التصفح للزوار محدود

مسرحـيـه ( رحله قطار ) للكـبيرالحـكيـم

مهتمة

التميز
3yr1lcv4t.bmp



رحـله قـطـــــار
مسرحـيه في فـصـل و احـد

لرائد الفن المسرحي العربي
تـوفيق الحـكيم



على بركه الله نبتدأ السرد
و نـفتح الستـار







 
تـوطـئـه و تـقـديـم

تـوطـئـه و تـقـديـم

htj7t5nch.bmp





قطار يسير وسط المزارع ليلاً
في ضوءِ القمر المكتملِ


القاطره و حدها هي التي تظهر على المسرح


القطار مسرع لإن ذراع القاطره تدور بسرعه
و القطار يهتز إهتزازاً شديداً لافتاً للنظر


الوقاد يقف أمام فرن القاطره المفتوح
بساقه اليسرى الخشبيه
و في يده جاروف الفحم


و السائق مغمض العيـنين كالحالم
يترنم بأنغام خافته

 
رد: مسرحـيـه ( رحله قطار ) للكـبيرالحـكيـم

102825289.gif




الوقـاد :
يتـرنـح .. يتـرنـح المـلعون

الـسائـق :
صـوتُ مسيـرهُ فـوق القـضـبان !
تريك .. تراك
تريك .. تراك
مـامـن موسـيقى أشهى مـن هـذا الصـوت

الوقـاد :
و لكنـه يتـرنح ! ألا تـُلاحظ هـذا التـرنح !؟

الـسائـق :
فلـيتـرنح
تريك .. تراك تريك .. تراك

الوقـاد :
الحمدلله أننا لم نـسر به في عاصفه الأمس !
التي أقتـلعت كل شــيء ! كان مـن الممـكن أن ...
خصـوصاً و هـذهِ العـجـلات المـفكـكه الصـوامـيل

الـسائـق :
آه .. لا تذكـرني بالعـجـلات

الوقـاد :
هذا شـيءٌ مرعب

الـسائـق :
و أي رعـب !
كلمـا تصـورت أننـا نـسير
بـقـطـار مـفكـك العجـلات

الوقـاد :
و بهـذهِ الـسرعـه !

الـسائـق :
كان يـجب أن نـحاول مـره أخـرى
ربطـهـا جـيداً

الوقـاد :
حـاولـنــا .. و أنــتَ تـعـرف ذلك جـيــداً!
لكـن الـصوامـيـل مـُستـهـلكه مـُتـحـلله
كلمـا ربطـناهـا تـفـكـكـت

الـسائـق :
المهـم أنه يـسـير


الوقـاد :
بمعجـزه .

الـسائـق :
فليـكـن .. بمعجزه و لم لا !؟

الوقـاد :
حـقـاً .. و لم لا !؟
لكل عـصر معـجزاته !
و هاهو ذا الميت يسيـر بأقـدام مخـلـعـه

الـسائـق :
أنـتَ ايـضاً بـساق خـشـبيه
و لكـنك تـسـير

الوقـاد :
أخـذ يـُبطىء

الـسائـق :
ألقـمـهُ قطـعه فحـم !

الوقـاد :
الـفحم أخـذ يـنـفـذ
( الوقاد يجرف من الفحـم و يلقـي به في الفـرن )
انـظر
إلى هـذا الفـم المـفـتـوح دائمــاً .. كالغــــول
أخـشى في النـهـايه أن لا نـجـد مـانـُلـقي بـه إليـهِ !

الـسائـق :
لا تـُفـكـر في النـهـايه

الوقـاد :
في النـهـايه سـألقي إلـيـه بـسـاقـي الخـشـبـيه
أعـرفُ ذلك

الـسائـق :
قـطـارٌ عـتـيـق .. كلما تـقــدم عـمـره إزداد أكله
المـحـطـه الآن تـقـتـرب

الوقـاد :
و هـل السكـه مـفتـوحـه

الـسائـق :
انـظـر الإشـاره !
لابـدّ أنها الآن قد ظهرت واضحه الآن

الوقـاد :
( ينظر ) نـعـم . ظهرت و اضحه ..
لكنها .. لكنها ..
عـجـباً ! السكـــه مـقـفــــــوله

الـسائـق :
مـقـفـوله ؟

الوقـاد :
الإشاره حـمراء .

