التصفح للزوار محدود

مداد القلم .. من المستفيد الحقيقي من خدمات الشفلح؟

عاشقة البسمة

ناشطة في مجال حقوق ذوي الإعاقةمشرفة منتدى أخبار ال
مداد القلم .. من المستفيد الحقيقي من خدمات الشفلح؟

غياب البرامج والخطط الإستراتيجية تعوقان أداءه

• التقويم اللغوي والنطق والعلاج البدني والنفسي.. خدمات غائبة

• أين حقوق المدرسين ولماذا غابت الكوادر القطرية عن أعمال المركز؟


بقلم: مريم الخاطر (كاتبة وإعلامية قطرية ) ..

يذهل انبهارا وإعجابا كل من يزور مبني مركز الشفلح لذوي الاحتياجات الخاصة من روعة البناء والتصميم الهندسي والفني الفذ لهذا المبني التعليمي، ولكن الإعجاب هذا لا يكاد يتجاوز روعة البناء المعماري المزود بالخدمات المبهرة التي لا تنسحب تكافؤا علي مدي الفائدة التي تعود علي المجتمع القطري منه وذلك خلافا للتوجهات السامية التي أنشأت هذا المركز عام 2001 لخدمة هذه الفئة من أبناء المجتمع القطري مواطنين ومقيمين حيث يفترض أنه مؤسسة غير ربحية ذات نفع عام توفر التعليم الخاص وأنظمة العلاج والرعاية للأطفال ذوي الإعاقات من سن الولادة وحتى 18 سنة والتأهيل المهني حتى سن 22 سنة، بحيث تكون الإعاقات من حركية وعقلية بجميع درجاتها، توحد وبط ء التعلم هي المعايير الرئيسية لتلقي العلاج والتسجيل فيه دون دخول اعتبارات أخري لتقديم الخدمات، من تقديم الوساطات والمحسوبيات وتقديم أبناء وأقارب البعض أو أبناء الدبلوماسيين الدوليين في الدولة دون أن يكون لكثير من المستحقين لخدماته من قطريين ومقيمين نصيب منه.

لعل أول ما يستحق الإشادة في الشفلح هو العناية الكريمة التي أولتها صاحبة السمو لهذه الفئة ليس بالرؤي والخطط فحسب بل بمتابعتها الحثيثة لشأن هذه الفئة عن كثب والتي ما زلت أذكر كيف سخرت سموها في بداية احتضانها للمشروع يوم العيد لزيارتهم في مقرهم في مستشفي الرميلة محملة ليس بالورود والهدايا فحسب بل ببرامج عملية طموحة ناهيك عن إنشاء مركز الشفلح ذاته.

لم تحمل سموها الرؤية فقط بل حملت علي عاتقها الرسالة بأمانة واستأمنت الآخرين عليها، والتي جعلت الأيدي بحق ترتفع لسموها بالدعاء إذ نقلت هذه الفئة من الظلام إلي النور ومن التهميش إلي التفعيل ومن الظلم والغبن الاجتماعي إلي العدالة الإنسانية، تلك الإرادة الفاعلة التي جعلت الأسرة القطرية تنتقل في سلوكها من الخجل الاجتماعي المتمثل في إخفاء المعاق وكأنه وصمة عار علي الأسرة إلي جعله مصدرا للفخر والاعتزاز ليمارس حياته الطبيعية ويتعلم ويتدرب أسوة بأقرانه الآخرين ، الإرادة التي عجلت بظهور قانون لذوي الاحتياجات الخاصة مطلع عام 2004 بشكل مبكر سبق غيره من قوانين الأسرة الأخرى.

نجح مركز الشفلح في توفير جميع الخدمات المساندة للمعاقين تحت سقف واحد وجمعها بعد الشتات من علاج طبي ووظائفي ونطق وتقديم الخدمات المساندة بجداول منظمة أسبوعيا، فضلا عن تنظيمه لفعاليات متعددة تهدف إلي مشاركة أطفال المركز في مختلف المناسبات الوطنية وإدماجه بها وتعزيز انتمائه وثقته بنفسه.

