التصفح للزوار محدود

رسائل عطرها رماد

ندى الورد

التميز
رسائل عطرها رماد
============

1306680316794.gif

[FONT=&quot]كَثيرةٌ هِي الْأَوْقاتُ الَّتي أَتَعَطَّشُ فِيها لِصَوْتٍ[/FONT]
[FONT=&quot]يُدَمْدِمُ جُرْحاً بِدَاخِلي يَنْزِفُ وَلَكِن لا أحَدَ سِواكَ يَا وَرَقُ[/FONT]
[FONT=&quot]يُعْطِينِي حُرِّيةَ وَشْمِ جَسَدِه بـِنَدْباتٍ يَرْشُقُهَا الْوَقْتُ وَ يَرْحَلُ.[/FONT]
[FONT=&quot]لا أعْلمُ مَا هِي عُقْدةُ الْوَقْتِ مَعي ؟[/FONT]
[FONT=&quot]حِينَ أنْتَظِرُ الْأشْيَاءََ لا تَأْتي في وقتِها َوحِينَ أمْقُتُها تأتي في وَقْتِها[/FONT]
[FONT=&quot]كأنَّ الْوَقْتَ يُحَرِّضُها عَلَى عِِصْيَاني، نِسْيَاني [/FONT]
[FONT=&quot]لا أعْلَمُ قَدْ أَكُونُ أنَا لعْنةً عَلَى الْوَقْتِ، كَمَا تَقُولُ أمِّي :[/FONT]
[FONT=&quot]" أَنْتَ لا تَأتي إلاَّ في الْوَقْتِِ الضَّائِعِ "،[/FONT]
[FONT=&quot]بِالْمُناسَبَةِِ : مَنِ الضَّائعُ أنا أَمْ الْوَقْتُ ؟![/FONT]
1306680316503.gif

[FONT=&quot]بائعُ الْوَرْدِ لم يَعُدْ مَوْجُوداًً في زَمَانِنا هَذَا،[/FONT]
[FONT=&quot]فَفِي زَماني كَثُرَ باعةُ الشَّوْكِ.. [/FONT]
[FONT=&quot]فَهُمْ يَغْرسُونَها في أَقْدَامِ الْمَارَّةِ بمحْضِ غَفْلَةٍ [/FONT]
[FONT=&quot]فانْتَعٍلوا الطُّرُقاتِ حَتَّى لا تُشَجَّ أقْدَامَكُمُ[/FONT]
1306680316781.gif

[FONT=&quot]أَخْبَرَتْنِي سَالِفاً : أنَّهَا تخَافُ (وأْدَ الْبَناتِ)[/FONT]
[FONT=&quot].. و أنَّ مجرَّدَ الْحَديثِ عَنْ هذِهِ الْمُعْضِلَةِ يجْعَلُ[/FONT]
[FONT=&quot]نبضاتِها الصَّغيرهِ تَرْكُضُ دون هَوادةٍ بعكْسِ اتجاهِ الرٍّيحِ ..![/FONT]
[FONT=&quot]و كُنْتُ أخْبِرُها أني أنا الاخَرَ أخْشَى (وأد الأمنياتِ)[/FONT]
[FONT=&quot]و أنَّ الأمنياتَ هُنًّ بناتٍيَ اللاّتي لم أمنحنهنَّ اسْمِي ..![/FONT]
[FONT=&quot]...فكَانتْ تربت على كَتِفي..[/FONT]
[FONT=&quot].. و تمضي بنِصْفِ ابتسامةٍ خاويةِ الملامحِ،‘[/FONT]
1306680470714.gif

[FONT=&quot]،‘ كانت تَعْشَقُ الْبَلَلَ و تَثِبُ طويلاً تحت المطرِ ....[/FONT]
[FONT=&quot]ثُمَّ تَرْكُضُ...[/FONT]
[FONT=&quot]وتَقِفُ أمامي فَجْأَةً ... و تحضنيّ ..‘ دُونَ أنْ تَنْبِسَ بِكَلِمَةٍ ..[/FONT]
[FONT=&quot]كَانَتْ اِمْرَأةً غَريبةَ الْأطْوَارِ، أَرْغَمَتْني عَلَى عادةِ التَّجَسُّسِ الْبَغيضِ[/FONT]
[FONT=&quot]أُراقِبُ تحرُّكاتها أثْناءَ نَوْمِها كَانَتْ كثيرةُ التَّقَلُّبِ أثناءَ النَّوْمِ...[/FONT]
[FONT=&quot]وَ كَأنَّها تُصارِعُ الْمَوْتَ [/FONT]
[FONT=&quot]وَلَكِنَّ (سِرَّ الْبَلَلِ) باتَ يُعَشٍّشُ في ذاكِرتي[/FONT]
[FONT=&quot]وَ ظلَّ يَشُلُّني عَنِ الْمُضِيِّ في نسيانِهِ،[/FONT]
[FONT=&quot]حَتَّى وَجَدْتُها تَكْتُبُ سِرّاً : [/FONT]
[FONT=&quot]" أعْشَقُ الْبَلَلَ لِأنَّهُ لا يجعَلُني أحْتَاجُ الدُّمُوعَ فَإِني أخْشَى الْجَفَافَ "[/FONT]
[FONT=&quot]... أَكانَتْ تَبْكِي بِعَيْنِ السَّمَاءِ ![/FONT]
1306680316355.gif

