التصفح للزوار محدود

مقال خطير عن علاجات التوحد

شمسه

Well-known member
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي الغاليات شفا الله ابناءنا جميعا لكني وجدت هذا الموضوع المهم والخطير عن علاجات التوحد البديله فمن واجبي ان تروه وتستفدن منه كما استفدت واتمنى ان يحمي الله كل اطفالنا من الامراض وارجو منكم دعوة في ظهر الغيب لشفاء ابني وشكرا

المقال من مجلة العلوم الامريكيه هذا هو الرابط واليكم النص

http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=2535


من أجل علاج للتوحّد(*)
تطوّرت آليات التشخيص كثيرا، ولكن العلاجات
الصحيحة بقيت قليلة. وقد أخذ الآباء يتوجهون إلى علاجات
بديلة مشكوك في صحتها وغالبا ما تكون خطرة.
<N.شوت>


باختصار
ضجة هامشية: يتلقى حتى 75% من الأطفال المصابين بالتوحد علاجات بديلة لم يطورها الطب التقليدي، وغالبا ما تكون زائفة.​

أدوية خطرة: يصفُ بعض الأطباء أدوية صودق عليها كعلاج لأمراض أخرى، ولها تأثيرات جانبية خطيرة دون أن يتم اختبار سلامتها أو نجاعتها بالنسبة إلى التوحد إطلاقا.​

مزيد من الأبحاث العلمية: في العقد الماضي زاد دعم أبحاث التوحّد في الولايات المتحدة بنسبة 15% سنويا كاستجابة، ولو جزئيا، لتزايُدِ طلب الآباء على المعالجات المُصادق عليها وزيادة الوعي العام بالمشكلة.​

وراثيات واعدة: ربما تكشف الاختلافات الجينية لدى الأطفال المصابين بالتوحد عن سبب مرض التوحد، أما ظهور العلاجات ذات الصلة، فربما يستغرق سنوات.​


عندما تمّ تشخيص التوحّد(1) عند <بنيامين> أكبـر أبنــاء <J. ليدلر>، بدأ مع زوجته رحلة البحث عن المساعدة. ويعلّقُ <ليدلر>: «كان اختصاصيو العلوم العصبي يقولون: إننا لا نعلم ما سبب التوحد ولا نعلم ماذا ستكون النتيجة بالنسبة إلى ابنك في المستقبل؛» ويتابع: «لم يقل أحد منهم «هذا هو سبب التوحد عند ابنك؛ وهذا هو علاجه.»

ولكن عندما بحث <ليدلر> وزوجته - وهما يعيشان في پورتلاند، أوري - في صفحات الوِب (الشبكة العنكبوتية العالمية)، وجدا العديد من العلاجات «الطبية الحيوية» التي تعد بتحسن، أو حتى بشفاء، عدم قدرة ابنهم <بنيامين> على الكلام أو التآثر مع المجتمع أو السيطرة على حركاته، فجرباها مع ابنهما. لقد بدآ بتجريب الڤيتامين B6 مع المغنيزيوم، ومستحضرات المكملات الغذائية المكونة من ثنائي ميثيل الگليسين وثلاثي ميثيل الگليسين، والڤيتامين A، وأنظمة الغذاء الخالية من الگلوتين والكازين، وهرمون الجهاز الهضمي السيكريتين، وعملية الخَلب(2)chelation وهي معالجة دوائية تهدف إلى التخلص من الرصاص والزئبق. كما قاما بتطبيق العلاجات التي تدعي شفاء التوحد على <ديڤيد> (أخ <بنيامين> الصغير) الذي شُخّصت إصابته بالتوحد أيضا. ويبدو أنّ علاج الخلب لم يعط أية فائدة، كما كان تأثير السيكريتين محدودا. أما النظام الغذائي فبدا واعدا، ولذلك كان الزوجان يحملان معهما أطعمة خاصة إلى أي مكان يذهبان إليه، واستمرا بإطعام ولديهما عشرات المكملات الغذائية مع تغيير الجرعات، زيادة أو نقصانا، مع كل تغيير في السلوك.

