التصفح للزوار محدود

من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

لقد تنامت دعوات لا بارك ربي فيها من هنا وهناك ومن هنالك تنادي بالتنكر والإنسلاخ من تاريخنا وقلب ظهر المجن لماضينا
إن أمة بلا تاريخ لشجرة مجتثة ما لها من قرار وأضرب مثالا لتعي عني ما أقول، فأقول: هل تعرف مرض فقدان الذاكرة، حيث ينسى المرء ويفقد ماضيه ونسبه ومن هو وإلى من ينتمي حينها يصير بلا قرار ولا مصير فكل من مد له يدا أخذها ظانا بصاحبها خيرا لقد فقد معرفة أعدائه وضاع منه ميزان الأشياء فظن الكل أصدقاء وأحباء أخلاء، نسي لما رباه له أبواه نسي ما عليه من حمل ثقيل وما له من فضل عظيم إن قام به وإكرام.
أيها الإخوة الكرام والأخوات الكريمات
إن رجالنا لرجال حقا، وإن نساءنا لهن النساء حقا.
إنا أمة ولادة للأمجاد، وإن نساء الإسلام - وأقولها وكلي فخر- حين تجود أرحامهن لا تجدن بأطفال ورضع كباقي النساء بل يلدن الجبال والراسيات
إنا أمة تخصصت نساءها في صناعة الرجال وقادة العالم
ويشهد تاريخنا وقصص واقع أسلافنا وحياتهم على علو همة، وسمو سلوك، ونبل مبادئ، وقوة قلب، ورباطة جأش، وسماحة مع عزة ما بعدها سماحة.
إني أريد بافتتاح هذه الصفحة أن نلامس حقيقتهم من اطلاعنا على بعض جوانب من حياتهم ومعاشهم
أريد أن أعيد لقلوبنا الفخر والعزة بأسلافنا
أريد أن نأخذ قبسا نضيء به حالك هذه السنين وظلمة هذه الأعوام
أريد أن نعيد تلك المشاهد من حياتهم وتلك الوقفات
أن ننفخ الروح في تلك السطور والأحرف والكلمات
لتحيى بيننا واقعا مشاهدا وحقيقة ملموسة وكائنا حيا يمشي على أرض حاضرنا
لنعود بأرواحنا إلى الصفاء من كدر هذه المادية التي غلبت على السمع والبصر والفؤاد
وقد أجعل للقصة الواحدة أكثر من عنوان وسأبدل جهدي أن يكون العنوان مأخوذا من سياقها ما استطعت، ولكم كامل الحق في طرح ما ترونه من عناوين أو فوائد للقصة كل حسب ما تأثر به من نسج حروفكم وأفكاركم
إني تذكرت والذكرى مؤرقة *** مجدا تليدا بأيدينا أضعناه
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد *** تجده كالطير مقصوصا جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها *** وبات يحكمنا شعب ملكناه
كنا أسودا، ملوك الأرض ترهبنا *** والآن أصبح فأر الدار نخشاه
يا من رأى عمر تكسوه بردته *** والزيت ادم له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقا *** من بأسه وملوك الروم تخشاه
استرشد الغرب في الماضي فأرشده *** ونحن كان لنا ماض نسيناه
الله يشهد ما قلبت سيرتهم يوما *** وأخطأ دمع العين مجراه

وسأبدأ إن شاء ربي بقصة تناسب هذه الصفحات
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)


