التصفح للزوار محدود

قضايـــــــــــــــا الإعاقة والقصـــــــــــــــــــــــة القصيرة.

أسير التحدي

الشعر والخواطر
قضايـــــــــــــــا الإعاقة والقصـــــــــــــــــــــــة القصيرة.

. قضايـــــــــــــــا الإعاقة والقصـــــــــــــــــــــــة القصيرة..

غير مصنف - - كتب في 22 يناير, 2008 الساعة 5:59 م

تعتبر القصة القصيرة وليدة القرن التاسع عشر، ويمكن القول إنه حتى الآن لا يوجد شكل محدد لها، فكل أديب يبدع شكله الخاص. “إنها وليدة ظروف هذا العصر، وقد نشأت مع ظهور المدن بشكلها المعاصر، من إحساس الإنسان إنه كائن فرد له وجوده الخاص، وليس مجرد عنصر يدور في فلك تنظيم اجتماعي”، لكن القصة كأي فن من الفنون تحكمها الموروثات الثقافية الجماعية، والتي تظهر من خلال إنتاجات القاصين العرب، فهي بنت البيئة التي يعيشها القاص ونتيجة التفاعلات اليومية بين الذكرة والمحيط. الإعاقة كقضية لم تظهر في القصة القصيرة العربية الحديثة، إنما ظهر الموروث الثقافي والنظرة المسبقة بحدة من خلال بعض الأقلام التي تعرضت لها.

النظرة إلى الشخص المعوق من خلال العطف والشفقة، ربط الإعاقة بالشر، نظرة الشخص المعوق من خلال التصوير القصصي على انه شخص عاجز محدود القدرة، غياب الإيجابية في التعامل مع الشخص المعوق من جهة، وفي تفاعله مع إعاقته ونفسه من جهة أخرى، كلها سمات ارتبطت بالنظرة إلى الإعاقة على انها تحد من قدرة الإنسان، وليس على انها طاقة كامنة يمكن تحريرها، والتفاعل معها.



الشرير المعوق
على غرار كثيرين جسّد سعيد الكفراوي (قاص من مصر) شريره الشخصي، أو الخاص، في قصته “في حضرة الشرير”، عام 1992، فكان كما وصفه: “لمحته يقف وسط جمع من الناس، في ملابس رثة، كاكية، مبتور الرجل من الفخذ، يستند إلى عكاز، ويشبك في كتفه عدداً من فخاخ الصيد المسننة، المصنوعة من الصلب.. فب حالة عصبية، ينسى نفسه فيرفع عكازه ويطوح به في الهواء”. أما عن التفاعل بينه وبين هذا “الشرير المعوق”، فيقول: “ولما رآني اخترق الناس واتجه ناحيتي قافزا على رجله الواحدة.. وقف أمام باب السيارة يحدجني طويلاً بنظرة ثابتة. تأملت عينيه، لم تكونا عيني عاقل، بل عيني إنسان مختل.. كان وجهه مليئاً بالحفر”. لا بد أن الإساءة إلى الإعاقة من خلال هذه النظرة الموروثة إلى الربط بينها وبين الشر، لا تبدو غريبة عن واقع القاص العربي، لكن متابعة إسقاط الإعاقة على الشر وتجسيده، أو العكس، هو الغريب في ظل تطور المجتمع نحو النظرة إلى الإعاقة تحت مظلة حقوق الإنسان، ولا يخفى أن الوصف يضفي قيمة بلاغية كبيرة على القصة، لكن الكفراوي أساء مجدداً إلى القضية من خلال قوله: “سحب عكازه، ووضعه تحت إبطه، وأخذ يعرج كالغراب، حتى اختفى في زحمة السوق”، أو من خلال وصف البتر على انه: “يركن كتفه على عكازه.. وتطوح الريح برجل بنطلونه الخالية من اللحم والعظم”. يعكس القاص من خلال صورة الشخص المعوق تجسيداً للشر، لا سيما وأنه يستدعي تصوراً شبيها بأسوأ الكوابيس، أو بفيلم رعب يعتمد على المؤثرات وينقصه الإبداع.