جاءت أولى علامات فشل تجارب هذين الوالدين عندما توقفت الأم، وقد تزايد شكها في نجاعة العلاج، عن إعطاء ابنها <بنيامين> المكملات، وبقيت شهرين حتى اضطرت إلى إخبار زوجها بذلك عندما قام <بنيامين> بخطف كعكة من أحد الپوفيهات خلال زيارة الأسرة إلى ديزني لاند وأكلها بِنَهَم. راقب الوالدان ابنهما بقلق مقتنعين بأنه سيتراجع في اللحظة التي يتوقف فيها عن نظامه الغذائي المحدد، ولكن شيئا من هذا لم يحدث.
يجب التعرف أكثر على <ليدلر>، فهو اختصاصيٌّ بالتخدير، وكان يُدرك منذ البداية أنّ المعالجات التي كان يستخدمها مع طفليه لم تُختَبر بتجارب سريرية عشوائية، وهي المعيار الذهبي للمعالجات الطبية. ويقول<ليدلر>: «حاولت في البداية المقاومة»، ولكن الأمل انتصر على الشك.

يستسلم مئاتٌ من آلاف الآباء والأمهات سنويا للرغبة ذاتها في إيجاد أي شيء قد يخفف أعراض الصراع لدى أبنائهم وبناتهم: العجز عن الكلام والتواصل، والتآثرات الاجتماعية غير الملائمة، والسلوك التكراري أو المقيد كضربات اليد أو التشبث بالأشياء. وهناك، وفقا لبعض الدراسات، نحو75% من الأطفال المصابين بالتوحد يتلقون علاجات «بديلة» لم يطورها الطب التقليدي. وهذه غالبا ما تكون زائفة. فهي لم تخضع لاختبارات السلامة والفعالية، وقد تكون عالية التكلفة، وقد يكون بعضها ضارا فعليا. ولحسن الحظ، فالقفزات الحديثة في تشخيص التوحد وفعالية ضغط الآباء وجهت المزيد من التمويل الحكومي والخاص نحو الأبحاث التي ستقود يوما ما إلى نتائج مُثْبَتة علميا.


في غياب السبب، يغيب العلاج(**)

كثيرا ما يتنامى الطلب على علاجات التوحد بسبب تزايد عدد الأطفال الذين يشخص هذا الاضطراب لديهم ضمن المعايير الأوسع. فبالعودة إلى السبعينات، عندما كان التوحد يعتبر ذهانا طفليا(3) – وهو مزيجٌ من القصورات الاجتماعية والتخلف العقلي – كانت الحالة نادرة. وإذا قلق الوالدان من أنّ طفلهما ذا الشهور الثمانية لا يتواصل بصريا، كان أطباء الأطفال يكتفون بطلب التريث والمتابعة.

لقد أظهرت الدراسات أنّ التوحّد موجودٌ عند نحو خمسة من كل 10000طفل، ولكن المعدل ارتفع أكثر عندما أعاد الأطباء تعريف الحالة باسم «اضطراب الطيف التوحدي»(4) والذي شمل أعراضا أخف. ومع نشر النسخة المحدّثة من دليل الطب النفسي، الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، المسمى DSM(3)، والذي سبق نشره عام 1994، أضاف الأطباء إلى الطيف متلازمةَ أسپرگر Asperger’s syndrome – وهي شكلٌ مـــن التوحـــد ذي القـــدرات الوظــيــفية العالية اشتُهر من خلال فيلم رجل المطر RainMan – ومجموعة سُميت باسم الاضطرابات التطورية المعممة غير المُصنفة بطريقة أخرى(5). كما بدأ الأطباء بالإقرار بفوائد التشخيص والعلاج المبكرين. وفي عام2007 أوصت الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال بإجراء مسح شامل لتحري الإصابة بالتوحد بين الأطفال بعمر18-24 شهرا, فارتفع في ذلك الوقت معدل الإصابة بالتوحد إلى حالة واحدة لكل 110 أطفال.