[FONT=&quot]اللَّحَظاتُ الثَّمينةُ نخبئُها في ذاكِرَتِنا ..[/FONT]
[FONT=&quot]خَشْيَةَ أَنْ يبيعَهَا النِّسْيانُ بِـ أبْخَسِ الْأثْمَانِ،[/FONT]
[FONT=&quot]فَالْحُزْنُ يا صَديقِي كافِرٌ يَزْرَعُ الْجُوعَ بِذاكِرتي[/FONT]
[FONT=&quot]حَتَّى أجْتَرُّ كُلَّ قِطْعَةِ وَجَعٍ وَ أَتَقَيَّئُهَا‘‘[/FONT]
1306680316372.gif

[FONT=&quot]انْتَبِذُ عَنِ الضَّجيجِ وَ أَغْرِسُ رَأسِيَ بِكُومَةِ تُرَابٍ[/FONT]
[FONT=&quot]أُرِيدُ أَنْ أَسْمَعَ أَصْوَاتَ الْأَمْوَاتِ وَ شَهَقَاتِهٍمُ ![/FONT]
[FONT=&quot]أَهِيَ الْمَقَابِرُ مُوحِشَةٌ كَغُرْفَتي أَمْ أشَدَّ وَحْشَةً ![/FONT]
[FONT=&quot]يَقُولُونَ : أَنَّ الْمَقَابِرَ تَتَضَوَّرُ جُوعاً، أَحِينَ نَمُوتُ، [/FONT]
[FONT=&quot]عِظامُنا سَتَلْتَهِمُها الْأَرْضُ.. وَ تَلْعَقُ أَجْسَادَنا ![/FONT]
[FONT=&quot]أَحْضِرُوا لي مَيِّتاً يُخْبِرُني كَمْ هُوَ الْمَوْتُ مُوحِشٌ ![/FONT]
[FONT=&quot]أَرْجُوكُمْ لا تَقُولُوا كَمَا قَالَ صَدِيقِي: "دَعْكُمْ مِنْ هَذَا الْمَجْنُونِ"[/FONT] .




[FONT=&quot]لـِ حَبيبتي قَلْبٌ كَالسُّكَّرِ يَذُوبُ في الْمَطَرِ،[/FONT]
[FONT=&quot]حِينَ تَمْشِي ‘ تَرْقُصُ الزُّهُورُ تَحْتَ قَدَمَيْهَا ..[/FONT]
[FONT=&quot]وَ يَنْمُو الْفَرَحُ في أَوْرِدَةِ الْأَرْضِ وَ تعَشْوِشْبُ الْأَرْصِفَةُ ..[/FONT]
[FONT=&quot]وَ يَتَعَرَّى الشَّجَرُ مِنْ أَوْرَاقِهِ .. وَ يُصْبِحُ الْكَوْنُ خَرِيفاً كَعَيْنَيْهَا ..[/FONT]
[FONT=&quot]وَ حِينَ تَنَامُ تَتَشَرَّبُ الطُّرقَاتُ الْهُدُوءَ ..[/FONT]
[FONT=&quot]وَ تَنْطَفِئُ الْمَنَارَاتُ .. وَ يَنْتَحِرُ الضَّجِيجُ عَلَى شَفَتَيْهَا ..[/FONT]
[FONT=&quot]وَ يُقَبِّلُ الْقَمَرُ جَبينَهَا لِيُحْصِيَ أَنْفَاسَهَا ..[/FONT]
[FONT=&quot]حَتَّى تَسْتَيْقِظَ .. ‘ لِـ يَسْتَيْقِظ الصَّبَاحُ وَ يَتَنَفَّسُّهَا ..![/FONT]




