انا توحدى فماذا تقولون عنى

[حضانه بكره احلى]

أنــا توحــدي..فمــاذا تقولــون ...
ماذا تعرفون عني..أنا طفلٌ..كباقي الأطفال... و لكن أبدو غريباً بعض الشيء للغرباء..لماذا لا يستطيع أحداً فهم عالمي..لماذا لا تحاولون تجربة ما أشعر به...
تقولون عني أني أعيش في قوقعة...و أنا أقول لمْ يحاول أحداً مساعدتي في الخروج منها...
تقولون عني أني أتكلم كالببغاء..و أنا أقول..أنا أحاول التواصل
تقولون عني أني لا أمتلك مشاعر..و أنا أقول أنا أشعر و أضحك و أبكي و أحب
تقولون عني أني لا أستطيع فعل أشياء بسيطة...و أنا أقول أنا أملك قدرات فائقة كمقدرتي على الحفظ و تذكر مالا تستطيعونه أنتم...
تقولون عني أني أخاف من صوت المكنسة..و أنا أقول أنكم لم تشعروا بالألم الذي أشعر به جراء ذلك الصوت..
تقولون عني أني متعلقٌ بروتينٍ واحد..و أنا أقول هذا ما يستطيع عقلي أن يترجمه..فأنا أحب أن أرتب لعبتي بنمطٍ معين...و أحب أن يكون مسار يومي كاليوم الذي سبقه... أو قد أتعلق بموضوعٍ واحد كسباق السيارات...أحب مشاهدته بالتلفاز...و التحدث به في كل وقت...و إن مل الناس من موضوعي...فأنا أحبه...
تقولون عني أني لا أتواصل بالعين..و أنا أقول لا أستطيع أن أفعل أمران في نفس الوقت..فأنا لا أستطيع أن أطلب كأساً من الحليب و النظر إليكم في نفس الوقت..فلم تعيرون ذلك كل هذا الاهتمام...
تقولون عني أني أصاب بنوبات غضبٍ دائما..و أنا أقول كيف لا..فإذا أنا امتلكت المقدرة على التحدث..الكثير من اخوتي لا يمتلكون مقدرة الكلام..فأنتم لا تشعرون كيف هو الحال عندما نريد شيئاً و لا نستطيع التعبير عنه...تخيلوا معي..أحد اخوتي أراد الحلوى من أمه..فلم يستطع التعبير عن ذلك مثلكم...فشعر بالألم و عاد إلى قوقعته مرةً أخرى...لم يستطع التواصل مع من يحب..و لم يستطع التعبير عن نفسه...فلماذا أصابع الاتهام تلك...
تقولون عني أيضاً.. أني أقوم بتصرفاتٍ غير لائقة...و أنا أقول..أضحك فجأةً كي أرسل رسالةً لمعلمتي و أخبرها بأني سعيد...ليس كما قلتم..مجنوناً...أقوم باحتضانك يا معلمتي..أو شم شعرك...كي أخبرك بحبي لك...
تقولون عني أني لا أستطيع اللعب مع من هم في مثل عمري..و أنا أقول...لا أعرف كيف ألعب مع زملائي في الفصل...فأنا لا أعلم قواعد التواصل الإجتماعي...كما تعرفونها أنتم...لم تحاولوا تعليمي إياها..فأنا أعلم أنها ستأخذ وقتاً طويلاً لتعلمها...و لكن أنا مستعدٌ للمحاولة...فقط لكي أتعلم كيف ألعب مع من حولي...و أتواصل مع أمي و أبي..
تقولون عني أني لا أملك تعبيرات الوجه أثناء تحدثي و لا أفهم تعبيرات غيري.. و أنا أقول أنا أشعر بالألم و الحزن...و لكن لا أستطيع ترجمة تلك المشاعر المعقدة التي تظهرونها أنتم...فحياتي بسيطة..و غير متكلفة مثلكم...فأنا لا أحتاج لتعلم معنى المجاملة أو الكذب في وجوه الغير..صحيحٌ أني أقول بسرعة ما أفكر به من غير أن أقيس حجم كلمتي...و لكني لا أهتم بتعقيدات باقي الناس...صحيحٌ أني أفتقد أحياناً الشعور بالخجل أو الندم..كأن أقوم بتصرفٍ مخجل أمام ضيوف أمي...و لكن سأتعلم..و أتعلم..و لكن اعلموا أني أملك من المشاعر مالا تملكونه أنتم...فأنا أبكي لفراق من أحب..و أخاف مثلكم..و أسعد برؤية هدية جميلة أو حلوى أحبها..أو أفرح برسمةٍ رسمتها..و فرحت معلمتي بها...و أغضب إذا غيرت أمي مكان سريري...ألا تكفيكم مشاعري هذه...
تقولون عني أني أقوم بحركاتٍ متكررة مثل الدوران حول نفسي أو رفرفة أصابعي... و أنا أقول هذا ما يأمرني به عقلي...هكذا أشعر بإطلاق الطاقة المختزنة بي...
و لم الإهتمام...لماذا تركزون على أن أنظر إليكم..أو أن أجلس بلا حراك..و تنسون ما أحتاج إليه..أحتاج أشياء أخرى لكي أتخطى صعوبتي...أنا سعيدٌ بلقب توحدي...فأنا أملك قدرات لا تملكونها أنتم...و لكني حزين بما يقال عني...أحتاج من يفهمني...و يفهم عالمي أولاً... أحتاج من يشعر بما أمر به كل لحظة من حياتي..و قصة كفاحي منذ لحظة ولادتي...و ألم أمي..و شعورها بالذنب...بأن ذلك خطؤها...و توتر معلمتي..التي لا تعلم كيف تتفاعل معي...ساعدوني..فلا لا أستطيع مجابهة كل ذلك لوحدي...
ما أحتاجه هو أن أتعلم كيفية التواصل...و كما قلت خلقت لأكون متميزاً...و سأبقى متميزاً...و لكن بقليلٍ من الصبر و المساعدة:2bb (7)::2bb (7)::2bb (7)::2bb (7)::2bb (7)::2bb (7)::2bb (7):