أما إذا كانت زيادة عدد الحالات المشخصة تعكس فعلا زيادة في عدد حالات التوحد فهذا مثارٌ للجدل لأنّ ما هو معروفٌ عن أسباب هذه الحالة ما زال قليلا. يقول <D .آمارال> [مدير الأبحاث في معهد الاستقصاء الطبي لاضطرابات التطور العصبيةM.I.N.D. Institute بجامعة كاليفورنيا، ورئيس الجمعية العالمية لأبحاث التوحد]: «لا زلنا نجهل العامل الجيني الفيصل للغالبية العظمى من المصابين بالتوحد.» وليست هناك أية واسمات بيولوجية متوفرة لتحديد من هم الأطفال المعرضين لخطر الإصابة أو لقياس مدى جودة المعالجات. وتركز معظم الأبحاث على التدخلات السلوكية المصممة لتعليم التآثر والتواصل الاجتماعيين والتي يبدو أنها تساعد بعض الأطفال بدرجات مختلفة.

إنّ الافتقار إلى العلاجات المجرّبة يُيسر كثيرا قيام بائعي العلاجات غير المجرّبة بتسويق الآمال. وبحسب <S.باريت> [عالم نفس متقاعد من Chapel Hill، .C .N]، «فما ستحصل عليه ما هو إلا توليفةٌ من الأوهام والخداع»؛ وقد كتب عن العلاجات الطبية المشكوك فيها في صفحته على الإنترنت Quackwatch.com: «يعيش الآباء والأمهات تحت ضغط كبير، فهم يريدون لأبنائهم أن يكونوا أفضل حالا، ويلاحظون تحسنهم مع مرور الوقت ويعزون هذا التحسن إلى الشيء الخطأ؛ والحقيقة هي أنّ هذه المكاسب ليست بسبب الدواء، وإنما لأنّ أطفالهم ينضجون أكثر مع التقدم في العمر.»

ينتشر بائعو المعالجات الزائفة على الإنترنت، فيُخبر أحد المواقع الوالدين بأنهما يستطيعان «محاربة التوحد عند طفلهما» بشراء كتاب قيمته 299 دولارا؛ في حين يعرضُ موقعٌ آخر تصويرا «لطفلة مصابة بالتوحد تتحسن بعد تلقيها حقنا من الخلايا الجذعية.» ويعترف العديد من الآباء بأنهم حصلوا على معلوماتهم من الإنترنت، «وفي ذلك يعتمد الكثير منهم على النوادر أو السوالف أو ما يرويه أصدقاء أو آباء آخرين،» بحسب<B.ريتشو>، [عالمُ الأبحاث المساعد في مركز يال لدراسات الطفولة] الذي يُضيف: «لم تواكب الأبحاث معالجات التوحد.»


اغراءات
علاجات مشكوكٌ في صلاحيتها(***)​


2011_01_02_59.jpg



والأمل لا يتحقق بثمن بخس. فالعلاجات البديلة كالاستلقاء في حُجرة مفرطة ضغط الأكسجين (تُستخدم للتغلب على الانضغاط(6))، التي تزيد مستويات أكسجين الدم مؤقتا، تكلّف 100 دولار أو أكثر في الساعة، مع التوصية بجلسات يومية مدتها ساعة أو ساعتين. كما أنّ معالجة تكامل الحواس(7)، التي يمكن أن تتراوح بين لف الأطفال في بطانيات أو وضعهم في آلة العِناق(8) وبين جعلهم يلعبون بالطين المعطّر، قد تكلف نحو 200 دولار في الساعة. أما الممونون فتكلف استشاراتهم أكثر من800 دولار في الساعة، فضلا عن آلاف أخرى للحصول على الڤيتامينات والمكملات الغذائية والتحاليل المختبرية. وقد ذكر بعض الآباء في مسح تجريه حاليّا شبكة التوحد التفاعلية في معهد كندي كريگر في بالتيمور بأنهم ينفقون وسطيا 500 دولار في الشهر من مصروفاتهم الشخصية على مثل هذه العلاجات. أما علاج التوحد الوحيد الذي ثبتت فعاليته إلى حد ما، وهو المعالجة السلوكية، فقد تكون تكلفته هي الأعلى، وتصل إلى 33 ألف دولار أو أكثر سنويا. ومع أن برامج التدخل المبكر في الولاية وأنظمة المناطق الصحية العامة غالبا ما تغطي هذه المصاريف، إلا أنّ انتظار التقييمات والخدمات المجانية قد يكون طويلا. وبحسب مدرسة هارڤرد للصحة العامة، فالجميع يقول إنّ التكاليف الطبية المباشرة وغير الطبية تصل إلى 27 ألف دولار في السنة وسطيا.

