التصفح للزوار محدود

قالت له.. وقال لها

فارس اليمن

Well-known member
قال: أعجب من أناس نراود النفس لتحبهم.. فلا الرياح تواتينا .. ولا النفس تقبل! وأعجب منه أن نجاهد النفس ألا نحب أناساً ونتعلّق بهم.. فلا تنقاد لنا القلوب!
قالت: هي الأرواح جنودٌ مجنّدة.. وطوبى لمن يستحق الحب.. فحينها يكون في ركن ركين من قلبٍ يفترشه ما حيينا! ولا يغيب!
***
قالت: أحببت مقولة قرأتها: "وأعلم أن الحياة صديقة.. وأن القمر.. وإن ضل عني.. سيعرف نحوي.. يوماً طريقَه"
قال: لطالما شغلني التفكر بالحياة.. صعبة هي الحياة.. وسهلة هي أيضاً.. بغيضة هي الحياة.. وجميلة أيضاً.. تافهة هي الحياة.. وتستحق أن نحياها.. كلّ يختار منها ما يشاء.. وأرجو أن تكوني قد اخترت المتفائل من صفاتها..
***
قالت: سوء الظن من حسن الفطن.. أم أنه مظلمة؟
قال: أنت تعرفين أن سوء الظن حرام منهي عنه شرعاً.. ولكن بعض الناس يقولون هذا المثل ويقصدون الحيطة والحذر.. ولكنني أريد أن أسألك: ألم يحدث معك أن حذرت من شخص ما أو أسأت الظن فيه.. ثم تبيّن لك أنه أفضل بكثير ممن وثقت بهم؟ وأنها كانت مظلمة؟!
قالت: ربما.. نادراً.. والنسبة العظمى كانت العكس.. أناسٌ أهديتهم نبضي وعمري.. فخانوا وعربدوا!
***
قالت: لا أؤمن بمقولة: "أذوب لأنير للآخرين!"
قال: دعينا نتذكر الهدف الأساس في هذه الدنيا.. التزوّد للوصول إلى جنّة الله جلّ وعلا يوم القيامة.. كلّ ما يحول بيننا وبين هدفنا أسقطناه حتى لو كان ظاهره جيداً.. بعض الناس يمكن أن يحبطهم أذى الناس الذين أحسنوا إليهم لدرجة أن يحرمهم متعة العبادة.. مثل هؤلاء يجب أن يوازنوا بين عمل الخير الذي أمرنا الله جلّ وعلا به وبين قدراتهم على تحمل الأذى.. وإن كان لا بد من اختيار أحدهما فأنا مستعد أن أقدم نفسي على عمل الخير.. لأنني إن خسرت نفسي سأخسر كل شيء بما في ذلك عمل الخير! لذا أوافقك الرأي أن أنير للآخرين دون أن يحرقوني..
***
قالت: صديقٌ صادق.. مُقدَّمٌ على حبيبٍ قد يخون..
قال: "قد يخون؟" يبدو لي أن هناك اختلافاً في مدلول الكلمات بيننا! فالحبيب حين يخون لا يكون حبيباً بل يكون خائناً.. وحين يفعل ذلك يكون أسفل البشر.. ويصبح جميع الناس الأوفياء مقدَّمين عليه.. أمّا حين يكون صادقاً فهو أقرب الأصدقاء.. دون منازع!
***
قالت: سأبقى.. قابضة على الحلم!
قال : يرحم الله الإمام الشهيد –بإذن الله تعالى-.. فقد قال: لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين، وحقائق اليوم أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد، ولا زال فى الوقت متّسع، ولا زالت عناصر السلامة قوية عظيمة فى نفوس شعوبكم المؤمنة، رغم طغيان مظاهر الفساد، والضعيف لا يظل ضعيفاً طول حياته، والقوي لا تدوم قوّته أبد الآبدين، "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ".
***
قالت: لن نتوانى عن العمل حتى آخر رمق.. والفسيلة سنزرعها ولو وحدنا!
قال: ممتع أن يستقبل الإنسان حياته بكلمات التحدي هذه..
***
قال: كثير من الأزواج يتوقّعون أنهم لا يحتاجون لذكر ما يريدونه اعتقاداً منهم أن الطرف الآخر يجب أن يفهم ذلك بدون ذكره، اعتماداً على ما رأوه في الأفلام..
قالت: لا بد من المصارحة.. لا بد.. فلعل الزوج يكون غافلاً عن أمر ما تحبه الزوجة.. فتعتقد أنه لا يأبه بها.. وربما الزوجة لا تدرك ما يرغب به الزوج.. فيظن أنها لا تريد إسعاده.. لماذا نترك الأمور تسوء بينما نستطيع جعل الحياة جنّة على الأرض؟!
***
قال: هل هناك أي دراسة عن أعداد النساء اللواتي يرفعن الضغط عند أزواجهن؟
قالت: وهل هناك أي دراسة عن أعداد الرجال الذين يخنقون زوجاتهم من الإهمال واللامبالاة؟!
***

