من روائع ابن القيم

بيدو

Well-known member
من روائع ابن القيم قوله



في القلب شعثٌ لايلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص لهولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منهأبدا.





من روائع ابن القيم قوله:



إن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه، وأشد من معصيته؛ لما فيه من صولة الطاعة، وتزكية النفس،وشكرها، والمناداة عليها بالبراءة من الذنب، وأن أخاك باء به، ولعل كسرته بذنبه وماأحدث له من الذلة، والخضوع، والإزراء على نفسه، والتخلص من مرض الدعوى، والكبر،والعجب، ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس، خاشع الطرف، منكسر القلب، أنفع له وخير من صولة طاعتك وتكثرك، بها والإعتداد بها، والمنة على الله وخلقه بها، فما أقرب هذاالعاصي من رحمة الله! وما أقرب هذا المدل من مقت الله! فذنب تذل به لديه أحب إليه من طاعة تدل بها عليه، وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما خير من أن تبيت قائما وتصبحمعجبا، فإن المعجب لا يصعد له عمل، وإنك أن تضحك وأنت معترف، خير من أن تبكي وأنتمدل، وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المدلين، ولعل الله أسقاه بهذاالذنب دواء استخرج به داء قاتلا هو فيك ولا تشعر، فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرارلا يعلمها إلا هو ولا يطالعها إلا أهل البصائر؛ فيعرفون منها بقدر ما تناله معارفالبشر، ووراء ذلك مالا يطلع عليه الكرام الكاتبون .






من روائع الإمام ابن القيم قوله:



العاصي الذي ينشدالتوبة كرجل كان في كنف أبيه، يغذوه بأطيب الطعام والشراب واللباس، ويربيه أحسنالتربية، ويرقيه على درجات الكمال أتم ترقية، وهو القيم بمصالحه كلها، فبعثه أبوهفي حاجة له، فخرج عليه في طريقه عدو فأسره وكتفه وشد وثاقه، ثم ذهب به إلى بلادالأعداء، فسامه سوء العذاب، وعامله بضد ما كان أبوه يعامله به، فهو يتذكر تربيةوالده وإحسانه إليه الفينة بعد الفينة، فتهيج من قلبه لواعج الحسرات كلما رأى حاله،ويتذكر ما كان عليه، وكل ما كان فيه فبينا هو في أسر عدوه يسومه سوء العذاب، ويريدنحره في آخر الأمر، إذ حانت منه التفاتة نحو ديار أبيه فرأى أباه منه قريبا، فسعىإليه، وألقى نفسه عليه وانطرح بين يديه يستغيث : يا أبتاه يا أبتاه يا أبتاه ! انظرإلى ولدك وما هو فيه، ودموعه تستبق على خديه قد اعتنقه والتزمه، وعدوه في طلبه حتىوقف على رأسه وهو ملتزم لوالده ممسك به فهل تقول: إن والده يسلمه مع هذه الحال إلىعدوه ويخلي بينه وبينه!!، فما الظن بمن هو أرحم بعبده من الوالد بولده ومن الوالدةبولدها، إذا فر عبد إليه، وهرب من عدوه إليه، وألقى بنفسه طريحا ببابه يمرغ خده فيثرى أعتابه، باكيا بين يديه يقول : يا رب يا رب ارحم من لا راحم له سواك، ولا ناصرله سواك، ولا مؤوي له سواك، ولا مغيث له سواك، مسكينك وفقيرك وسائلك ومؤملك ومرجيك،لا ملجأ له ولا منجا له منك إلا إليك، أنت معاذه وبك ملاذه
يا من ألوذ به فيمـــا أؤمله ومن أعوذ به ممـــا أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ولا يهيضون عظماأنت جابره






يقول بن القيم فى كتاب الطب النبوى:-المرض نوعان:- وهما مذكوران فىالقرآن:-​



مرض القلوب
ومرض الابدان
ومرضالقلوب نوعان:-
مرض شبهة وشك
ومرض شهوة وغى
وكلا هما مذكوران فى القرآن،قال تعالى فى مرض الشبهة فى قلوبهم مرض فزادهمالله مرضا )
وقال تعالىوليقول الذين فى قلوبهم مرض والكافرون ماذا اراد الله بهذامثلا)
وقال تعالىفى حق من دعى الى تحكيم القرآن والسنة فأبى وأعرضواذا دعوا الى الله ورسوله ليحكمبينهم اذا فريق منهم معرضون وان يكن لهم الحق يأتوا اليه مذعنين افى قلوبهم مرض امارتابوا ام يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله بل اولئك هم الظالمون) فهذا مرض الشبهات والشكوك
واما مرض الشهوات، فقال تعالىيا نساء النبى لستن كأحد من النساء،ان اتقيتنفلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض)
الا رحم الله العالم بن قيم الجوزية ورضى عنهوارضاه ونفعنا بعلمه.
هذا وقد صار الطب النبوى-والذى وثقه بن القيم -مرجعا من مراجع الطبالحديث،ومجالا للبحث العلمى والافادة مما جاء فى السنة النبوية من احاديث فى مجالالطب والتداوى ومنه التداوى بالحمية والغذاء والاعشاب والحجامة وغيره.ولقد اخذالاطباء فى الغرب يستفيدون مما جاء به الطبالنبوى






من روائع الإمام ابن القيم قوله:



رأت فأرة جملاًفأعجبها، فجرّت خطامه، فتبعها، فلما وصلت إلى باب بيتها، وقف فنادى بلسان الحال: إما أن تتخذي داراَ تليق بمحبوبك، أو محبوبا يليق بدارك، وهكذا أنت!! إما أن تصليصلاة تليق بمعبودك، وإما أن تتخذ معبودا يليق بصلاتك.