01) من مواقف السلف وحياتهم
"اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتنى على كثير من خلقت تفضيلا"
"والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجرا، ممن يمشي في حاجة مثلك"
"إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله عز و جل في السر والعلانية"
أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي من عباد أهل البصرة وزهادهم حكى قصة موته عبد الله بن محمد فقال:
خرجت الى ساحل البحر مرابطا، وكان رابطنا يومئد عريش مصر، قال: فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا ببطيحة، وفى البطيحة خيمة فيها رجل قد ذهب يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه وهو يقول: "اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلا".
فقلت: والله لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنى له هذا الكلام: فهم أم علم أم إلهام ألهم؟ فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت: سمعتك وأنت تقول: "اللهم أوزعنى أن أحمدك حمدا أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتنى على كثير من خلقت تفضيلا" فآى نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها، وأي فضيله تفضل بها عليك تشكره عليها؟
قال: وما ترى ما صنع ربي والله! لو أرسل السماء علي نارا فأحرقتنى، وأمر الجبال فدمرتنى، وأمر البحار فغرقتنى، وأمر الأرض فبلعتنى، ما ازددت لربى إلا شكرا لما أنعم على من لساني هذا. ولكن يا عبد الله: إذ أتيتني، لي إليك حاجة، قد تراني على أي حالة أنا، أنا لست أقدر لنفسى على ضر ولا نفع، ولقد كان معي بني لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضيني، وإذا جعت أطعمني، وإذا عطشت سقاني، ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام فتحسسه لي رحمك الله،
فقلت: والله ما مشي خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجرا، ممن يمشي في حاجة مثلك
فمضيت في طلب الغلام، فما مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل، فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبع وأكل لحمه، فاسترجعت وقلت: أنّى لي وجه رقيق آتى به الرجل، فبينما أنا مقبل نحوه إذ خطر على قلبي ذكر أيوب النبي صلى الله عليه و سلم.
فلما أتيته سلمت عليه فرد على السلام،
فقال: ألست بصاحبي؟
قلت: بلى !
قال: ما فعلت في حاجتي؟
فقلت: أنت أكرم على الله أم أيوب النبي؟
قال: بل أيوب النبي
قلت: هل علمت ما صنع به ربه، أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟
قال: بلى !
قلت: فكيف وجده؟
قال: وجده صابرا شاكرا حامدا،
قلت: لم يرض منه ذلك حتى أوحش من أقربائه وأحبائه
قال: نعم
قلت: فكيف وجده ربه؟
قال: وجده صابرا شاكرا حامدا
قلت: فلم يرض منه بذلك حتى صيره عرضا لمار الطريق هل علمت؟
قال: نعم
قلت: فكيف وجده ربه؟
قال: صابرا شاكرا حامدا، أوجز رحمك الله !
قلت له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل وقد افترسه سبع فأكل لحمه فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر. فقال المبتلى: الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقا يعصيه فيعذبه بالنار. ثم استرجع وشهق شهقة فمات،
فقلت: انا لله وانا اليه راجعون، عظمت مصيبتي، رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع وإن قعدت لم أقدر على ضر ولا نفع، فسجيته بشملة كانت عليه وقعدت عند رأسه باكيا،
فبينما أنا قاعد إذ تهجم علي أربعة رجال فقالوا: يا عبد الله ! ما حالك وما قصتك؟
فقصصت عليهم قصتي وقصته،
فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه فعسى أن نعرفه،
فكشفت عن وجهه فانكب القوم عليه يقبلون عينيه مرة ويديه أخرى ويقولون: بأبي عين طال ما غضت عن محارم الله وبأبي وجسمه طال ما كنت ساجدا والناس نيام،
فقلت: من هذا يرحمكم الله؟
فقالوا هذا أبو قلابة الجرمي صاحب بن عباس، لقد كان شديد الحب لله وللنبي صلى الله عليه و سلم،
فغسلناه وكفناه بأثواب كانت معنا وصلينا عليه ودفناه. فانصرف القوم وانصرفت الى رباطى،
فلما أن جن علي الليل وضعت رأسي فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة وعليه حلتان من حلل الجنة وهو يتلو الوحي {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}
فقلت: ألست بصاحبي؟
قال: بلى!
قلت: أنى لك هذا؟
قال: إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله عز و جل في السر والعلانية.
الثقات لابن حبان (5/ 2و3و4و5)

{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

بوركـــــــــــــت جهـــــــــــودك
تحياتــــــــــــي لــــــــــك.........
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

02) من مواقف السلف وحياتهم
"ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته
"

عن طلحة أنه أتاه مال من حضرموت سبع مائة ألف، فبات ليلته يتململ.
فقالت له زوجته: ما لك؟
قال: تفكرت منذ الليلة، فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته؟
قالت: فأين أنت عن بعض أخلائك؟ فإذا أصبحت، فادع بجفان وقصاع، فقسمه.
فقال لها: رحمك الله، إنك موفقة بنت موفق، وهي أم كلثوم بنت الصديق.
فلما أصبح، دعا بجفان، فقسمها بين المهاجرين والأنصار، فبعث إلى علي منها بجفنة.
فقالت له زوجته: أبا محمد! أما كان لنا في هذا المال من نصيب؟
قال: فأين كنت منذ اليوم؟ فشأنك بما بقي.
قالت: فكانت صرة فيها نحو ألف درهم.
(سير أعلام النبلاء 1/ 30و31)