نجح الشفلح مؤخرا في الانتقال المكاني والتوسع بافتتاح مركز من أكبر مراكز العالم لخدمة هذه الفئة ، استوعب إلي الآن 400 طالب وطالبة.

رغم قصص النجاح، أتمني أن يتسع صدر القائمين علي الشفلح لما سيرد من ملاحظات بهدف تعزيز مسيرته. إذ لا توجد خطة عمل إستراتيجية للشفلح، إذ ليس هناك برنامج إشراف أو توجيه مشترك بينه وبين مؤسسة حمد ومستشفي النساء والولادة، فرغم تقدم العلم واستطاعة المرأة اكتشاف الإعاقات منذ الأشهر الأولي من الحمل، إلا إنه لم يحدث قط أن قدم الشفلح في هذه الوحدات برامج توعوية أو إرشادية للمرأة الحامل، رغم أنه تغص أروقة المستشفي بطوابير النساء أمام العيادات المتعددة في ازدحام شديد وخانق دون الاستفادة من هذا الانتظار الطويل في وضع شاشات دوائر مغلقة أو دورات بشرية توعوية لمتخصصين، فيمضي وقت انتظارهم بين التأفف والضجر أو تبادل الحديث أو التحدث بالمحمول أو القراءة الحرة ، كل حسب وقته واهتماماته وثقافته فيضيع وقتا وفرصة مثمرة كان الأجدر الإفادة منها.

ناهيك عن غياب برامج الشفلح غيابا تاما عن الصدمة الأولي التي تعانيها أي أم حامل لم تكتشف إعاقة جنينها إلا في غرفة الولادة، فتترك الأم وحدها تتجرع هذا القدر دون أن تجد يدا حانية تخرجها من صدمتها لا بكلمة أو كتيب أو فيلم إرشادي أو حتى إرشادات شفوية أو نظم مؤسسية تحيلها علي المتخصصين للمتابعة فور الخروج من مستشفي الولادة، فتترك حالة الإعاقة الجديدة علي الأسرة رهن اجتهاد كل امرأة أو أسرة مع وليدها من قراءات تثقيفية شخصية، وقد كان الأجدر أن يحظي كل مولود ببرنامج (رعاية شاملة) تعالج المولود وتدرب وتؤهل كل أم لنوع إعاقة وليدها خصوصا أن الإعاقات تتبعها مشكلات أخري جسدية ونفسية ومشكلات سمعية وبصرية أو قلبية قد تجهلها الأسر فتتفاقم.

الشفلح يؤكد أنه يعمل للطفل في قطر من عمر الصفر، وما أدراك ما الصفر الذي خرج به الكثيرون؟ رغم أنه يتناول في عمله الشقين التعليمي والعلاجي, بحيث تتضمن الأقسام داخل المركز 5 وحدات مختلفة: وحدة التدخل المبكر، وحدتا تعليم ابتدائي خاصة، وحدة مرض التوحد والوحدة المهنية.

برامج الشفلح المسطرة في الكتيبات تنص علي أنه يقدم برنامج دعم الأسرة وتوعية المجتمع ، فأين هي هذه التوعية؟ هل خرجت إلي الواقع العملي فاستهدفت الفئة المقصودة في مواقعها في المجتمع؟ هل التظاهرات الإعلامية في المؤتمرات وحدها تكفي دون أن تنسحب نتائجها العملية علي المستفيدين؟

ولماذا وحده الشفلح يهدر سنويا الأموال علي المؤتمرات التي كان الأجدر منه استخدامها في تأهيل المدرسين المتخصصين مهنيا والذين يتعذر بنقصهم رغم تخرج أفواج من دبلوم التربية الخاصة من مدرسات ومدرسين قطر وإحالتهم علي البند المركزي، فضلا عن أهمية الأموال في الصرف علي الخدمات الفعلية للمعاقين الذين تتزايد أعدادهم عاما بعد عام؟

البروبغندا الإعلامية الزائدة قد تكون سببا من أسباب العجز الداخلي وأسلوب للتغطية أو التعمية.