 

[مهتمة]

ماذا تقولون عنى !

ماذا تقولون عنى !

لا يستـطيعـون فـهم عالمنـا ! لنـفهم نحن عـالمهم

يقال :
( إن الإنسان مدين للآخرين بإنسانيته )


لذا
تخيل نفسك أمام إنسان
قد يكون أقرب الأقربين لك وأحبهم إليك


يسمع .. ويظهر وكأنه أصم
يرى .. ويبدو لك أعمى


يتكلم بلغة بالكاد ينطقها
وقد تظن أنه أبكم



تتوق لهفة
لتحتويه بذراعيك


ولكن ...




ثمة أمر يثبطه ؟!؟
فـيدفعك بعيدا عنه
أو ربما يركلك





رغم ذالك
هو يشعر .. ويفهم .. ويعاني ..

ما أصعب أن تفقد الاتصال
بمن تحب بسبب ( التوحد )

الإهتمام بالتوحد أصبح ضرورة
من ضروريات الحياة


وذلك لإنتشاره في عدد كبير
من أطفال العالم

وترجع تلك الأهمية
إلى غموضه على كثير من الناس
بجميع الطبقات


لأنه من أكثر الاضطرابات والإعاقات
غموضا .


ظلت حالة التوحد مجهولة
حتى تم اكتشافها من قبل عالمين نفسيين


العالم كانر /1943م
العالم اسبيرجر / 1944م

فهما الذين أطلقا على هذه الحالة
من السلوكيات بـ
التوحد



لا تهمش ذاك
الطفل التوحدي


بسبب مرضه
أو
خجلا من المجتمع


أمنــــحه فرصه
بصبرك .. بلطفك .. بحنانك
وتعليمــــــــــك





كل ما منحته هذه الفرصة
كلما تقدم في علاجه أكثر

( فالعلاقة طردية )



سيصبح - بإذن الله -
إنسان طبيعي
معتمد على نفسه
وبنّاء في مجتمعه

​

لا يستـطيعـون فـهم عالمنـا ! لنـفهم نحن عـالمهم

​

ذا مقتطف وقراءة ( عامة )
من أجمل ماقرأت عن التوحدي
كنت وقفت عليها من منتدى ما

آثرت أن ضيفها
مع ألف شكرا أ.حضانة بكرة أحلى
ومع موصول الدعاء






ربي أحفظهم في كل وقت و حين
التوحديين وذوييهم
و هيأ لهم في قلوب خلقك أجمعين
آمـيـــــن​

​

لا يستـطيعـون فـهم عالمنـا ! لنـفهم نحن عـالمهم

​

​

 

[استراليا]

رد: انا توحدى فماذا تقولون عنى

شكرا اختي الفاضلة على الطرح

 

[شمسه]

رد: انا توحدى فماذا تقولون عنى

thanks alot