{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

03) من مواقف السلف وحياتهم

"إني لا أدع ديني هذا لشيء"

قال سعد بن أبي وقاص:
نزلت هذه الآية في {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما} [العنكبوت: 8].
قال: كنت برا بأمي، فلما أسلمت، قالت: يا سعد! ما هذا الدين الذي قد أحدثت؟
لتدعن دينك هذا، أو لا آكل، ولا أشرب حتى أموت، فتعير بي، فيقال: يا قاتل أمه.
قلت: لا تفعلي يا أمه، إني لا أدع ديني هذا لشيء.
فمكثت يوما لا تأكل ولا تشرب وليلة، وأصبحت وقد جهدت.
فلما رأيت ذلك، قلت: يا أمه! تعلمين - والله - لو كان لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا، ما تركت ديني، إن شئت فكلي أو لا تأكلي.
فلما رأت ذلك، أكلت
سير أعلام النبلاء (1/ 109)
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم *** إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ
"من لا ماضي له لا حاضر له، ومن لا حاضر له لا مستقبل له"
جزاك ربي الجنان والحور الحسان

 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم *** إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ
"من لا ماضي له لا حاضر له، ومن لا حاضر له لا مستقبل له"
جزاك ربي الجنان والحور الحسان

اجاب ربي دعاءك
تحياتي ايها الفاضل
وباركك المولى
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

04) من مواقف السلف وحياتهم
"خشيت أن تكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا"


عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، أنه أتي بطعام وكان صائما،
فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه،
قال: وقتل حمزة وهو خير مني، فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة،
ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط
وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا [وفي رواية: لقد خشيت أن تكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا]
ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام

صحيح البخاري (2/ 77/ح 1275)​
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

05) من مواقف السلف وحياتهم
"ما من عملِ شيءٍ أوثق عندي من اثنتين"
قال زيد بن أسلم: دُخِل على أبي دجانة وهو مريض، وكان وجهه يتهلل.
فقيل له: ما لوجهك يتهلل؟
فقال: "ما من عملِ شيءٍ أوثق عندي من اثنتين:
كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني
والأخرى: فكان قلبي للمسلمين سليما".
سير أعلام النبلاء (1/ 243)
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

06) من مواقف السلف وحياتهم
"لا نامت أعين الجبناء"


وعن أبي الزناد: أن خالد بن الوليد لما احتضر بكى، وقال:
لقيت كذا وكذا زحفا، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء.

سير أعلام النبلاء (1/ 382)​
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

أحسن الله اليك أخي الكريم عبد الرحيم .
كم نحن بأمس الحاجة - في هذا الزمن الأشر - للتعلم من تلك المواقف العظيمة . بعد ان سطحنا ديننا بقليل من العبادات ونسينا أو تناسينا الكثير من السلوكيات اليومية التي تبرهن على حرصنا في ممارسة أخلاق وأعمال سلفنا الصالح .
إذا كان الإيمان هو مفتاح للجنة ,, فأسنان هذا المفتاح التي تمثل سلوكنا هي من تصلح عمل هذا المفتاح .
نتابعك دائما .
وفقك الله وجزاك الخير
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

07) من مواقف السلف وحياتهم
"تدري ما ظلمة النار؟"

عن جرير بن عبد الله، قال:
نزلت بالصفاح في يوم شديد الحر، فإذا رجل نائم في حر الشمس، يستظل بشجرة، معه شيء من الطعام، ومزوده تحت رأسه، ملتف بعباءة، فأمرته أن يظلل عليه، ونزلنا، فانتبه، فإذا هو سلمان،
فقلت له: ظللنا عليك وما عرفناك.
قال: يا جرير! تواضع في الدنيا، فإنه من تواضع يرفعه الله يوم القيامة، ومن يتعظم في الدنيا يضعه الله يوم القيامة، لو حرصت على أن تجد عودا يابسا في الجنة لم تجده.
قلت: وكيف؟
قال: أصول الشجر ذهب وفضة، وأعلاها الثمار، يا جرير! تدري ما ظلمة النار؟
قلت: لا.
قال: ظلم الناس

سير أعلام النبلاء (1/ 548)
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

08) من مواقف السلف وحياتهم
"ما تشتكي؟"


عن أبي ظبية، قال:
مرض عبد الله بن مسعود، فعاده عثمان، وقال: ما تشتكي؟
قال: ذنوبي.
قال: فما تشتهي؟
قال: رحمة ربي.
قال: ألا آمر لك بطبيب؟
قال: الطبيب أمرضني.
قال: ألا آمر لك بعطاء؟
قال: لا حاجة لي فيه.

