ســلامـة الصــــدر

صمت الغروب

إختصاصية إجتماعية
ســلامـة الصــــدر

من أعظم نِعَمِ الله تعالى على العبد المسلم أن يجعل صدره سليماً من الشحناء والبغضاء ، نقياً من الغلِّ والحسد ، صافياً من الغدر والخيانة ، معافىً من الضغينة والحقد ، لا يطوي في قلبه إلا المحبَّة والإشفاق على المسلمين .



قد يجد المرء من بعض إخوانه أذىً أو يصيبه منهم مكروه ، وربما يسرف بعض إخوانه في جرحه أو الحط من قدره ، بل قد يصل الأمر والعياذ بالله إلى أن يفتري أحد إخوانه عليه الكذب ويتهمه بالسوء .. ومع ذلك كله تراه يدعو الله عز وجل بقلب صادق أن يتوب على إخوانه ، ويتجاوز عنهم ، ويهديهم سبيل الرشاد ، ولا يجد في نفسه سبيلاً إلى الانتقام أو الانتصار للنفس . وبقدر إدبارهم عنه وأذاهم له ، يكون إقباله عليهم وإحسانه إليهم ، يهتدي دائماً بقول الله تعالى : ( وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) ( فصلت : 34-35 )

كما يهتدي بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله ! إن لي قرابة أصِلُهم ويقطعونني ، وأُحسِنُ إليهم ويسيئون إليّ ، وأحلُمُ عنهم ، ويجهلون عليّ !! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لئن كنت كما قُلتَ فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ [1] ، ولا يزال معك من الله تعالى ظهير عليهم ما دمتَ على ذلك » [2] .


وما أجمل قول الشاعر :
إذا أدْمَتْ قوارِصُكم فُؤادي ...... صبرتُ على أذاكُم وانطويتُ
وجئت إليكمُ طَلْقَ المُحَيَّا ...... كأنِّي ما سمعتُ ولا رأيتُ

كم يعلو قدر الإنسان ، وتشرُف منزلته حينما يصل إلى هذه المنقبة العظيمة والخَلَّة الكريمة التي لا يقوى عليها إلا ذوو الصدق والإخلاص .. ولا يستطيع أن يصل إلى أعتابها إلا من جاهد نفسه حق المجاهدة ، وفطمها عن شهواتها .. ؟!


أرأيت إلى ذلك الصحابي الجليل رضي الله عنه الذي أشار النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً إلى أنه من أهل الجنة ، فلما ذهب إليه عبد الله بن عمرو بن العاص وبات عنده ثلاث ليال فلم يره فعل كبير عمل ، فعجب عبد الله من حاله وسأله : ما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال الرجل : « ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه » . فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق ! [3] .


إن هذه الصفة الجليلة من الصفات التي رفعت أقدار الصحابة رضي الله عنهم فها هو ذا سفيان بن دينار يقول : قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : ( كانوا يعملون يسيراً ويؤجَرون كثيرا ً» ). فقال سفيان : ولِمَ ذلك ؟ قال : ( لسلامة صدورهم )[4] .



ولهذا بيَّن ابن القيم أن سلامة القلب : « مشهد شريف جداً لمن عرفه وذاق حلاوته ، وهو أن لا يشغل قلبه وسره بما ناله من الأذى وطلب الوصول إلى درك ثأره ، وشفاء نفسه ؛ بل يفرغ قلبه من ذلك ، ويرى أن سلامته وبرده وخلوه منه أنفع له ، وألذ وأطيب ، وأعون على مصالحه ؛ فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاته ما هو أهم عنده ، وخير له منه ، فيكون بذلك مغبوناً ، والرشيد لا يرضى بذلك ، ويرى أنه من تصرفات السفيه ؛ فأين سلامة القلب من امتلائه بالغل والوساوس ، وإعمال الفكر في إدراك الانتقام ؟ » [5] .

إن ثمة حقيقة في غاية الأهمية والخطورة :

وهي أن بعض صفوف الدعاة قد يكدرها بعض الأذى والسوء ، فقد أصبح الشغل الشاغل لبعض الجهلة والقاعدين البطالين هو الوقوع في أعراض إخوانهم ، ثم اشتغل آخرون بإشاعة السوء والنميمة، يفرون في أعراض الناس فرياً ، ولا يقيمون وزناً لكبير ولا صغير ، ولا يخافون الله تعالى في لحوم إخوانهم !! ،

واشتغل بعض من جرحهم هؤلاء بالرد عليهم وتبرئة ساحتهم ، وإذا كان بعض ذلك مشروعاً ، إلا أن الخوف كل الخوف أن يتحول إلى مجرد انتصار للنفس وتنفيس للهم ، ينشغل بذلك عن الأوْلى والأهم .


أما النفوس العليَّة الكبيرة العامرة بنور القرآن ، وذكر الرحمن فإنها لا تلتفت إلى هذه الصغائر ، ولا تشغلها تلك التوافه عن السير قُدُماً في هذا الطريق ؛ فالناس في شغل ، وأولئك الأبرار في شغل آخر .. الناس في قيل وقال ، وأولئك الأطهار لهم شأن آخر وهم أعظم ، ومن نذر نفسه وجنّد وقته لخدمة دين الله تعالى فأسهر ليله وأشغل نهاره في تتبع أحوال المسلمين وعلاج مشكلاتهم أيجد في نفسه اطمئناناً لسماع الوشاة ، أو رغبة في الانتصار للذات ؟!