بين المعوق وإعاقته
“المشكلة أن رجلي اليمنى أقصر من الأخرى. لهذا لا أستطيع ضبط توازني. ولو وقعت لانقطع نخاعي الشوكي. ومت! مثل خالي!”. في “ظلام يشبه البحر”، 1995، للقاص السعودي جار الله حميد، يشعر المعوق ببرد الإعاقة وعدم القدرة على تخطي الحواجز، هذه الحواجز المادية التي قد تتشكل أحياناً من عتبة صغيرة، ويعيدنا إلى أهمية التجهيز الهندسي الذي من الممكن ان يؤمن بيئة دامجة خالية من العوائق الحادة من قدرات الأشخاص، يقول: “حاولت أن أنزل السلم، لكن الظلمة رهيبة ومفزعة. وضعت قدمي اليمنى على أول عتبة. سحبتها بسرعة إذ كدت أهوي. دق قلبي بسرعة حتى صار رأسي يهتز… دخلت الشقة وأضأت الأنوار. لم أشعر بالدفء. إنني وحيد وخائف. فماذا أفعل؟”. ويكمل بعد تجربته: “جلست بملل وحزن. لو كانوا وضعوا لمبة لنزلت إلى الشارع وتدبرت أمري”. هذه المقابلة الرمزية المفزعة بين الخارج الحميم المظلم، حيث يمكن ان يتدبر امره، وبين الداخل الممل الموحش البارد على الرغم من وجود الضوء، تجسيد لحالة الشخص المعوق المحدود الحركة في عالمنا العربي.
أما القاص الكويتي طالب رفاعي، في “مطرقة”، 2002، فينطلق من النظرة المعوق إلى نفسه مع الثقل الهائل الملقى على عاتقه من خلال نظرة الناس إليه، أو من خلال هلعه الدائم من الظهور كشخص معوق، أو “ناقص”. فالحالة النفسية الموصلة إلى العقدة في القصة تسلب راحة الزوجة الثانية بعد دفنه للأولى، وترهقها على الرغم من قدرتها المبدئية على المناورة: “ما حدث قد حدث وانتهى، همتك ونشاطك بألف اصبع ويد”، بينما تظهر أحاديث الزوج المعوق مبتورة دائرة حول الإعاقة لا يستطيع أن يتخطاها، فتأخذ الإعاقة الظاهرة بعداص نفسياً يظل رهينه. يقول: “علي أن أنساها، اصبع واحدة لا تصنع رجلاً”، لكنه لا يستطيع تخطيها:”ربما كان للماء طعم آخر.. شربة ماء بيدي اليمنى.. أتمنى أن أمشط شعري بيدي اليمنى.. تعلمت الكتابة بيدي اليسرى مجبراً، جميع أخوتي يكتبون باليد اليمنى”، فهو على حد قول الزوجة: “لن ننتهي من هذه القصة الزفت! لا بد أن يحشر يده اليمنى في كل مناسبة!”. حتى تصل إلى ذروة الانفعال: “ما الذي قتل زوجته؟ توفيت زوجته ما أكملت سنة معه”.

في الدعم والقصور
يأخذ القاص المصري جار النبي الحلو القارئ، في “ذبول” 1996، إلى الانقسام الحاد في الدعم والقصور بين أفراد العائلة الواحدة تجاه الوالد المعوق. “من يرد البصر، من يعيد النور؟ هي الألوان تهرب منه والوجوه. جلس وضغط على شفته السفلى، كاد يقطعها.. رفع رأسه إلى الأعلى، وسأل: ما العمل يا أولاد؟”. فتخاذلوا جميعاً متسترين بظروف الحياة القاسية، لتبرز البنت كنموذج للتفاني المستمر طوال السرد. “سأكون ذراعك اليمنى، سأكون عينيك يا أبي.. امسك بذراعها اليمنى ومضى بجوارها كانه يرى بالف عين. وذهبت به إلى كل الأمكنة.. ونسينا نور عيني أبي الذي راح، ولم يبق له سوى الذاكرة”. ففي غياب أي تضامن اجتماعي خارج إطار الأسرة، في المجتمع الكبير الذي لا يرحم، والذي يبدأ من حدود البيت عادة، وقف الأب المكفوف أمام مصير مجهول قد يتمثل في الخوف من الجوع والموت. وفي ظل وجود هذه الفتاة المنقذة المجسدة للدعم، يرى بألف عين. “وحين أصبح أبي قعيداً.. وبحث أخي عن معنى قعيد في اللغة. تقدمت ببساطة، وقالت:.. ساكون رجليك يا أبي أمشي كيفما تشاء..”. لتتحول الطفلة بعد تضحياتها الجمة في المجتمع إلى مشروع معوق لن ترحمه الحياة، ليكلل الأخ، السارد، خجل أصيل.

مستقبل منظور
يتحرك قلم القاص العربي ويتفاعل مع الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط، فينتج الألم والدهشة والأمل والقنوط ناسجاً قصصاً قصيرة تطالعنا بها الصحافة العربية. لكن هذا القاص إن أراد الكتابة عن شخص معوق، كبطل لقصته، يجد نفسه مكبلاً بالموروث الثقافي الحاد من قدرات وطاقات الشخص المعوق نتيجة التفاعل التاريخي السلبي تجاه قضايا الإعاقة بشكل عام. تظهر صورة المعوق البطل، الخارق، أحياناً. لكن معالجة أحداث ووقائع الحياة اليومية وعكسها من خلال الكلمات تغيب عنها الإعاقة كقضية مرتبطة بحقوق الإنسان المعوق الغائبة، معظم الأحيان، في عالمنا العربي. من المأمول أن تتوجه الأقلام خلال السنوات القادمة إلى التعبير عن آراء وآمال الأشخاص المعوقين، لا سيما إن كانت المبادرة آتية من أصحاب القضية أنفسهم، فهم الأقدر على متابعة قضاياهم بأدق التفاصيل المادية والمعنوية. عند ذاك، سيكون بالإمكان الانطلاق للتعبير عن حاجات الأشخاص المعوقين وتفاعلهم اليومي مع الحياة من خلال فن القصة القصيرة.. وفنون أخرى..