المُثُلُ تقول: إن الشفلح يقدم برنامجا للتشخيص والتقييم يزعم فيه أنه يتم فحص كل طفل بشكل دقيق من قبل مجموعة من الاختصاصيين لتزويدهم ببرامج تعليمية مبنية علي خطة تعليمية انفرادية، هذا صحيح ولكن كم عدد المستفيدون ؟بل ومن هم المستفيدين؟ وهل التشخيص دائما دقيق؟

مُثُلُ الشفلح تهدف في وحدتها المهنية إلى تعليم الطلاب المهارات المناسبة واللازمة لمساعدتهم علي الاندماج في المجتمع بشكل أفضل،ولنسأل بعض الأسر التي تعلم أبناءها في الشفلح ما سبب تردي وضع أبنائهم ولماذا انعزلوا عن المجتمع بعد تلقي سنوات تعليمهم الأولي فيه؟ سؤال نريد منه أن نشخص الداء ليقدم المختصون الدواء وليس الهدف منه نقد الشفلح أو التعريض به.

أما الخدمات طبية مثل التقويم اللغوي والنطق والعلاج البدني والوظيفي والنفسي وتحليل السلوك التي يزعم الشفلح تقديمها، فأسألكم أن تقتربوا من أسر المعاقين لتسألوهم : من يقدم لهم هذه الخدمة. وبكم؟ وأين؟

ستصلكم الإجابة التي وصلتني: في مراكز خاصة وعلي حسابهم الخاص. بل وعن طريق مدرسين خصوصيين يقومون بزياراتهم في البيوت وبتكاليف باهظة. هذا رغم أن المؤشرات الإحصائية تقول إن عدد المستفيدين الفعليين من الشفلح هم 400؟ إذاً فكم عدد المسجلين في المراكز الخاصة؟ أو علي يد المدرسين الخصوصيين؟ أو في مدارس الدمج؟ أي كم عدد غير المستفيدين من الشفلح الضخم في قطر؟

أما خدمات الاستشارة العائلية للأهالي والأبناء للتدريب علي فهم كيفية التعامل مع صعوباتهم، فهل وضع الشفلح لهذه الفئة خطا ساخنا لتقديم هذه الاستشارات؟ وما رقمه إن وجد؟ ولماذا لم يعلن عنه الشفلح مثله مثل خط مركز حماية الطفل والمرأة أو الاستشارات العائلية؟ أم هو رقم سري أو خاص؟

الأسر في الحقيقة لا تعرف إلا المعاق الحركي، أو معاق متلازمة داون شكليا، فهل اجتهد الشفلح في حملة توعوية للمجتمع تضمن الفرق بين كل إعاقة وأخري في الشكل والوظائف والآثار؟ حتى الصحف والصحفيون أنفسهم يخلطون بين صورة نوع إعاقة وآخر في أي تحقيق أو موضوع دون أن تصلهم من الشفلح توضيحات أو تقارير أو تدريبات للصحفيين في هذا الشأن؟

أين التدخل المبكر عفوا ، ولمن؟ بل أين التدخل المتأخر أيضا، فقبل تدشين هذا الصرح المعماري الحديث لمبني الشفلح ، كان القطريون يواجَهون برفض تسجيل أبنائهم المعاقين فيه تعذرا بأن المبني القديم لا يتسع لتدريب أكثر من50- 55 طفلا معاقا، أما مع المبني الحديث الضخم ، فما زال التعذر قائما في مفارقة عجيبة ليس تقديرا لحجم مبناه فقط ، بل في ظل ما يستوعبه أيضا من أجهزة ومعدات وبنية تحتية مبهرة تزيد طاقتها علي 400 متدرب كما يزعم به، ولا نعلم سبب تنحية المستفيدين من تلقي هذه الخدمات وجدولتهم في قوائم انتظار قد تقبع سنين، ولمن يريد أن يستوضح أو يتأكد عليه أن يسأل أي أسرة قطرية لديها معاق؟ أو فليتجه إلي القوائم المدرجة في أجهزة وزارة الشؤون الاجتماعية؟