سير أعلام النبلاء (1/ 498)​
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

09) من مواقف السلف وحياتهم
"أفضل هدية"

عن أبي البختري، قال: جاء الأشعث بن قيس، وجرير بن عبد الله، فدخلا على سلمان في خص، فسلما وحيياه،
ثم قالا: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: لا أدري.
فارتابا.
قال: إنما صاحبه من دخل معه الجنة.
قالا: جئنا من عند أبي الدرداء.
قال: فأين هديته؟
قالا: ما معنا هدية.
قال: اتقيا الله، وأديا الأمانة، ما أتاني أحد من عنده إلا بهدية.
قالا: لا ترفع علينا هذا، إن لنا أموالا، فاحتكم.
قال: ما أريد إلا الهدية.
قالا: والله ما بعث معنا بشيء، إلا أنه قال:
إن فيكم رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا به لم يبغ غيره، فإذا أتيتماه فأقرئاه مني السلام.
قال: فأي هدية كنت أريد منكما غير هذه؟ وأي هدية أفضل منها

سير أعلام النبلاء (1/ 549)​
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

10) من مواقف السلف وحياتهم
"عليك بالقصد، فإنه أبلغ"


عن طارق بن شهاب، عن سلمان الفارسي، قال:
إذا كان الليل، كان الناس منه على ثلاث منازل: فمنهم من له ولا عليه، ومنهم من عليه ولا له، ومنهم من لا عليه ولا له.
فقلت: وكيف ذاك؟
قال: أما من له ولا عليه: فرجل اغتنم غفلة الناس، وظلمة الليل، فتوضأ، وصلى، فذاك له ولا عليه.
ورجل اغتنم غفلة الناس، وظلمة الليل، فمشى في معاصي الله، فذاك عليه ولا له.
ورجل نام حتى أصبح، فذاك لا له ولا عليه.
قال طارق: فقلت: لأَصْحَبَنّ هذا.
فضرب على الناس بعث، فخرج فيهم، فصحبته، وكنت لا أفضله في عمل، إن أنا عجنت خبز، وإن خبزت طبخ، فنزلنا منزلا فبتنا فيه، وكانت لطارق ساعة من الليل يقومها، فكنت أتيقظ لها، فأجده نائما، فأقول: صاحب رسول الله خير مني نائم، فأنام، ثم أقوم، فأجده نائما، فأنام، إلا أنه كان إذا تعار من الليل، قال وهو مضطجع:
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
حتى إذا كان قبيل الصبح قام، فتوضأ، ثم ركع أربع ركعات.
فلما صلينا الفجر، قلت:
يا أبا عبد الله! كانت لي ساعة من الليل أقومها، وكنت أتيقظ لها، فأجدك نائما.
قال: يا ابن أخي! فإيش كنت تسمعني أقول؟
فأخبرته، فقال:
يا ابن أخي! تلك الصلاة، إن الصلوات الخمس كفارات لما بينهن، ما اجتنبت المقتلة، يا ابن أخي! عليك بالقصد، فإنه أبلغ

سير أعلام النبلاء (1/ 549و550)​
 
رد: من مواقف السلف وحياتهم (متجدد)

11) من مواقف السلف وحياتهم
"لو قنعت لم تكن مطهرتي مرهونة"


عن أبي وائل، قال:
ذهبت أنا وصاحب لي إلى سلمان، فقال:
لولا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهانا عن التكلف، لتكلفت لكم.
فجاءنا بخبز وملح.
فقال صاحبي: لو كان في ملحنا صعتر.
فبعث سلمان بمطهرته، فرهنها، فجاء بصعتر.
فلما أكلنا، قال صاحبي:
الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا.
فقال سلمان: لو قنعت لم تكن مطهرتي مرهونة

سير أعلام النبلاء (1/ 551)​
 

عودة
أعلى