التصفح للزوار محدود

نحو نقاش جاد لا نقاش حاد.. معالم ومنارات

لا يخفى على أحد أهمية الحوار، بل ضرورته في أحايين كثيرة.
ولا يغيب كذلك على الاخوة الكرام والاخوات الكريمات ركيزة الحوار في الخطاب القرآني، والدعوة الربانية.
فقد حاور الله في كتابه الكفار وأورد شبهاتهم ورد عليها، بل حاور إبليس {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} حاوره مع ظهور عصيانه، فسبحانه عز في علاه
وأمر انبيائه بهذا السبيل، وساروا على ذاك المنهج حتى مع أشد الناس كفرا بل كان الحوار على أعلى مكرمة من الأخلاق {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}، فهذا أبو الأنبياء يحاور في التوحيد النمرود، وهذا كليم الله مع فرعون، وهذا مؤمن آل فرعون مع آل فرعون، وهذا صاحب الجنة وصاحبه، وغيره من الحوارات مما هو مليء بمثله خطاب القرآن
بل إن الحوار أحد ركائز الدعوة التي لا غنى عنها {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}
وهذه إشارات فقط ورؤوس أقلام، وإلا فإن أهميته معلومة من واقع حياة كلٍ منا بالضرورة
وبذلك يصير ظاهرا لكل ذي بصيرة أهمية هذا القسم في المنتدى بل ضرورة الحوار في حياتنا
وإني لممن يرتاد هذا القسم قارئا ومطلعا على وجهات النظر ومستفيدا، مع انه لا مشاركة لي فيه إلا واحدة أو اثنتين على ما أظن لأجل اني لا أستطيع التزام متابعة النقاش، لكني احاول متابعة كل ما يطرح فيه
ولأجل استمرار هذا الصرح الثقافي الى علو بعقل المطّلع والمحاور معا، ولأجل أن نمضي قدما بالفكر الى السمو؛
رأيت من واجب النصيحة أن أدون بعض ما أثار وشد انتباهي من أمور قد أراها مما يؤخر ركب الحوار ظهريا،
أو قل قد يعيق الميسرة الثقافية والفكرية التي ترجى من الحوار
وقد ارتأيت رسمها بالمعالم والمنارات لما للأخيرة من أهمية في تصويب المسار والسبيل الموصل للغاية المقصودة
وإني لا أقصد أحدا بذاته لا والله
فلا تذهبن بكَِ الظنون أبعد المذاهب
فتستوحش قبل أن تقرأ
وتحكم قبل أن تتثبت
المَعْلَم الأول: القصد والغاية
قال تبارك وتعالى من سورة يونس {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}
فالنية والقصد ركيزة يقوم عليها نجاح كل عمل او فشله، صلاح كل عمل أو فساده،
فما كان لله دام ودام خيره، وما كان لغيره انقطع وانمحى أثره،
فليكن قصدنا وجه الله ولتكن غايتنا من طرح أي موضوع للنقاش هو النظر في زوايا أُخر لموضوعك لترى من نفسك أولا صوابك من خطئك ولتطلع ثانيا على منظورات مختلفة عن منظورك
فيتسع بذلك رصيدك الفكري، وتتبلور تفهمات للرؤى الأخرى لديك يعتلي بها سقفك المعرفي ويتسع لها رصيدك الاجتماعي
ومما هو لصيق بهذه المنارة أن تطرح ما أنت مؤمن به وما هو من صدق قناعتك لا أن تطرح ما يشد الانتباه أو يثير الفضول وتكون فكرتك في حقيقة نفسك بعيدة عما طرحته، فليس هذا من صنيع الصادق مع نفسه في شيء
ومما هو كذلك ينبني تماما على هذه المنارة أن تكون موطنا نفسك على الرد والنقد،
فلست أكبر من النصح ولو كان لاذعا،
ولست أعلى من التخطئة ولو على رؤوس الأشهاد،
فما دمت دخلت في النقاش فقد وضعت ثقافتك وفكرتك على طبق وعرضته للناس يبدون رأيهم فيه،
فلا تنكمشنّ نفسك عن قبول المخالف بصدر رحب؛ وقلب يبقى بعد النقاش مع إخوانه سليما،
ومن علامات حسن القصد استواء المادح والذام تأثيرا في عمل العامل
فهل يمكن أن نرى يوما طارحا لموضوع قد مال - بعد نقاش وحوار - إلى رأيٍ غير رأيه الأول عند بداية طرحه؟ آمل ذلك.