فضلا عن إنه ليست هناك توعية من أي جهة تعلم الأسرة التي يغيب عليها معرفة القوانين بأن قانون الضمان الاجتماعي وقانون ذوي الاحتياجات أيضا قد كفلا لوليدهم المعاق راتبا للضمان يستحقه منذ ولادته مع أجر خادم يرعاه، فمن المسؤول عن ذلك ومن المستفيد؟

الموضوع يحتاج إلي تضافر جهود الشفلح مع مجلس الأسرة ووزارة الشؤون الاجتماعية اليوم. هذا ومجلس الأسرة قد أصدر مؤخرا كتيبا رائعا في الإرشاد الأسري لأسرة المعاق عند الصدمة الأولي يحبذ أن تزود به وحدة (النساء والولادة) في مؤسسة حمد.

والسؤال الآخر الجدير بالطرح الآن:إنه في ظل نظم التعليم الحديثة في قطر، وفي ظل العمل لحق المواطن في تعليم إلزامي مضمون وفقا للقانون سواء تعلم في مدارس حكومية أو أجنبية أو خاصة، هل كفل مجلس التعليم حق المعاق أيضا في مدارس التعليم الخاص؟

وهل تنسحب عليه وقفية التعليم بالمبلغ المحدد لكل طالب علم في الدولة بحيث يستفيد من كوبونات التعليم في أي مدرسة خاصة أراد؟ خصوصا وإننا لا نؤمن بعملية دمج المعاق مع الأطفال في المدارس الحكومية أو المستقلة التي لم تؤهل أو يؤهل من فيها لاستيعاب هذه الفئة التي طردتها بعض المدارس مؤخرا مع إشكاليات التحول من حكومي إلي مستقل؟ لتركهم عالة علي المجتمع؟

التجربة العكسية للدمج والمتبعة في الرياض كما يري البعض أثبتت أنها أفضل بحيث يدرس المعاقون في مدارسهم الخاصة بصعوبات تعلمهم ومن ثم يدمج معهم الأطفال العاديون في أيام مخصصة ومحددة بعددها دخولا بالعاديين عليهم واندماجهم بهم وفي أنشطتهم وليس العكس.

لم نكتب لنغضب الشفلح، ولكن النقد الموضوعي مطلوب، نقلت بعض هذه الشجون لبعض المسؤولين عن الشفلح ولكن لم ألحظ تقدما يذكر ولا أعلم هل وصلت الرسالة أم لا؟، وكنت قد أخطرت بعض المسؤولين عنه بمشكلة أخري أخطر سمعتها من أناس عاينوها عن كثب، تتعلق بالتحرش الذي يتعرض له بعض متلقي العلاج من معاقين في الشفلح، استغل البعض تأخرهم العقلي أو احتياجهم إلي تدريبات جسدية ، علما بأن الشفلح قطر يسمح في مفارقة بتدريب الفتيات اليافعات علي أيدي مدربين رجال والعكس.

قضية أخري مهمة هي حقوق المدرسين: فمدربو ومدرسو التعليم الخاص ليسو كغيرهم من المدرسين فيما يتعرضون له من ضغوط نفسية وعملية وجسدية تحتاج في التعليم ليس فقط التخصص في التعليم الخاص وصعوبته بقدر ما تتطلب أيضا البنية الجسدية القوية أو الضخمة التي تستطيع أن تدرب وتعالج وتحمل متى اقتضت الحاجة، إذ قد يتلقي المدربون ركلات أو ضربات من بعض المعاقين في حركات لا شعورية ولا إرادية، تلك التي تحتم ضرورة تقييم راتب المدرب والمدرس بحسب حجم وطبيعة عمله ومدي الخطر الذي يتعرض له، ولعل هذا الأمر جدير بالدراسة من قبل الشفلح التي تشتكي من نقص الكوادر الوظيفية ولا تعالج أسبابه إذا مس الأجر عن العمل.