قالت: لِماذا تلعب "نظرة الناس" دوراً مهماً في حياة الزوجين؟ ألا يزيد ذلك من حدّة الخلافات الزوجية بينهما أو التنافر حتى بعد الطلاق أو الخلع؟
قال: المشكلة الكبرى بالنسبة للخلافات بشكل عام والخلافات الزوجية على الأخص أنّ نظرة الناس تكون عاملاً هاماً في الموضوع.. وأحياناً تكون هي الأساس باتخاذ القرار.. أضرب لك مثلاً: امرأة زوجها يريد أن يتزوج بأخرى.. في أغلب الحالات قبل أن تفكر ما السبب وهل هي مقصِّرة بشيء أم لا وهل يمكن إصلاح ذلك أم لا تفكر ماذا سيقول الناس عنها؟! تفكر في نفسها أنهم سيقولون لو لم يجد فيها مشكلة لما فكّر بالزواج! ويكون قرارها غالباً نابعاً من خوفها من نظرة الناس وشماتتهم بها.. مثال آخر: رجلٌ طلبت امرأته الخلع كيف سيكون وضعه بين الناس؟ ألن يفكر الناس أن الزوج لا يُطاق! ويبدأ بالتفكير كيف يدافع عن نفسه.. حتى لو اضطر للكذب..!
أنا لا أبرِّر ما يحدث ولكنه تفسير لواقع الحال..
***
قال: لماذا لا تستطيعين أن تمشي تحت مظلة؟ وهل ذلك يشمل كل أنواع المظلات؟ وهل يشمل المظلات المعنوية؟
قالت: لا أستطيع المشي تحت أي مظلة.. أشعر وكأن شيئاً سيقع على رأسي ويحطّمه.. أشعر بضيق الفضاء وأختنق!
أما المظلات المعنوية فطبعاً أمرٌ آخر.. تماماً!
***
قال: كيف يستطيع الإنسان أن يوفِّق بين أن يحيا سعيداً محِباً عاشقاً.. وبين أن يتحمّل فَقْدَ من يحب.. إذا أحبّ الزوجان بعضهما فهما سيعيشان حياة هانئة.. ولكن حين يحين أَجَلُ أحدهما فإنّ فَقْدَه سيكون مؤلما جدا بالنسبة للآخر.. أما إذا كانا غير متعلقين ببعضهما فإن الفقد يكون أسهل نسبيا.. وذلك على حساب النقص في تمتعهما بجنون العشق حال حياتهما.. مشكلة! تقول زوجتي أنها مستعدة أن تتحمّل أقصى أنواع العذاب في حال موتي مقابل أن تهنأ معي.. فالهناء أمر واقع حاليّ.. بينما الموت أمر لا يعلم موعده إلا الله جل وعلا.. وهي تأمل أن تفارق قبلي.. أو في أحسن الأحوال سوية‍!
ترى هل ينطبق الأمر نفسه على الأخوّة؟ هل كلما توطّدت الأخوّة كلما كانت تبعاتها أكبر في حال حانت لحظة الفراق؟
قالت: لا يمكن أن يوفِّق الإنسان بين الحالين إلا بزيادة المخزون الإيماني في قلبه.. وكلما زادت درجة التعلق والحب كلما كان الفراق أصعب.. وكارثياً أكثر!
قد يختلف الوضع ما بين الأخوّة والزواج في زاوية واحدة فقط.. وهي الالتصاق.. فيكون للزوج التصاق أكبر من الأخ! وطبعاً هذا يزيد من الألم عند الفراق.. ولو أنني -أزعم- أن للأخوّة مذاقاً مختلفاً
الأمّ حين تحب.. تعطي كل شيء وبدون أدنى تفكير بالمقابل.. فتراها تبذل من روحها وصحتها ومالها وكل شيء من أجل عيالها وإن جحدوا! والأخ حين يحب أخاه لا يكون هناك مصلحة مباشرة من هذا الحب إلا الاهتمام والرعاية والارتقاء.. وغداً صحبة في جنان الخلد بإذنه تعالى..
وبالرغم من أن العلاقة الزوجية عميقة جداً بين الزوجين إلا أن فيها من الأخذ والعطاء الكثير.. وفيها تبادل وانتفاع.. أما الأخوّة فهي شفافة أكثر وليس فيها مصلحة متبادلة بنظري!
قال: صحيح.. يمكن أن تكون بعض أنواع الأخوّة أو نماذجها أيضاً على درجة عالية من الرقيّ.. ولكن الذي لفت نظري وأفادني هو مثال الأمّ.. الأمومة علاقة أرقى من الزوجية.. لو حصل مكروه لأحد الأبناء يكون وقع ذلك أليماً على الأم.. وكلما زاد تعلقها بأبنائها زاد ألم فراقها لهم إن ماتوا حال حياتها.. ومع ذلك هي لا تحسب هذا الحساب بل تندفع في عطائها إلى أقصى الحدود!
جيد أنك هديتني إلى نموذج واقعي مختلف عن الزوجين يمكنني أن أقيس عليه!
***
قال: هل يمكن أن تبقى العلاقات الإنسانية الراقية على ألقِها دائماً؟!
قالت: لا يبقى على ما هو إلا هو.. لكل علاقة طرفان.. قد يُشغَل أحدهما.. قد يغيب.. قد تتغير الظروف.. مدٌّ وجزر.. ولكن كلاّ منهما سيبقى للآخر كما هو! وسيكون فَقدٌ وحنين!
قال: قلتِ مَدٍّ وجزر!.. التي تعشق البحر تعرف أن المدّ والجزر يتعاقبان.. فترة محدودة ثم يسلِّم الآخر ولا يطغى أحدهما على الآخر ولا يستأثر بالمشهد كاملاً.. وبالتأكيد سيكون ذلك لأسباب ليست بذات اليد!