وللحديث تتمة إن يسر الله اللقاء وأمد في العمر

 
نحو نقاش جاد لا نقاش حاد.. معالم ومنارات


المعلم الثاني: وسيلة الحوار وأداته
الحوار تواصل ينبغي أن نصل به إلى أكمل ما نستطيعه من التمام،
فلقاح الأفكار يتطلب فهما لمقصود المتحاورين فيما بينهم
فأنا مثلا من المملكة المغربية لا أفهم لهجة المشارقة ولا حتى بعض لهجة الدول المغاربة
فكيف تكون جودة التواصل والتخاطب بيننا
ومما يزيد الطين بلة إذا تضمن الحوار بعض العادات الخاصة ببلاد ما
فيزيد عدم المعرفة بها الحديث عنها بلهجة لا تعرفها
فلنلتزم بلغتنا العربية ما استطعنا
اكتب بها وحاور ولو أخطأت فليس منا سيبويه ولا النحاس،
إنما جاء بنا الى هنا التعلم
ولا ينال العلم اثنان مستكبر ولا مستحيي
والحديث عن التخاطب باللهجة العامية هو سمة برامج المحادثة (الشات) وهو يقودني الى:
المعلم الثالث: الجدية، فنحن في قسم للنقاش لا للتعارف و(الشات)
أسجل أولا عدم معارضتي في قناعتي الشخصية على أنواع الحوارات والتعارف إلا استتناءات ليس هذامجال طرحها
لكن الذي أعارضه بشدة ولا أستسيغه أن يحول هذا القسم مكانا لذلك ولا أراه يناسب ذاك لامن قريب ولا بعيد
فمتى نتخذ لنا ولوساعة من وقتنا لنكون فيه على الجادة
أحتى هذا القسم حولاه إلى موضع بسط بيننا وفكاهة ومزاح
ألا نستطيع أن نكون جادين ولو هنية
فكفى ما ضاع من أعمارنا إخوتي الكرام
إن أمتنا لتعيش حالكا من الظروف الزمانية والمكانية معا
وإن شبابنا ليعيش تيها عقائديا وأخلاقيا ومعارفيا واجتماعيا ما يقارب القرن من الزمان
فمصاب الأمة وما هو يُتَطَلّب من شبابها ويُنتظر لأكبر من أن نمضي بكل حياتنا على هذا النحو
وآلَمني وآلَمَ كلّ حُرٍّ سؤالُ الدهرِ أين المسلمونا؟
ترى هل يرجع الماضي فإني أذوب لذلك الماضي حنينا
بنينا حقبةً في الأرض ملكاً يُدعِّمه شبابٌ طامحونا
شباب ذللوا سبل المعالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا
إذا شهدوا الوغى كانوا حماة يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليالي ولم يسلم إلى الخصم العرينا
وما عرفوا الأغاني مائعات ولكن العلا صيغت لحونا
ولم يتشدقوا بقشور علم ولم يتقلبوا في الملحدينا
ولم يتبجحوا في كل أمر خطير كي يقال مثقفونا
كذلك أخرج الإسلام قومي شباباً مخلصاً حراً أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى فيأبى أن يذل وأن يهونا


وللحديث تتمة إن يسر الله اللقاء وأمد في العمر
 
رد: نحو نقاش جاد لا نقاش حاد.. معالم ومنارات


المعلم الرابع: النقاش الديني
وهو أخطر المعالم وأشدها أهمية
فإنه حديث عن الله وحديث عن رسوله صلى الله عليه وسلم
وهنا نقاط لا بد من مراعاتها
النقطة الأولى:
أن يكون الدين موضوع نقاش أمر، وأن يكون النقاش في أمر ديني أمر آخر
فالأول مرفوض تماما ومناقض لأصل إسلام المرء نفسه لله
والثاني يتضح بالنقطة التالية
النقطة الثانية:
الأمور التي لها علاقة بالدين قسمان:
قسم ثابت لا خلاف فيه حكما
وقسم اختلفت فيه أنظار المجتهدين وهو ما يسمى بالخلاف المعتبر
فالأول لا يجوز الخوض فيه ثبوتا ونفيا أو قبولا وردا فهو محل اتفاق وإجماع
والثاني يجب فيه مراعاة النقطة التالية
النقطة الثالثة:
فرق بين أن تكسوَ الاسلام لباس فهمك وبين أن تكسوَ فهمك لباس الاسلام
فالأول مزلة أقدام، ومضلة أفهام، وبسببه نشأت جميع الفرق المخالفة لمنهج الحق
والثاني هو الواجب على كل مكلف وهو أصل الانقياد لدين الاسلام وقطب الرحى من الإتباع
ولن تتأتى لك هذه النقاط الثلاث إلا بالعلم وهو النقطة الرابعة من هذا المعلم والمعلم الخامس
فعليك بالعلم، ودع عنك ما لا تحسن، فإنك واقف بين يدي ربك ومسؤول
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}