مدربو التعليم الخاص يقومون بأضعاف ما تقوم به الإدارات العليا والموظفون الإداريون فيه، فلماذا نهضم أبناءنا المعاقين حقهم في مدربين ومدرسين يعاملون بعدالة وإنصاف لتكون المخرجات علي أبنائنا منصفة وعادلة؟ هذا الحل سيعالج مشكلة الهروب الوظيفي أو التسرب الوظيفي من الشفلح وسينسحب بالتالي علي رفع طاقة المركز الاستيعابية في زيادة عدد الطلاب المركونين في قوائم التهميش.

هذا ولا نعلم إلي اليوم سببا لتغييب القطري عن الإدارة العليا لهذا المركز رغم مرور ثماني سنوات علي إنشائه كانت جديرة بإنشاء صف ثان من القطريين جدير بتضلع قيادته الآن أو المراكز الإشرافية فيه، أم إن ظاهرة احتكار الأجنبي للعمل جزء من السيادة العامة للبقاء.

هذه هي قضية أبنائنا المعاقين وفلذات أكبادنا أعرضها أمام السلطة الرابعة علها تحدث التغيير في أمانة للكلمة ننقلها حتى لا يصبح الشفلح وكأنه مركز خاص لفئة منقاة تاركا البقية في العراء علي ذمة مراكز بعضها تجارية لم تكتمل فيها سائر الخدمات فيضيع مبدأ تكافؤ الفرص الذي كفله قانون ذوي الاحتياجات، وحتى لا يتحول الشفلح العظيم فكرا ورؤية إلي ظاهرة إعلامية قطرية ، فتموت نبتته في أحضان براعمها.

(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)


http://www.raya.com/site/topics/arti...&parent_id=167
 
التساؤلات حول نشاط مركز الشفلح العديد منها غير سديد يخالف الواقع والحقيقة

إدارة مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ترد علي الكاتبة مريم الخاطر

• تسجيل الأطفال بالمركز يتم وفقاً للأسس والمعايير الموضوعية وفي إطار السياسات العامة للدولة

• للمركز خطة عمل إستراتيجية وتعاونه تام ومستمر مع مستشفي حمد ومستشفي النساء والولادة

• نؤكد أن الحديث عن التحرش عار عن الصحة جملة وتفصيلاً وليس له أي أساس


تلقي الأستاذ رئيس التحرير رداً من السيدة سميرة القاسمي نائب المدير العام لمركز الشفلح رداً علي المقال المنشور ب الراية في العدد 9668 بتاريخ 26 شوال 1429ه الموافق 26 أكتوبر 2008 بباب مداد القلم وتحت عنوان: من المستفيد من خدمات الشفلح وعملا بحق الرد تنشر الراية فيما يلي رد مركز الشفلح:

السادة جريدة الراية المحترمين

السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته،،،

بالإشارة إلى ما جاء بجريدتكم الغراء العدد (9668) بتاريخ 26 شوال 1429 الموافق 26 أكتوبر 2008 بقلم الكاتبة والإعلامية الفاضلة السيدة مريم الخاطر (باب مداد القلم) تحت عنوان من المستفيد الحقيقي من خدمات الشفلح؟

وما أبدته الكاتبة الفاضلة في مقالها من رأي حول أداء المركز والبرامج والخطط والخدمات التي يقدمها، وانطلاقاً من الإيمان بأهمية النقد الموضوعي البناء الذي يبدي للمركز في ممارسة نشاطه ومدي كفاءة الخدمات التي يقدمها لأطفاله الأحباء من ذوي الاحتياجات الخاصة وتأكيداً لحرصه الدائم المستمر علي التعاون والتجاوب مع جميع الجهات المعنية بما يساهم في تعزيز مسيرة المركز وتدعيم رسالته الإنسانية داخل المجتمع القطري، ولما كان المقال المشار إليه قد تضمن جملة تساؤلات حول نشاط المركز علي النحو الذي طرحته الكاتبة الفاضلة في مقالها جاء العديد منها غير سديد يخالف الواقع والحقيقة، لذلك فقد لزم الرد علي هذه التساؤلات وإيضاحها بصفة رئيسية في النقاط التالية:

أولاً: استهلت الكاتبة الفاضلة مقالها بالتعبير عن الذهول والإعجاب والانبهار بروعة البناء والتصميم الهندسي الفذ لمبني المركز، غير أن ذلك في رأيها لا يتجاوز روعة البناء المعماري المزود بالخدمات المبهرة التي لا تنسحب تكافؤاً علي مدي الفائدة التي تعود علي المجتمع القطري منه وذلك خلافاً - كما تري - للتوجهات السامية التي أنشأت هذا المركز.. !! وهذا الرأي غير صحيح ولا نتفق معه علي الإطلاق.