للامانة الادبية:الموضوع منقول من مدونة محمدhttp://www.cmohamed.com/?p=13#comment-14.
 
مشكور ياموووووووووو على هالقصص عن الإعاقة
يعطيك العافية يا رب
والمعاق جزء لا يتجزأ من المجتمع وأتمنى ان تتغير نظرة المجتمع بالإيجاب
احترامي
بنت التحدي
 
:22:جزاك الله كل خير اخي اسير التحدي 0
 
الاخ الكريم اسير التحدى

شكرا لك على سردك الى هذه القصص القصيره

واتمنى من الله ان يكتب كل واحد يشعر باى شيئ نتيجه هذه الاعاقه فنحن هنا نسمع ومن الممكن ان نحل كل مشاكلنا

نعم لم يكن لدى اعاقه لكن المشاركه تسعد الانسان وتجعله يتخطى كل الصعاب
حتى ولو لم يكن معاق فمن الممكن ان يكون لديه مشكله من الممكن ان يسردها وسوف نتحدى كل شيئ سيئ من الممكن ان نشعر به ونساعد بعضنا البعض

شكرا لك مره اخرى

 
ولما رآني اخترق الناس واتجه ناحيتي قافزا على رجله الواحدة.. وقف أمام باب السيارة يحدجني طويلاً بنظرة ثابتة. تأملت عينيه، لم تكونا عيني عاقل، بل عيني إنسان مختل.. كان وجهه مليئاً بالحفر”. لا بد أن الإساءة إلى الإعاقة من خلال هذه النظرة الموروثة إلى الربط بينها وبين الشر، لا تبدو غريبة عن واقع القاص العربي، لكن متابعة إسقاط الإعاقة على الشر وتجسيده، أو العكس، هو الغريب في ظل تطور المجتمع نحو النظرة إلى الإعاقة تحت مظلة حقوق الإنسان،


نعم, فكثير هم الذين اصبحوا يعانون من اعاقه ما تمتلكهم شراهة الغضب والشر

فالقاص لايكذب انما هي اصناف من المعاقين

وافضل ان ينظروا للمعاق على انه قوي وشرير من نظرة الشفقة التي تغرقه بكوابيس النهار ..


أما القاص الكويتي طالب رفاعي فينطلق من النظرة المعوق إلى نفسه مع الثقل الهائل الملقى على عاتقه من خلال نظرة الناس إليه، أو من خلال هلعه الدائم من الظهور كشخص معوق، أو “ناقص”

تلك هي الصورة السليمة للمعاق فهو حامل للاعباء بانواعها ..
 
اسير التحدى الحمد لله على تلك الكلمات التى تقلتها الينا المعوق فى المنظور القصصى والادبى ان الانسان بشتى اجناسه ومعاقيه هو انسان لعل الكاتب رأى مالم تره لان الكتابة ليس لها سوى منظور وليس موروث سوى فى امور قليلة ولعل من المعاقين من يغير وغير العالم ودورونا هو التغيير والتقدم من خلال كل شئ فالحب جدير بنا كى نغير وما يرسخ فى الانسان ككل الشر والخير فليس المعاق او السليم معصوم ومن ناحية اخرى نظرة المجتمع العربى الى المعاقين على انهم عضو مبتور من المجتمع وهذا بفعلنا نحن المعاقين فالامر يتطلب هيكلة لجميع المعاقين وتكوين سياج للدفاع عن اهداف نبيلة تنفع الانسانية معاقيها وغيرهم فالامر يتطلب الكثير للحصول على حقوق دستورية هامة ونزع الشفقة من القلوب ليحل محلها الاعجاب ولعل البعض بفعل والبعض يذهب الى الثكنات واتمنى الصعود فوق اعاقتى ودحرها لعل كان الامر جدير بى ان اتخللص من اعاقتى لكنى رفضت لانى كذلك افضل كى اواجه واستطيع الوصول فليتنا جميعا نصنع الامل للجميع ليس للمعاق وحده والامل بتغيير الواقع العربى لعل من اعظم ما ينصف المعاقين فى سورة عبس " عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى او يذكر فتنفعه الذكرى " واصبح عبد الله بن ام مكتوم صاحب راية فى الحروب لنصرة الاسلام لية لنا راية لنصرة ديننا وحبيبنا محمد اخى اسير التحدى هيا اخوانى للتغيير فى الحياة لسنا معاقين بل نحن اشداء وكل ذى عاهة جبار فى مجاله للوصول الى رضاء الله والرسول " ص " لانكون معاقين فكريا يجب ان يكون هناك نضج فكرى
 

مواضيع مشابهة

عودة
أعلى