الـسائـق :
كم الساعـه الآن

الوقـاد :
سـاعـتي و اقـفه

الـسائـق :
سـاعتي أنا سـائره ( ينظرُ فيهـا )
نـحنُ في ميـعـادنا
لابدّ مـن أن تكون الساعه مفتوحه
انـظر جـيـداً

الوقـاد :
نـظـرتُ جـيــداً
و هـا أنا أعـيدُ النـظـر جيداً ( ينظرُ جيداً )
الإشاره حـمراء

الـسائـق :
مـسـتـحـيـــــــل

الوقـاد :
انـظـر بـنـفـسـك

الـسائـق :
طـبـعـاً لا بـد مـن مـن أنـظـر بنفـسـي ( ينـظر )
أنـتَ أعـمـــى إنـهـا خـضـراء

الوقـاد :
خـضــراء !؟

الـسائـق :
مـثـل الـبرســيم الأخـضـر

الوقـاد :
شـيء عـجـيب !
و لكـنهـا أمـامـي حـمـراء
حـمراء مـثل شـعـله النـار .. مـثل عـين العـفـريب

الـسائـق :
إنـهـا عـيـنـكَ أنـت

الوقـاد :
بل هـي الإشاره

الـسائـق :
الإشاره خـضــراء ياأعـمى
أفتـح عـيـنـيكَ جـيداً و انـظــر

الوقـاد :
( ينظرُ مدققا ! ) سبحان الله
نظري سليم سته على ستـه !
حـمراء .. و الله العظيم حـمراء

الـسائـق :
( يعيد النظـر ) هاهي أمامي خـضراء

الوقـاد :
و هاهي أمامي حـمراء

الـسائـق :
أتريد مني أن أعتمـد على نـظرك أنت ؟

الوقـاد :
لا طبعاً .. أنت السائق المـسؤول
لكن إذا أتضح أنها حمراء فعـلاً
و أن السكه مقفـوله فعلاً لخطــرٍ في الطرق
فإنك سـتـُسأل عـن أرواح خـمسـمائه راكب

الـسائـق :
و إذا أتضـح أنـك أنـتَ الأعـمـى !؟

الوقـاد :
لا ضــرر .. ستـصـفـعـنـي هـذا كـل مـافـي الأمـر
و أنا نـفسي سـأقدم لك صـدغي للـصـفـع
لكـن .. لابـد مـن وقـف القطـار الآن و في الحـال
لحـينِ التـأكـد

الـسائـق :
وقف القطـــار ؟

الوقـاد :
دقيقـه واحـده
لتـتـأكـد أنـنـي أعـمى و مـستـحق للـصـفع

الـسائـق :
( بـعـد تــردد )
لا مـانع إنــي مـشتـاق لصـفعـك

( السائق يقوم في الحال بوقف القطار
ثم يـنزل من القاطره و يتبعه الوقاد .. و يعاودان النـظر
مره بعد مره .. بكلِ إمعان )


الوقاد :
النظر من الأرض أثبت مره أخر أنها حمراء

السائق :
لم يبق عني شك أنك عميت
النور الأخضر في أعلى السيمافور يتألق على أشده

الوقاد :
بل هو الأحمر و الله

يظهر أحد الركاب آتيا من جهه العربـات
زيه ينم عن أنه فنان .. و بالأخص موسيقي
يحمل في يدهِ حقيبه صغيره


الموسيقي :
لماذا توقف القطار ؟


102825289.gif



السائق :
( كمن هبطت عليه فكره )
اسمع ياحضره .. سؤال بسيط من فضلك ..
أترى سيمافور الإشارات هناك ؟


102825289.gif




الموسيقي :
( ناظراً ) نعم !

السائق :
ماهو لون النور من فضلك ؟


الموسيقي :
لونه .. أخضر


السائق :
( في فرحه ) ينصر دينك
أخضر .. أخضر
قل لهذا الأعمى

الوقاد :
(للموسيقي ) أهو أخضر أم أحمر !؟

السائق :
سبق أن قال لك ياأخي

الوقاد : لم أسمع جيداً

الموسيقي : أخضر


الوقاد : هل أنت متأكد ؟

الموسيقي :
بالطبع متأكد

الوقاد :
ماهي صنعه حضرتك ؟

السائق :
عجايب ! و ماشأن صنعته ؟


الوقاد :
و هل السؤال حرام ؟؟


الموسيقي :
لأبأس .. أريحه .. موسيقي


الوقاد :
موسيقي ؟ طبعاً كثره النفخ تقل النظر

الموسيقي :
النفخ ؟


الوقاد :
هذا شيء معروف أسأل أي زمّار في الناحيه يقل لك.

الموسيقي :
أنا ياسيدي لا أستعمل الآت النفخ !


الوقاد :
ألم تقل أنك موسيقي !

الموسيقي :
نعم .
و لكني أستخدم آله أخرى تحب أن تراها
( الموسيقي يفتح حقيبته الصغيره
و يخرج منها زوج شخاشيخ كبيره
كالذي يستخدم في فرق الجازباند
و يهزهما محدثاً بهما ذلك الصوت المعروف )

السائق :
هل هذا له علاقه بالنظر ؟

الوقاد :
ماهذا !
هل هذا هو كل عملك !!؟

الموسيقي :
من عشرين سنه


الوقاد :
قطارنا هذا يصنع مثل تلك الدزشه من أربعين سنه
و لا أحد يسميها موسيقى !