معالجات طبية زائفة(****)

تمتد العلاجات غير المثبتة فعاليتها إلى الأدوية؛ فبعض الممارسين يصفون أدوية مرخّصة لعلاج أمراض أخرى. ومن هذه المركبات عقار «Lupron» الذي يَحصر إنتاج الجسم للتستوستيرون عند الرجال والإستروجين عند النساء، ويُستخدم لعلاج سرطان الپروستاته و«للخِصاء الكيميائي»(9) لمن يمارس الاغتصاب. كما وصف الأطباء عقار «Actos» المستخدم في علاج داء السكري والگلوبولينات المناعية گاما المحقونة وريديا والمستخدمة عادة في حالات الابيضاض والإيدز عند الأطفال. ولهذه الأدوية الثلاثة المذكورة تأثيراتها الجانبية الخطيرة، وهي لم تُختبر قط لتحري سلامتها ونجاعتها في علاج التوحد.


قد تكون المعالجة السلوكية ــ وهي المعالجة الوحيدة المجازة لكونها فعالة إلى حد ما ــ هي الأعلى تكلفة، فقد تصل إلى 33 ألف دولار سنويا.​




وعملية الخَلْب(10)، المعالجة الأولية للتسمم بالرصاص، هي إحدى المعالجات التقليدية التي يدعي مروجوها أنها «تشفي» التوحد. يقوم هذا الدواء بتحويل الرصاص والزئبق والمعادن الأخرى إلى مركبات خاملة كيميائيا يمكن للجسم طرحها عن طريق البول. فالبعض يعتقد أنّ التعرض لبعض هذه المعادن، وخصوصا ميثيل الزئبق المُستخدم كمادة حافظة في اللقاحات، قد يسبب التوحد على الرغم من غياب الدراسات التي تثبت هذه العلاقة. بل إنّ الحقائق تشير إلى استمرار تزايد معدلات تشخيص التوحد على الرغم من إزالة ميثيل الزئبق من معظم اللقاحات في عام 2001. بل إنّ عملية الخَلْب يمكن أن تسبب الفشل الكلوي، وخصوصا عند استخدامها وريديا، وهو الشكل المفضل لاستخدامها في علاج التوحد. وفي عام2005 توفي طفل يعاني التوحد في الخامسة من عمره بولاية پنسلڤانيا عندما أعطي إحدى المواد الخالبة وريديا.

ونتيجة لاهتمامها، أعلن المعهد الوطني للصحة النفسية في عام 2006 خططا عن تجارب عشوائية ذات شواهد حول عملية الخلب في علاج التوحد، ولكنها توقفت في عام2008 لأن المهنيين «لم يجدوا أية بينة واضحة على الفائدة المباشرة،» ولأن هذه المعالجة تضع الأطفال تحت اختطار «أعلى من الاختطار الأدنى». وقد نشأ قلقهم جزئيا عن كشف الدراسات المختبرية عن وجود مشكلات معرفية عند الفئران التي تلقت أدوية الخلب دون أن يكون لديها تسمم معدني. يقول <R.Th.نسيل> [مدير المعهد الوطني للصحة النفسية] «لا أعتقد أن أي شخص لديه إيمان قوي بأن عملية الخلب هي العلاج لعدد كبير من الأطفال،» ويضيف بأن أبحاثه «تهتم أكثر باختبار الأدوية ذات الأساس التقني.»