1306680316607.gif

[FONT=&quot]الثِّقَةُ،‘ كَنْزٌ ثَمِينٌ بِالنِّسْبَةِ لي دَفَنْتُهُ في بَعْضِهِمُ[/FONT]
[FONT=&quot]وَلَكِنَّهُمُ اخْتَلَسُوه ُ وَ هَربُوا ـ [/FONT]
[FONT=&quot]غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِمُ ـ[/FONT]
[FONT=&quot]،‘ أَصْبَحْتُ فَقِيراً جِدّاً في تَعَامُلي مَعَ الْآخَرِينَ،[/FONT]
[FONT=&quot]أُعَامِلُهُمْ بِحَذَرٍ فَلا شَيْءَ لَدَيًّ لأمْنَحَهُمْ إيَّاهُ فَما عُدْتُ[/FONT]
[FONT=&quot]أَمْلِكُ وَجْهاً يَحْتَمِلُ صَفَعاتِ الْخَيْبَةِ ..[/FONT]
[FONT=&quot]فَلَمْ أبْرَئ بَعْدُ مِنْ تِلْكَ الثَّغَراتِ الَّتِي أَحْدَثَتْها أَصَابِعُهُمُ الْكَثيرَةُ في وَجْهِي..![/FONT]



1306680316978.gif

[FONT=&quot]شَعْرُ الشَّمْسِ الذَّهبي أشْعثاً هَذا الصَّبَاح ..[/FONT]
[FONT=&quot]لم يمشط الدِّفء خِصْلاتها، كلُّ شَيْءٍ يَبْدوا جامِداً ..[/FONT]
[FONT=&quot]حتى فِنْجانُ قَهْوتي ..[/FONT]
[FONT=&quot]تجمَّد قَبْل أنْ يَذُوبَ دِفْئاً بَيْن شفتَيْها الْمُكْتنِزَتَيْنِ ..[/FONT]
[FONT=&quot]،‘كانت تحدِّثني طويلاً عنْ رِحلةِ النُّورِ في أوْردةِ الْحَياةِ [/FONT]
[FONT=&quot]وتهمسُ لي : "إني أخافُ مِنَ الظَّلامِ" .[/FONT]
[FONT=&quot]تَرْوِي لي أنَّ هُناكَ عجوزاً شَمْطاءَ تطارِدُها بعصاً سِحريةً، [/FONT]
[FONT=&quot]كانت بريئةً جداً حتى بحِكاياتِها الْخُرافية .[/FONT]
[FONT=&quot]لكنَّها تَلاشَتْ مع الضَّبابِ وَ أصْبحتُ بذعر أتَلَمسُّها مع حُبَيْباتِ الرَّمْلِ النَّاعمةِ،[/FONT]
[FONT=&quot]أشْتَمُّ رائِحَتَها في أصَابعِ الْحَطبِ الْمُحترقةِ، أَرَاها عَلَى سَطْحِ قَهْوَتي تَطْفُو .[/FONT]
[FONT=&quot]أتُراني أتَوَهَّمُ!؟[/FONT]

1306680316409.gif

[FONT=&quot]قَالَ لي أحدُهم "إنَّ شِفاءَ الْأحْلامِ لا يكُونُ إلا بِتحَقُّقِها أَوْ مَوْتِها"[/FONT]
[FONT=&quot]وَلكِنَّ أحْلامِيَ الصَّغيرةَ لا تتحقَّقُ وَ لا تَمُوتُ ![/FONT]
[FONT=&quot]،‘ حَاوَلْتُ شَنْقَها، دَهْسَها، قَتْلَها، وَلَكِنَّها كانَتْ تَتَشَبَّتُ بِالْحَياةِ[/FONT]
[FONT=&quot]تَسْتقي الْعِنادَ مِنْ شَخْصِيَّتي و تنْسِجُ مِنَ النُّورِ شِفاهاً لِتتنَفَّس بها ..[/FONT]
13066803163210.gif

[FONT=&quot]هُنَاكَ عادَةٌ بَغِيضَةٌ أَدْمَنْتُها حتَّى بَاتَتْ جُزْءاً مِنْ شَخْصِيَّتي الرَّعْنَاءَ[/FONT]
[FONT=&quot](كَثْرَةُ التَّسَاؤُلِ) : لِمَا الْمَطَرُ وَ الْمَاءُ وَ كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٍ لاَ لَوْنَ لَهُ !؟[/FONT]
[FONT=&quot]لِمَا الْهَواءُ وَ حُضْنُ أُمِّي وَكُلُّ شَيْءٍ ثَمِينٍ لاَ رَائِحَةَ لَهُ ! ؟[/FONT]
[FONT=&quot]لِمَا الْأَشْياءُ الَّتي لاَ صَوْتَ لَهَا لاَ نُحِسُّ بِسُقُوطِهَا إِلاَّ بَعْدَ فَوَاتِ الْأَوَانِ؟[/FONT]
[FONT=&quot]،‘ تَتَقَافَزُ أَسْئلَتي بَحْثاً عَنْ إجَابَةٍ تُرَوِّضُهَا ..[/FONT]
[FONT=&quot]وَ الْأَرَقُ يُطَارِدُ النَّوْمَ في سَاحَاتِ عُيُوني حتَّى يُقْصِيهِ ..[/FONT]




