التصفح للزوار محدود

رمضان تركيا تاريخ وطرائف في «جلباب» كبير العائلة

فارس عمر

مشرف منتدى القصص والرواياترياضات وإبداعـات متحدي ا
18744.jpg

رمضان تركيا تاريخ وطرائف في «جلباب» كبير العائلة
بغض النظر عن اختلاف لغة أو ثقافة أو عرق شعب، يطل شهر رمضان في كل عام على جموع المسلمين، ولسان حال احتفالاتهم واستعداداتهم للشهر الفضيل تتألق موحدة بوحي تلك المناسبة الدينية،


07.09.2009 11:05


بغض النظر عن اختلاف لغة أو ثقافة أو عرق شعب، يطل شهر رمضان في كل عام على جموع المسلمين، ولسان حال احتفالاتهم واستعداداتهم للشهر الفضيل تتألق موحدة بوحي تلك المناسبة الدينية، التي تنقل الجميع إلى واقع يتسامى بأصحابه فوق العادات والتقاليد والأعراف الراشحة من اختلاف اللغة أو الجغرافيا، وتلك ميزة اجتماعية وثقافية جامعة تحسب ثمرة للشهر الفضيل.

وعلى الرغم من الفرق الشاسع بين ثقافة الشعب التركي وغيره من الشعوب العربية والإسلامية، إلا أن ملامح شهر رمضان هناك لا تبدو في إطار ذلك الفرق، وتلك نابعة من عادات وتقاليد شعب في غالبيته يدين بالديانة الإسلامية، ولمزيد من الملامح الرمضانية التركية، نجمل لكم في السطور الآتية ثقافة شعب في ظلال مناسبة، وذلك كما يراها وينطق بها لسان عدد من الأتراك الذين التقيناهم في القنصلية التركية العامة في دبي.إلى الآن يزهو شهر رمضان المبارك، بمكانة خاصة ومرموقة لدى الأتراك، الذين توارثوا الاستعداد له والاحتفال به أباً عن جد، لا سيما في ليلة الرؤية وما يتبعها؛ أول سحور وأول يوم تجتمع فيه العائلة على مائدة إفطار واحدة في جو أسري جميل يضم كل أفرادها، خاصة الجدات والأجداد الذين يمثلون في الثقافة التركية، النفحة الجميلة الباقية للحفاظ على تقاليد وعادات رمضان.

وبحسب ما يذكر الأتراك، فإن الشهر الكريم في بلدهم يمتاز بعادات خاصة، سواء في تخصيص وجبة ثالثة بين الإفطار والسحور، أو في الأكلات التي يشتهر بها مثل «كفتة داود باشا» التي نقلوها لمختلف الدول العربية التي دخلوها أيام الحكم العثماني، أو خطاب الولاء من الزوج لزوجته، أو حتى زغاريد رؤية الهلال.

وتشارك تركيا الدول العربية والإسلامية في معظم مظاهر الاحتفال برمضان، سواء في بهجة وفرحة العائلة وخاصة الأطفال، أو في الأكلات التقليدية، أو في الذهاب إلى المساجد، أو حتى في برامج التلفزيون، أو في الزيارات العائلية ودعوات الإفطار المتبادلة التي تزيد روابط المودة بين العائلات.

وتبدأ مظاهر الاستعداد لاستقبال شهر الصوم في تركيا، منذ النصف الثاني من شعبان، حيث تبدأ وسائل الإعلام والجمعيات والمراكز الإسلامية في إذاعة وبث آيات القرآن الكريم قبل أو خلال شهر الصوم، وتلجأ العائلات إلى شراء احتياجاتها من السلع والمأكولات والحلوى الرمضانية المفضلة.

وتصاحب الاحتفال باستطلاع رؤية هلال رمضان فرحة خاصة في تركيا، فبعد إعلان ثبوت الرؤية، تنطلق الزغاريد من البيوت خاصة العريقة منها، أو التي لا تزال تضم الأجيال الكبيرة كالجد والجدة، وذلك تعبيراً عن فرحة لقاء رمضان، التي تعم كل أرجاء تركيا بعد إذاعة النبأ في وسائل الإعلام، وحتى البيوت تجدها سعيدة بقدوم رمضان، فتفوح منها روائح المسك والعنبر وماء الورد، حيث جرت العادة على نثر هذه العطور الطبيعية على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل.

وضمن ما تسمى بالمظاهر التركية الخاصة، فإنه وعقب الاحتفال برؤية الهلال، تبدأ الجدات في تجهيز أول سحور رمضاني، الذي يتكون غالباً من الفواكه الطازجة والملبن التركي الشهير المحشو بالمكسرات والقشطة، واللحم المقدد الذي يتم تجهيزه سابقاً استعداداً لهذه المناسبة، ثم يدعو الجد، أكبر أفراد الأسرة، أولاده وأحفاده لتناول السحور.

ويؤكد على حضورهم في أول أيام رمضان للإفطار معه، فتجمعهم المائدة الرمضانية التركية العامرة بأشهى المأكولات، والتي تحمل العديد من المفاجآت والطرائف، وأهمها أن إحدى كرات «كفتة داود باشا» يخبأ بها خاتم فضي يصبح من نصيب من يأكلها ويكتشفه تحت أسنانه.