وكما هو متوقع، فالتخلي عن تلك الدراسة عزّز الاتهامات بأن العلوم الجوهرية تتجاهل العلاجات البديلة. لقد تدفقت الأموال دائما نحو اكتشاف علاجات ذات نتائج واضحة أكثر منها نحو تأكيد عدم فعالية العلاجات التي لا أثر لها. وحتى فترة قريبة، أُجريت معظم أبحاث التوحد في مجالات العلوم الاجتماعية والتعليم المتخصص، حيث تكون الميزانيات المخصصة للأبحاث معتدلة وبروتوكولاتها مختلفة كثيرا عن تلك الخاصة بالأبحاث الطبية، وكانت الأبحاث تقتصر في كثير من الأحيان على طفل واحد. وكما تقول <M.ماگيلون> [المدير المساعد في مركز جنوب كاليفورنيا للممارسة المستندة إلى البيّنة في المؤسسة RAND والتي تقود مراجعة تمولها الحكومة وتختص بالمعالجات السلوكية ومن المتوقع نشرها في عام2011]: «إن هذه الدراسات الآنفة الذكر لا يعتد بها كدليل علمي.»

أكوامٌ من القش وقليل من الإبر(*****)

ببساطة، إن الأبحاث العلمية الحديثة الخاصة بالعديد من علاجات التوحد ليست موجودة، وعندما توجد فغالبا ما يكون عدد الأطفال قيد الدراسة قليلا. ففي عام 2007 قامت المؤسسة كوكرين Cochrane، وهي مؤسسة مستقلة تُعنى بتقييم الأبحاث الطبية، بمراجعة الأنظمة الغذائية الخالية من الگلوتين والكازين والتي تقوم على أساس أن المركبات في الكازين (أحد پروتينات الحليب) والگلوتين (أحد پروتينات القمح) تتداخل مع المستقبِلات في الدماغ. وقد استعرفت المؤسسة كوكرين تجربتين سريريتين صغيرتين جدا، إحداهما بعشرين مشاركا والأخرى بخمسة عشر مشاركا. فقد وجدت الدراسة الأولى تراجعا في أعراض التوحد أما الثانية فلا. وفي دراسة حديثة عشوائية ذات شواهد شملت14 طفلا قامت بها <S.هايمان> [أستاذ طب الأطفال المشارك في جامعة روشيستر، كلية الطب وطب الأسنان] ونشرت نتائجها في الشهر 5/2010، لم تجد <هايمان> أي تغيير في الانتباه أو النوم أو نماذج التغوّط أو السلوكيات المميزة للتوحد. وتقول <E.S.ليڤي> [طبيبة الأطفال في مستشفى ڤيلادلڤيا للأطفال] والتي قامت بتقييم البيّنة التي قدمتها<هايمان>: «بدأت الأدلة تتراكم ببطء لتؤكد بأن النظام الغذائي ليس المعجزة التى يحلم بها الناس.»


تعريف أوسع، حالات أكثر(******)
لعقود عدة كان التوحد يعتبر نادرا، وربما يكون شكلا من أشكال الفصام. وقد بدأ التعريف الدقيق يظهر في أدلة الطب النفسي عام 1980، ولكن توسيعه إلى «اضطراب الطيف التوحدي» autism spectrumdisorder كان عام1994. وكنتيجة لذلك ازداد عدد الأطفال المشخصة لديهم حالة التوحد في الولايات المتحدة منذرة المدارس بتقديم فصول للتعليم الخاص بهم، والآباء ليطالبوا بإيجاد علاجات أفضل، والممارسين ليقدموا المزيد من العلاجات المحيرة وغير المثبتة.

2011_01_02_61.jpg



ولدى<ليڤي> التجربة المباشرة من مستوى الجهد المطلوب للتأثير في الرأي العام. ففي عام 1998 أصبح السيكريتين(11) أحد العلاجات المشهورة، وذلك بعد صدور دراسة تشير إلى أن ثلاثة من الأطفال قد تحسن لديهم التواصل البصري والتيقّظ واستخدام اللغة التعبيرية بعد استخدامهم لهذا الهرمون في أثناء إجراء تشخيصيّ لمشكلات هضمية لديهم. وقد قام مُخرجو وسائل الإعلام، بما في ذلك برنامج «صباح الخير أمريكا» ومجلة «بيوت السيدات»، بتكرار رواية أكاذيب وإشاعات فرح آباء الأطفال المتحسنة حالتهم. فسارع المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية إلى تمويل التجارب السريرية. وبحلول عام2005، فشلت خمس تجارب سريرية عشوائية في إظهار أية فائدة بالسيكريتين، وتلاشى الاهتمام به. لقد احتاج التوصل إلى ذلك أعواما، بحسب <ليڤي> التي ساعدت على إجراء العديد من التجارب، والتي تقول: «تستهلك الأبحاث جهودا ضخمة, وقد يكون التقدم بطيئا،» وتضيف: «يشعر الآباء باليأس، وهم لا يريدون ترك أي باب يمكن طرقُهُ.»

