربي بقواها و بها و أجــزل أجرها
و كل أم غالية خاصة أمهات ذوي الإرادات العالية



جعلك الله قرة عين لها


 
رد: أماه ... معذرة

فبادرت كلماتها: ألم تصبري على الحمل والوضع والرضاعة والفطام
ألم تبقى في رعايتي وحيدة إلى الآن
ألم تتحملي كلام الأهل والجيران
ألم تخفي دموعك في المواقف الحرجة عن ناظري
ألم تقدمي أغلى ما لديك لأجل خاطري
أَوَ تظنونني عما حولي غافل لاه.
أيُّ ملاكٍ طاهر أنتِ
فهل الأحرف تليق بمقامك
وهل المداد يكفينا لشكرك
وهل من بر يجازيكِ

بوركتَ اخي الفاضل على صدقِ ماخطه قلمك
مهما كتبنا عن الأم وعن مشاعرنا نحوها
قواميس العالم تعجز عن إسعافنا
فكيف بأمهاتنا ؟!؟

كل الشكر​
 
التعديل الأخير:
رد: أماه ... معذرة

أختي الكريمة مهتمة
تقبل الله دعائك
ولك مثله وأكثر
شكرا على الاضافة

وشكرا لاهتمامك
بوركت

 
التعديل الأخير:
رد: أماه ... معذرة

أختي الكريمة صمت الليالي
نعم، لا توجد مفردات تدل على مشاعرنا اتجاه الأم
لا تطابقا ولا تضمنا ولا لزوما
لأن الحب الصادق لا يستطيع وصفه لسان ولا أن يخط معناه وحقيقته بنان
فلا يعرفه إلا من شعر به
حياك الرحمن

 
رد: أماه ... معذرة

أحاسيسك جد جميلة ومعبرة أخي عبد الرحيم حفظ الله أمك وجعلك ذخر لها
 
رد: أماه ... معذرة

يــــــــااااااه

اي مداد يسعفني في الكتابه

عن مقام امي ومكانتها وماقدمته وستقدمه

تلك العظيمه الحليمه الجميله

اخي الكريم

اي مديحٍ يليق بك وبقلمك ؟؟

مقطوعه مذهله تبارك الله

ابدعت وخالقي ..حفظك الله

وحفظ لك غاليتك واقر عينها بك

دمت بخير وهناء .
 
رد: أماه ... معذرة

ما أجمل ذلك الحوار الروحي وما أعمقه !!!!!!!
وماأبدع الكلمات فيها !!!!!!
أقف خجلة محتارة كيف أجاري كلماتك وعبقها
وقد أرتابت في الرد وعدمه

فوالله لم أقرأ موضوعا من قبل وتنهر فيه دموعي بغزاره مثل هذا الموضوع
ولم يوقف دموعي الا خوفي على اخي الصغير الذي يبلغ من العمر 4 سنين عندما رأني ابكي بغزاره فصدم
واسرع يجري الى امي ليخبرها ما اصابني والدهشة تملئ وجه .. ويليه صوت المأذن للصلاة
"فصدق الحق وزهق اباطل ان الباطل كان زهوقا "

ربما لانني عجزت عن تعبير مضمونه ... وقد أشتاق قلبي لفضفضة أحس ان اصل بها إلى فؤاد أمي
أحسست أنني افرغت مشاعري كلها بدموعي

فلك كل الشكر والتقدير اخي الفاضل
واعتذر لا استطيع المتابعة اكثر
 
رد: أماه ... معذرة

ما أجمل تلك الكلمات فى حق الام
حفظ الله امهاتنا وبارك لنا فى أعمارهم

دمت اخى وادم الله قلمك المميز وأحاسيسك الجميله
وفقك الله
 
رد: أماه ... معذرة

أختي الكريمة روح التحدي
لقد شعرت بالاحراج حقا
فلا لا أدري حقيقة ماذا أقول
ولا بماذا أعلق ولا كيف ينبغي أن يكون ردي وجوابي
فآثرت أن يكون ردي زيادة وإثراء
لأمك حق لو علمت كبير. كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي لَها من جواها أنَّةٌ وزفير
وفِي الوضع لو تدري عليك مشقة فكم غُصصٍ منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها ومن ثديها شُربٌ لديك نَمِير
وكم مرّة جاعت وأعطتك قوتَها حُنُوًّا وإشفاقًا وأنت صغير
فضيّعتها لَما أسنّت جهالة وطال عليك الأمر وهو قصير
فدونك فارغب فِي عميم دعائها فأنت لِما تدعو إليه فقير


شكرا على حسن كلامك وتعليقك
 
رد: أماه ... معذرة

أختي الكريمة روح التحدي

لقد شعرت بالاحراج حقا
فلا لا أدري حقيقة ماذا أقول
ولا بماذا أعلق ولا كيف ينبغي أن يكون ردي وجوابي
فآثرت أن يكون ردي زيادة وإثراء
لأمك حق لو علمت كبير. كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي لَها من جواها أنَّةٌ وزفير
وفِي الوضع لو تدري عليك مشقة فكم غُصصٍ منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها ومن ثديها شُربٌ لديك نَمِير
وكم مرّة جاعت وأعطتك قوتَها حُنُوًّا وإشفاقًا وأنت صغير
فضيّعتها لَما أسنّت جهالة وطال عليك الأمر وهو قصير
فدونك فارغب فِي عميم دعائها فأنت لِما تدعو إليه فقير

شكرا على حسن كلامك وتعليقك
أخي العزيز
كان إثرائك بمحله .. وزيادته زاد عمقا
وحري بي أن أعترف أنني لن أستيطع إيجاد وصف
ولا مقاما يليق بتلك النفس الطاهرة النقية
ولو أستهلكت بحور الشعر وبيت القصيد كله
أعترف أنني لن أستطيع مجازاتها لو بقيت عمري كله تحت قدميها
وأعترف أنني مقصرة في حقها ... ومالي طريق ولا وسيلة لأأوفيها حقا
غير دعوات يبثها قلبي لخالقه بأن يحفظها ويجزيها الجزاء الأوفى
سعادة تطيب بها نفسها دنيا وأخري وجنة الخلد منزلها اللهم آمينا

واعترافي الاخير أن لكلماتك الرائعة عن الام لها صدى خاص في قلبي
وكل كياني
فأسال لله لك راحة تملا بالك .. ويقينا يملا نفسك .. وايما نا يملا قلبك ..وحبا لله يغذي أفكارك
اللهم آمين
 

عودة
أعلى