وأخيرا فهذه مفاهيم عامة وتحتها من التفاصيل تفاصيل؛ أرجو أن يثريها النقاش حولها والحوار
ما كتبتها إلا غيرة على هذا المنتدى وإلا رجاء أن أرى إخوتي وأخواتي على عتبة المسؤولية وقوفهم، وعلى درج الرقي مسيرتهم وصعودهم
ولتكن على يقين من قول ربك {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}
ولتكن على ذكر بقول الناصح مذكرا وناصحا
وكل كاتب سيفنى *** ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء*** يسرك في القيامة أن تراه

أخوكم: عبد الرحيم صابر

 
رد: نحو نقاش جاد لا نقاش حاد.. معالم ومنارات



ليت هُناك من يقرأ ويفهم
قبل كل شي أشكرك الفاضل عبد الرحيم على مجهودك الواضح في طرح هذا الموضوع
وقد يكون السبب في طرحك ما حصل سابقاً في أحد المحاورات أو النِقاشات
ولكن لو طبّق مُعظمنا ما جاء في المحاور التي ذكرتها ,, لما حصل أختلاف وشُقاق
ولكن علينا أحترام وجهات النظر مهما كانت مُخالفة لنا ,, فوجهة النظر مكفولة للشخص
ولا علينا إجبار الأخر على موافقتنا أو أن يكون مع وجهة نظرنا حتى ولو كانت وجهة نظرنا
صحيحة ونحن على حق ,, والعكس صحيح !!
أما المحاور التي يجب الأتفاق عليها في مبدأ الحوار فأهمها التحاور العقلاني
وأحترام الأخر مهما أختلف معنا في نقاط الحوار ,, وعدم التقليل من رأيه أو شخصه .
ولا يسعني هُنا إلا أن أشكرك على النقاط المهمة التي طرحتها في الموضوع
والتي هي من أساسيات الحوار الراقي والهادف !!
بارك الله فيك
 
رد: نحو نقاش جاد لا نقاش حاد.. معالم ومنارات

أنا مع كلامك مائة في المائة
لكني يضرني حقا وفعلا من يطلق زمام كلامه في النقاش الديني
فإن الكلام في الدين كلام عن الله
لذا اهتممت بذكر نقاط فيه أراها هامة لضبط مساره
وهي لا تقف أمام احترام وجهات النظرأبدا بل تسدده نحو احترام المرء لشخصه أولا وللقارئ ثانيا
وحياك ربي
 
رد: نحو نقاش جاد لا نقاش حاد.. معالم ومنارات

الحوار فن لايجيده كثير من الناس وليس من الجيد ان تفرض ارائك على الناس كلن له معتقدات ومبادئ واسلوب تربيه
فانا شخصيا مجرد ان اناقش الشخص مره واحده واحس ان عنده قناعات انسحب بكل هدوء لانني لست ملزمه بان ادخل
حورات عقيمه مع شخص غير واعي
فالحياة تجارب واستفاده من ثقافات البشر ومن حضاراتهم ولست مجبر ان تطبقها على نفسك وعلي مجتمعك
والحوار يثريك ثقافه وتعلم
والانسان الذي لايحب الحوار بالنسبه لي انسان غير واعي
 
رد: نحو نقاش جاد لا نقاش حاد.. معالم ومنارات

أختي الكريمة أوراق الخريف
شكرا على التفاعل مع الموضوع
ولعلك تقصدين بـ"
عنده قناعات"
أي أنه غير منفتح لطرح فكرته بصدق
أو يدل على مقصودك بتطابق قولة الامام الشافعي:
"قولي صحيح يحتمل الخطأ وقول المخالف خطأ يحتمل الصواب"
فهذا الذي يؤتي معه الحوار الثمار
ولم أغفل هذه النقطة حيث قلت في آخر المشاركة الاولى:
"
فهل يمكن أن نرى يوما طارحا لموضوع قد مال - بعد نقاش وحوار - إلى رأيٍ غير رأيه الأول عند بداية طرحه؟ آمل ذلك."
حياك ربي
 