إذا قسّم المرء أنفاسه بين نفسين: نفَس للطاعة وآخر للتوبة.. ألا تصبح كل نسمة يتنشقها زيادة تستحق أن يحياها؟
 
رد: قالت له.. وقال لها

اخي فارس اليمن
معادله جدآ رائعه
لكـــــن
ستبقى هذه الدائرة الحلزونية تقودنا دائما باتجاه الصراع والمزيد منه، وسيظل الفروق في حالة عمياء من التنقل بين الصراع والخصام، والتفاهم والتعايش. ... وهي كذلك تجد مادتها في الواقع والتاريخ، فإلى أي الجانبين نميل؟ ... الصراع هو الأصل في علاقات البشر، والحوار هو حل عقلاني لا يلغي ...
وسبحان الله صراع ازلي منذ ان وجد ادم وحواء بدء بالجنه وانتهاء بالارض ....
وسيبقى الى ان ينهي الله الخلق ....

فارس اليمن
موضوع رائع نعيشه بشكل يومي متجدد الآحداث والتطورات
اشكرك بعنف
 
رد: قالت له.. وقال لها

شكرا لكي وبالفعل هي دائره مفرغه لكن يجب ان يعرف كل واحد منهما فضل الاخر وانه لا شئ بدون الاخر
 