أن مبني مركز الشفلح الجديد ليس فقط كما تري الكاتبة الفاضلة مجرد صرح معماري رائع مزود بخدمات مبهرة ، لكنه واقع عملي وحقيقي ملموس لتجربة فريدة ورائدة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة ليس فقط في منطقتنا العربية ولكن في العالم أجمع، وقد قام المركز بتسخير كافة إمكانيات وقدرات هذا المبني مع كل ما لديه من خبرات علمية وعملية علي أحدث المستويات وتخصصات بشرية نادرة في خدمة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المسجلين لديه مواطنين ومقيمين وكانوا هم المستفيدين الحقيقيين من هذه الخدمات التي يقدمها المركز.

هذا، وجدير بالأهمية التأكيد علي أن التسجيل بالمركز للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إنما يتم وفقاً للأسس والمعايير الموضوعة لديه وطبقاً للوائح والنظم المحددة لذلك وفي إطار السياسات العامة في الدولة، وليس إلى الاعتبارات الأخرى التي ألمحت إليها الكاتبة الفاضلة في مقالها وهي غير صحيحة ولا وجود لها في الواقع علي الإطلاق.

ثانياً: أشارت الكاتبة الفاضلة في مقالها أنه لا توجد خطة عمل إستراتيجية للشفلح إذ ليس هناك برنامج إشراف أو توجيه بينه وبين مؤسسة حمد الطبية ومستشفي النساء والولادة !! وهذا أيضاً ليس صحيحاً علي الإطلاق، فلدي المركز من البرامج وخطط العمل الإستراتيجية ما يؤهله دوماً من ممارسة أنشطته في جميع مجالات تخصصه بكل كفاءة ونجاح، ولعل ما أفادت به الكاتبة الفاضلة نفسها في مقالها من قصص نجاح المركز ما يدل علي انتهاج المركز في مزاولة أعماله لخطط وبرامج عمل إستراتيجية، وهو يسعي دائما إلى تحديثها وتطويرها لتتواءم مع أفضل النظم في العالم في مجال الإعاقات وفق التصورات التي يضعها مجلس إدارة المركز بهدف الارتقاء دوماً في الأداء ورفع كفاءة الخدمات التي يقدمها إلى أقصي مدي ممكن.

أما ما جاء في المقال بعدم وجود برنامج إشراف أو توجيه بين المركز ومستشفي حمد ومستشفي النساء والولادة فهو أيضاً غير صحيح، حيث يوجد بين الجهتين تعاون تام وتنسيق مشترك ومستمر في عدة مجالات، نذكر منها علي سبيل المثال قطاعات الأشعة والمعامل والأطراف الصناعية والصيدلة وخلافه، فضلاً عن الاجتماعات الدورية التي يعقدها الطرفان في شتي المجالات المرتبطة بينهما.

ثالثا: تحدثت الكاتبة عن غياب برامج الشفلح غيابا تاماً عن الصدمة الأولي التي تعانيها أي أم حامل بعد ولادتها طفلا معاقاً في غرفة الولادة وعن ترك الأم دون يد حانية تخرجها من صدمتها لا بكلمة أو كتيب أو فيلم إرشادي الخ...، ونحن نؤكد من جهتنا إننا نتطلع لأن يكون أخصائيونا من حيث العدد والعدة قادرين علي الحضور في كل غرفة ولادة أو مستشفي وتحديدا في اللحظة التي تكتشف فيها الوالدة حالة وليدها لنكون نحن من الأيادي الحانية لنساعدها علي تخطي صدمتها وفقا للقواعد والأصول وليس عبر كتيب أو فيلم إرشادي فهذا برأينا ليس كافيا أبدا علما إننا نؤمن هذا النوع من المساعدة حاليا لكن وفقا لإمكانياتنا الراهنة وبناء علي طلب العون والاستشارة من قبل محتاجيها الذين يأتون إلى مركز الشفلح.