رد: نحو نقاش جاد لا نقاش حاد.. معالم ومنارات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاكرة لك تفاعلك مع المنتدى واندماجك اكثر من خلال تواجدك وكتاباتك المميزة
فتح الله عليك وزادك من فضله
يبقى تواصلنا هنااا بهذا الصرح الغالي فرصة لتلاقح الافكرا من خلال النقاش الهادف والمثمر ولما لا نتعلم فنون النقاش من بعضنا
تحياتى
 
رد: نحو نقاش جاد لا نقاش حاد.. معالم ومنارات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاكرة لك تفاعلك مع المنتدى واندماجك اكثر من خلال تواجدك وكتاباتك المميزة
لتعلمي أختي الكريمة أنه لم يمنع كثرة مشاركتي زهد في مواضيع الاعضاء
لكنه ضيق الوقت وقلة دخولي على النت
وإلا فإني احاول الاطلاع على أغلب المواضيع
فليس عدم تعليقي أو كثرته بدليل على تقييم الاندماج
فعندي اهتمام بالمنتدى كبير وركن له في قلبي ركين
وهذا ثاني عتاب منك إلي في هذا المعنى
فشكر الله لك اهتمامك
وشكر ربي دعواتك واستجابها
وأدعو لك بخير منها
حياك الرحمن
 
رد: نحو نقاش جاد لا نقاش حاد.. معالم ومنارات

فهل يمكن أن نرى يوما طارحا لموضوع قد مال - بعد نقاش وحوار - إلى رأيٍ غير رأيه الأول عند بداية طرحه؟ آمل ذلك.

فمتى نتخذ لنا ولوساعة من وقتنا لنكون فيه على الجادة
أحتى هذا القسم حولاه إلى موضع بسط بيننا وفكاهة ومزاح
ألا نستطيع أن نكون جادين ولو هنية
فكفى ما ضاع من أعمارنا إخوتي الكرام
إن أمتنا لتعيش حالكا من الظروف الزمانية والمكانية معا
وإن شبابنا ليعيش تيها عقائديا وأخلاقيا ومعارفيا واجتماعيا ما يقارب القرن من الزمان
فمصاب الأمة وما هو يُتَطَلّب من شبابها ويُنتظر لأكبر من أن نمضي بكل حياتنا على هذا النحو
وآلَمني وآلَمَ كلّ حُرٍّ سؤالُ الدهرِ أين المسلمونا؟
ترى هل يرجع الماضي فإني أذوب لذلك الماضي حنينا
بنينا حقبةً في الأرض ملكاً يُدعِّمه شبابٌ طامحونا
شباب ذللوا سبل المعالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا
إذا شهدوا الوغى كانوا حماة يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليالي ولم يسلم إلى الخصم العرينا
وما عرفوا الأغاني مائعات ولكن العلا صيغت لحونا
ولم يتشدقوا بقشور علم ولم يتقلبوا في الملحدينا
ولم يتبجحوا في كل أمر خطير كي يقال مثقفونا
كذلك أخرج الإسلام قومي شباباً مخلصاً حراً أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى فيأبى أن يذل وأن يهونا


وللحديث تتمة إن يسر الله اللقاء وأمد في العمر
المعلم الرابع: النقاش الديني
وهو أخطر المعالم وأشدها أهميةولتكن على ذكر بقول الناصح مذكرا وناصحا
وكل كاتب سيفنى *** ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء*** يسرك في القيامة أن تراه

أخوكم: عبد الرحيم صابر

بعد اذنك اقتطفت ما هو مقتبس واريد ان ابدي رايي فيما كتبته عموما واسلط المجهر على ما هو مقتبس
اولا اثني على نضجك ووعيك، هي امة تلاعبت بها الامم فأفلستها من القيم، فصار المسلم كاذبا منافقا ويحتج وبقوة اذا ما انت شككت في اسلامه
الاسلام صار وراثة ولا يهمنا منه الا ظاهره والا فتحن امة التسامح وقبول الاخر مع ثبات على مبدإ لا يتغير، نحن لا نوالي الا في الله ولا نعادي الا في الله
ولكن ومع أن شخصية الفرد مصاحبة له فإن بعض الضغوطات احيانا تجعله يبحث عن متنفس ولكن كان في قسم من المفترض ان يكون قسم حوار ونقاش هادفين