السائق :
( للوقاد ) هل نسيت الوعد ؟
من الخاسر الآن ؟ إقترب .. إقترب


(( يظهررجل وجيه المظهر كرجال المال و الأعمال
من جهه العربات ))

المالي :
لماذا وقف القطار؟


الموسيقي :
جئت أسأل نفس السؤال .


المالي :
حقاً ! لاحظت إختفائك من المقعد أمامي
إذن أخبرني لماذا توقف القطار!؟


السائق :
لأني أنا الغلطان .. سنستأنف المسير حالاً إلى مقاعدكم
( للوقاد ) و أنت هيا بنا أنامغفل أسمع كلام العميان


الوقاد :
لحظه واحـده ..نسأل هذا السيد بالمره


السائق :
نسأله في ماذا !
هذه مسأله إنتهينا منها


الوقاد :
زياده الخير .. ليطمئن قلبي


السائق :
فليـكن .. تسمح ياسيـد

المالي : أفندم .

السائق :
النور في سيمافور الإشارات هناك
حضرتك تراه ؟

المالي :
( مشيراً بإصبعه ) هناك ؟


السائق :
بالضبط
هناك نور في أعلاه مالون هذا النور ؟؟

المالي :
لونه أحمر .

الوقاد :
أحمر! ينصر دينك
يحيا العدل يحيا العدل

الموسيقي :
(للمالي ) أتقول أحمر !؟؟

المالي :
بالطبع أحمر هذا واضح كالشمس !

السائق :
انظر جيداً ياحضره
هناك لون أحمر و لون أخضر .
ألا تراه أخضـــر !

المالي :
لا أبداً . إنه أحمر

السائق :
إسمح لي ماهي صنعه حضرتك ؟

الوقاد :
و مادخل صنعته ؟

السائق :
عجايب ! شيء بارد

المالي :
أسأل حضرته يقل لك ( يشير إلى الموسيقي )

الموسيقي :
هو صاحب مصانع كبيره !

الوقاد :
يعني أنه مهم جداً !

السائق :
مصانع ماذا؟ نظارات طبيبه مثلا ؟

المالي :
( للموسيقي ) قل له ماهي مصانعي

الموسيقي :
هي مصانع شخاشيخ (يهز الشخيخه بيده )
سيادته هو الذي يصنعها .. مصانعه هي التي تخرجها

السائق :
أنعم و أكرم

الوقاد :
يعني سيادته موضع ثقه

السائق :
في الأصوات بدون شك
و لكن نحن الآن في الألوان

المسأله الآن تعقدت

المالي :
وما الحل الان !

الموسيقي :
حقاً .. لايجوز وقف القطار هكذا

المالي :
مصالحي ستتعطل

الموسيقي :
و أنا خطيبتي في إنتظاري

المالي :
خطيبتك ! بإمكانها أ أن تنتظر ..
لكن أعمالي

الموسيقي :
بالعكس ظروفي دقيقه
سنعقد زواجنا غداً

المالي :
و أنا سأطلق زوجتي غدا

الموسيقي :
تطلقها ! لماذا ؟؟
ألم تنجب لك أولاد ؟

المالي :
بل لأنها تريد أن تنجب أولاد و أنا لا أريد .

الموسيقي :
ألا تحب الأولاد ؟

المالي : لا

الموسيقي : عجباً !
و أنت الذي تصنع كل شخاشيخ لعب الأطفال

المالي :
لا أمقت شيئاً مثل الأطفال .
و أنت ؟

الموسيقي :
أنا لا أريد الزواج إلا لكي أنجب أطفال
كل لحظه تمر تؤخر من عمرطفل سيولد لي
(للسائق ) ياحضره السائق
إلـى متى هذا الوقوف لابد من السير


السائق :
حقاً لابد من إتخاذ القرار


الوقاد :
هذا ليس بالأمر السهل
مادام النور أحمرفمعنى هذا أن السكه مقفوله


السائق :
هذا إذا كان النور أحمر حقيقه !
أما إذا كان أخـضـرفـوقوفـنا هـنا هـو الخـطر!
لأن قـطار الإكسبريس سيـلحق بنا بعد قليل
و سيصدمنا من خلفنا و يجرفنا جرفـا

الموسيقي : ياللكـارثــه !

المالي : حقا !