رابعا: تحدثت الكاتبة الكريمة عن إن القطريين ما يزالون يواجهون رفض المركز تسجيل أبنائهم المعاقين تحت حجة قديمة هو إن المبني القديم لا يتسع لتدريب أكثر من 50 -55 طفلا وان هذا الأمر لا يزال قائما، هذا في حين إن الأخت مريم أشادت في فقرة أخري من مقالها بنجاح المركز في استيعاب نحو 400 طالب وطالبة في المقر الجديدة وما فات الكاتبة أيضا هو إننا نقدم خدمات خارجية لحوالي 80 طفلا في عدد من المدارس الحكومية والخاصة وكذلك الأجنبية بل هناك أيضا من يفد إلينا من خارج الدولة بهدف التشخيص والتقييم وهناك ما لا يقل عن 600 حالة من هذا النوع عدا عشرات الاستشارات.

خامساً: قالت الكاتبة: إن مركز الشفلح يؤكد أنه يعمل للطفل من عمر الصفر، وهذا صحيح لكن طبيعة هذا العمل هو عمل استشاري من قبيل توفير برامج دعم لذوي الأطفال من نصح وإرشاد لكيفية التعامل مع أطفالهم من عمر صفر ولغاية ثلاث سنوات وعمر الثلاث سنوات هو الحد الذي باستطاعتنا استقباله بشكل دائم في المركز وما دون هذا الحد نحن نطمح لان نوفره في المستقبل ولدينا الخطط والتصورات لذلك.

سادسا: انتقدت الكاتبة الكريمة ما وصفته بالهدر الناتج عن الأموال المخصصة لعقد المؤتمرات ووضعته في إطار البروبغندا الإعلامية الزائدة وأسباب العجز الداخلي وأسلوب للتغطية والتعمية.

ينبغي الإشارة بدءاً إلى إن عقد المؤتمرات والندوات هو جزء أساسي من نشاط المركز وفقا لنظامه الأساسي ولهذه المؤتمرات والندوات أهمية بالغة في تطوير نشاطه وتدعيم رسالته الإنسانية داخل وخارج البلاد ونحن نؤكد انه لطالما كانت دولة قطر رائدة في عقد هذا النوع من المؤتمرات العالمية التي تخلق سبلا للاستفادة من خبرات الآخرين وتوجيه عناية الرأي العام واستقطاب دعمه لهذه الفئة من الأطفال التي تحتاج إلى كل الدعم الذي تحدثت عنه الكاتبة في أكثر من مكان ومناسبة علما إن دولة قطر لم تبخل يوما علي مواطنيها وموظفيها في مجال الاحتكاك بالخبرات والتدريب والتأهيل والانبعاث لاستكمال الدراسة والتخصص.

سابعا: سألت الكاتبة عن الخدمات الطبية التي يقدمها المركز وطلبت أن نقوم بسؤال أسر المعاقين عما يدفعونه في الخارج ونحن نشير في هذا المجال إن قدرة المركز الاستيعابية في هذه المرحلة هي 400 طفل ونتطلع لأن تصل قدرته الاستيعابية إلى أكثر من ذلك فور تمكننا من زيادة كوادرنا المتخصصة لاستيعاب كامل العدد بالتعاون مع الجهات الرسمية المختصة.

ثامنا: تحدثت الأخت مريم عن مشكلة خطيرة تقول إنها سمعتها من أناس زعموا أنهم عاينوها عن كثب وتتعلق بتحرش يتعرض له متلقو العلاج من معاقين.