اما عن طارح الموضوع الذي يميل عن رايه بعد نقاش فالامر لا يعتبر ميزة، ففئة الامّعة متربعة في اي قسم وفي اي باب، فهمت ما تريد قصده لكن اردت ان انبهك الى أن الموضوع الواحد قد ينظر اليه من عدة زوايا كالبيت مثلا من اي زاوية نظرت اليه يظل بيتا ولكن مع اختلاف الرؤية، فما اقوله إن اختلفت معك يظل زواية من زوايا النظر
ارجو ان يكون قصدي قد وصل

اما في حديثك عن اللهجات، --وللاسف فاني لم اقتبس ما قلت -- اسمح لي ان اقول لك ان هجران اللغة العربية وتمزق وحدتها نتيجة لما تعرف من اسباب التيه، الحديث الفصيح يصيب الاغلبية الساحقة من رواد المنتديات بالغثيان، افلحت قوى الاستعمار في اجتثاثنا من جذورنا وحتى نتأصل ثانية لابد من العزم والصبر مقرونين بالتوكل على الله
واريد ان اذّكرك بنقطة حساسة شيئا ما، اللغة اداة تواصل، فكما انك لا تفهم لهجات المشارقة وعنه لن تستطيع ان تتواصل معهم فان الكثير الكثير لا يفهم اللغة العربية وبالتالي واليا لن يستطيع ان يتواصل مع اي خطاب فصيح، وقد يكتب احدهم بالفصحى فتتمنى لو انه كتبة عاميته، اخطااااء من كل الاشكال لتعود بعد القراءة بخفي حنين مع صداع في الرأس

واخيرا اخي عبد الرحيم، ان الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى قد تنبأ ضمن اشراط الساعة عن كثرة المتحدثين بالدين تشدقا وبلا علم، واعتقد انه من واجبنا كمسلمين ان نحسن معاملة الاخر وان نتقرب الى الله بحسن التعامل ومكارم الاخلاق، "البر حسن الخلق" هكذا قال صلى الله عليه وسلم، وننتظر يوم الفصل
اكيد تعاملا بالحسنى بعزة وبلا انحلال

اللهم انا نسألك ان لا تقبضنا اليك الا وانت راض عنا
ارجو ان اكون ضيفا خفيف الظل على موضوعك، مشكور لى ما طرحت وفقك الله وسددك خطاك
تقبل اطلاتي وتحياتي
 
التعديل الأخير:
رد: نحو نقاش جاد لا نقاش حاد.. معالم ومنارات

أقدم أول ما أقدم شكري لك وإعجابي بتعليقك وملاحظاتك، وأثمن جدا إهتمامك بإثراء الموضوع والحوار
وعندي على ما تفضلت به فقط تعليقات يسيرة أحببت تدوينها، وودتت أن تعرفي رأيي فيها
فقد لمست من تعليقات الأعضاء كما لو أني أبدو متشددا أو صلبا نوعا ما فيما أطرح
وذلك سوء تفاهم وفهم قد أكون سببا فيه، لأني أحاول الكتابة باختصار شديد لأجل حالتي مما يبعد كلامي في أحايين من الوضوح إلى الإلغاز

قولك أختي الكريمة
اما عن طارح الموضوع الذي يميل عن رايه بعد نقاش فالامر لا يعتبر ميزة، ففئة الامّعة متربعة في اي قسم وفي اي باب، فهمت ما تريد قصده لكن اردت ان انبهك الى أن الموضوع الواحد قد ينظر اليه من عدة زوايا كالبيت مثلا من اي زاوية نظرت اليه يظل بيتا ولكن مع اختلاف الرؤية، فما اقوله إن اختلفت معك يظل زواية من زوايا النظر
ارجو ان يكون قصدي قد وصل

قصدك لم يصل فقط أيتها الأخت المكرمة، بل قد ذكرته حرفيا في أثناء موضوعي، فلعلك لم تتأملي كلامي جيدا أو لعله ما يعتري طبيعة الإنسان من سهو ونسيان، حيث قلت في معرض حديثي عن المعلم الأول: "ولتكن غايتنا من طرح أي موضوع للنقاش هو النظر في زوايا أُخر لموضوعك لترى من نفسك أولا صوابك من خطئك ولتطلع ثانيا على منظورات مختلفة عن منظورك فيتسع بذلك رصيدك الفكري، وتتبلور تفهمات للرؤى الأخرى لديك يعتلي بها سقفك المعرفي ويتسع لها رصيدك الاجتماعي"