من الأخبار الجيدة أن تنامي الطلب على العلاجات المُجازة قد بدأ يجذب التمويل المادي نحو الأبحاث. فعندما عُقد أول لقاء عالمي لأبحاث التوحد في عام 2001، حضره بالكاد نحو 250 شخصا. أما في الشهر5/2010 فقد حضر اجتماع ڤيلادلڤيا1700 من الباحثين والطلبة الدارسين ومناصري الآباء. لقد ساعدت التقنيات الجديدة وزيادة الوعي العام على جعل التوحد أحد المحاور الجاذبة للأبحاث. وفي منتصف تسعينات القرن الماضي بدأ الآباء بتكوين مجموعات ضغط متطورة ومؤثرة للضغط على المشرعين ولجمع الأموال بالأسلوب نفسه الذي تم استخدامه في أمراض الإيدز وسرطان الثدي، وذلك بالاعتماد على المؤسسات والحكومة الفيدرالية.

ونتيجة ذلك، فقد زاد دعم أبحاث التوحد في الولايات المتحدة في العقد الماضي أكثر من 15% سنويا، مع التركيز على التطبيقات السريرية. وقد خصصت معاهد الصحة الوطنية132 مليون دولار لأبحاث التوحد في عام2009، إضافة إلى64 مليون دولار من قانون الاستشفاء الأمريكي وإعادة الاستثمار، الذي خصص أغلبه لتطوير تسجيلات المرضى وأدوات التقصي الأخرى. أما المؤسسات الخاصة، بما فيها «مؤسسة سايمون» و«أصوات التوحد»، فقد قدمت 79 مليون دولار في عام2008. وطبقا لما أوردته المؤسسة الأخيرة، فقد صُرف نحو 27% من التمويل على استقصاء المعالجات، و29% على اكتشاف الأسباب،و24% على البيولوجيا الأساسية، و9% على التشخيص.

لقد شملت هذه المتابعات الجديدة جهودا لإثبات إمكان استخدام التدخل المبكر في المعالجات السلوكية، التي تعلِّم الأطفال المهارات الاجتماعية من خلال التكرار والمكافأة، بنجاح مع الأطفال الصغار جدا، عندما يكون الدماغ قادرا على تعلم اللغة والتآثر الاجتماعي. وفي دراسة أجرتها جامعات عدة ونُشرت في الشهر 11/2009، ظهر أن الأطفال الذين تلقوا المعالجة السلوكية لمدة سنتين، وبمعدل31 ساعة أسبوعيا، وهم بعمر30-18 شهرا، قد تحسّن لديهم معدل الذكاء IQ جوهريا (17.6 نقطة مقارنة بسبع نقاط في المجموعة الشاهدة(12))، وكذلك تحسنت مهارات لديهم المعيشة اليومية واللغة. لقد تحسنت لديهم قدرات سبعة من24 طفلا في مجموعة العلاج لدرجة تعديل التشخيص عندهم من التوحد إلى الشكل الأخف «غير المصنف بطرائق أخرى»؛ في حين كان هناك طفل واحد فقط من الـ 24 طفلا الذين تلقوا تدخلات أخرى، حصل على التشخيص بالشكل الأخف. وفي هذا السياق، فقد أقامت شبكة علاج التوحد سجلا بأكثر من 2300 طفل للأبحاث حول علاج المضاعفات الطبية التي غالبا ما يعانيها الأطفال المصابون بالتوحد، وخصوصا المشكلات الهضمية وصعوبة النوم، وهي تخطط لإصدار دلائل إرشادية(13)، يمكن لأطباء الأطفال استخدامها في جميع أنحاء البلاد
نحو علم حقيقي للتوحد(*******)