وهنا نستغرب شديد الاستغراب أن تورد الكاتبة هذا الاتهام الخطيرة استناداً إلي كلام سمعته وليس لمعطيات تملكها، أو حقائق تستند إليها ودون أن تتوخي الدقة والصدق قبل هذا الاتهام الخطير وعلي كل حال نحن نؤكد من جهتنا أن هذا الكلام عار عن الصحة جملة وتفصيلا وليس له أي أساس لأنه بحسب القواعد الصارمة المتبعة في المركز لا يمكن للأخصائيين الذكور تولي علاج الإناث وهناك فصل تام في هذا المجال لمن هم في سن البلوغ، وتقدم البرامج العلاجية الخاصة بالإناث بشكل معزول تحت المراقبة الحثيثة من القائمين علي هذا الأمر.

وبناء عليه يحتفظ المركز بحق اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأن هذا الاتهام الخطير ضد كل من تسول له نفسه محاولة تشويه سمعة مركز الشفلح ورسالته الإنسانية.

تاسعا: نشارك الأخت الكريمة رأيها في حجم الضغوط النفسية والعملية والجسدية التي يتعرض لها مدرسو ومعالجو المركز وضرورة إنصافهم من حيث التقديمات المالية من رواتب وتعويضات، وفي هذا المجال نحيط اختنا الكاتبة علما بأننا ومنذ عامين أنجزنا هيكلية تنظيمية داخلية ولوائح إدارية وجدول رتب ورواتب جديدة تنصف إلي حد بعيد العاملين في المركز وذلك بالتعاون مع وزارة شؤون الخدمة المدنية سابقا وقد تم اعتمادها وبناء عليها تقدمنا بموازنة أخذت بعين الاعتبار المتطلبات الجديدة ونحن بانتظار صرف اعتماداتها من قبل الجهات الرسمية المعنية.

عاشراً: في سياق الرد علي تساؤل الكاتبة عما سمته غياب الكادر القطري عن الإدارة العليا لهذا المركز، نحن نؤكد نهجنا السابق والمستمر في استقطاب أي مواطن قطري للعمل لدينا في أي من مجالات العمل شأننا شأن معظم المؤسسات القطرية العاملة في الوطن.

ويفخر المركز حاليا بوجود قطريات علي رأس الإدارات التالية:

- نائب المدير العام - مدير إدارة التربية الخاصة - مدير إدارة الخدمات الإعلامية والمعلوماتية - مدير الشؤون المالية والإدارية - مساعد مدير إدارة دعم الأسرة - مساعد مدير إدارة التدريب والتطوير- رئيس قسم الخدمة الاجتماعية - مسئول المخازن - مشرفات الوحدات المدرسية عدد 3 مساعدات المشرفات عدد 5- ولابد من الإشارة إلي أنه عندما بدأ العمل بالمركز كان عدد القطريات العاملات لا يتجاوز الثماني عشرة موظفة.

أما الآن فإن عدد العاملين في المركز من القطريين والقطريات هو بحدود مائة وثمانين ما بين إداريين ومدرسات ومشرفات ومساعدات وغيره وإن الكثيرات منهن حائزات علي دبلوم التربية الخاصة واختصاص الخدمة الاجتماعية وأخصائيات نفسيات.

أخيراً: تمنت الكاتبة في مقالها أن يتسع صدر القائمين علي المركز لما أوردت من رأي ونحن من جهتنا نؤكد أن صدورنا واسعة لتقبل أي رأي يستند إلي المعطيات والمعلومات الصحيحة ونسعى دائما لتعزيز مسيرة المركز، وكنا نتمنى أن يكون نقاشنا مع الكاتبة الفاضلة بصورة شخصية وليس عبر صفحات الجرائد.

ولو كانت تكرمت بزيارة مركز الشفلح وسألت القائمين علي شؤون المركز لما كانت وقعت في سوء التقدير الذي لمسناه في كثير من جوانب مقالتها، لأنه باعتقادنا لدينا حرص مشترك لرفع شأن مؤسساتنا الوطنية وصولا في نهاية المطاف إلي خدمة أي فرد في هذا الوطن مواطنا كان أم مقيما.
والله من وراء القصد

إدارة مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19
 
اتمنى ان تكون اذان صاغيه تسمع وتطبق هذه الرساله الرائعه فيها نقد لكن بناء
عاشقه
جزاك الله خير ووفقك الله لكل خير
 

عودة
أعلى