ويحرص الأتراك خلال الشهر الفضيل، كما يقولون، على تناول وجبة ثالثة بين طعامي الإفطار والسحور، بين الساعة العاشرة والحادية عشرة مساءً، وتتكون من الأطعمة نفسها التي تفضلها الأسرة التركية على طعام الإفطار، كالخضروات الطازجة واللحوم وبعض الحلوى المشهورة في تركيا.

ويمتاز رمضان تركيا بمظاهر أصيلة مثل الزيارات المتبادلة بين العائلات خاصة في موائد الإفطار، وفي المساء أيضاً يخصص التلفزيون التركي نحو ثلاث ساعات يومياً لإذاعة البرامج الإسلامية، كالأفلام التسجيلية والمحاضرات الدينية ومناقشات القضايا الإسلامية المعاصرة، كما يعتبر شهر رمضان فرصة مواتية للاتفاق على إتمام الزواج بين العائلات المختلفة، حيث يصبح عيد الفطر المبارك مناسبة بهيجة لإتمام هذه الفرحة.

أما المساجد فتمتلئ منذ الأيام الأولى لشهر رمضان، بالمصلين والصائمين، لا سيما مسجد السلطان أحمد، الذي يعد أبرز وأكبر مساجد تركيا، لذلك يطلق عليه «المسجد الكبير»، لأن المصلين يدخلونه من خمسة أبواب كبيرة، فيما تقوم الكثير من المساجد الكبرى بمدينتي أنقرة واسطنبول باستقبال الصائمين، وتوفير موائد إفطار لهم.

وعلى صعيد الأجواء الرمضانية العامة في تركيا، كما يضيف أبناء الجالية التركية في الإمارات، فهي تتلون بمسحة دينية شاملة، ومدينة اسطنبول التي كانت فيما مضى عاصمة الخلافة العثمانية، لا تزال محافظة على تراثها الاسلامي، حيث تستقبل الشهر الكريم بتزيين وإضاءة منارات مساجدها التاريخية وبلوحات لامعة بالألوان ترحيباً بشهر الصوم.

وفي سوق العطارين الذي يعد أهم وأكبر الاسواق القديمة في اسطنبول، تدب فيه الحياة، فيعج بالباعة والمشترين قبيل وخلال شهر رمضان، حيث يتسوق منه الأتراك ما لذ وطاب من حلويات وأكلات تقليدية تعد رفيقة موائد الافطار، منها الزيتون والجبن والبسطرمة والتمر، وهي المواد الغذائية التي يتناولها الأتراك عند الافطار كما يعد المعجون العثماني من الحلويات التي تشتهر بها تركيا خلال شهر رمضان، حيث يبدأ الأتراك إفطارهم بتناول التمر أو الزيتون، فيما يبقى طبق الشوربة الساخنة من الأطعمة الأساسية على المائدة التركية، في حين تعتبر الكنافة والقلاج والبقلاوة، من أكثر الحلويات التي يقبل عليها الاتراك في شهر الصوم.

وجرياً على العادة، فإن بلديات مختلفة في تركيا، لا تزال تهتم بتوفير خيم وشوادر رمضانية في الميادين والأماكن العامة لتوفير الإفطار المجاني لكل من يدركه وقت الافطار خارج منزله، حيث يتسابق رجال الاعمال والاثرياء في تركيا خلال شهر رمضان لإقامة موائد الرحمن في كل مكان، كما تقوم العديد من الجمعيات الخيرية بإعداد الموائد المجانية داخل الشوادر لإفطار الصائمين، وتظل بلديتي اسطنبول وأنقرة في طليعة البلديات التركية التي تقدم الافطار للصائمين في الشوارع والميادين العامة.

أما المساجد التركية فتشهد ازدحاماً كبيراً لأداء صلاة التراويح، خاصة مسجد السلطان أحمد التاريخي الذي يتوافد عليه غالبية المصلين في المدينة خصوصاً لإحياء ليلة القدر، فيما قراءة القرآن الكريم تظل من المظاهر الحية لرمضان تركيا، ولا متسع لذكر مزيد من الفعاليات الدينية والاجتماعية التي يبقى لها نصيب وافر في رمضان تركيا.. ولعل من الواجب ذكره أن عادات وتقاليد الشعب التركي خلال رمضان تفوق أي مجتمع إسلامي آخر، وتبقى في مجملها مظاهر إيجابية تحظى باهتمام الأتراك جميعاً، لا سيما وهي تخصص للشهر الكريم مكانة عظيمة في نفوس الجميع.

دبي ـ عنان كتانة
البيان
 
يسلمو عمو على التوضيح واكثر العادات الى ذكرت موجوده عندنا ..
لكن نتمني ان جميع شهور السنه مثل شهر رمضان وخاصه بالتواصل الاسري !!
 
شكراً عمو الدانة للمرور والرد الجميل .
أنا معك , نتمنى أن تكون كل شهور السنة مقترنة بهذه العادات الرائعة .
على فكرة المجتمع التركي أغلبه مسلم ويمتلك قيم إسلامية واجتماعية حميدة على مدار العام .
 
رد: رمضان تركيا تاريخ وطرائف في «جلباب» كبير العائلة

نوّرتي متصفحي .
أختنا الفاضلة : المحبة لدينها
 

عودة
أعلى