الوقاد :
هل السكه مفتـوحه أو مـقـفـوله
هـنا المسأله

102825289.gif



(( سيـدتان تـظهـران
إحداهما سيده ظاهره التـبرج ملفته للنظر بمظهرها الافت
بينما الأخرى تبدو سيده أنيـقه في تحفظ و إحتشام ))


102825289.gif



السيده :
لماذا توقف القطـار ؟

المالي :
هذا هو موضوع بحثنا هنا

الموسيقي :
الست و الست معانا في نفس الديوان ..
أليس كذلك ؟

المالي :
عجباً لذلك
أهذا سؤال يـُسأل ؟! ألم تـُلاحظ وجودهما ؟
الأدب مع السيـدات يقـتضي إشعارهن دائمـاً
بإنهن موجودات

السيده : ( تضحك ) دون شك

الموسيقي :
و الست و الست !؟ سيدات أو آنسات

السيده : خمن !

المالي :
هذا ايضاً سؤال لا يـُسأل
أعتبرهن آنسات إلى أن يـثبت العكس

السيده :
إني لست سيده و لا آنسه

الموسيقي : كيف ذلك ؟

السيده :
تزوجت مره و سعيت إلى الطلاق

المالي : برافو

السيده : و لم أنجب أولاد

المالي : برافو .. برافو

السيده : و أنا سعيده بحريتي

المالي : برافو .. برافو .. برافو

الموسيقي :
( للآنسه ) و حضرتك ؟

الآنسه :
أنا لم أتزوج بعد

الموسيقي :
و لكنك لا ترفضين فكره الزواج !

الآنسه :
إني أحب البيت و الأولاد

الموسيقي : برافو .. و حريتـك ؟

الآنسه :
لا أريد أن تكون حريتي لنفسي
أريد أن أعطي حريتي لمن أحب

الموسيقي : برافو ..برافو
زوجك و أولادك مثلاً ؟

الآنسه :
نعم

الموسيقي :
برافو ..برافو .. برافو

الآنسه :
لكـن ..
القطار ! هل سيستأنف السير قريباً ؟

الموسيقي :
السائق هو الأدرى

السائق :
( صائحاً ) لابـد من إتخاذ قرار حـالاً !

الوقاد :
فلنسأل السيدتيـن ايضاً

السائق :
و إذا حصل ترجيح و لو بصـوت واحـد
فسأتحرك في الحال

الوقاد :
لك ذلك

السائق :
( للسيده ) من فضلك انظري هناك
في هذا الإتجاه يوجد نور ترين هذا النور !؟

السيده :
طبعاً . أراه جيداً

السائق :
مالونه ؟

السيده :
لونه أحـمــــــــر

الوقاد :
الحمدللهِ

السائق :
اسكت أنت !
أحـمر !؟؟
هل أنتِ متأكده ؟

السيده :
( و هي تنظر ) متأكده جداً

السائق :
نسأل الآنسه
إسمحي لنا ياآنسه ..
النور العالي هناك مالونه ؟

الآنسه :
( تنظر ) لونه أخضر

الوقاد :
متأكده !

الآنسه :
كل التأكد

السائق :
( للوقاد ) مارأيك ؟!!


الوقاد :
شيء يحـيـر!

السائق :
لم نتـقـدم خـطوه

الموسيقي :
و مالنتيجه ؟

المالي :
هل سيبـيت القطار هنا ؟

السائق :
مستحيـل
خطر الوقوف أشـد من خطر المسير

الوقاد :
و خطر السير أشد من خطر الوقوف

الآنسه :
أسألوا ايضاً غـيـرنا !

 
رد: مسرحـيـه ( رحله قطار ) للكـبيرالحـكيـم




102825289.gif



السائق :
فكره طيبه ! نسأل ركاب القطار

الوقاد :
أذهب و أجمع لك الأراء

السائق :
لا ياسيـدي .. لن تذهب وحدك
تعال معي و إياك و التعليق بحرف واحد على الإجابات

(( للحاضرين ))
ابقوا هنا إن شئـتم لحراسه القطار
(( يخرج السائق و من خلفه الوقاد بإتجاه العربات ))


الموسيقي :
حراسه القطار !؟؟
و هل هناك من يستطيع سرقته ؟


المالي :
كم طن في هذا القطار ؟

الموسيقي :
تريد أن تسرقه

المالي :
أريد أن أشتريه

الموسيقي :
و ماذا تفعل به !

المالي :
أصهره ..
نحن نحتاج في المصنع إلى كذا طن
حديد في العام

الموسيقي :
تحول القطار إلى شخاشيخ !


المالي :
أليس هذا أفضل
أستطيع تقدير وزنه بسهوله
يجب أولاً أن أعرف كم عدد عجلاته
هيا بنا نعدها


الموسيقي :
اذهب و عدها أنت
إني سأبقى هنا


المالي :
تعال معي

الموسيقي :
لا.. لاشأن لي

المالي :
أفعل شيئاً نافعا مره في حياتك

الموسيقي :
و هل أنا ...