قولك أختي الكريمة
الحديث الفصيح يصيب الاغلبية الساحقة من رواد المنتديات بالغثيان، افلحت قوى الاستعمار(1) في اجتثاثنا من جذورنا وحتى نتأصل ثانية لابد من العزم والصبر مقرونين بالتوكل على الله
واريد ان اذّكرك بنقطة حساسة شيئا ما، اللغة اداة تواصل (2)، فكما انك لا تفهم لهجات المشارقة وعنه لن تستطيع ان تتواصل معهم فان الكثير الكثير لا يفهم اللغة العربية وبالتالي واليا لن يستطيع ان يتواصل مع اي خطاب فصيح، وقد يكتب احدهم بالفصحى فتتمنى لو انه كتبة عاميته، اخطااااء من كل الاشكال لتعود بعد القراءة بخفي حنين مع صداع في الرأس

أنا أتقبل أختنا الكريمة صداع الرأس هذا في سبيل أن نتأصل ثانية، وحتى نعيد غرس ما اجتثه الاستخراب من جذورنا فلابد من العزم والصبر مقرونين بالتوكل على الله، فيجب أن نتحمل أختي الكريمة ونحمل على عاتقنا وزر الترقي بمستوياتنا شيئا فشيئا، وأشير هنا إلى أن مسيرة الصحوة في بدايتها قد اختلفت على هذا المعنى الى ثلاثة مسارات، نقيضان ووسط، الأول: نبقى على مستوياتنا في خطابنا للجمهور والثاني: نقيضه، بأن نتنزل الى مستوى الجمهور. والثالث:أن نكون وسطا بتقريب مستوياتنا إلى حد نُصَعد من خلاله مستويات العامة، بمعنى صياغة المفهوم بسياقات قريبة، يحرك استشعار قربها عامة المخاطبين الى السعي نحوها، مما يدفع مع مرور الوقت الى الرقي بمستوياتهم شيئا فشيئا.
فأصيب الفريق الأول بالوحدة والعزلة وأصيب الثاني بعدوى العوام ونجح الثالث في إحداث الفرق
فهو نقاش ليس بالجديد بل واقع حي اختلفت الأنظار في كيفية علاجه، وحَكمت النتائج والوقائع لأي المسارات الثلاثة كانت الثمرة

قولك أختي الكريمة
واخيرا اخي عبد الرحيم، ان الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى قد تنبأ ضمن اشراط الساعة عن كثرة المتحدثين بالدين تشدقا وبلا علم، واعتقد انه من واجبنا كمسلمين ان نحسن معاملة الاخر وان نتقرب الى الله بحسن التعامل ومكارم الاخلاق، "البر حسن الخلق" هكذا قال صلى الله عليه وسلم، وننتظر يوم الفصل
اكيد تعاملا بالحسنى بعزة وبلا انحلال

نعم أختي الفاضلة، وقد أشرت إلى هذا المعنى في أوائل مقدمتي للموضوع حين قلت "وأمر انبيائه بهذا السبيل، وساروا على ذاك المنهج حتى مع أشد الناس كفرا بل كان الحوار على أعلى مكرمة من الأخلاق {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}".
وأعتقد أختي الكريمة أن تقبل الآخر واختلاف الأنظار يجب أن يؤخذ في سياقاته سواء الفكرية أو الاجتماعية أو العقائدية أو.. أو..، فللمقامات واختلافها تأثير في تباين المقالات، فالحكمة والموعظة والجدال الحسن كلها مقالات مختلفة باختلاف مقامات الدعوة. ومنه أن مقام التعايش غير مقام الحوار والنقاش فلكل مقام مقال.

قولك أختي الكريمة
اللهم انا نسألك ان لا تقبضنا اليك الا وانت راض عنا
ارجو ان اكون ضيفا خفيف الظل على موضوعك، مشكور لى ما طرحت وفقك الله وسددك خطاك
تقبل اطلاتي وتحياتي

فأسأله عز في علاه بأسائه الحسنى وصفاته العليا أن يستجيب دعائك
وأن يتقبل منا ومنك
شاكرا لك تفاعلك، وأحيي فيك جميل الأخلاق، وحسن الحوار والأدب في التعليق
وهكذا فليكن النقاش والحوار
بارك فيك ربي وزادك حرصا
وتقبلي تحياتي وكلماتي
--------------------
(1) هي كلمة تحتوي مدحا لا ذما، فاستبدالها بالاستخراب أدل على مفهوم ما سيقت لأجله هنا
(2) ليس النداء بها نداء للتواصل بها فقط بل دورها هو قطبُ رحى في ترسيخ الهوية، وفي سياق كلامك ما يشير لهذا المعنى
 

عودة
أعلى