رد: قالت له.. وقال لها

عندما يتولد خلاف بين الأفراد نتيجة لتقاطع مصالح مادية او معنوية فان هذه الخلافات لا يمكن لها بأن ترقى إلى مستوى الصراع أذا ما استطاع المختلفون احتواء الموقف و في حقيقة الأمر أن كل الخلافات مهما كانت درجة تعقيدها و صعوبة حلها فأنها تدور في فلك واحد ألا وهو " إمكانية الحل " و الحل هنا يستوجب الاستيعاب و السيطرة على الانفعال , و الإنسان الذي لا يستطيع السيطرة على انفعالاته السلبية محولا إياها إلى نتاج حي باللفظ و الفعل من الممكن أن يصنف ضمن الأشخاص الذين يعانون خلالا في التركيب " السايكلوجي " و أذا كان هناك تناقض بين السلوك الظاهر" الايدولوجيا " التي يرغب الفرد بأن تكون هي السمة المميزة له في محيطه كأن يود أن يراه الناس و يعرفونه " مثقفا – هادئ – متعاونا – مميزا –كيسا .. الخ من الصفات الحميدة و اظهر في حالة انفعالية معينة خلاف ما اظهر طوال الوقت بسبب عدم سيطرته على انفعالاته فتحول في لحظة الانفعال إلى شخص "فظ – عدواني –ضيق الأفق – قصير المدى " هذا يعني أن هذا الشخص يعاني من اضطراب في التركيب " السيكولوجي " و من الممكن وضعه في مصاف المرضى النفسيين او الذين يعانون من عقد نفسية . فمثل هذا الشخص تراه بعد زوال أسباب الغضب يعود نادما بما فعل مؤنبا نفسه أحيانا حد العقوبة . و على الرغم من تحول الشخص لحضه الغضب المفرط الى شخص مختلف سلوكيا عما اعتدناه فلا يمكن عد هذه الظاهرة انفصام في الشخصية او نوع من الجنون , كما يقول "الوردي" في كتابه " خوارق اللاشعور" ص92" : نحن عادة نصنف الناس إلى مجانين و عقلاء مثلا و نتصور وجود حد فاصل بين هذين النوعين من الناس . أما في علم النفس فلا وجود لهذا الحد الفاصل فكل إنسان في رأي العلم مجنون إلى درجة ما " . و لهذا فلا يعني أن الإنسان الغاضب و أن كان بسبب خلل "سيكولوجي " بأنه يعاني من " انفصام في الشخصية " كون الأخير غالبا ما يتصرف خلاف طبيعته عند نوبة الفصام و هو لا يذكر في اغلب الأحيان أبدا ما يفعل خلال النوبة لذلك فأن التعبير الأدق الممكن استخدامه هو " التناقض السلوكي " . و على هذا الأساس فأن الفرد الذي لا يظهر خلاف ما اعتاده الناس في لحضه الاختبار العصيبة من الممكن إن نطلق عليه شخص " متوازن ". و من الجدير بالذكر تجد المجتمعات المتحضرة و التي تتعامل مع العلاج النفسي كونه لا يختلف عن أي علاج أخر بأعتباره مجرد علاج تعمل على إدخال الأشخاص الذين لا يستطيعون السيطرة على ردود أفعالهم إلى "حلقات " خاصة للسيطرة على الغضب و التحكم في الانفعالات ..

بالنهاية هي عباره عن دائرة متبادله وعلينا ان نتعامل مع هذه الصراعات بكل حكمه
احترامي
 
رد: قالت له.. وقال لها

بالنهاية هي عباره عن دائرة متبادله وعلينا ان نتعامل مع هذه الصراعات بكل حكمه
احترامي[/quote]

هذه هي الخلاصه المفيده شكرا
 
رد: قالت له.. وقال لها

الصراعات كتيرة وعديدة ولن تنتهى ابداً لذلك كل واحد مكمل التاني
 
رد: قالت له.. وقال لها

ماذلك التخاطر والحوار

من أزمان ماقرأت
سؤال .. وجواب
بمثلِ ذلك الإختلاف و العمق
بمثل هذا الجمال



قال: ـــــــــــــــــــ

قالت:ـــــــــــــــــ



لايهم أن الحلقة مفرغة
وأن لاأجوبة

المهم
أن هناك حوار ملهم دار
وأدار شيء
أو أشياء بالنفس

وضع يده على بعض جرح

نشر بعض معلومات ومسلمـّات
أشاع شيء من أنس

13305863481.jpg


الله يسعدك حيث كنت
أستاذي وأخي فارس اليمن وأحبتك
طبت وألف شكررلك
 
رد: قالت له.. وقال لها

يعطيك العافيه اخي الفاضل

تتعدد الصراعات في حياتنا و تتنوع
منها مما سوف يبني لنا الجانب المضيء في حياتنا و منها ماسوف يقتل كل جانب هادف يمكن لنا بنائه

جميل الصراع الذي ذكرته و الاجمل لو فكرنا به وبكيفية تحقيقه

رائعه تلك السطور التي طرحت

بوركت و بورك بطرحك

روح *
 

عودة
أعلى