المالي :
لا تضيع الوقت تعال معي

الموسيقي :
ليس من اللائق ترك الآنسات

المالي :
( للسيدتين )
لحظه واحده و نعود سريعاً
هل تسمحان ؟

السيده : بالطبع

(( المالي يقود الموسيقي و يخرج به إلى خلف العربات ))

الآنسه :
( تخرج من حقيبتها شغل تريكو و تعمل )
هذا الموسيقي طيب القلب .. ألا ترينَ ذلك ؟

السيده :
( و هي تخرج علبه البودره و تتزين )
أنا لايعجبني هذا النوع..


الآنسه : تفضلين الآخر ؟

السيده :
كم طن ذهب يحتوي عليه .. في تقديرك ؟


الآنسه : تريدين أن تشتريه

السيده : أريد ان أسرقه

الآنسه :
ماذا تقولين ! ماهذا الذي تقولين ؟؟

السيده :
لا داعي لكل هذا الرعب
رجل في هذا الثراء ماذا سيصنع بكل هذا المال ؟

الآنسه :
و ماشأنك بماله ؟!!

السيده :
ماشأني ! إنتِ عبيطه ؟!


102825289.gif



(( أصــــوات من جهه العربات تسمع و اضحه
إنها أصوات السائق و الوقاد و ركاب القطار
تصغي إليها السيدتان في صمت و هما منهمكتان
إحداهما في شغل الإبره و الأخرى بالزينه ))


102825289.gif



السائق :
( من الخارج )
ياحـضـرات الركاب ؟ من فضـلـكم لحـظـه

الوقاد :
( صائحاً ) هس .. سمع .. سمع ياحضرات
الحكايه كلها مجرد سؤال

أصــوات :
تفضــل .. أنا أجاوب .. أنا أقول .. اسكت أنت

السائق :
حلمكم .. الصبر طيب .. واحد واحد
نبتـدي بحضرتك .. نعم أنت ياحضره الأفندي
لا .. لا حضرته الي بيقرأ الجريده ..

الأفندي : أنا ؟
السائق :
انظر هناك حيث أشير بإصبعي
هذا اللون ! تراه ؟
الأفندي
اللون الأخضر؟ نعم أراه
السائق : أخضر !؟

صوووت : (ينطلق فجأه من بين الركاب )
أحمر

السائق : أرجوك .. أرجوك
بالترتيب سيأتي دورك

متأكد ياحضره الأفندي أنه أخضر؟
الأفندي : متأكد.


الوقاد :
و أنت ياعم .. ياصاحب المقطف
الرجل : أنا يابني نظري ضعيف
الوقاد : لامؤاخذه .


السائق :
و أنت ياست أم الفستان المشجر
اللون من فضلك
المرأه : أخضر
السائق : متأكده ياست
المرأه : و أنا عميت
أخضر مثل عود البقدونس


الوقاد :
و أنت ياأستاذ !
الرجل : أنا مدرس .
الوقاد : جميل انظر لون الإشاره
المدرس : أصـفـــــــــر
الوقاد : أصفر !!!

السائق : غير معقول ؟


الوقاد :
لا يوجد أصفر ياأستاذ
إما أحمر أو أخضر

المدرس :
سبحان رب العزه .. أنا أره أصفر ..
و أنا حرياأخي

الوقاد : أمرك


السائق :
و أنتِ ياست ياشابه
إمرأه : أنا أنا !

السائق : لا ياخاله !
أناقلت الشابه
حضرتها المشغوله بطرقعه اللبانه بلسانها !

الشابه : أطرقع اللبانه على كيفي

السائق : طبعا .. طبعاً لامؤاخذه

الشابه : العفو ياروحي

السائق :
إذا سمحتِ أنظري هناك و قولي لنا اللون !
الشابه : أحمر في عين عدوك

السائق : متأكده
الشابه : عيب .. أغشك !؟

الوقاد :
و أنت ياجدع .. أبوجردل كازوزه !
انظر إلى اللون و قل لنا ..

البائع : أحمر .. أحمر .. كوكاكولا

السائق :
السؤال عن لون الإشاره هناك !

البائع : برضه أحمر

السائق : متأكد ؟
البائع : و أنا حمار!

السائق : غيـــــــره
إنت ياسيدنـا الشيخ بياع السبح و الأوراد
لون الإشاره من فضلك ؟

الشيخ : خضراء
الوقاد :
إنت و اثق إنها خضراء

الشيخ : خضراء
و لله الحمد من قبل و من بعد


الوقاد : غـيـــــــره
إنت يامعلم .. لا .. لا جارك صاحب عده النجاره


النجار :
أنا نجار سواقي
الوقاد : مفهوم
النجار : و أصلح مكنات الطحين ..
الوقاد : مفهوم .. مفهوم لكن
انظر الإشاره هناك ! المقصود تقول لنا لونها ..
النجار : لونها أحمر
الوقاد : متأكد ؟
النجار : كله إلا النظر
أطمن ياحضره أحمر يعني أحمر


السائق : و آخـرتـهـا !
و النتـيـجه ؟


الوقاد :
النتيجه كماترى زفت و قطران

السائق : تظن أنه لا داعي للإستمرار !