1306680470701.gif

[FONT=&quot]الْأُمْنِياتُ الصَّغيرَةُ الَّتِي لاَ تَنْمُو كَيْفَ تَتَنَفَّسُ وَكُلُّ شَيْءٍ يَخْنُقُها[/FONT]
[FONT=&quot]كُلّ فَجْرٍ أسْتّيْقِظُ خِلْسَةً أَنْثُرُ أَحْلاَمِيَ بِوَجْهِ السَّمَاءِ وَ أُغْمِضُ عَيْني :[/FONT]
[FONT=&quot]وَ أتَمَنَّى أُمْنِيَاتٍ كَثِيرةٍ كَثيرة بِعَدَدِ الرَّمْلِ وَ كَأَنِّي حِينَ أتَفَوَّهُ بِهَا أَحْكُمُ عَلَيْها بِالْإِعْدَامِ،[/FONT]
[FONT=&quot]لَكِنِّي الْآنَ أيْقَنْتُ أنَّ الْأُمْنِياتَ لاَ وَطَنَ لَهَا..[/FONT]
[FONT=&quot]يَجِبُ أَنْ تبْقَى مُشَرَّدَةً وَ تَبِيتَ عَلَى الْأَرْصِفَةِ [/FONT]
[FONT=&quot]حتَّى لاَ تُصَابَ أَجْسادُنا لِتَذْبُلَ بِخَيْبَةِ ظَلاَمٍ تقطن ..![/FONT]
130668047052.gif

[FONT=&quot]،‘ غَارِقَةٌ آمَالُنَا بِضَجِيجِ حُزْنِنا الْبَغيضِ[/FONT]
[FONT=&quot]مَنْ يُنْقِذُهَا حِينَ تَكُونُ أيْدينا مُصْفَدَةً،[/FONT]
[FONT=&quot]كَيْفَ تتَنَفَّسُ / تَحْتَ سَطْحِ الظَّلامِ ؟[/FONT]
[FONT=&quot]وَمَنْ سَيُعِدُّ لها حُرِّيةَ الْحَياةِ بِحَياةٍ ![/FONT]
1306680470293.gif

[FONT=&quot]قَالَتْ لي:[/FONT]
[FONT=&quot]بَعْضُ الْأَصَابِعِ تَكْسِرُ الزُّجَاجَ لِتَتلَذَّذَ[/FONT]
[FONT=&quot]بِانْسِكَابِ الدِّماءَ وَالتَّمَرُّغِ بها ..[/FONT]
[FONT=&quot]قُلْتُ لها:[/FONT]
[FONT=&quot]شَذَرَاتُ الدَّمِ الْحَمْرَاءِ تُغْرِي عَلَى الْإِسْهابِ في الْوَجَعِ وَالْحَنينِ ..[/FONT]
[FONT=&quot]قَالَت: أَكْرَهُكَ يَا سَادِيَ الْوَجَعِ وَمَضَتْ ..[/FONT]
[FONT=&quot]يَالها مِنْ مُتَمَرِّدَةٍ ![/FONT]
[FONT=&quot]..... يَالها [/FONT][FONT=&quot]مِنْ مُتَمَرِّدَةٍ[/FONT][FONT=&quot] ![/FONT]
[FONT=&quot]............ يَالها [/FONT][FONT=&quot]مِنْ مُتَمَرِّدَةٍ[/FONT][FONT=&quot] ![/FONT]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: رسائل عطرها رماد

،‘ غَارِقَةٌ آمَالُنَا بِضَجِيجِ حُزْنِنا الْبَغيضِ
[font=&quot]مَنْ يُنْقِذُهَا حِينَ تَكُونُ أيْدينا مُصْفَدَةً،[/font]

[font=&quot]كَيْفَ تتَنَفَّسُ / تَحْتَ سَطْحِ الظَّلامِ ؟[/font]
[font=&quot]وَمَنْ سَيُعِدُّ لها حُرِّيةَ الْحَياةِ بِحَياةٍ ![/font]



جميل جدا اختى ندى الورد بوركتي على الانتقاء الطيب
 
رد: رسائل عطرها رماد

تسلمي يا الغالية
موضوعك راااااااااااااائع
تقبلي تحياتي..........
 
رد: رسائل عطرها رماد

شكرا لكِ ندى الورد
رسائل مؤثرة

ros098.gif
 

عودة
أعلى