لما كانت الدجاجة لاتحنو على الولد أُخرج كاسيا.



إقرارك بالإفلاس عينالغنى.
تنكيس رأسك بالندم هو الرفعة.
اعترافك بالخطأ نفس الإصابة.
عرضت سلعة العبودية في سوق البيع فبذلت الملائكة نقد ( ونحن نسبح بحمدك)، فقال آدم ما عندي إلا فلوس الإفلاس نقشها (ربنا ظلمنا أنفسنا) فقيل هذا الذي ينفق على خزانة الخاص
شجرة الصنوبر تثمر في ثلاثين سنه، وشجرة الدباءتصعد في أسبوعين، فتقول للصنوبرة: إن الطريق التي قطعتها في ثلاثين سنة قطعتها فيأسبوعين، ويقال لي شجرة ولك شجرة، فقالت لها الصنوبرة: مهلاً حتى تهب رياح الخريف،فإن ثبت لها تم فخرك.





من روائع الإمام ابن القيم قوله:



إلام الرواح في الهوى والتفليس، وحتَّام المسعى في صحبة إبليس، وكم بهرجة في العمل وتدليس، أينأقرنك هل تسمع لهم من حسيس، اعلمت أنهم اشتد ندمهم وحسرتهم على إيثار الخسيس، تاللهلقد ودوا أن لو كانوا طلقوا الدنيا قبل المسيس.





من روائع ابن القيم قوله:



إذا حمل الطائرالرسالة صابر العزيمة ولازم بطون الأودية، فإن خفيت عليه الطريق تنسم الرياح، وتلمح قرص الشمس، وتستر، وهو مع شدة جوعه يحذر الحَب الملقى خوفاً من دفينةِ فخٍ توجب تعرقل الجناح، ويضيع ما حمل؛ فإذا بلّغ الرسالة أطلق نفسه في أغراضها داخل البرج؛فيا حاملي كتب الأمانة أكثركم على غير الجادة، وما يستدل منكم من قد راقه الحب فنزلبما حمل فارتهن وما ربح فتعرقل جناحه وينتظر الذبح فلا الحبة حُصِّلت ولا الرسالةوُصِّلت.
قطاةغرها شرك فـباتت تجاذبه وقد عــلق الجناح
فلا في الليل نالت ما تمنت ولا في الصبح كان لهاسراح






من روائع ابن القيم قوله:



عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها
علم لايعمل به
وعمل لا اخلاص فيه ولا اقتداء
ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعة في الدنيا ولا يقدمه امامه الى الآخرة
وقلب فارغ منمحبة الله والشوق اليه والأنس به
وبدن معطل من طاعته وخدمته
ومحبة لاتتقيد برضاء المحبوب وامتثال أوامره
ووقت معطل عن استدراك فارطه أو اغتنام بره وقربه
وفكر يجولفيما لا ينفع
وخدمة من لا تقربك خدمته الى الله ولا تعود عليك بصلاح دنياك
وخوفكورجاؤك لمن ناصيته بيد الله وهو أسبر فى قبضته ولا يملك لنفسه حذرا ولا نفعا ولاموتا ولا حياة ولا نشورا
وأعظم هذه الاضاعات اضاعتان هما أصل كل اضاعةاضاعة القلب ، واضاعة الوقت فاضاعة القلب من ايثار الدنيا على الآخرة واضاعة الوقتمن طول الأمل فاجتمع الفساد كله فى اتباع الهوى وطول الأمل والصلاح كله فى اتباعلهدى والاستعداد للقاء والله المستعان
العجب ممن تعرض له حاجة فيصرف رغبته وهمته فيهاالي الله ليقضيها له ولا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل والاعراض وشفائه منداء الشهوات والشبهات ولكن اذا مات القلب لم يشعربمعصيته.



منقول
 
التعديل الأخير:
والله حاولت اقتبس منها جزء لم اجد جزء معين يستاهل الاقتباس فكل الكلمات قيمة طالما لابن القيم


جزاك الله كل خير

وجعل هذا العمل فى ميزان حسناتك
 
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
 
بارك الله فيك اخي
علي الدرر التي نثرتها لشخصية جليلة
لها قدرها و دورها في ابصارنا وتوجيهنا
بكل حكمة ولين..
جزاك الله كل خير علي الطرح القيم
في ميزان حسناتك ان شاء الله
دمت بخير
 

عودة
أعلى