الوقاد :
أظن .. خصوصاً و أنه مازالت أمامنا عربات كثيره

السائق : من رأيي أن نمرعليها بسرعه ..
نخلص ذمتنا

الوقاد :
نعم . بسرع عالماشي !

السائق :
من فضلكم جميع ركاب العربات
انظروا هـنــــــــــاك

عمود الإشارات .. السيمافور ..
فوقه نور ! مالون هذا النور ؟


102825289.gif



أصـــــــوات : أحمر..أحمر ..أحمر
أصــــــــــــــوات : أخضر .. أخضر .. أخضر
أصـــــــــــــــــوات : أحمر..أحمر ..أحمر.. أحمر
أصــوات : أخضر .. أخضر .. أخضر .. أخضر


102825289.gif



(( تـظل أصــــوات ترتفـع مـخـتـلطه
ثـمّ تأخذ حـدتـهـا في الهبوط .. و إرتفاعها في الإنخفاض تدريجياً
إلى أن تصير صدى بعـيـد ينتـهي بالتلاشي ))


السيده :
( تنتهي من " التزيين " و تلقي آخر نظره
على وجهها في مرآتها الصغيره )
و أخـيـــــــــــــراً.

الآنسه :
( لازالت مشتغله بالتريكو )
أخيراً .. لاشيء !

السيده :
هل سنمضي الليل هنا ؟

الآنسه : من يدري !

السيده :
الحق .. المكان جميل هنا و القمر مكتمل

الآنسه :
لولا هذا البدر المكتمل لبدا المكان موحشاً.

السيده :
كل شيء حولنا مضيء كما لوكنا في الفجر

الآنسه :
و هذه المزارع تحت السماء الصافيه
غسلتها عاصفه الأمس

السيده :
( ناظره في مرآتها )
لو كان وجهي بهذا الجمال دائماً

الآنسه :
كل شيء هنا الآن جميل
حتى نقيق الضفادع !
و خذا الهدير الخافت لبخار القاطره
في الشتاء يحلو لي الجلوس لجوار الغلايه
أستمع لصوت الماء و هو يغلي و يبقق
كأنه يناجـيني بحديث خاص . . .

السيده :
أنتِ تعيشين وحدك

الآنسه : نعم

السيده : ماذا تعملين ؟

الآنسه : في محل أزياء .. المرتب جيد

السيده : يلزمك الزواج حقاً

الآنسه : و أنتِ ماذا تعملين ؟

السيده :
أعمل !!؟ ( تضحك ضحكه غريبه )

الآنسه :
( تستمع ) هاهو .. يعود
هاهما يعودان

السيده : حقاً !

الآنسه :
أخشى أن يكون سلوكنا !

السيده :
ماذا في سلوكنا ؟

الآنسه :
أن يكونا فهما !

السيده :
فهما ماذ ؟

الآنسه :
لا أدري بالضبط !؟!

السيده :
نحن غير مسئولات عن فهم الناسِ لنا
و مع ذلك ماذا فعلنا !!

الآنسه :
هذا رايك ؟

السيده :
طبعاً . لماذا تفكرين هذا التفكير ؟

الآنسه :
أخـشى أن

السيده :
إسمعي هذه فرصتك .. لا تضيعيها
هذا الموسيـقي ينفعك
أنا أعرف رجال الليل .. إنهم يحبون البيت الهادىء المنظم
و رجل النظام يشتاق للفوضى

الآنسه : و أنتِ ؟

السيده :
هي فرصتي ايضاً

الآنسه :
صاحب المصانع هذا رجل صعب !


السيده :
مفتاحه عندي .

الآنسه :هس . هاهم


(( يـُسمع صوت الشخيخه واضح جداً
و يظهرالموسيقي و المالي ))

الموسيقي :
( للمالي )و ماهي الطريقه التي تشتري بها القطار ؟

المالي :
( و هو يجري عمليه حسابيه في دفتر صغير بيده )
أولاً هذا لا يسمى قطار! هذا حديد خرده

الموسيقي : لكنه يعمل .

المالي : ( هازئاً ) يعمل !

الموسيقي :
حقاً ! هو يترنح جعل الركاب كالسكارى بغير خمر

السيده :
( ضاحكه ) و هذا عز المطلوب

الموسيقي :
هل يعجبك إذن ياسيدتي ؟

السيده :
ليس القطار
بل السكر بغير خمر...
خاصه في ضوء القمر


الموسيقي :
فعلاً ضوء القمر جميل .. و مفيد ايضاً !
جعل الآنسه تواصل شغل الإبره

السيده :
( مشيره إلى المالي )
و جعلت حضرته يواصل حساباته

الآنسه :
هذا لا يعني أني لست مستمتعه بجمال القمر!