قد رشَّحوك لأمرٍ لو فَطِنْتَ له فاربأْ بنفسك أن تَرعَى مع الهَمَلِ

إن الأمة الإسلامية تمر بمرحلة خطيرة تكالبَ فيها الأعداء عليها من كل مكان ، وأمامها مفرق طريق ، ولا وقت هنا للهو والعبث والاشتغال بهذه الهموم الوضيعة التي أدنى ما فيها أنها تشتت الفكر ، وتقبض الصدر ، وتلهي الإنسان عن معالي الأمور .. !

الكاتب / أحمد بن عبد الرحمن الصويان
مجلة البيــان

منقول
 
إن الأمة الإسلامية تمر بمرحلة خطيرة تكالبَ فيها الأعداء عليها من كل مكان ، وأمامها مفرق طريق ، ولا وقت هنا للهو والعبث والاشتغال بهذه الهموم الوضيعة التي أدنى ما فيها أنها تشتت الفكر ، وتقبض الصدر ، وتلهي الإنسان عن معالي الأمور ..
ااااااااااااااه والله كل الامة الاسلامية تمر بمراحل خطيرة بسبب الاعداء وعليها ان تختار اما الطريق السليم واما العكس - وعلينا ان نبتعد عن الحقد والبغضاء ونحب بعضنا بعضا دون النظر لبعض الشكليات العابره
يسلمووووووووووووووووو وجزيتي العمل الصالح
كل الاحترام لهالموضوع المفيد بكلماته ومضمونها
بنت التحدي
 
إن هذه الصفة الجليلة من الصفات التي رفعت أقدار الصحابة رضي الله عنهم فها هو ذا سفيان بن دينار يقول : قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : ( كانوا يعملون يسيراً ويؤجَرون كثيرا ً» ). فقال سفيان : ولِمَ ذلك ؟ قال : ( لسلامة صدورهم )[4] .


اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا ياارحم الراحمين

جزاك الله خير موضوع جميل جداااااااااا:16:
 
اللهم أنت العالم بسريرتي فأصلحها وأنت العالم بحوائجي فأقضها
موضوع جدا طيب طاب حالك ولكن كلنا يعيش في هذا المجتمع الذي غلبت عليه الماديات وأمتلئت حقد وحسد ولو كان يملك من حطام الدنيا ،،ولكن بني آدم ما يملئ عينه الأ التراب كرمكم الله ولا هنتم،، ويرى عجائب من كل البشر سواء الأهل أو الأقارب أو الاصدقاء ويرى الطيب السوى ويرى الحاقد والحاسد والأ يحب الشر والمشاكل نسئل الله السلامه ولا حول ولا قوة الأ بالله وياليت على كذا أيضا بيفتروا ويتقولوا كلام ماقيل وفعل ماحصل ومع ذلك كلا حسيبه الله وفوضنا أمرنا لصاحب الأمر وحسبنا الله ونعما الوكيل واللهم طهر قلوبنا وأعمالنا الظاهره والباطنه من النفاق والرياء وأرحمنا وثبتنا بالقول الثابت وكلا بيجصل ماعمل وبيلاقيه من غير زياده ولا نقصان و((والصنيع الطيب أذا بيضيع عند العباد مايضيع عند رب العباد))
 
{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10
جزاك الله خيراً عزيزتي صمـــ الغروب ــــــــت
 
[align=center]
هذا ما يريده أعداء الأسلام في ضخ الأمور الدنيوية من أساسيات
الحياة الماجنة ,, والتي تبعدنا عن طريق الحق المستقيم حتى
لا تقوم للأمة الأسلامية قائمة ,, وللأسف الشديد نجاحهم
يزيد بين فترة وآُخرى ,, وهذا ما نشاهده في حياتنا
اليومية عبر كل الوسائل ,, ولكن مهما أستفحل
الظلم والفجور ستبقى راية الأسلام عالية
بهمة وإخلاص رجالها ونساءها ..
[/align]
 
اللهم طهر قلوبنا وأعمالنا الظاهرة والباطنة من النفاق والرياء وارحمنا وثبتنا بالقول الثابت.. اللهم آمين

بارك الله فيكم إخواني الأفاضل

وفقكم الله وجزاكم الخير العميم
 
بارك الله فيك على انتقائك لموضوع مهم ومميز
 
بوركتي غاليتي صمت الغروب
على روعة الطرح المميز
اسال الله ان يثبتنا على ديننا
وينصر الاسلام والمسلمين
امين يااااااااااارب:23:
جعله الله في ميزان حسناتك
كل الود
//
اميرة الاحساس
 
التعديل الأخير:
بوركتي غاليتي صمت الغروب
على روعة الطرح المميز
اسال الله ان يثبتنا على ديننا
وينصر الاسلام والمسلمين
امين يااااااااااارب:23:
جعله الله في ميزان حسناتك
كل الود
//
اميرة الاحساس

أشكرك أميرة الإحساس على التواصل العطر

تقبلي باقة ورد تفوح بعطور المحبة​
 
إذا أدمت قوارصكم فؤادي:7:صبرت على أذاكم وانطويت
وجئت إليكم طلق المحيا:7:كأني ما سمعت ولا رأيت
ماأجملها من كلما ت تحمل كل معاني العفو والصفح "واعفوا واصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم" شكرا على هذا الموضوع في ميزان حسناتك
 
العفو أختي أم أمجد

آمين
 

عودة
أعلى