إن الجهود المبذولة لإيجاد أدوية للتوحد ولاضطرابات عصبية أخرى، قد تلاقي صعوبات أكبر يتعين تخطيها. وقد أصبحت التدخلات الطبية، حسب قول<إنسيل>، «شيئا مخيبا للآمال إلى حد ما». فمثلا، إن مضادات الاكتئاب التي ترفع مستوى الناقل العصبي، السيروتونين، في الدماغ، هي فعّالةٌ جدا في التقليل من حركات اليد التكرارية في الاضطرابات الوسواسية القهرية؛ ولكن مراجعة قامت بها مؤسسة كوكرين في الشهر 8/2010أوضحت أن هذا الدواء لا أثر له في تخفيف الحركات التكرارية المميزة للتوحد. ومن بين الأدوية المرشحة الجديدة لعلاج التوحد الدواء الذي يعزّزُ دور حركات العين السريعة (REM) في أثناء النوم، وهو غائبٌ عند الأطفال المصابين بالتوحد؛ وكذلك الأوكسيتوسينoxytocin، وهو الهرمون الذي يسرع الولادة وإدرار حليب الرضاعة، والذي يُظنّ أنه يشجع الترابط بين الأم والوليد. وفي الشهر 2/2010 نشر المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية CNRS دراسة أظهرت أن 13 مراهقا مصابا بمتلازمة أسپرگر تحسن تعرّفهم صور الوجوه بعد استنشاق الأوكسيتوسين. ويجب القيام بقفزة كبيرة بين هذه الدراسة الوحيدة وبين فكرة أن الأكوسيتوسين قد يخفف أشد أعراض التوحد إزعاجا. وكما تقول<إنسيل>: «لا يزال أمامنا الكثير من العمل الجاد والشاق.»

لقد تم فعلا البدء بهذا العمل. ففي الشهر 6/2010 قام عدد من الباحثين بتحري الجينات لدى996 طالبا في المدرسة ووجدوا تباينات وراثية جديدة ونادرة عند الأطفال المصابين بالتوحد. لقد أصاب بعض الخلل الجينات التي تتحكم في التواصل عبر المشابك العصبية – وهي نقاط التماس بين النورونات (العصبونات)neurons في الدماغ، وهي أيضا بؤرة أساسية للتساؤلات المتعلقة بالتوحد. ويقول<D.گيشوِند> [أستاذ علم الأعصاب والطب النفسي في كلية الطب Geffen بجامعة كاليفورنيا، ورئيس الفريق البحثي فيها]: «إن الطفرات الفعلية مختلفةٌ بين الأفراد، لكن قد يكون هناك بعض الأمور المشتركة في المسارات البيولوجية.» و<كيشوند> هو أيضا مؤسس قاعدة بيانات تبادل المصادر الجينية للتوحد التي تضم عينات للدنا DNA من أكثر من 1200 عائلة لديها إصابات بالتوحد، وقد استُخدمت في الدراسة. أما الاختبارات التي تثبت السبب أو المعالجات التي قد تعدل الخلل الجيني فلا يزال أمامها سنوات

2011_01_02_63.jpg

<J.ليدلر> يصف المعالجات الحالية بأنها شكلٌ من أشكال «الشامانية(14)» shamanism، ولكنه جربها على ابنه على أية حال، بصرف النظر عن فقدانه الأمل.​