الموسيقي :
دون أن تضيعي وقتك سدى

السيده :
يظهر أنك معجب بالأشياء النافعه

الموسيقي : جداً

السيده :
تعجبك إذن الزوجه من هذا الطراز .

الموسيقي :
نعم .. لكن خطيبتي

السيده :خطيبتـك ؟

الموسيقي :
نعم . إنها تعمل معي

السيده :
عملكما و مواعيدكما واحده !

الموسيقي :
و هنا المشكله !

تصوري
نسهرمعاً .. و ننام معاً .. و نترك البيت معاً !!
أما من سينظم شوؤننا و منزلنا فالله أعلم
لكن المهم
هو أن أتزوج و أنجب أولاد بأسرع وقت

السيده :
كانت هي إذن !
أقرب و أسرع من عثرت عليه ؟

الموسيقي :
بالضبط .

102825289.gif



(( السائق و الوقاد يظهــران ))


102825289.gif



المالي :
ماذا صنعتم ؟

الوقاد :
لا شيء .. النتيجه صفر .

السائق :
لم نتقدم و لم نتأخر !

السيده :
حقاً هذا عجيب !

الآنسه :
فعلاً عجيب

السائق :
شيء محير !
أيعقل أن يُصاب الناس كلهم بالعمى
في وقتِ و احد

الوقاد :
نصف القطار فقط
أصيب بعمى الألوان

السيده :
حقاً ! أي نصف ؟

الوقاد :
الذي يقول أخضر طبعاً

السائق :
و لماذا لايكون النصف الذي يقول أحمر ؟

المالي :
لايهم أي نصف !


السائق :
هذا صحـيـــح
لم يعد يهم أي نصف


لايمكن أن نستمر في الوقوف !
هذا خطر ! خطر جداً ؟؟
قطار الإكسبريس خلفنا
يجب أن نتصرف بسرعه

المالي :
عـندي فكره !

السائق :أرجوك

المالي :
نحتاج لتعاون .. تعاون تام

السائق : مستعدون .

الجميع : نـعم . كلنا

المالي :
يتكاثف جميع ركاب القطار على إخراجه عن
الخط الحديدي و الإلقاء به بعيـداً !

الجميع :
الإلقاء به بعيـداً !؟؟

المالي :
عن طريق الإكسبريس
بعيداً عن طريق الخطر !
و أنا مستعد أشتريه

السائق :
ياناس .. يريد أن نقلب له القطار
ليشتريه !

المالي :
أنتم و شأنكم
قلت لكم عن أحسن طريق
لتجنب التصادم

الآنسه :
إسمحوا لي بكلمه
كشك الإشارات قريب من هنا ؟
هل يمكن أن يذهب أحد إلى هنــاك
و يتأكد !؟؟

الموسيقي :
فكره مدهشه

الوقاد :
هذا يحتاج لمسيره ربع ساعه

السائق :
مع الإسراع نصل في عشر دقائق
سنجد عامل الإشارت و يوضح لنا الحقيقه


الوقاد :
و من يذهب ؟!

السائق :
أنا طبعاً


الوقاد :
و أنا معك

السائق :
لكنك لا تستطيع الإسراع
بهذه الساق الخشبيه !

الوقاد :
و قت الضروره أستطيع القفز بها


(( السائق يسحب الوقاد و يسرعان في إتجاه
السيمافور ))

..


(( تـُسمع أصوات جلبه و ضجيج و صياح
و غناء في العربات !

كل عربه تغني لونا !

و كل هذا يختلط و يشتد في الإختلاط
إلى أن يصير نوعاً من الهوس الجنوني ))

..


102825289.gif



(( ... يظهر السائق و الوقاد ))


102825289.gif



الجمــــــــيـــــع : خـيـراً !

الموسيقي : ماذا وجـدتم ؟

الآنسه : بماذا جئتم ؟

المالي : و أخيـراً

السيده :ماهي النتـيـــــجه ؟


السائق : لاشــــــــــــــــــيء .

الجميع :
ماذا تقول ؟!!

الوقاد :
لا يوجد هناك شيء على الإطلاق !

السائق :
لا يوجد كشك

الوقاد :
و لا توجد إشارات

الجميع :
ماهذا الكلام ؟

السائق :
هذا ماوجدناه

الوقاد :
هذه هي الحقيقه

السائق :
و جدنا الكشك و لكنه ...

الوقاد :
مهجور .. و نوافذه مهشمه

السائق :
عاصفه الأمس حطمته

الوقاد :
و السيمافور كذلك جرفته العاصفه
القت به على الأرض
هشمت مصابيحــــه
الجميع :
إذن لم يكن هناك إشارات !!!!

السائق :
مادام السيمافور لا يعمل !

الوقاد :
مادامت المصابيح مهشمه !!

السيده :
إذن ! كيف رأينا اللون الأحمر ؟!

الموسيقي : الأخضر

المالي :الأحمر

الآنسه : الأخـضـر

السائق :
أسألوا أنفسكـــــم ؟


الجميع :
و أنـت !

السائق :
أنا ايضاً ! أسأل نفسي من ساعتـهـا !

الجميع :
( للوقاد ) و أنـت ؟

الوقاد :
مثلكم جميعاً

المالي :
نحنُ جميعاً قد رأينا ألواناً
فلتكن حمراء أو خضراء !! لكنها ألوان على أيه حال
و قد رأيناها بأعيننا
هل هنـاك شك في ذلك

الجميع :
مطلقاً .. مطلقاً

السيده :
كيف رأينا تلك الألون ؟؟؟

الموسيقي :
هذا هو الشيء المحير

الآنسه : حقاً

المالي :و النتيجه الآن

السائق :
مادامت لا توجد إشارات
فمعنى هذا أن لسكه مفتوحـــــه

الوقاد : و لم لا نقول العكـس

السائق :
لم أعد مستعداً لإستئناف المناقشه
مادمنا قد تحققنا من عدم وجود إشارات أمامنا
فالطريق حــــــر

لا تنسى أن الأكسبريس قادم من خلفنا

الوقاد :
في تحركنا مجازفه

السائق :
و في وقوفنا ايضاً مجازفه

المالي :لكن السـيـر ...

الموسيقي : لكن الوقوف ...

(( تختلط كلمات السير و الوقوف في أفواه الجميع
إختلاطاً مزعجـاً

تـقابله عن بـُعد أصوات الغناء و الرقص
في العربات الأخرى

و ينـتج عن ذلك كله صخب جـنونـي ))

السائق :

( فجـأه يـصـرخ و يصفـر ويحرك ذراعيــــــــــه
كـالقـاطره السـائره )
تريك تراك .. تريك تراك .. تريك تراك ..

الجميع :
( مـُلتـفتـين إليه )
انظروا ماذا يفعل !!؟

(( السائق يقفـز إلى القاطره
يطلق صفارتها طـــويلااااإيذاناً بالسير
عندئذٍ يهرع الجميـع بحركه غريـزيه
يتـســلقـون القطـار ))

102825289.gif
 
رد: مسرحـيـه ( رحله قطار ) للكـبيرالحـكيـم

3yr1lcv4t.bmp




أسـدل الستـار



الحـــمــدلله الذي بفضله تتـم الصالحـات


رحـله قـطـــــار
مسرحـيه في فـصـل و احـد
تـوفيق الحـكيم

102825289.gif





[glow1=CCCCCC]
هل الضوء أمامنا أحمر
فنتوقف و نقف و نكف !


102825289.gif


أم الضوء أخضر داكن
على كل الدنيا و في كل الأماكن



102825289.gif


في الخاتمه و الخـتـام
إنها رؤانا و مرئياتنا
[/glow1]




حررتها كاملـه
من مسرحيه لديّ و بين يديّ
إلا من بعض تصرفٍ يسير


لا تحرمــوني دعــوه
من خلف سُتـر الغيب




[glow1=CCCCCC]
ربي خذ بيدنا في المضائق
و أكشف لنا وجوه الحقائق
و أحـفـظ أحبـتـنـا كـل حــاضــــرٍ و غـائــب

[/glow1]
 
التعديل الأخير:
رد: مسرحـيـه ( رحله قطار ) للكـبيرالحـكيـم

شكراً لكِ أختي الفاضلة : مهتمة
منحتني فرصة فريدة , بقراءة هذه المسرحية , التي قرأت أكثر من مرّة عنوانها .
قرأت بعضاً من أعمال الحكيم , الحكيم .
لكن أتحتِ لي بعد هذا العمر قراءتها . ( رحلة قطار )

لا حقيقة مطلقة بين البشر .
ننظر للأشياء بعيون أشخاصنا , وطباعنا ومصالحنا .
لكِ السعادة الدائمة . ووجه الحقيقة في عيونكِ
 
رد: مسرحـيـه ( رحله قطار ) للكـبيرالحـكيـم

ممتنه لقرائتك و لك
أستاذ فارس

شاكره طيب وقفتك هنا
و طيب تعقيبك

طبت
و طابت جميع أوقاتك

أشكرك
 
رد: مسرحـيـه ( رحله قطار ) للكـبيرالحـكيـم

اهلا بك في كل وقت و آن
و بكل طرح لي

سعدت بك أختي بنت بغداد
صافي الود
 

عودة
أعلى