والآن، فـــإنّ الكثير من الآبـــاء ربّما لا يختـــارون التجريب، فقط إذا كانوا قادرين على النوم ليلا. فـ <مايكل> و <J.A.كريگوري> [من ميريك، نيويورك]، قررا عندما تم تشخيص التوحد لدى ابنهما <نيكولاس>، وهو في الثانية من عمره، استخدام المعالجات المستندة إلى البيّنة فقط كالتحليل السلوكي. ويقول <مايكل>: «إنّ مساعدة ابننا فيها الكثير من الصعوبات والتحديات،» ويُضيف: «لم أكن راغبا في تجريب المعالجات التجريبية. وأود تطبيق ما أنفق عليه الأطباء والباحثون الكثير من الجهد والوقت ليثبتوا فعاليته وأنه لن يضيف أذية أخرى إلى ابني.» و<نيوكلاس> الآن في التاسعة من العمر، وعلى الرغم من أنه لا يستطيع الكلام، فإن المعالجة السلوكية علمته استخدام الإشارات البدنية عندما يحتاج الذهاب إلى الحمام. إنه يستطيع الآن غسل يديه والجلوس بهدوء في المطعم خلال وجبة العشاء والمشي عبر الممشى في مخزن بيع الأدوية والسلع الأخرى من دون أن يلوح بيديه. ويتابع <مايكل> [وهو مضاربٌ في بورصة وول ستريت وعمره 45 سنة]: «من الواضح أن هدف عائلتي ومعظم العائلات الأخرى هو أن نعيش حياة طبيعية بقدر الإمكان، والطبيعي هنا أن نذهب لتناول العشاء كأسرة.»

لم يكن مسارُ <J.ليدلر> إلى المكان ذاته بالاستقامة ذاتها. فمع أنه قبل معالجات بديلة من أجل ابنه، فقد حاول أيضا تشجيع الممارسين الذين كانوا يحتاجون إلى تطبيق صرامة العلوم الأساسية في تقييم مثل تلك الخيارات. ويقول: «لقد سعيت إلى التركيز عليها بصورة أكثر من خلال سؤالهم في كل مرة. هل تم استخدام الشواهد؟» وابنه الأكبر الآن في السابعة عشرة من العمر، وهو لن يتمكن أبدا من العيش باستقلالية، ولكن ابنه الأصغر سنا كان أوفر حظا وتم إلحاقه بمدرسة متوسطة نظامية. ويقول <ليدلر> (51 سنة) عن العلاجات الكثيرة التي استخدمتها أسرته: «إنها شكلٌ من أشكال الشامانية(14)shamanism تحت غطاء علمي.» والكثير من الآباء اليائسين يتمنون أن يجد العلم يوما دواء أنجع.
المؤلفة​
Nancy Shute​
لقد غطت <شوت> مواضيع العلوم العصبية وصحة الأطفال لأكثر من عشرين عاما. فهي تكتب، كمحرر مشارك، في صفحة تربية الأطفال على موقع أخبار الولايات المتحدة الأمريكية والتقرير العالمي.
 
رد: مقال خطير عن علاجات التوحد

يعني يريدوننا مكتوفي الأيدي ونحن نتفرج على أطفالنا يضيعون من بين أيدينا قد تكون كل العلاجات التي ذكرت ليست مثبتة النتائج علميا لكن ما المانع من تجريب على الأقل الآمن منها يعني انواع الحميات الغذائية إذا كانت مدروسة أو تحت إشراف أخصائي تغذية
 
رد: مقال خطير عن علاجات التوحد

العلاج الامن مثل الحميه ليس به مخاطر اما الباقي فحين تعرف المخاطر قد تبحث عن بديل امن
 
رد: مقال خطير عن علاجات التوحد

كلام جميييييييل جدا ...اذن ماهو البديل .....يعنى كل اللى احنا بنعمله مشكوك فيه بداية من الحمية حتى المكملات والاكسجين وخلافه ....على العموم الشافى هو الله وكلها اسباب وهو القادر على شفائهم ان شاء الله ...
 
رد: مقال خطير عن علاجات التوحد

امين يا رب العالمين ونقلت لكم المقال حتى تستطيعون الحكم على البدائل التي تناسب ابنائكم ولا تضرهم باذن الله
اخواتي الله هو الشافي المعافي قادر مثل ما ابتلانا انه ينزل العلاج الشافي بقدرة واحد احد والله يرحمنا ويعطينا الصبر
 
رد: مقال خطير عن علاجات التوحد

شكرا لمجهودك
الحقيقة ان التوحد مرض لا علاج له
فقط
تفائلي خير تجديه ... الكثير من الأمراض كان الناس يعتقدون أن لا شفاء لها ثم مع تقدم العلم والتطور الطبي إكتشفو علاجات تقضي عليها نهائيا ..الله يشافي أطفال المسلمين
 
رد: مقال خطير عن علاجات التوحد

جزاك الله خيرا
 

عودة
أعلى